الملاحظات
النتائج 1 إلى 10 من 10

الموضوع: أولئك لهم الأمن(1) ( 2 ) ( 3 )

أولئك لهم الأمن1 بسم الله الرحمن الرحيم أولئك لهم الأمن(1) إن الحديث عن الإيمان حديث مهم لكل من رضي بالله رباً، وبالإسلام

  1. #1 أولئك لهم الأمن(1) ( 2 ) ( 3 ) 
    ضي الأمل غير متواجد حالياً T৵હ.¸ اللهم إغفر لها وتغمدها برحمتك "¸.હ৵
    المشاركات
    16,625
    مهم, أولئك, الأمن1

    [frame="1 80"]أولئك لهم الأمن1


    بسم الله الرحمن الرحيم

    أولئك لهم الأمن(1)

    إن الحديث عن الإيمان حديث مهم لكل من رضي بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد – صلى الله عليه وسلم نبياً، والمؤمن مطالب بتعاهد إيمانه، والحرص على زيادته، وتنقيته مما يشوبه ويعلق به ولحاجتي إلى الموضوع أولاً حرصت أن أضرب بسهمي فيه، وأبحث عن ثمرات المتصفين به، وعوامل تقويته، ولأن الحق جل وعلا أمرنا بالتعاون على البر، والتواصي بالحق والصبر، نشرته؛ لتعم ثمرته، وتتم فائدته. الإيمان لغة: قال ابن منظور في لسان العرب: إن الإيمان مصدر آمن يؤمن إيماناً، فهو مؤمن، واتفق أهل العلم من اللغويين وغيرهم أن الإيمان معناه التصديق. والأمن ضد الخوف، وهو: طمأنينة النفس وزوال الخوف، والإيمان: التصديق المؤدي إلى الطمأنينة وقد سئل الخليل بن أحمد ما الإيمان؟ قال: هو الطمأنينة. ولأن العبد إذا آمن أمّنه الله وصار في أمانه، قال عز وجل: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُون} الأنعام: 82. ومن أسماء الحق جل وعلا: "المؤمن"، هو الذي يصْدق عباده وعده، فهو من الإيمان بمعنى التصديق. أو يؤمنهم في القيامة من عذابه، فهو من الأمان والأمن الذي هو ضد الخوف.والإيمان في الاصطلاح: عرفه أهل الحديث مالك والأوزاعي والشافعي وغيرهم من أهل العلم بأنه اعتقاد بالقلب، وقول باللسان. قال الله تعالى: {مِنَ الَّذِينَ قَالُواْ آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ} المائدة 41، وعمل بالأركان، قاله ابن عباس، والبراء، وقتادة، وغيرهم. ثمرات الإيمان: العلم الذي هو مطمح كل مؤمن. قال تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ}. ثمرة العلم العم به، ولا يقبل عمل بلا إيمان، وقال رجل للشافعي: أي الأعمال عند الله أفضل؟ وقال: ما لا يقبل العمل إلا به. قال: وما ذاك. قال: الإيمان بالله؛ هو أعلى الأعمال درجة، وأشرفها حظاً. ذكره ابن القيم في حاشيته على سنن أبي داود (12/293)، ودليل هذا قوله تعالى: {فَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ} قال السمعاني في تفسيره (2/408): {فَلا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ} أي: يتقبل عمله. قال القرطبي في تفسيره (11/339): {فَلا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ} أي: لا يجوز لعمله، أي: لا يضيع جزاؤه {وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ} لعمله حافظون نظيره {أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى}. الهداية والبشارة من الله المؤمنين بقوله تعالى: {قُلْ مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللّهِ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ}. ولاية الله للمؤمنين، وإخراجهم من الظلمات إلى النور بقوله تعالى: {اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ}. يقول ابن القيم في بدائع الفوائد (2/446): فالإيمان كله نور ومآله نور، ومستقره في القلب المضيء المستنير، المقترن بأثقل الأرواح المستنيرة. المؤمن أولى الناس بخليل الله ومصطفاه إبراهيم ومحمد عليهما الصلاة والسلام قال تعالى: {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَاللّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ} يقول الشيخ السعدي في تفسيره (1/134): "كانت الأديان كلها اليهود والنصارى والمشركون وكذلك المسلمون كلهم يدعون أنهم على ملة إبراهيم، فأخبر الله تعالى أن أولى الناس به محمد – صلى الله عليه وسلم – وأتباعه وأتباع الخليل قبل محمد – صلى الله عليه وسلم -. أما اليهود والنصارى والمشركون فإبراهيم برئ منهم ومن ولايتهم؛ لأن دينه الحنيفية السمحة". القوة المعنوية، والنصرة الحسية، لا تكون إلا للمؤمنين، يقول تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِم}، ويقول: {وَلَن يَجْعَلَ اللّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً} ويقول: {وَلَن يَجْعَلَ اللّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً}. الأمن النفسي، وكلما زاد إيمان العبد اطمأنت نفسه، وسكنت جوارحه، قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُون}. النجاة من عذاب الدنيا والآخرة تكون للمؤمنين، قال تعالى: {وَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُودًا وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا}، وقال: {وَأَنجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ{، وقال: {ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُواْ} قال الشيخ السعدي في التفسير (1/375): "وينجيهم من مكاره الدنيا والآخرة وشدائدهما" . والنجاة أيضاً من الغموم: {وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ}. الموعظة والذكرى لا ينتفع بها إلا المؤمنون }وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ{. قدم الصدق عند الله بشارة منه {وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُواْ أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِندَ رَبِّهِمْ}، وقال ابن كثير في معنى قول تعالى {قَدَمَ صِدْقٍ}، واختلفوا فيه فقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: أقدم صدق، سبقت لهم السعادة في الذكر الأول، وقال العوفي عن ابن عباس يقول: أجراً حسناً بما قدموا، وكذا قال الضحاك والربيع بن أنس وقال مجاهد: (قدم صدق) الأعمال الصالحة صلاتهم وصومهم وتسبيحهم، قال: ومحمد – صلى الله عليه وسلم – يشفع لهم (التفسير). دفاع الله عن المؤمنين قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ} يقول الشيخ السعدي في تفسيره (1/539): "هذه إخبار ووعد وبشارة من الله للذين آمنوا أن الله يدفع عنهم كل مكروه، ويدفع عنهم بسبب إيمانهم كل شر من شرور الكفار، وشرور وسوسة الشيطان، وشرور أنفسهم، وسيئات أعمالهم، ويحمل عنهم عند نزول المكاره ما لا يتحملون فيخفف عنهم غاية التخفيف، وكل مؤمن له من هذه المدافعة والفضيلة بحسب إيمانه فمستقل ومستكثر" . الفلاح. يقول الله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ}، قال الشيخ السعدي في تفسيره (1/547): "هذا تنويه من الله يذكر عباده المؤمنين فبذكر فلاحهم وسعادتهم، وبأي شيء وصلوا إلى ذلك، وفي ضمن ذلك الحث على الاتصاف بصفاتهم، والترغيب فيها، فليزن العبد نفسه وغيره على هذه الآيات، يعرف بذلك ما معه وما مع غيره من الإيمان زيادة ونقصاً، كثرة وقلة فقوله: }قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ{ أي قد فازوا وسعدوا ونجحوا وأدركوا كل ما يروه المؤمنون الذي آمنوا بالهل وصدقوا المرسلين وقال الشنقيطي في أضواء البيان (5/305)/. "وفلاح المؤمنين مذكور ذكراً كثيراً في القرآن كقوله: {وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُم مِّنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا}". المؤمن مجيب لنداء ربه، قال تعالى: {رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ}. يقول ابن القيم في الزاد (3/75): "لقد حرك الداعي إلى الله وإلى دار السلام النفوس الأبية والهمم العالية، وأسمع منادي الإيمان من كانت له أذن واعية، وأسمع الله من كان حياً فهزه السماع إلى منازل الأبرار، وحدا به في طريق سيده، فما حطت به رحالة إلا بدار القرار". الإخراج من الظلمات إلى النور، ويقول الحق جل وعلا: {اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ}. وتأمل – رحمك الله – في إفراده للنور وجمعه الظلمات، يقول ابن القيم في بدائع الفوائد (1/127): "ولما كانت الظلمة بمنزلة طرق الباطل، والنور بمنزلة طريق الحق، فقد أفرد النور، وجمع الظلمات، ووحد ولي الذين آمنوا وهو الله الواحد الأحد، وجمع الذين كفروا لتعددهم وكثرتهم، وجمع الظلمات وهي طرق الضلال والغي لكثرتها واختلافها، ووحد النور وهـو دينه الحـق، وطريقه المستقيم الذي لا طريق إليه ســواه" وقد سبق هذه الآية في سورة البقرة قول الحق تبارك وتعالى: {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ.} فذكر في هذه الآية الأساس، ثم ثنى بالثمرة، فأخبر تعالى أن الذين آمنوا بالله وصدقوا إيمانهم بالقيام بواجبات الإيمان، وترك ما ينافيه أن وليهم يتولاهم بولايته الخاصة، ويتولى تربيتهم، فيخرجهم من ظلمات الجهل والكفر والمعاصي والغفلة إلى نور العلم واليقين والإيمان والطاعة والإقبال الكامل على ربهم، وينور قلوبهم بما يقذفه فيها من نور الوحي والإيمان. أن الإيمان حلاوة يذوقها من وفقه الله للالتزام بصفات أهلها، أخرج البخاري في صحيحه في كتاب الإيمان. باب: حلاوة الإيمان (1/14) عن أنس، عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: "ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا الله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار" . قال النووي في شرح صحيح مسلم (2/13): قال العلماء – رحمهم الله – "معنى حلاوة الإيمان: استلذاذ الطاعات، وتحمل المشقات في رضى الله عز وجل ورسوله – صلى الله عليه وسلم -، وإيثار ذلك على عرض الدنيا" قال القاضي عياض في إكمال المعلم (1/102): "هذا الحديث بمعنى الحديث المتقدم ذات طعم الإيمان من رضي الله رباً ." وقال الحافظ في الفتــــــــــــح (1/60): وفي قوله (حلاوة الإيمان) استعارة تخيلية، شبه رغبة المؤمن في الإيمان بشيء حلو، وأثبت له لازم ذلك الشيء، وأضافه إليه، وفيه تلميح إلى قصة المريض والصحيح؛ لأن المريض الصفراوي يجد طعم العسل مرّاً، والصحيح يذوق حلاوته على ما هي عليه، وكلما نقصت الصحة شيئاً ما؛ نقص ذوقه بقدر ذلك" . الإيمان شجرة طيبة قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا.} (الرعد 24-25) قال ابن عباس في تفسير الآية: (كَلِمَةً طَيِّبَةً) شهادة أن لا إله إلا الله (كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ) المؤمن (أَصْلُهَا ثَابِتٌ) بقول: لا إله إلا الله في قلب المؤمن (وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء) يرفع بها عمل المؤمن إلى السماء. وهكذا قال الضحاك وسعيد بن جبير وعكرمة ومجاهد وغير واحد. تفسير ابن كثير 2/531 ، وليعلم أن شجرة الإيمان تحتاج إلى تعاهد وسقي، يقول ابن القيم في إعلام الموقعين (1/174): (ومنها أن الشجة لا تبقى حبة إلا بمادة تسقيها وتنميها، فإذا قطع عنها السقي أوشك أن تيبس، فهكذا شجرة الإيمان في القلب إن لم يتعاهدها صاحبها بسقيها كل وقت بالعلم النافع والعمل الصالح والعود بالتذكر على التفكر، والتفكر على التذكر وإلا أوشك أن تيبس، وفي مسند الإمام أحمد من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم –: "إن الإيمان يخلق في القلب كما يخلق الثوب فجددوا إيمانكم"، وبالجملة فالغرس إن لم يتعاهده صاحبه أوشك أن يهلك، ومن هنا تعلم شدة حاجة العباد إلى ما أمر الله به من العبادات على تعاقب الأوقات، وعظيم رحمته، وتمام نعمته، وإحسانه إلى عباده بأن وظفها عليها، وجعلها مادة لسقي غراس التوحيد الذي غرسه في قلوبهم. ومنها أن الغرس والزرع النافع قد أجرى الله سبحانه المادة أنه لا بد أن يخالطه دغل ونبت غريب. ليس من جنسه، فإن تعاهده ربه ونقاه وقلعه يحمل الغرس والزرع، واستوى وتم نباته، وكان أوفر لثمرته وأطيب وأزكى، وإن تركه أوشك أن يغلب على الغرس والزرع، ويكون الحكم له، أو يضعف الأصل، ويجعل الثمرة ذميمة ناقصة بحسب كثرته وقلته، ومن لم يكن له فقه نفس في هذا أو معرفة به؛ فإنه يفوته ربح كثير وهو لا يشعر، فالمؤمن دائماً سعيه في شيئين: سقي هذه الشجرة، وتنقية ما حولها، فبسقيها تبقى وتدوم، وبتنقية ما حولها تكمل وتتم، والله المستعان وعليه التكلان". أن أهل الإيمان بينهم رباط قوي، أسس دعائمه، وبين منهجه الرب جل وعلا حيث قال: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} ومن انضم إلى جماعة أهل الإيمان سيأنس برابطتهم، ويقطف ثمر أخوتهم. وبعد؛ فقد كان هذا عرضا موجزا لبعض ثمرات الإيمان، والمعروض نقطة من بحر عظيم يظفر بها من اتصف بصفات المؤمنين، وثمرة من شجرة مباركة. والمتأمل في آي الكتاب وحديث الحبيب – صلى الله عليه وسلم – يقف على الكثير منها.

    كتبته: د/ نوال العيد
    [/frame]

    H,gz; gil hgHlk(1) ( 2 ) ( 3 )







    رد مع اقتباس  

  2. #2  
    ضي الأمل غير متواجد حالياً T৵હ.¸ اللهم إغفر لها وتغمدها برحمتك "¸.હ৵
    المشاركات
    16,625
    [frame="3 80"]أولئك لهم الأمن2


    بسم الله الرحمن الرحيم

    أولئك لهم الأمن2

    من أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة أن الإيمان يزيد وينقص، يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية، وتوافرت الأدلة من الكتاب والسنة، وأقوال السلف الصالح على هذا المعنى قال تعالى: (لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ)(وَزِدْنَاهُمْ هُدًى) وقوله:(أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ) وقوله: (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانا)ً

    وقال عمير بن حبيب الخطمي وهو من أصحاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم -، الإيمان يزيد وينقص. قيلله: وما زيادته وها نقصانه؟ قال: إذا ذكرنا الله وحمدناه وسبحانه فتلك زيادته، وإذا غفلنا ونسينا فذلك نقصانه.

    وقال أبو الدرداء: إن من فقه العبد أن يتعاهد إيمانه، وما نقص منه، ومن فقه العبد أن يعلم أيزداد الإيمان أم ينقص، وإن من فقه الرجل أن يعلم نزعات الشيطان أنى تأتيه.

    وكان عمر بن الخطاب يقول لأصحابه: هلموا نزداد إيماناً فيذكرون الله عز وجل.وقال خيثمة بن عبدالرحمن: الإيمان يسمن في الخصب، ويهزل في الجدب، فخصبه العمل الصالح، وجدبه الذنوب والمعاصي.

    وقيل لبعض السلف: يزداد الإيمان وينقص. وقال: نعم. يزداد حتى يصير أمثال الجبال، وينقص حتى يصير أمثال الهباء، ذكر كل ما تقدم شيخ الإسلام في مجموع الفتوى (7/224).

    وسأقدم في ذكر عوامل تقويته آيةً في كتاب الله حوت صفات كاملي الإيمان قال تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا) سورة الأنفال: 4،3،2وتأمل ـ رحمك الله ـ استهلال الآية بأداة الحصر "إنما" وقد أفاد ابن القيم في إعلام الموقعين (2/155) وختمها حصر الكمال بـ "أولئك هم المؤمنون حقاً" يقول أبو السعود في تفسيره (4/4) (أولئك) إشارة إلى من ذكرت صفاتهم الحميدة من حيث إنهم متصفون بها، وفيه دلالة على أنهم متميزون بذلك عمن عداهم أكمل تميز، منتظمون بسببه في سلك الأمور المشاهدة، وما فيه من معنى البعد للإيذان بعلو رتبتهم وبعد منزلتهم في الشرف. (هم المؤمنون حقاً) لأنهم حققوا إيمانهم بأن ضموا إليه ما فضل من أفاضل الأعمال القلبية والقالبية. وحقاً صفة لمصدر محذوف أي أولئك هم المؤمنون إيماناً حقاً، لأنهم جمعوا بين الإسلام والإيمان بين الأعمال الباطنة والأعمال الظاهرة بين العلم والعمل بين أداء حقوق الله وحقوق عباده، وقدم تعالى أعمال القلوب لأنها أصل أعمال الجوارح، وأفضل منها

    وإليك عوامل تقويته

    الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم" جاء في قراءة ابن مسعود "فرقت قلوبهم" فإذا ذكر الله وجلت فحصل لها اضطراب لما تخافه من دونه، وتخشى من فوات نصيبها منه، فالرجل إذا ذُكر حاصل بسبب من الإنسان، وإلا فنفس ذكر الله يوجب الطمأنينة، لأنه هو المعبود لذاته، والخير كله منه قال تعالى: (نَبِّىءْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَ أَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمَ) {15/49} وقال: (اعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) وقال علي ـ رضي الله عنه ـ "لا يرجون عبد إلا ربه، ولا يخافن إلا ذنبه، فالخوف الذي يحصل عند ذكره هو بسبب من العبد وإلا فذكر الرب نفسه يحصل الطمأنينة والأمن، فما أصابك من حسنة فمن الله، وما أصابك من سيئة فمن نفسك، كما قال ذلك المريض الذي سئل كيف تجدك؟ فقال: أرجو الله، وأخاف ذنوبي، فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم -: "ما اجتمعا في قلب عبد مثل هذا الموطن إلا أعطاه الله ما يرجو وأمنه مما يخاف" ولم يقل بذكر الله توجل القلوب كما قال "ألا بذكر الله تطمئن القلوب" فذكره بالذات يوجب الطمأنينة، والوجل عارض بسبب ما في نفس الإنسان من التقصير في حقه والتعدي لحده، فهو كالزبد مع ما ينفع الناس، الزبد يذهب جفا، وما ينفع الناس يمكث في الأرض، فالخوف مطلوب لغيره ليدعو النفس إلى فعل الواجب وترك المحرم، وأما الطمأنينة بذكره وفرح القلب به ومحبته فمطلوب لذاته، ولهذا يبقى معهم هذا في الجنة فيلهمون التسبيح كما يلهمون النفس.

    قال شيخ الإسلام في النبوات (1/84). ولذا جاء في تفسير هذه الآية أنه الرجل يريد أن يظلم ويهم بمعصية، فينزع عنها. وهذا كقوله تعالى: (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى) وقوله: (وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ) انظر: الدار المنثور (4/12)

    حتى إذا أطاع العبد ربه رجاه أن يتقبل عمله، وخاف منه في قصور عمله وعدم الإتيان به على وجهه وعلى ما أرداه منه ربه، وقد أخرج الترمذي في سننه (5/327)، وابن ماجه في السنن (2/1404) عن عائشة زوج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قالت: سألت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن هذه الآية (والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة) قالت عائشة: "هم الذين يشربون الخمر ويسرقون، قال: لا يا بنت الصديق، ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون وهم يخافون أن لا يقبل منهم، أولئك الذين يسارعون في الخيرات. وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (1/304)

    والخوف من الله يورث العبد الهداية والعلم والرضا، قال تعالى: (هُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ) وقال: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء) وقال: (رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّه)ُ

    ولا يتصور أن ينفك مؤمن عن خوفه من ربه وإن ضعف، ويكون ضعفه بحسب ضعف إيمانه ومعرفته.والخوف من الله يكون بمعرفة أسمائه وصفاته، وبمعرفة كثرة ذنوب العبد وجنايته على نفسه

    فأخوف الناس لربه أعرفهم بربه وبنفسه ولذلك قال ـ صلى الله عليه وسلــم-: "والله أني لأعلمهم بالله، وأشدهم له خشية" أخرجه البخاري (5/2263)

    ولا شك أن معرفة أسماء الله وصفاته أساس إيمان العبد يقول: ابن القيم ـ رحمه الله ـ في الفوائد (156): "فاحمل بنيانك على قوة أساس الإيمان، فإذا تشعث شيء من أعالي البناء وسطحه كان تداركه أسهل عليك من خراب الأساس، وهذا الأساس أمران: صحة المعرفة بالله وأمره وأسمائه وصفاته. والثاني: تجريد الانقياد له ولرسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ دون ما سواه. فهذا أوثق أساس أسس العبد عليه، وبحسبه يعتلي البناء ما شاء، فاحكم الأساس، واحفظ القوة، ودم على الحمية، واستفرغ إذا زاد بك الخلط، والقصد القصد وقد بلغت المراد، وإلا فما دامت القوة ضعيفة والمادة الفاسدة موجودة والاستفراغ معدوم فاقرأ السلام على الحياة فإنها قد آذنتك بسرعة التوديع فيا من آمن بأن ربه سميع، كيف يسمعك وأنت تغتاب وتكذب وتنم وتسمع الحرام، أما آن لسمعك ولسانك أن يتقي ربه، ويامن يؤمن بأن ربه بصير كيف يبصرك على حرام وباطل وفي أماكن يبغضها، أما آن لك أن تقلع، وأين إيمانك بأنه معك، وأنه يراك، يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور، لحظاتك وخطراتك مطلع عليها، شديد العقاب، يغار أن تنتهك محارمه، وتضيع أوامره، جبار متكبر حي قيوم لا تخفى عليه خافية (ما غرك بربك الكريم)

    فواعجباً كيف تعرفه ثم لا تحبه، وأن تسمع داعيه ثم تتأخر عن إجابته، وأن تعرف قدر الربح في معاملته ثم تتعامل مع غيره، وأنتعرف قدر غضبه ثم تتعرض له، وأن تذوق ألم الوحشة في معصيته ثم لا تطلب الأنس بطاعته، وأن تذوق العذاب عند تعلق القلب بغيره ولا تهرب منه إلى نعيم الإقبال عليه والإنابة إليه!! وأعجب من هذا، علمك أن لا بد لك منه وأنك أحوج شيء إليه وأنت عنه معرض وفيما يبعدك عنه راغب!!

    وبعد هذه الفقرة اجلس مع نفسك جلسة محاسبة (ولتنظر ما قدمت لغد) وانظر إلى كثرة ذنبك مع إحسانه إليك، خيره إليك نازل وشرك إليه صاعد، فاقلع عن ما يغضبه واقبل على ما يرضيه، واقرأ في أسمائه وصفاته، وأنصحك هنا بكتب جيدة في بابها هي: التوحيد وإثبات صفات الرب لمحمد بن خزيمة، والقواعد المثلى في أسماء الله وصفاته الحسنى، وشرح العقيدة الواسطية كلاهما للشيخ محمد بن عثيمين ـ رحمهم الله ـ أجمعين، وكتاب صفات الله عز وجل الورادة في الكتاب والسنة لعلي السقاف ـ حفظه الله -

    (وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا)اعلم أن القلب والبدن محتاج إلى ينمو أن ويزيد حتى يكتمل ويصلح، فكما أن البدن محتاج إلى أن يزكى بالأغذية المصلحة له، والحمية عما يضره فلا ينمو إلا بإعطائه ما ينفعه، ومنع ما يضره، فكذلك القلب لا يزكو ولا ينمو ولا يتم صلاحه إلا بذلك، ولا سبيل له إلى الوصول إلى ذلك إلا من القرآن،وإن وصل إلى شيء منه من غيره فهو يسير لا يحصل له به تمام المقصود. قال تعالى: (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا)

    ومن أهم عوامل تقوية الإيمان تدبر القرآن قال تعالى: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) وقد عاب الحق على هؤلاء القوم بالرغم من أنهم كانوا يقرؤونه ويسمعونه، واعلم ـ حفظك الله ـ أن هجر القرآن على أضرب:

    هجر سماعه والإيمان به والإصغاء إليه.

    هجر العمل به والوقوف عند حلاله وحرامه وإن قرأه وآمن به.

    هجر تحكيمه والتحاكم إليه في أصول الدين وفروعه.

    هجر تدبره وتفهمه ومعرفة ما أراد المتكلم به منه.

    هجر الاستشفاء والتداوي به في جميع أمراض القلوب وأدوائها، فيطلب شفاء دائه من غيره، ويهجر التداوي به.

    وكل هذا داخل في قوله تعالى: (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا) وإن كان بعض الهجر أهون من بعض. وإذا شرع العبد في قراءة القرآن فليكن شأنه الخشوع والتدبر عند القراءة، والدلائل عليه أكثر من أن تحصر وأشهر وأظهر من أن تذكر، فهو المقصود المطلوب وبه تنشرح الصدور، وتستنير القلوب. قال تعالى: (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ). وأخرج ابن حبان في صحيحه ـ2/286) من طريق عطاء قال: دخلت أنا وعبيد بن عمير علىعائشة، فقلت لعبيد بن عمير: قد آن لك أن تزورنا، فقال: أقول يا أمّه كما قال الأول: زد غباً تزد حباً. فقال: فقالت دعونا من رطانتكم هذه. قال ابن عمير: أخبرينا بأعجب شيء رأيته من رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم -، قال: فسكتت ثم قالت: لما كان ليلة من الليالي قال: يا عائشة ذريني أتعبد الليلة لربي، قلت: والله إني لأحب قربك، وأحب ما سرك. قالت: فقام فتطهر ثم قام يصلي، قالت: فلم يزل يبكي حتى بل حجره. قالت: ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بل لحيته، قالت: ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بل الأرض. فجاء بلال يؤذنه بالصلاة فلما رآه يبكي قال: يا رسول الله لم تبكي وقد غفر الله لك ما تقدم وما تأخر. قال: أفلا أكون عبداً شكوراً، لقد نزلت علي الليلة آية ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها (إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار…). وحسنة الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (2/203) حديث رقم: 1468. وقام ـ صلى الله عليه وسلم بآية ترددها حتى أصبح (إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم). رواه النسائي في الكبرى (1/346)، وابن ماجه في السنن (1/429) وحسنه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه (1/429) ودخل عبادة بن حمزة على أسماء رضي الله عنها وهي تقرأ (فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم) فوقف عندها فجعلت تعيدها وتدعو فطال عليه ذلك، فذهب إلى السوق فقضى حاجته ثم رجع وهي تعيدها وتدعو. ورويت هذه القصة عن عائشة كما ذكر ذلك النووي في التبيان (44).

    ويقول الطبري: "إني لأعجب فيمن قرأ القرآن ولم يعلم تأويله كيف يلتذ، وهنا أوصيك أن يكون لك ورد تقرأه إن لم تحفظه من كتاب الله فهو زاد قلبك، ونور صدرك، وذهاب همك وغمك، ورفعة درجتك، واحرص أن تقرأ تفسير الآيات من كتب التفسير المعتبرة كتفسير ابن كثير، والقرطبي، وأضواء البيان للشنقيطي، وتيسير الكريم الرحمن للسعدي، فإن ذلك أدعى لحضور قلبك، ومعايشة معاني آي ربك، قال تعالى: (ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر) يقول مطر: "هل من طالب علم فيعان بقراءته

    [/frame]





    رد مع اقتباس  

  3. #3  
    ضي الأمل غير متواجد حالياً T৵હ.¸ اللهم إغفر لها وتغمدها برحمتك "¸.હ৵
    المشاركات
    16,625
    [frame="7 80"]أولئك لهم الأمن3


    بسم الله الرحمن الرحيم


    أولئك لهم الأمن3


    ربط الله تعالى بين الإيمان والتوكل فاشترط للإيمان تفويض الأمور إليه، والاعتماد عليه فقال: (وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) وأخبر تعالى عن رسله بأن التوكل كان ملجأهم ومعاذهم قال تعالى: (وَمَا لَنَا أَلاَّ نَتَوَكَّلَ عَلَى اللّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا)

    يقول ابن القيم في مدارج السالكين (2/127): "والعبد آفته: إما من عدم الهداية أو عدم التوكل، فإذا جمع التوكل إلى الهداية فقد جمع الإيمان كله" ولذا جاء من صفات السبعين ألفاً الذين يدخلون الجنة بغير حساب أنهم على ربهم يتوكلون، كما أخرج البخاري في صحيحه (5/2157).

    وأخرج الترمذي في السنن (4/573) وابن ماجه في السنن (2/102) من حديث عمر مرفوعاً: "لو أنكم كنتم تتوكلون على الله حق توكله لرزقتم كما يرزق الطير تغدو خماصاً وتروح بطاناً" قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح. وقال الألباني في صحيح سنن الترمذي (4/573): "صحيح".

    ·وتحقيق التوكل يكون بأمور عدة منها:

    من كان يؤمن بالله وصفاته كان توكله على الله أصلح وأقوى والمؤمن يفوض أمره لمن علم كمال حكمته ورحمته ولطفه وحسن اختياره، ويتوكل على من هو أرحم عليه من والدته، على من لا تبديل لكلماته، ولا راد لحكمه، والمؤمن عبد محض، والعبد المحض لا يسخط من جريان أحكام سيده البار المحسن بل يتلقاها كلها بالرضى به وعنه، والمؤمن محب صادق والمحب الصادق: من رضي بما يعامله به محبوبه. والعبد جاهل بعواقب الأمور، وسيده أعلم بمصلحته وبما ينفعه (أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) والمؤمن يعلم أن حظه من المقدور ما يتلقاه به من رضي وسخط فلابد له منه، فإن رضى فله الرضى وإن سخط فله السخط، فتوكل على الرزاق القوي الكريم البر الرحيم على من خزائنه ملأى لا تفضيها النفقة، ويده ممدودة بعطائها آناء الليل والنهار.

    الأخذ بالسبب دون الاعتماد عليه، فالمريض يتناول الدواء للشفاء ولا يعتمد عليه بل يفوض أمره لله، والتجرد من الأسباب ممتنع عقلاً وشرعاً وحساً، وما أخل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بشيء من الأسباب فقد ظاهر يوم أحد بين درعين كما أخرج أبو داود (3/31) وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود (3/31) وأخرج البخاري في صحيحه (5/2048) من حديث عمر أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان يبيع نخل بني النفير، ويحبس أهله قوت سنتهم. وهو سيد المتوكلين. وكان إذا سافر في جهاد حمل الزاد والمزاد. فالتوكل لا يتم إلا برفض الأسباب عن القلب، وقيام الجوارح بها، فيكون منقطعاً منها متصلاً بها، فاعتمد على الله وأستند إليه فإنه نعم الوكيل، ونعم المولى والنصير، وشبه ابن القيم في كتابه مدارج السالكين (2/1272) المؤمن بالطفل الرضيع الذي لا يعرف شيئاً إلا ثدي أمه يأوي إليه، وكذلك المتوكل لا يأوي إلا إلى ربه سبحانه.

    حسن الظن بالله عز وجل، فعلى قدر حسن ظنك بربك ورجائك له يكون توكلك عليه، ولذلك فسّر بعضهن التوكل بحسن الظن بالله. والتحقيق: أن حسن الظن بالله يدعو العبد إلى التوكل عليه. إذ لا يتصور التوكل على من ساء ظنك به، ولا التوكل على من لا ترجوه، وجاء في الحديث القدسي: أنا عند حسن ظن عبدي بي" الذي أخرجه البخاري في صحيحه (6/2694). وكلما كان العبد حسن الظن بالله حسن الرجاء له صادق يتوكل عليه فإن لا يخيب أمله فيه البتة، فإنه سبحانه لا يخيب أمل آمل ولا يضيع عمل عامل.

    التفويض وهو روح التوكل وحقيقته، وهو إلقاء أموره كلها إلى الله، وإنزالها به طلباً واختياراً لا كرهاً واضطراراً، يقول ابن القيم في المدارج (2/122): "كتفويض الابن العاجز الضعيف المغلوب على أمره كله أموره إلى أبيه العالم بشفقته عليه ورحمته وتمام كفايته وحسن ولايته له وتدبيره له، فهو يرى أن تدبير أبيه له خير من تدبيره لنفسه وقيامه بمصلحته خير من قيامه لنفسه "وأفوض أمري إلى الله" والمفوض لا يفوض أمره إلى الله إلا لإرادته أن يقضي له ما هو خير له في معاشه ومعاده، وإن كان المقضي له خلاف ما يظنه خيراً فهو راض به.

    ثمرة التوكل الرضا ومن عرّف التوكل بالرضا فقد فسره بأجمع ثمراته، وأعظم فوائده، فإنه إذا توكل الإنسان حق التوكل رضي بما يفعله وكيله.

    يقول شيخ الإسلام: المقدور يكتنفه أمران: 1- التوكل قبله. 2- الرضا بعده، فمن توكل على الله قبل الفعل، ورضي بالمقضي له بعد الفعل، فقد قام بالعبودية. نقله عنه ابن القيم في المدارج (2/122). وهذا معنى قول النبي – صلى الله عليه وسلم – في دعاء الاستخارة: "اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم" فهذا توكل وتفويض. ثم قال: "فإنك تعلم ولا أعلم وتقدر ولا أقدر وأنت علام الغيوب" فهذا تبرؤ إلى الله من العلم والحول والقوة وتوسل إليه سبحانه بصفاته التي هي أحب ما توسل إليه بها المتوسلون، ثم سأل ربه أن يقضي له ذلك الأمر إن كان فيه مصلحته عاجلاً أو آجلاً وأن يصرفه عنه إن كان فيه مضرته عاجلاً أو آجلاً، فهذه حاجته التي سألها، فلم يبق عليه إلا الرضا بما يقضيه له، فقال: "واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به" وقد أخرج دعاء الاستخارة البخاري في صحيحه (1/391).

    والتوكل على الله نوعان:

    أحدهما: توكل عليه في جلب حوائج العبد وحظوظه الدنيوية، أو دفع مكروهاته ومصائبه الدنيوية.

    والثاني: التوكل عليه في حصول ما يحبه هو ويرضاه من الإيمان واليقين والجهاد والدعوة إليه.

    يقول ابن القيم في الفوائد (138): "وبين النوعين من الفضل ما لا يحصيه إلا الله، فمتى توكل عليه العبد في النوع الثاني حق توكله"، كفاه النوع الأول تمام الكفاية

    قال تعالى: (الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ) واعلم أن الصفات الثلاثة المتقدمة على هاتين الصفتين مرتبة على أحسن جهات الترتيب: فالأولى: الوجل من عقاب الله، والثانية: الانقياد لتكاليف الله، والثالثة: الانقطاع بالكلية عما سوى الله. وهذه الثلاث متعلقة بالقلوب والبواطن، ثم انتقل منها إلى رعاية أحوال الظاهر، ورأس الطاعات المعتبرة وعمود الدين: الصلاة، فاحرص على أدائها في أوقاتها، جاء في حديث ابن مسعود سال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: أي العمل أحب إلى الله؟ قال: "الصلاة على وقتها". قال: ثم أي؟ قال: "بر الوالدين". قال: ثم أي؟ قال: "الجهاد في سبيل الله". أخرجه البخاري في صحيحه (1/197) وتقدم ولا تتأخر فلا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله، أخرج مسلم في صحيحه (1/325) من حديث أبي سعيد الخدري أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم - رأى في أصحابه تأخراً، فقال له: "تقدموا فائتموا بي وليأتم بكم من بعدكم، لا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله"

    واحرص على فلاحك فإن يكون بخشوع صلاتك (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ). واعلم أنه ليس لك من صلاتك إلا ما عقلت منها، واحذر صلاة المنافق الذي ذكر ربك حاله في كتابه فقال: (وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً) وقال – صلى الله عليه وسلم – عن صلاته، تلك صلاة المنافق يجلس يرقب الشمس حتى إذا كانت بين قرني الشيطان قام فنقر أربعاً لا يذكر الله فيها إلا قليلاً" أخرجه الترمذي في جامعه (1/301) من حديث أنس بن مالك. وقال: حديث حسن صحيح. وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي (1/301).

    وتأمل أن أول ما تحاسب عليه يوم القيامة الصلاة، فإن صلحت صلح سائر عملك، وإن فسدت فسد، فأتم نقصها بنوافل تؤديها تتقرب بها إلى خالقك وسيدك أخرج أبو داود في سننه (1/229) من حديث أبي هريرة مرفوعاً: "أول ما يحاسب الناس به يوم القيامة من أعمالهم الصلاة. قال: يقول ربنا عز وجل لملائكته، وهو أعلم، انظروا في صلاة عبدي أتمها أم نقصها، فإن كانت تامة كتبت له تامة، وإن كان انتقص منها شيئاً قال: انظروا هل لعبدي من تطوع، فإن كان له تطوع قال: أتموا لعبدي فريضته مـن تطـوعه، ثم تؤخـذ الأعمال على ذاكـم" وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود (864)

    ثم ذكر الحق جل وعلا الإنفاق وهو من عوامل تقوية الإيمان. والصدقة برهان على إيمان فاعلها وتصديقه لربه كما جـاء في الحديث الذي أخرجه مسلم في صحيحه: (1/203) من حديث أبي مالك الأشعري عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: "الصدقة برهان". والإنفاق صفة من صفات المتقين: (وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء) بل في آخر لحظة من لحظات العبد يتذكر العمل الصالح عموماً والصدقة خصوصاً، قال تعالى: (وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ)، يقول يحيى بن معاذ: عجبت ممن يبقي معه مالاً وهو يسمع قوله تعالى: (إِن تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا) وقد روى الترمذي في جامعـه (5/11) عن معاذ بن جبل، قال: كنت مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في سفر، فأصبحت يوماً قريباً منه ونحن نسير، فقال: "ألا أدلك على أبواب الخير: والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، وصلاة الرجل من جوف الليل ثم تلا : (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ) قال الترمذي: حديث حسن صحيح. وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي

    والصدقة تفدي العبد من عذاب الله تعالى فإن الذنوب والخطايا تقتضي هلاك العبد، فتجيء الصدقة تفديه من العذاب وتفكه منه، ولهذا قال النبي – صلى الله عليه وسلم – في الحديث الصحيح لما خطب النساء يوم العيد: "يا معشر النساء تصدقن ولو من حليكن فإني رأيتكن أكثر أهل النار"، وقال أيضا: "ما منكم من أحد إلا وسيكلمه الله يوم القيامة ليس بين الله وبينه ترجمان، ثم ينظر فلا يرى شيئاً قدامه، ثم ينظر بين يديه فتستقبله النار، فمن استطاع منكم أن يتقي النار ولو بشق تمرة"

    ولا ننسى أن الأعمال الصالحة من أهم العوامل المعينة على تقوية إيمان العبد، فتزود فإن خير الزاد التقوى، يقول ابن القيم في الفوائد (239): "السنة شجرة، والشهور فروعها، والأيام أغصانها، والساعات أوراقها، والأنفاس ثمرها، فمن كانت أنفاسه في طاعة، فثمرة شجرته طيبة، ومن كانت في معصية، فثمرته في حنظل، وإنما يكون الجذاذ يوم المعاد فعند الجذاذ يتبين حلو الثمار من مرّها"

    واعلم – رحمك الله – أن الله أقطعك حياة، ازرعها بما شئت، فستجني ما غرسته يداك، يقول الحق جل وعلا: (مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِه)ِ


    وهنا أنبه على أمور:

    سابق إلى الطاعات، نافس أهلها عليها، يقول الله تعالى: (وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) وقوله: (سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالأرْضِ) وقال: (وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ). وجاء في حديث أخرجه أبو داود (4/255) وصححه الألباني (4810) "التؤدة في كل شيء إلا في عمل الآخرة" واحذر أن تتأخر فيؤخرك ربك

    داوم على عملك الصالح، واعلم أنما حرمت الطاعة بذنب أصبته، و"أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل" كما جاء عنه – صلى الله عليه وسلم – في حديث عائشة الذي أخرجه البخاري (5/2373).


    فيا من كان للفرائض مؤدياً، وعلى النوافل مواظباً، وإلى حلق الذكر سابقاً، علام تأخرت؟ ولم للشيطان استسلمت؟ اعلم أن ما فعلت مؤشر على ضعف إيمانك، فارجع إلى عمل صالح وداوم عليه حتى تلقى ربك: (وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ)

    اصدق مع الله في تقربك له يقربك إليه، أخرج البخاري في صحيحه (6/2694) من حديث أبي هريرة قال: قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: من تقرب إلى الله شبراً تقرب إليه ذراعاً، ومن تقرب إليه ذراعاً تقرب إليه باعاً، ومن أتاه يمشي أتاه الله هرولة". يقول ابن القيم في الفوائد (286): "ليس للعبد شيء أنفع من صدقه مع ربه في جميع أموره، مع صدق العزيمة، فيصدقه في عزمه وفي فعله، قال تعالى: (فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ)، وصدق العزيمة: جمعها وجزمها وعدم التردد فيها، بل تكون عزيمة لا يشوبها تردد ولا تلوّم. فإذا صدقت عزيمته، بقي عليه صدق الفعل، وهو استفراغ الوسع وبذل الجهد فيه وأن لا يتخلف عنه بشيء في ظاهره وباطنه"

    حضور مجالس الذكر وحلق العلم: إن حضور مجالس الذكر ودروس العلم يقوي إيمان العبد، ويزيد صلته بربه، واستمع لأمر ربك: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ) يقول الشيخ السعدي – رحمه الله – (1/475): "يأمر الله نبيه – صلى الله عليه وسلم – وغيره أن يصبر نفسه مع المؤمنين العباد المنيبين (الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِي) أي: أول النهار وآخره، يريدون بذلك وجه الله، فوصفهم بالعبادة والإخلاص فيها، ففيها الأمر بصحبة الأخيار ومجاهدة النفس على صحبتهم ومخالطتهم وإن كانوا فقراء فإن في صحبتهم من الفوائد ما لا يحصى" وأخرج مسلم في صحيحه (4/2106) من حديث حنظلة الأسيدي وكان من كتاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: لقيني أبو بكر فقال: كيف أنت يا حنظلة؟ قال: قلت نافق حنظلة قال: سبحان الله ما تقول قال: قلت: نكون عند رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يذكرنا بالنار والجنة حتى كأنا رأي عين، فإذا خرجنا من عند رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات نسينا كثيراً. قال أبو بكر: فوالله إنا لنلقي مثل هذا، فانطلقت أنا وأبوبكر حتى دخلنا على رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، قلت: نافق حنظلة يا رسول الله،فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وما ذاك، قلت يا رسول الله تكون عندك تذكرنا بالنار والجنة حتى كأنا رأي عين، فإذا خرجنا من عندك عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات نسينا كثيراً، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم –: " والذي نفسي بيده إن لو تدومون على ما تكونون عندي وفي الذكر لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم ولكن يا حنظلة ساعة وساعة" ثلاث مرات

    قال المباركفوري في تحفة الأحوزي (7/184): "(لو تدومون) أي في حال غيبتكم مني (على الحال التي تقومون بها من عندي) أي من صفاء القلب والخوف من الله تعالى (لصافحتكم الملائكة)". وتأمل هذا الحديث وما ذكره الله عن أهل الجنة في كتابه: {قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ * فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ * إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ{

    ولذا شرط رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لحلاوة الإيمان ثلاثة شروط كما أخرج البخاري في صحيحه (1/14) من حديث أنس مرفوعاً: "ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا الله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار"

    وتذكر أن العلم هو ميراث الأنبياء، وهو الذي جعل الحق أهله شهوداً على وحدانيته: (شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ) والعلم والإيمان توأمان، ولهذا قرن بينهما سبحانه في قوله: (وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ)

    وقال: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ). واعلم – وفقك الله – أن أفضل ما اكتسبته النفوس وحصلته القلوب، ونال به العبد الرفعة في الدنيا والآخرة هو العلم والإيمان. فمن أخلص لله الطلب وفق الإيمان يجد حلاوته في قلبه

    الدعوة إلى الله تعالى:

    "إن من أهم عوامل تقوية إيمان العبد دعوته خلق الله إلى طريق الله المستقيم، "وقد أقسم تعالى بالعصر الذي هو الليل والنهار محل أفعال العباد وأعمالهم أن كل إنسان خاسر، والخاسر ضد الرابح، والخسارة مراتب متعددة متفاوتة، وعمم الله الخسارة لكل إنسان إلا من اتصف بأربع صفات: الإيمان بما أمر الله بالإيمان به، ولا يكون الإيمان بدون العلم فهو فرع عنه لا يتم إلا به، والعمل الصالح وهذا شامل لأفعال الخير كلها الظاهرة والباطنة المتعلقة بحقوق الله، وحقوق عباده الواجبة والمستحبة، والتواصي بالحق الذي هو الإيمان والعمل الصالح، أي يوصي بعضهم بعضاً بذلك ويحثه عليه ويرغبه فيه، والتواصي بالصبر على طاعة الله وعن معصية الله وعلى أقدار الله المؤلمة، فبالأولين يكمل العبد نفسه، وبالأمرين الأخيرين يكمل غيره، وبتكميل الأمور الأربعة يكون العبد قد سلم من الخسارة، وفاز بالربح العظيم"

    قال الشيخ السعدي في تفسيره (934) هب – رحمك الله – أنك مررت بمريض معك دواؤه، وأنت عالم بدائه، فأعرضت عنه صفحاً، وما باليت به، جزماً أنك ستتهم نفسك، إن مرضى القلوب بيننا كثر، وأنت تعلم أن علتهم إما من شبهة أو شهوة، وقد علمت من علاجها ما علمت، فعلام لا تسقيهم كأساً من دواء توقن بنتيجته، لقد أمر الله أنبياءه أن يأمروا أممهم أن يكونوا معلمي الناس الخير: (مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُواْ عِبَادًا لِّي مِن دُونِ اللّهِ وَلَكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ)

    يقول ابن القيم في زاد المعاد (3/10): وإن السلف مجمعون على أن العالم لا يستحق أن يسمى ربانياً حتى يعرف الحق ويعمل به ويعلّمه، فمن علم وعمل وعلّم فذاك يدعى عظيماً في ملكوت السموات والأرض" بل إن المؤمن يحمل همَّ دعوة الناس في حياته حتى وبعد مماته، قال تعالى عن الرجل الصالح الذي أكرمه ربه بدخول جنته: (قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ) فحمل هم دعوتهم حيّاً وميتاً. والطفيل بن عمرو الدوسي لما سمع الحق وآمن به، قال للحبيب – صلى الله عليه وسلم -: "يا محمد إن قومك جاؤوني فقالوا لي كذا وكذا، فأخبرته بما قالوا، وقد أبى الله إلا أن أسمعني منك ما تقول، وقد وقع في نفسي أنه حق فاعرض علي دينك" فعرض عليه الإسلام فأسلم ثم قال: "إني أرجع إلى دوس وأنا فيهم مطاع وأدعوهم إلى الإسلام لعل الله أن يهديهم". سير أعلام النبلاء (1/345). إن همة الطفيل أبت عليه بعد سماعه للحق أن لا يدعو إليه قومه، فاستأذن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في ذهابه إليهم، ودعوتهم. فأين همتك؟! وكم نفع الله بك؟ فبقدر ما تزكي ثمرة علمك، يضاعفه الله لك

    الدعاء:

    أخرج الحاكم في المستدرك (1/45) من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – "إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب، فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم" وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير (1590)

    وأخرج مسلم في صحيحه (4/1994) من حديث أبي ذر عن النبي – صلى الله عليه وسلم – فيما يرويه عن ربه أنه قال: "يا عبادي كلكم مذنب إلا من عافيت فاستغفروني أغفر لكم، ومن علم أنني أقدر على المغفرة فاستغفرني بقدرتي غفرت له ولا أبالي، و كلكم ضال إلا من هديت فاستهدوني أهدكم." الحديث. فالهداية والإيمان من عند الله وبيده، فاطلبها من كريم، وأبشر بالإجابة، وادع ربك خوفاً وطمعاً، قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "إني لا أحمل هم الإجابة، ولكن أحمل هم الدعاء، فإذا ألهمت الدعاء علمت أن الإجابة معه"

    الزهد في الدنيا والإعراض عن أهلها: فاحذر الدنيا وابتعد عنها، وتأمل وصف ربك لها، وصفها بزهرة، وأسرع ما يذبل في الشجر زهرها: (وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنيَا). وبأنها متاع الغرور (وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ) تفتن بزخرفها، وتخدع بغرورها، وتفر بمحاسنها، ثم هي متنقلة ومنتقل عنها إلى دار القرار، ووصفها بأنها لعب ولهو تلهو بها النفوس، وتلعب بها الأبدان، واللعب واللهو لا حقيقة لهما، وأنهما مشغلة للنفس، مضيعة للوقت، يقطع بها الجاهلون أوقاتهم فيذهب ضائعاً في غير شيء، يقول تعالى: {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} فزهد الله عباده في الدنيا، وأخبر بخستها وقلتها وانقطاعها وسرعة فنائها، والترغيب في الآخرة، والإخبار بشرفها ودوامها، فإذا أراد الله بعبد خيراً أقام في قلبه شاهداً يعاين به حقيقة الدنيا والآخرة ويؤثر منهما ما هو أولى بالإيثار"

    وأخرج الطبراني في معجمه الكبير (8/299) من حديث الضحاك بن سعيان قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: "يا ضحاك، ما طعامك؟" قلت: اللحم واللبن. قال: "ثم يصير إلى ماذا؟" قلت: يصير إلى ما قد علمت، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: "إن الله عز وجل ضرب ما يخرج من ابن آدم مثلاً للدنيا" وحسنه الألباني في صحيح الجامع (1739). وتأمل إلى المشبه والمشبه به ثم تعرف على وجه الشبه، فإن الخبث إذا احتبس في بطن العبد أدى به إلى الوفاة، وكذلك الدنيا إذا احتبست في قلب العبد قادته إلى الهلاك (أموات غير أحياء) وما يخرج من ابن آدم كان أوله طيباً لذيذاً ثم صار آخره نتناً خبيثاً، وهذا حال العبد مع الدنيا، وقد أخبر النبي – صلى الله عليه وسلم – أنها لو ساوت عند الله جناح بعوضة ما سقى كافراً منها شربة ماء، وأنها أهون على الله من السخلة الميتة على أهلها، وأن مثلها في الآخرة كمثل ما يعلق بأصبع من أدخل أصبعه في البحر، وأنها ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه وعالم متعلم، وأنها سجن المؤمنين وجنة الكافرين. وأمر العبد أن يكون فيها كأنه غريب أو عابر سبيل، ويعد نفسه من أهل القبور، وإذا أصبح فلا ينتظر المساء، وإذا أمسى فلا ينتظر الصباح، ونهى عن اتخاذ ما يرغب فيها، ودعا على عبد الدنيا والدرهم بالتعس والانتكاس وعدم إقالة العثرة بالانتقاش

    وأخبر أن الحرص عليها وعلى الرئاسة والشرف يفسد الدين كإفساد الذئبين الضاريين إذا أرسلا في زريبة غنم أو أشد إفساداً، فأكمل الناس فيها لذة من جمع بين لذة القلب والروح ولذة البدن، فهو يتناول لذّاته المباحة على وجه لا ينقص حظه من الدار الآخرة،ولا يقطع عليه لذة المعرفة والمحبة والأنس بربه، فهذا ممن قال تعالى فيه: (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِي لِلَّذِينَ آمَنُواْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَة)، وأبخسهم حظاً من اللذة من تناولها على وجه يحول بينه وبين لذات الآخرة، فيكون ممن يقال فهم يوم استيفاء اللذات: (أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُم بِهَا) فهؤلاء تمتعوا بالطيبات، وأولئك تمتعوا بالطيبات، وافترقوا في وجه التمتع: فأولئك تمتعوا بها على الوجه الذي أذن لهم فيه، فجمع لهم بين لذة الدنيا والآخرة، وهؤلاء تمتعوا بها على الوجه الذي دعاهم إليه الهوى والشهوة، وسواء أُذِن لهم فيه أم لا، فانقطعت عنهم لذة الدنيا وفاتتهم لذة الآخرة، فلا لذة الدنيا دامت لهم، ولا لذة الآخرة حصلت لهم

    وبعد وقفة سريعة مع عوامل تقوية الإيمان، أوصيك ـ أيّها القارئ الكريم ـ بوصايا فاحفظها ثم ترجمها إلى واقع تعايشه وتأنس به وتقطف ثمرته:

    اعزم على قراءة كتاب في أسماء الله وصفاته، وقد ذكرت بعضها فيما تقدم

    حدد لك ورداً من كتاب الله تقرؤه وتفهم معانيه وتحفظه وتقوم به في صلاتك

    أكثر من الطاعات ما استطعت، وسابق إليها، واعلم أن الصلاة كانت عليك كتاباً موقوتاً، وأتمها بالنوافل. وصيامك جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، والحج والعمرة ينفيان الذنوب كما تنفي النار خبث الحديد

    احرص على قراءة أذكار الصباح والمساء في أوقاتها، فإنها زاد لقلبك، فلا تحرمه زاده

    احرص على أن يراك ربك فيما يحب، وإن مما يحب حلق الذكر، فاثنِ ركبك فيها "فإن لها قوما لا يشقى بهم جليسهم"

    كن ممن تضع الملائكة أجنحتها له، وابحث عن طرق الجنة، وتعلم علماً يرفعك ربك به درجات

    احرص على الدعاء فإنه يعتلج والقضاء، وأيّهما سبق وقع، وأكثر ما يسبق الدعاء، فاسأل الله أن يحبب إليك الإيمان ويزينه في قلبك، ويكره إليك الكفر والفسوق والعصيان ويجعلك من الراشدين

    وفي خاتمة المطاف تذكر قول ربك: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ)

    يقول ابن القيم في الفوائد (140): "فتضمّنت هذه الآية أموراً، منها: أن الحياة النافعة إنما تحصل بالاستجابة لله ورسوله، فمن لم تحصل له الاستجابة، فلا حياة له، وإن كانت له حياة فهي بهيمية مشتركة بينه وبين أرذل الحيوانات. فالحياة الحقيقية الطيبة هي حياة من استجاب لله والرسول ظاهراً وباطناً، فهؤلاء هم الأحياء وإن ماتوا، وغيرهم أموات وإن كانوا أحياء الأبدان

    كتبته: د/نوال العيد
    [/frame]





    رد مع اقتباس  

  4. #4  
    المشاركات
    5,507
    جزاكـ الله خيــــــــــر ملوكه





    رد مع اقتباس  

  5. #5  
    جزاك الله خيــــــــــر ملاك





    رد مع اقتباس  

  6. #6  
    ضي الأمل غير متواجد حالياً T৵હ.¸ اللهم إغفر لها وتغمدها برحمتك "¸.હ৵
    المشاركات
    16,625
    هلا فيكي اميرة الذوق منورة ورب السماء





    رد مع اقتباس  

  7. #7  
    المشاركات
    7,058
    بارك الله لكِ
    وجزاكِ الخير ان شاء الله






    رد مع اقتباس  

  8. #8  
    المشاركات
    877
    جزاك الله خير ملاك

    تقبلي مروري

    تحياتي إلك ،،،





    رد مع اقتباس  

  9. #9  
    ضي الأمل غير متواجد حالياً T৵હ.¸ اللهم إغفر لها وتغمدها برحمتك "¸.હ৵
    المشاركات
    16,625
    هلا وغلا سوسو الله يسعد قلبك يارب





    رد مع اقتباس  

  10. #10  
    المشاركات
    3,540
    مشكوووووور
    جزاك الله خير
    تحياتي:البــــرنس





    رد مع اقتباس  

المواضيع المتشابهه

  1. نعمة الأمن
    بواسطة بوغالب في المنتدى رياض المؤمنين
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 15-May-2010, 02:33 PM
  2. معقولة رجل الأمن في الحج بالمنظر ذا !!!! (( صورة ))
    بواسطة ملكة الأماكن في المنتدى اخبار واحداث الشارع - اخبار محليه - عالميه
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 05-Mar-2008, 03:21 AM
  3. الأمن يسيطر على مظاهرة حاشدة في الدمام
    بواسطة هووواوووي في المنتدى اخبار واحداث الشارع - اخبار محليه - عالميه
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 01-Jan-2008, 02:36 PM
  4. أثر القرآن الكريم في الأمن النفسي
    بواسطة عذاري في المنتدى الطب البديل - العلاج و التداوي بالاعشاب
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 11-Sep-2006, 05:16 PM
  5. رجال الأمن ينقذون باكيتا في مجمع الراشد
    بواسطة EnG.MiMo_755 في المنتدى كرة القدم المحلية و العربية و الاوربية
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 14-Aug-2006, 03:35 AM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

عرض سحابة الكلمة الدلالية

المفضلات
المفضلات
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •