الملاحظات
صفحة 9 من 12 الأولىالأولى ... 7891011 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 81 إلى 90 من 120

الموضوع: سلسة رائعة ومميزة لعباقرة الكتاب

  1. #81  
    الخلق الحسن ودورة في بناء الشخصية الانسانية





    يسعى الإنسان العاقل دائماً إلى التطوير من نفسه ليظهر بالشكل اللائق أمام الآخرين بحكم أن الإنسان ليس معزولاً عن الوسط المحيط به؛ وضرورة تعامله مع الآخرين تحتم عليه فعل ذلك؛ والشكل اللائق الذي أقصده إنما هو مضمون هذا الإنسان وجوهره لا المظهر الخارجي؛ على أن المظهر الخارجي له التقييم والاعتبار؛ لكن المضمون هو الثابت؛ وهو الأساس الذي يُـقيم من خلاله الإنسان في أي مجتمعٍ كان.

    من هنا يتطلع الباحثون وعلماء الاجتماع وكلُّ ذي لبٍّ وضمير إلى تحديد ملامح الشخصية الإنسانية الرفيعة استناداً على سمةٍ يتميزُ بها الإنسان عن سائر الخلق؛ ألا وهي خُلق الإنسان؛ ومن ثمَّ يقومون بدعوة الآخرين إليها والسعي ليحذوا كلُّ إنسان ملامحها. لكن يتبادر في ذهن المرء السؤال التالي، لمَ نقوم على بناء وتحديد هذه الملامح؟. أهل الهدف من وراء ذلك هو فقط من أجل تحقيق نجاح الإنسان في مسيرة حياته؟ أم أن ذلك يتعدى هذا المفهوم الضيق لمفهوم أعمَّ وأكثر شمولية؟. وأقصد من طرحي هذا الاستفسار هو المجتمع برمته!.

    فلأجل أن أعرف مقدار أهمية هذا البناء على المستوى الفردي يتوجب عليَ إدراك أهميته على المجتمع. إن وجدتُ المجتمع على حالٍ جيد أعرف أن أجزائه (الأفراد) هم على حالٍ جيدة وأستطع استخلاص ملامحهم وتدوينها لتكون لي معياراً ونبراساً لغير وقتٍ من الزمان؛؛ وإن وجدتُ المجتمع على حال سيء عندها أدرك ثمة خللاً موجود؛ وأن تلك الملامح الإنسانية الرفيعة هي غير موجودة أصلاً أو أن الناس وبحكم نظرتهم الضيقة لا يرون أهميتها على النطاقات الواسعة (المجتمع) فلا نراهم يمتثلون بها.

    وسواءً أكان عدم امتثالهم بها سببه قصور في الوعي والإدراك لأهميتها على المجتمع، أم كان سببه هو عدم تحليهم بتلك الأخلاق من أصله، أم كان سببه غيابَ المرجعَ الأساسيَّ عنهم الذي تُـستمد منه الأخلاق فكانوا تائهين ناسين أنهم بشر وأن للبشر أحكام وقواعد، فإنني الآن سأسلط الضوء على المجتمع، ومنه نرى الأمثلة المليئة بالآفات لنشخصها ولنضع الحلول لها.

    على أنني سأكون واضحاً منذ البداية؛؛ وأقول للمتسائل عن أنه هناك العديد من الباحثين الاجتماعيين الذين وضعوا الحلول للكثير من الآفات الاجتماعية التي سأظهرها الآن ومع ذلك فالآفات موجودة والملامح الإنسانية الرفيعة صُلب الموضوع لا أحد يمتثل لها؛ أقول لهذا المتسائل وأجيبه بأن تلك الحلول لعلها تفتقر إلى الروحانية وهي مادية أكثر من روحية؛ علاوةً على أنها قد لا تستند إلا إلى اجتهادات أوجدها الإنسان ذاته بطبعه العاجز عن الإحاطة الشاملة بسلوك الإنسان. إذاً ما الجديد في بحثي الذي سأقدمه الآن؟. الإجابة ستأتي مع النص ومع السطور اللاحقة. كذلك ولأجل الوضوح ذاته فإنني أدعو القراء وإيايَّ بالتفكّر في كل مشكلة وآفة سأقوم بطرحها الآن؛ وبالامتثال بكلٍّ حلٍّ مطروح لكل مشكلة؛ ودعونا لا نكون متواكلين ننتظر الدعاة والمصلحين ليخطبوا فينا ويؤثروا في نفوسنا القول فكل واحدٍ منا ومع ما سأذكره من حلول ذات المرجع الأساسي والوحيد يستطع أن يبدأ من نفسه ولا ينتظر امتثال الآخرين. وبهذه الطريقة سنجعل العجلة تدور.

    الإحساس بالمقهورين ومساعدتهم: هناك كثيرٌ من الناس يعانون من الظلم؛ معظمهم يعاني من الجوع؛ وبعضهم يعمل في سنٍ مبكرة؛ وبعضهم يُـبعدون عن أهليهم ويُـنفون من بلدانهم. مناظرُ هؤلاء البشر تُنشر في الصحف والتلفاز كل يومٍ تقريباً لكن أكثر الناس ينسون وجودهم حين يقلبون صفحة الجريدة التي يقرأونها إلى صفحة أخرى، أو يغيرون قناة البث من محطةٍ لأخرى. ولن ينتهي هذا الظلم والألم من وجه الأرض مادام الناس يتصرفون بهذه اللامبالاة. والحل؛؛؛ هو مفهوم الإنسانية الذي يهتف إلى مساعدة الناس بدون مقابل، والمصدر الوحيد لهذا المفهوم الإنساني هو الدين. فالملتزمون بالدين بإخلاص يستطيعون مدَّ يدِ العون للناس ابتغاء مرضاة الله تعالى.

    يصفُ اللهُ المسلمين الذين يمتلكون هذا النموذج الأخلاقي الرفيع بقوله سبحانه: وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُوراً * إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً [الإنسان : 8 - 10]
    فالخُـلق الذي اختاره الله تعالى للإنسان يُـوجب المحبة والرحمة والإخلاص. إذاً فقط عندما تمتلك الإنسانية هذا النموذج الأخلاقي تتوصل إلى السلام والعدالة الحقيقية. وإلا سوف يمتلئ وجه الأرض بالظلم والعدوان كما يجري الآن.

    مسؤولية الساسة والمسؤولين: خرجت السياسة في هذه الأيام عن كونها ساحة لخدمة الناس لتتحول إلى ميدان لخدمة المصلحة الشخصية؛ والهدف هو الوصول إلى المنصب والاحتفاظ به والترقي فيه مهما كان الثمن. إن الإنسان الذي يفكر بهذه الطريقة يستخدم كل أنواع الحيل والغش والرياء للوصول إلى هدفه. ولو وضعنا خدمة الشعب جانباً فإنه لا يتورع عن هضم حق الشعب بل الشعوب. والوضع في الدول الديكتاتورية أكثر سوءاً حيث يعيش الشعب في حالة عُـوزٍ شديد؛ الناس يصارعون الجوع والعطش والأمراض السارية؛ ولكن المسؤولين والحكام يتنعمون في رفاهية ما بعدها رفاهية. وهناك أمثلة صارخة لذلك؛ دكتاتور زائير "نوبوتو" (الذي كان يحضر إليه حلاقه الخاص من فرنسا على متن طائرته الخاصة كل شهر) وشعبه في الوقت ذاته يتضوع جوعاً ويتوق إلى كسرة خبز. كذلك سجَّـل "نوبوتو" كل مناجم الماس والثروات الباطنية في بلده باسمه متناسياً شعبه الذي يعيش في مستنقع الجوع والأمراض.

    الظلمة أمثال هذا الرجل هم الذين يجسدون موت الضمير في غياب الدين. الله تعالى أنزل آيةً بحقِّ هؤلاء الظلمة بقوله سبحانه وتعالى: وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ [البقرة : 205]

    وضربي لمثال نوبوتو لا يعني اقتصاري على حاكم البلاد؛ إنما أعني وأخص بقولي كلَّ إنسانٍ منا مُـستلمٍ لمنصب ما أو مسؤولية ما. أما السبب الأساسي في كل هذه المفاهيم المغلوطة والظلم هو انعدام الدين؛ ولأن الناس لا يخشون الله تعالى فهم لا يتخلقون بعدلٍ ورحمة؛ ولأنهم يتجاهلون بأنهم سوف يُـسألون يوم القيامة فإنهم يمارسون كلَّ أنواع الظلم والعدوان؛ ولذلك فلا علاج للظلم على وجه الأرض إلا بأخلاق القرآن.

    معونة الفقراء: الذين يكسبون رزقهم من حاويات القمامة. الأطفال الذين يضطرون للعمل بأجر زهيد ويعرضون حياتهم للخطر. المشردون الذين يضطرون للعيش في الشوارع الأطفال الذين يموتون بسبب سوء التغذية. ومشكلات كثيرة كهذه سببها الفقر يتحدث عنها العالم بأسره حتى في دولةٍ غنية كأمريكا تصاعد عدد الذين يعيشون حالة الفقر ثلاث مرات خلال العشرين عام المنصرمة.

    فقط وعندما يتشرب الأغنياء الأخلاق الحميدة التي بيَّـنها القرآن يمكن مواجهة هذا الظلم.
    عندما يقدمون المساعدة للفقراء والعجزة بإيثار.
    عندما لا يتسببون لغيرهم ما يكرهونه لأنفسهم.

    عندما يفعلون ذلك ويساعدون الآخرين لله تعالى فقط؛ لا ليُـراءوا الناس ولا ليطلبوا الشهرة بينهم. فالحل الذي سيؤمن للمجتمع السلام والعدالة الاجتماعية هو تشرب هذه الأخلاق الحميدة من القرآن.

    يرشد الله تعالى الموسرين إلى أفضل الأخلاق في سورة النور بقوله: وَلَا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ [النور : 22]

    وقد بيَّـن الله تعالى في القرآن كيف يجب أن يُـعامل الفقراء؛ بل إن القرآن يقرر أن للفقراء حقاً في أموال الأغنياء سوى الزكاة أيضاً؛ يقول الله تعالى: وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ [الذاريات : 19]

    والقرآن يشدُّ الانتباه إلى الفقراء المتعففين الذين لا يسألون الناس؛ وينصحُ بحماية حقوقهم؛ يقول الله تعالى في كتابه الكريم: لِلْفُقَرَاء الَّذِينَ أُحصِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاء مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافاً وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ [البقرة : 273]

    التضحية من أجل الآخرين: من مشاكل الفقر المتفاقمة هي مشكلة وظاهرة الهجرة إلى بلادٍ أخرى لتأمين عمل بأجور أفضل لتأمين لقمة العيش؛ ويلجأ معظمهم إلى طرق غير مشروعة لدخول تلك البلاد التي ترفض استقبالهم؛ فتتولد مشاكل أكثر شدة وأكثر تعقيداً؛ هذا من جهة؛؛ ومن جهةٍ أخرى لدينا فظاعة الحرب والفقر؛ والتي تسبب مغادرة الناس لبلدانهم وخسارة تلك البلاد لطاقة بشرية هائلة يمكن أن تثمر فيما لو ساهمنا بمساعدة تلك الشريحة. مثال ذلك هجرة اللاجئين في حرب كوسوفو (آذار 1998) أكثر من ثلاثمائة ألف هاجروا سيراً على الأقدام ولعدة أيام؛ فمات بعضهم إما بسبب الجوع أو بسبب الشتاء والبرد القارص أو بسبب انتشار الأمراض وهم في العراء؛ فقد رفضت أكثر من دولةٍ استقبالهم بالرغم من قدرتها على ذلك. ومن الأمثلة الحالية الشعب العراقي؛ أكثر من مليون عراقي مهاجر على أرض سوريا وحدها؛ هذا عدا عن عدد العراقيين المهاجرين إلى الدول العربية الأخرى.
    ولو أن أخلاق القرآن تحولت إلى منهج حياة فسيتغير الناس كثيراً؛ وستُـحفظ دائماً حقوق الناس الذين يعانون المصاعب والمنفيين من بلادهم وكذلك الفقراء.

    ولمن يتساءل أهل نحنُ معنيين بأولئك ومُـلزمين بهم أو بأمثال حالاتهم؟ وما هو دخل الخُـلق الإسلامي الرفيع بمسائل كهذه؟؛ أدعوه إلى الرجوع للوراء وتقليب صفحات التاريخ ليطلع على الخُـلق الإسلامي الرفيع لحسن استضافة الإمبراطورية العثمانية لليهود المنفيين من اسبانيا عام 1492؛ وإن لم يرى في هذا الحدث كفاية في الإقناع؛ فسأدعوه إلى الإطلاع على أعظم وأفضل الأمثلة في التضحية في التاريخ كله؛؛ وهي؛؛ ما حدث في عهد نبيّـنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام إبان هجرتهم من مكة إلى المدينة؛ حيث اُضطر مسلمو مكة للهرب منها تحت وطأة الضغوط التي مارسها مشركو مكة بحقهم فلجاؤوا مُـكرهين للهجرة إلى المدينة وتركوا من ورائهم كل أموالهم وأرزاقهم وبيوتهم وأملاكهم؛ أما مسلمو المدينة (الأنصار) ما كان منهم إلا أن ساعدوا هؤلاء المهاجرين مُـضحين من أجلهم بكل شيء؛ فقاسموهم كل ما يملكون. هذه هي النقطة التي رغبتُ بالوصول إليها لأبيّـن هذا الدرس الإسلامي التاريخي في رسم الملامح الإنسانية النبيلة التي قوامها ودعامتها الخُـلق الإسلامي الرفيع الذي أنشده لي ولقارئي هذه المقالة؛ وللعلم لو أن هؤلاء الأنصار لم يقوموا بما قاموا إزاء إخوتهم؛ لكانت الرسالة الإسلامية قد انتهت وزالت بوقتها؛ ولما كنت مسلماً ولما كنتُ أخطُ هذا الموضوع؛ من هنا يتبيّـن لنا أهمية التضحية في سبيل الله لأجل الآخرين؛ وأنه لا يجب علينا أن نقلل من شأن هذه المسألة ولا أن نتساءل بهل نحنُ معنيون بأولئك الذين يلجاؤون إلينا أوقات محنهم وشدائدهم.

    ولذات الأهمية فقد بيّـن الله تعالى في كتابه الكريم أهمية هذه الأخلاق الكريمة التي تمثلت في أنصار المدينة بقوله: وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [الحشر : 9]
    من هنا نرى أن خلاص الإنسانية لا يكون إلا بإحياء الأخلاق الرفيعة من جديد؛ والتي تدفع الإنسان إلى التضحية من أجل الآخرين ابتغاء مرضاة الله تعالى على الرغم من حاجته.

    التعصب والعنصرية والطائفية: أكثر الحروب والاشتباكات على وجه الأرض تكمن من ورائها مشاعر عدوانية مستمرة منذ القدم بين الأعراق البشرية؛ ومصدر هذه الاشتباكات هو العنصرية والتعصب؛ والمنتمون إلى هذه الإيديولوجيات وهم يدافعون عن تعصبهم بشدة إذ يمكنون العداوة والبغضاء تسري بينهم وبين الأطراف الأخرى. هذه الإيديولوجيات وُلدت في زمن ليس ببعيد عن الوقت الراهن الذي نعيشه الآن؛ فمن الماضي القريب نجد وحشية النازية. وللعلم فإن النازيون وباسم التعصب العرقي فقط قد محو بواسطة الإعدام الجماعي الرهيب ملايين من الناس الأبرياء!! فقط لأن أصلهم غجر أو سلوفاكيين! أما في أخلاق القرآن فلا نجد مكاناً لشيء اسمه العنصرية. إذ خلق الله تعالى الناسَ شعوباً وقبائل ليتعارفوا كما بيّـن لنا الله تعالى في كتابه الكريم. والتفاضل بين الناس في القرآن الكريم ليس بالانتماء إلى الأعراق بل؛ بتقوى الله عز وجل وحُـسن الخُـلق؛ يقول الله تعالى في ذلك: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ [الحجرات : 13]
    ولو سألني سائل ما هي نقطة البداية لكوارث العصر فأجيب؛؛؛ عندما تكون أوجه الاختلافات بين الناس سبباً للصراع لا للتعارف ولتبادل الثقافات.

    ولنأخذ مثالاً آخر أشد قرباً من سابقه؛ وهو الحرب التي قامت في زائير (1997) هو مثالٌ أليم للصراع العرقي في القرن العشرين؛ هذه الحرب أثرت على المنطقة برمتها فشملت كل من زائير وأروندة وأوغندا وبولندي وتنزانيا؛ حيث جرى فيها اقتتال عنيف وشرس بين القبيلتين الكبيرتين (الهوتو والتوتسي) وصارت المنطقة بأكملها مكاناً لتصفية حسابات تلك القبيلتين ومسرحاً لعمليات التطهير العرقي الذي قُـتل فيه قرابة سبعمائة ألف إنسان؛ حتى الصغار والأطفال بل وحتى الرضع لم يسلموا من القتل ومن التصفية؛ ذنبهم فقط لأنهم من قبيلةٍ أخرى!!. وهذا عدا عن عشرات الآلاف من لاجئي تلك المنطقة الذين هربوا من ديارهم وصارعوا الجوع في الغابات؛ وعانوا الأمرين وسرت بينهم الأمراض وماتَ قسمٌ كبيرٌ منهم تحت وطأة هذه الظروف. والله تعالى يُـلفتُ النظر إلى العصبية المُـنتنة عند الجاهلين البعيدين عن دين الله بقوله تعالى: إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً [الفتح : 26]

    جميع التيارات والإيديولوجيات التي نشأت في جميع أنحاء هذا العالم؛؛ قد كشفت الوجه الأسود للإلحاد؛ والتي كانت تعتمد على النظرية الداروينية الاجتماعية متمثلة في البقاء للأقوى وأن التطور لا يمكن أن يتم إلا عن طريق الصراعات والحروب؛ شأن الإنسان كشأن الحيوان؛ وأن الإنسان لم يصبح على شكله الحالي إلا عن طريق الصراع والتطور والبقاء للأقوى؛ فلم تعد هناك أي قيمة للإنسانية؛ وأن القيمة هي فقط للأقوى وللذي يبقى لهذا قلتُ بأن جميع تلك التيارات والإيديولوجيات قد كشفت عنها الوجه الأسود للإلحاد.

    لكن ما العبرة بذكري لمثالَـي النازية ولحرب تلك القبيلتين الإفريقيتين كمثال على التعصب والتطهير العرقي في هذا الموضوع تحديداً؛ سيّـما وقد يظنُ القارئ بأني قد خرجت عن النص!!

    في الحقيقة قمت بذكر هذين المثالين لتوضيح مفهوم التفاضل بين الناس في القرآن الكريم على أنه ليس بالانتماء إلى الأعراق بل بتقوى الله عز وجل وحُـسن الخُـلق؛؛ وأن الاختلافات بين الناس يجب أن تكون سبباً للتعارف ولتبادل الثقافات؛؛ فإن كان الإلحاد واختلاف الأعراق سبباً للصراع (والقرآن الكريم قد شجبه قلباً وقالباً وشكلاً ومضموناً) فماذا عساي أن أقول عن المؤمنين بالله وملائكته ورسله وكتبه وباليوم الآخر أبناء الدين الواحد. أبناء اللغة الواحدة. أبناء التاريخ الواحد. أبناء العرق الواحد. أبناء الأمة الواحدة. أبناء الوطن الواحد. أبناء البلد الواحد أبناء الحيِّ الواحد وهم يسفكون دماء بعضهم البعض لا يميزون بين شيخٍ وبين امرأة وبين طفل في أعمال قتلٍ وحشية لم يشهد التاريخ مثيلاً لها. ماذا عسايَ أن أقول هنا؟ لحظاتٌ تمرُّ عليَّ الآن ويعجزُ القلم عن الكتابة

    إن كنتُ أتحدث عن الخُـلق الإسلامي الرفيع وجئتُ لأرسم أبسط الملامح الإنسانية التي رسمها الإسلام لي من محادثة الله تعالى في مناجاة دون وسيط ودون حُـجب؛ وافتراش أي بقعةٍ طاهرة لأصلي لخالق الكون العظيم؛ وتعاملي مع الآخرين على أساسٍ من البساطة والعدل ورقة القلب وطيبة المعشر والتواضع والكرم والتوحيد والعدل والمساواة والأمانة ورقة اللفظ وتبسمي في وجه أخي صدقة؛؛ فما نفع كل هذه الملامح مُـجتمعة إن كنت أمتثل بها فقط مع أبناء المذهب الواحد؛ وكنتُ عدواً معادياً ومقاتلاً وقاتلاً لأبناء مذهبٍ آخر لذاتِ الدين لذاتِ البلد لذاتِ العرق لذاتِ اللغة لذاتِ التاريخ لذاتِ الأرض والمصير!!؟

    القرآن الكريم حدثنا عن المختلفون بالأعراق ونبهنا من الانجراف في صراعاتها كي لا تصبح في قلوبنا حميّـة الجاهلية؛ وأن اختلاف الأعراق ما هي إلا لنتعارف ولنتبادل الثقافات على أساسٍ من المحبة والتعاون؛ وأن أكرمنا عند الله هو الأكثر تقوى. هذا الخطاب كان لمختلفي الأعراق؛ ولكني لم أرى خطاباً من الله تعالى لأبناء المذاهب؛ لأنها غير موجودة أساساً وقت نزول الرسالة ولأن الإسلام لم يأتي ليُـحزبَّ الناس بل ليجمع القبائل؛ ولهذا لا نرى في القرآن هكذا خطاب؛ على أن الله تعالى يعلم وهو علام الغيوب بأن اختلافات ما ستحصل؛ ولكنها اختلافات مسموحة ومقتصرةً على الاجتهاد في الدين تحيط بها خطوط حمراء تمنع عنّـا التفرقة والعداوة والبغضاء. إن تجاوزناها كنا أكثر سوءاً من أولئك المختلفون في الأعراق لأننا نمتلك زيادة عليهم الكثير من الروابط المشتركة وأسماها وأعلاها شأناً هو الدين الإسلامي؛ وحقاً سنكون في موقفٍ لا يحسدنا عليه أحد؛ وسينطبق علينا موقفاً مُـخزياً يمثلُ عكس الآية الكريمة التالية:
    وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ [آل عمران : 103]


    الخلاصـــة

    طريقتي في البحث وهي جلب صورة المجتمع وعكسها أمامكم لنتبين أهمية بناء الشخصية الإنسانية بالاعتماد على الخُـلق وباعتماد أن الحل الوحيد لنا يكمن في القرآن الكريم اعتمدتها لكي أتجنب ذكر معلومات نظرية أحشو بها عقول القراء دون أن يكون لهم الخبرة في تطبيقها زماناً ومكاناً وحيثيةً وطريقةً ومتى يستجيب لها ومتى لا يستجيب لهذا وضعت مكان التطبيق (المجتمع) أمامكم وأنا أتحدث عن المعلومات النظرية بذاتِ الوقتِ معاً؛ لكي أبيّـن قدر المستطاع أهمية كل خُـلق ما في مدى تأثيره على المجتمع وعلى المدى البعيد؛ من هنا وبقدرِ عكسِ أهميةِ أيِّ خُـلقٍ ما مما ذكرتهم لكم بقدر ما يجب أن نتمسك به بشكلٍ أكثر قوة لنجعله من سماتنا ومن ملامحنا ومن أخلاقنا.

    وأقول أيضاً في ختام هذا الموضوع؛؛ بأن الفساد الأخلاقي الذي سردته هنا هو سبب كل المشاكل التي يعرفها الناس تقريباً؛ ولكنَّ قسماً كبيراً من الناس لا يكلفُّ نفسه عناء حلِّ مشكلةٍ واحدة من هذه المشاكل؛ بل ولا يشعر بالحاجة حتى إلى مجردِ التفكير بها. أما البعض الآخر من الناس فيريدون حلها ولكنهم لا يستطيعون؛ وعن سبب عدم قدرتهم هو أنهم يبحثون عن الحلِّ في أديانٍ محرفة وفي أنظمة أوجدها الإنسان ذاته (القاصر أصلاً عن الإحاطة بالإنسان وبطبعه وبسلوكه كونه لم يخلقه).

    فالحل ليس بتطبيقِ هذا النظام أو ذاك؛؛ إنما الحل هو بتغيير نظرةِ الناس إلى الدنيا وأن تصبح نظرة الإنسان نظرة رحمة وتضحية لا نظرة جشعٍ وقوة. الحلُّ هو بأن يحيا الناس الخُـلق القرآني الذي اختاره وارتضاه لنا الله تعالى؛؛ لأن الله تعالى هو خالق كل الناس وهو الأعلم والأكثر دراية بهم؛ وهو الذي حدد المستوى الأخلاقي المناسب والملائم الذي يوفر الراحة التامة بين الناس ويؤمِّـن لهم الرفاه والشعور بالأمان وبالطمأنينة. وقد فصّـل الله تعالى كل هذا للناس في كتابه الكريم؛؛ ومن يُـعرض عن أخلاق القرآن ويُـضيّـع حياته في إرضاء أنانيته الجشعة ويظلم الناس لأجل ذلك لهو في ضلال بعيد. ينصحُ الله تعالى هؤلاء الناس بقوله: فَلَمَّا أَنجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُم مَّتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَينَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ [يونس : 23]

    وأختم موضوعي؛ بأن مسألة وضع المنهج الحياتي للإنسان كخلق وكأسلوب حياتي ومعاشي في الدنيا بعيداً عن القرآن الكريم؛ أي بابتداع الإنسان لهذا المنهج حسب أهوائه لهي مسألة خاسرة ونتيجتها الحتمية هي الفساد الذي سيعم أرجاء هذه المعمورة؛؛ بل وحتى أن هذا المنهج المُـبتدع من الإنسان ذاته لن يلتزمَ به مبتدعو المنهج أنفسهم!! وقول الله تعالى خيرُ دليلٍ وشاهدٍ على هذا: وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُم بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَن ذِكْرِهِم مُّعْرِضُونَ [المؤمنون : 71]

    والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاته
    م.عاصم









    رد مع اقتباس  

  2. #82  
    هل أنت متأقلم







    القدرة على التأقلم

    تلك القدرة التي برحمته سبحانه أعطاها لنا حين جعل لدى كل واحد منا آلية فائقة تمكنه من التأقلم في أي بيئة يتواجد فيها مهما كانت وذلك على المستوى البيولوجي الخاص بالوظائف الحيوية بالجسم أو على المستوى النفسي، وإذا عجزنا عن الوصول لهذا التأقلم فسيكون ذلك بسبب تقصيرنا في شئ ما.



    التأقلم في رأيي هو احداث توازن بين قبول الواقع بما فيه وبين الدافع لبلوغ هدف ما مع قدرة على التعامل مع عقبات الطريق اليه، وهو ما يصل بالانسان إلى التوازن النفسي الذي يجعله قادرا على معايشة الواقع برضى والتعزيز من احتياج الانسان الطبيعي للاستقرار مع دافع يسعى للوصول اليه.



    قدرتك على التأقلم على الحياة التي كتبها الله عليك أمر مريح جدا، ولكن هناك بعض الامكانيات التي يجب أن تقتنيها حتى تمكنك من السيطرة إلى درجة التأقلم التام، من هذه الامكانيات:

    (1)

    الرضا بالـواقـع

    (2)

    وجود أهداف قريبة وبعيدة تسعى لتحقيقها

    http://www.alameron.com/532.html

    (3)

    القدرة على حل المشــاكل

    (4)

    حسن استغلال الوقت

    http://www.alameron.com/551.html

    http://www.alameron.com/429.html

    (5)

    الشعور بالأمان

    http://www.alameron.com/117.html

    ___________________________

    الرضا بالواقع

    أما الرضا فمن وجهة نظري أن ما يعيقنا من الوصول اليه هو تركيزنا على احتياجاتنا وليس على ما نملك بالرغم من أن ما في أيدينا قد يكون أثمن مما نفتقد اليه ولكن انشغالنا الدائم في شره المطالب يجعلنا نقلل من شأن الموجود بالفعل ولا يعطينا الوقت للتفكير في أفضل استغلال له.



    وأرى أيضا أن جهاز مثل التليفزيون قد يؤثر تأثيرا سلبيا بالغا على هذه القدرة لدينا فهو يضع أمامنا أفخم أنواع السيارات والقصور والفيلات وأفخم أنواع الموبايلات وأفخم أنواع الطعام وأفخم الأزياء ويشعرنا أن هذه هي الحياة الطبيعية للانسان العادي وأن كلنا رعاع ويجب أن تكون هذه الفخامة شئ نعمل جاهدين من أجل الوصول له وإلا فنحن فاشلين فشلا ذريعا، ويبدو أنه بناءا على ذلك بدأت أيضا الأفلام والمسلسلات في توعية الشباب بالطرق السريعة لجمع المال تفاديا لهذا الفشل كتجارة المخدرات والسرقة الغير مباشرة سواء في التجارة أو في ادارة الشركات والعمولات وأساليب الابتزاز الراقية والرشاوى الغير مباشرة، وأقصد بـ "غير مباشرة" أن لها أسماء أجمل بكثير يتحايل الانسان بها على نفسه لقبولها دون الشعور بوجع ضمير.



    أما البرامج وخاصة برامج المرأة التي تتحدث عن الماكياج واللبس والمحجبات الشيك اللاتي يتبعن آخر صيحات الموضة فحين تمر من أمام عيني لفتت انتباهي أنها تعطي من ستشاهد الشعور بأن حياتها ضاعت لأنها اخطأت في اختيار لون ظلال العيون بعد أن اكتشفت أن اللون الذي اختارته أصبح موضة قديمة، وأن الفتاة الطبيعية قبل أن تخرج من بيتها يجب أن تكون على وعي تام سواء من خلال شبكة الانترنت أو بتصفح المجلات العالمية بجميع خطوط الموضة حتى لا تقوم بخطأ فادح آخر وهو لبس موديل "بِطِل" من العام الماضي. بصراحة ومن غير زعل "برامج حقيرة" و"ناس فاضية" ورؤية تافهة لدرات المرأة" فعلا، لقد أصبحنا ننافس الغرب في هذا وليس هذا فخرا مني بل خزيا وخزيا شديدا بعد أن اكتشفت بمتابعتي لقنوات أجنبية أنهم أصبحوا يحاربون في برامجهم الخاصة بالمرأة هذا السفه وهو ما نحث عليه في قنواتنا. وأحزنني حين سمعت شابا أمريكيا أصبح من طلاب الأزهر البارزين أنه عندما أسلم وأتى من بلاده إلى مصر الدولة الاسلامية كانت أول مفاجأة له ما رآه من ملبس كثير من الفتيات والسيدات في الشارع، ويقصد بهذا طبعا الزي الرسمي للجماهير البودي والستريتش.



    وللأسف أيضا أن تطور أساليب الدعاية دمر حياة الكثيرين دون أن يدروا، فالدعاية تعتمد على أن تجعلك تشعر أن السلعة التي يتم الترويج لها لن تستطيع الحياة بدونها ويضعونها في قالب يجعلها شديدة الجاذبية لمجرد الاقتناء حتى قبل أن تعقل ماذا ستفعل بها، دور الدعاية أن تجعلك تلهث وراء سراب يشتتك عن احتياجاتك الحقيقية، احتياجاتك التي تتفق مع كونك كانسان خُلق لاعمار الأرض واعلاء كلمة الله فيها، انسان لا تملكه الأشياء وتسيطر على حياته بل يملكها هو ويطوعها لخدمة أهدافه، يجب عليك أن ترتقي وتكرس وقتك وجهدك ومالك لقضايا أهم بكثير، قضية أنك ميت وأنك لازلت مقصر تجاه الدور الذي خلقك الله من أجله وكم أديت منه وكيف أديته لأنك حتما ستعود اليه سبحانه لتحاسب عليه، وهذا هو الشئ الوحيد المؤكد في أحداث حياتك ولم تحطاط له بعد.

    _____________________________

    القدرة على حل المشاكل

    إن المشكلات التي تقابل الانسان في حياته لا تخرج عن أنها

    1) إما مشكلات تنتج من داخل الشخص ذاته

    2) أو من الآخرين من حوله

    3) أو مشكلات قدرية ليس لأحد يد فيها

    (1)

    المشكلة التي تنتج من داخل الانسان تحتاج منه اعادة النظر في سلوكياته ومعتقداته والأسلوب الذي اعتاد أن يعيش به، وكثير من الناس يُجبر أن يقف هذه الوقفة مع نفسه ليعيد تعديل مسار حياته وليكتشف بعدها أن هذا التغيير كان نقطة الانطلاق إلى حياة أفضل، ولكن لماذا ننتظر حتى نُجبر على ذلك. الوقفة التي يقفها الانسان مع نفسه لتعديل مساره مسألة صحية لأنها تنقل الانسان من طباع وسلوكيات اعتادها ولم يفكر في وقعها على نفسه ومن حوله، هذه السلوكيات التي تكونت بشكل تلقائي تبعا لطبيعة حياة الانسان وطبيعة البيئة المحيطة به، إلى سلوكيات يفهم أبعادها ويستطيع أن يتحمل تبعياتها دون أن يندم أو يكثر من الاعتذار بحجة سوء طباعه.



    كثير من الناس يظن أن الأفعال التلقائية والطباع والتربية حجة قوية تبرر اساءة شخص لآخر على أساس أن هذه الأفعال لا يمكن تغييرها ولو تعارضت مع شرع الله كأن يكون الشخص شكاك أو سيء الظن أو عصبي أو سليط اللسان أو لا يكتم سرا أو فضولي وما إلى ذلك. ولكن بنظرة سريعة إلى صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم يمكننا أن نعرف كيف أن كل الطباع يمكن تغييرها إذا أراد الانسان ذلك، ولن تكون أخي أسوأ في طباعك من عمر بن الخطاب رضي الله عنه قبل اسلامه ولن تستطيع أن تكون أفضل منه بعد اسلامه، وهو مثال يحبط حجة مدمن السجائر والخمر الذي يقول لا أستطيع ومدمن تنفيس غضبه على الآخرين ومدمن السخرية من الناس وووو ، أقول لك أخي الكريم عمر بن الخطاب رضي الله عنه لم يترك لك حجة للتوقف عن أي سلوك، سترد وتقول هذا صحابي وأنا لا ارقى للصحابة، وأقول لك الصحابي انسان عاش في ظروف أسوأ منك وابتلاه الله بما هو أصعب منك ليثبت اخلاصه في اسلامه فلقد اضطر لترك بيته وماله وقتل أفراد من عشيرته أثناء الغزوات، اضطر لأن يضحي بنفسه بلا تردد في سبيل اعلاء كلمة الله وباخلاصه لله أعطاه الله ما هو قادر على اعطاؤه لك ولكن إذا أثبت نفس الاخلاص له سبحانه بسبل أقل صعوبة.

    (2)

    مشكلة خاصة بالآخرين من حولك وهذه المشكلة إما مشكلة يمكن حلها بقرارات حاسمة وهنا ستحتاج من الشخص فهم أصول اتخاذ القرار وتنفيذه كأن يحاول قدر الامكان حسن التحري ودراسة أبعاد ونتائج هذا القرار وأن يكون القرار موازي لشرع الله ولا يتعارض معه حتى لا يدخل في إطار الظلم الذي ينتهي بصاحبه إلى الهلاك، ويحتاج إلى مراعاة مشاعر الآخرين من حوله قدر الامكان فقد يكون القرار نظريا متوافقا مع شرع الله وعدم الاكتراث بمشاعر الناس أثناء التطبيق يفسد هذا التوافق.

    الشكل الآخر من مشكلات المحيطين بك هو ما يجب التعايش معه والتعايش مع وضع مكروه شئ بالغ الصعوبة ولكن صاحب المشكلة اضطر لذلك لأن الحل الأول (اتخاذ قرار) هو شئ لا يلائم طبيعة المشكلة، وهذه المشكلة قد تكون في محيط العمل أو في محيط البيت، أو في محيط الأصدقاء، وهنا يحتاج الانسان إلى محاولة تغيير هذا الوضع بعدة وسائل منها اخبار الآخرين بالمشكلة ومحاولة الوصول إلى حل وسط، أو اعادة النظر في الأحداث من وجهة النظر الطرف الآخر على أساس أن أحيانا تكون رؤية الموضوع من طرف واحد هي أيضا رؤية لطرف واحد، وقد أعطانا كتاب الله حلا من اثنين نتبعه مع من يتعرضون لنا وهو إما الرد بالحسنى لأن الرد بالحسنى قد يدفع الآخر للتغيير من باب الاحراج أو الحياء أو الشعور بأن ما يفعله لا يناسب ما تفعله معه، أو أن تُعرض عنه وهو أن تتعامل معه على أنه غير موجود ولا تتعرض له لا بالاساءة أو بغيرها، فقط البقاء بعيدا ولو كان قريبا.



    (3)

    المشكلات القدرية مثل الحوادث والموت والمرض وأحداث الحياة الأخرى التي لا يستطيع أحد التحكم فيها . وهي تحتاج منك لأن ترسخ داخلك بعض المفاهيم وتكون شديد الثقة بها

    1- عسى أن تكرهوا شيئا

    2- أن الابتلاء ليس شرا يلحق بك ولكن امتحان يوضع لك، وفيه فوائد أكثر بكثير من ما تظنه عيوب

    3- قوة رد فعلك تجاه هذا الابتلاء هو ما يترتب عليه حجم النعم التي سيكافئك الله بها عنه، ورد الفعل تجاه المصائب لها ثلاثة منازل:

    أولها الصبر وهو عدم الجزع والخضوع لأمر الله مع عدم الشكوى

    ثانيها الرضا وهو احساسك بأنك راضٍ عن ربك وراضٍ عن ايقاع هذا الابتلاء بك ويظهر ذلك في وجود سكينة بينك وبين نفسك، وبينك وبين الله.

    الثالثة: الشكر على الابتلاء وهو أعلى المنازل لأنه يعبر عن يقين وتوحيد عالي لله والاثبات بالفعل معرفته لصفات الله وأسماءه

    4- حياتك بطولها وعرضها ما هي إلا دار مؤقتة لك تُمتحن فيها لتستقر في الدار الدائمة إما جنة وإما نار، واعلم أنك ستأتي يوم القيامة وتشعر أنك ما قضيت إلا قليل، وإذا فارقك الأحبة وحال بينك وبينهم الموت فهم لم يفارقوك للأبد ولكن سبقوك إلى عالم الغيبيات التي سنجتمع جميعا فيها يوم القيامة فلا تجعل أحداثها تشغلك عن خط سيرك ليس من المهم الأحداث ولكن المهم ماذا اعددت ليوم اللقاء، أنت ذاهب ذاهب ولن تشعر بما ضيعت إلا يوم أن يأتي دورك في المغادرة وقتها يندم المؤمن أنه ضيع بعض أوقاته في ما لا ينفع ويقول ياليتني صبرت أكثر ياليتني تصدقت أكثر ياليتني عملت أكثر ولكنك أخي لازلت في الدنيا ولازال أمامك وقت يمكن الاستفادة به لهذا اليوم.

    تحياتي

    داليا رشوان










    رد مع اقتباس  

  3. #83  
    ست خطوات للوصول إلى أهدافك وقراراتك






    حقق أحلامك ست خطوات للوصول إلى أهدافك وتنفيذ قراراتك
    سوزان هيثفيلد
    لا تدع أهدافك وقراراتك تنتظر على هامش أيامك. الفرص التي تمنحك إياها الحياة هي تلك التي تمكنك من تحقيق أحلامك التي تحب. ستبدو لك الأهداف أسهل تحقيقاً وأقرب إلى الحقيقة إذا ما استعنت على تحقيقها بالخطوات التالية:

    1. أنت تحتاج إلى أن تكون رغبتك قوية في تحقيق الهدف والقرار الذي اتخذته:
    يقول نابليون هيل في كتابه (فكر وحقق مزيداً من الثروة): "إن نقطة البداية لجميع الإنجازات هي الرغبة". تذكر هذا دائماً، فالرغبات الضعيفة تولد نتائج ضعيفة، تماماً كما أن كمية صغيرة من النار تعطي كمية قليلة من الحرارة" إذاً الخطوة الأولى في وضع الأهداف وتحقيق الأحلام هي أن تكون راغباً فعلاً وبشدة في تحقيق هذا الحلم.

    2. تخيل نفسك وقد حققت الهدف:
    يقول لي أياكوكا: "إن أعظم اكتشاف قام به جيلنا هو أن الإنسان يمكنه أن يغير حياته من خلال تغيير آرائهم". كيف ستبدو أهدافك عندما تصل إليها وتحققها؟ كيف سيتغير مسار حياتك نتيجة لذلك؟ يوصي بعض الباحثين في شؤون وضع الأهداف وتحقيقها أن تبقي صورة الهدف ماثلة أمامك دائماً لتتذكرها كل يوم.

    3. ضع خطة للمسار الذي تريد أن تتبعه في تحقيق هدفك:
    اصنع خطوات عمل لتتبعها، حدد مساراً هاماً. المسار الهام هو الذي يحدد الإنجازات الرئيسية في طريقك نحو الهدف.

    إن أهم الخطوات "الهدفية" إن صح التعبير، هي أن يصبح الهدف حقيقة، يقول ستيفن كوفي: "كل الأشياء تصنع مرتين" الصناعة الأولى هي الصناعة الفكرية، والثانية هي الصناعة المادية.

    عليك أن تتأكد من أن النسخة الأولية – الصناعة الأولى- هي ما تريده فعلاً والمحور الذي تدور حوله جميع الأفكار الثانوية.

    بعد ذلك تبدأ بوضع لبنات البناء والملاط. في كل يوم تعمل فيه في البناء استرجع صورة النسخة الأولى ودعها تمثل أمام ناظريك، من خلالها ضع خطوات يومك.

    4. التزم بتنفيذ الهدف من خلال كتابة الهدف:
    يقول لي أكوكا: "إن عادة كتابة شيء على الورق هو الخطوة الأولى لإنجازه".

    في الحقيقة هذا صحيح تماماً، إن كتابة الهدف والخطة والخط الزمني تضع الأحداث ضمن إطار من الحركة المستمرة، يمكن أن لا تتم بطريقة أخرى غيرها.

    5. خصص وقتاً لتحري تقدمك حسب جدولك الزمني:
    مهما يكن جدولك الزمني، سواء كان قائمة مبوبة بالخطوات مكتوبة باليد، أو كان مخططاً إلكترونياً، أو. إذا شعرت أنك لا تحرز تقدماً أو أنك تقف في منتصف الطريق، لا تدع تفاؤلك المطلق يحولك نحو الأوهام ويبعدك عن تحقيق هدفك.

    عندما تتوقف يصبح تفكيرك الإيجابي غير ذي جدوى، أنت بحاجة الآن إلى معرفة سبب عدم تمكنك من إحراز تقدم، تبنى نظرة تشاؤمية لبعض الوقت، شيء ما سيء سيحدث أو أنه يحدث الآن، تأمل جميع العوامل التي تحول بينك وبين التقدم في مسيرتك نحو الهدف، ضع خطة للتغلب على هذه العوامل، أضف هذه الخطوات إلى المخطط الزمني واجعلها جزءًا من خطة التنفيذ.

    6. راجع الصورة العامة لتقدمك بانتظام:
    تأكد من أنك تحرز تقدماً، إذا لم تكن تحرز تقدماً تحر السبب، راقب المعطيات، انشد دعماً من أصدقائك أو من أشخاص مخلصين، حلل أسباب عدم وصولك للهدف المرسوم.

    افعل أي شيء، ولكن لا تدع الهدف يتلاشى أمام عينيك، استخرج من الصورة التي تتشكل أمامك ما تحتاجه كي تتمكن من إنجاز الهدف.

    بالرغم من البساطة التي قد تبدو عليها هذه الخطوات الست إلا انك مع إتباعها ستجدها من أقوى الخطوات التي تؤهلك لتنفيذ الأهداف التي وضعتها.

    حظ سعيد، وتمنياتنا بالنجاح.

    منقول من مجموعة صوت السلام











    رد مع اقتباس  

  4. #84  
    تعرف على جوانب الذكاء العاطفي بداخلك





    أظهرت دراسات كثيرة أن نجاح الإنسان وسعادته في هذه الحياة لايتوقفان على ذكائه العقلي فقط
    وإنما يحتاج إلى مهارات أخرى سموها الذكاء العاطفي والمقصود بها
    ( قدرة الإنسان على التعامل الإيجابي مع ذاته ومع الآخرين ،حيث يحقق أكبر قدر من السعادة لنفسه ولمن حوله )
    وهو جملة المهارات النفسية التي يعيش بها ويحتاج إليها الإنسان فمنها:
    قدرة الإنسان على تفهم مشاعره والتعامل معها بشكل إيجابي فمثلا إذا غضب يحس بغضبه ويتعامل مع اسبابه ويظهر الغضب ولكن ليس بشكل مدمر وأنما بالحديث عنه كما وأنه يملك قدره على كبح جماح مشاعره فلا يجعلها مسيطره عليه بل يظل العقل هو المسيطر.
    و مع الآخرين يستطيع الفرد أن يحس بالآخرين و يقرأ مشاعرهم بشكل صحيح و يستخدم كل التفاعلات لصالحه بشكل بناء و ايجابي و يكون لديه قدرة على عدم تجاوز الحدود المنطقية كما يمكنه الدفاع عن نفسه من الاذى النفسي من الآخرين أو على الأقل حمايتها من أذاهم و هكذا و هناك جوانب أخرى مرتبطة بالذكاء الاجتماعي و المهارات الاجتماعية و اجادة ذلك.
    هذه هي منطلقات الافكار الاساسية للذكاء العاطفي ويتضمن الذكاء العاطفي قدرة الفرد على التحكم بعواطفه والتمييز بينها وبين عواطف الآخرين واستخدام هذه المعلومات لتوجيه تفكيره وأعماله وتصرفاته عواطفنا تنبع من أربعة أبنية أساسية هي:

    1. القدرة على الفهم الدقيق والتقدير الدقيق والتعبير الدقيق عن العاطفة

    2. القدرة على توليد المشاعر حسب الطلب عندما تسهل فهم الشخص لنفسه أو لشخص آخر

    3. القدرة على فهم العواطف والمعرفة التي تنتج عنها
    4. القدرة على تنظيم العواطف لتطوير النمو العاطفي والفكري

    وكل واحد من هذه الأبنية السابقة يساعد على تطوير المهارات المعينة التي تشكل معا ما يسمى الذكاء العاطفي. إن الذكاء العاطفي ينمو ويتطور بالتعلم والمران على المهارات والقدرات التي يتشكل منها
    أما المكونات والعناصر التي تشكل الذكاء العاطفي كما لخصها دانيال قولمان هي كما يلي:

    الوعي الذاتي Self-awareness
    وهو القدرة على التصرف والقدرة على فهم الشخص لمشاعره وعواطفه هو وكذلك الدوافع وتأثيرها على الآخرين من حوله.

    ضبط الذات Self-control
    وهو القدرة على ضبط وتوجيه الانفعالات والمشاعر القوية تجاه الآخرين.

    الحافز Motivation
    وهو حب العمل بغض النظر عن الأجور والترقيات والمركز الشخصي.

    التعاطف Empathy
    وهو القدرة على تفهم مشاعر وعواطف الأخرين وكذلك المهارة في التعامل مع الآخرين فيما يخص ردود أفعالهم العاطفية.

    المهارة الاجتماعية Social skill
    وهي الكفاءة في إدارة العلاقات وبنائها والقدرة على إيجاد أرضية مشتركة وبناء التفاهمات

    باختصار، إن بناء الذكاء العاطفي لأي شخص له أكبر الأثر عليه طيلة حياته فالعديد م الآباء والتربويين عندما انزعجوا في الآونة الأخيرة من مستويات المشاكل التي يصادفها طلاب المدارس التي تتراوح من احترام الذات المنخفض إلى سوء استعمال المخدرات والكحول إلى الإحباط فلجؤوا بكل قوة إلى تعليم الطلاب المهارات الضرورية للذكاء العاطفي وكذلك الأمر في الشركات الكبرى التي وضعت الذكاء العاطفي في برامج التدريب ساعدت الموظفين وجعلتهم يتعاونون بصورة أفضل من ذي قبل وطورت حوافزهم مما أدى إلى زيادة الإنتاج والأرباح ومن هنا يجب اعتبار الذكاء العاطفي بمكوناته وعناصره وسيلة ثالثة بالإضافة إلى المهارات الفنية والقدرات العقلية (المعرفية) عند التوظيف أو التطوير أو الترقيات إلى آخر هذه المهمات









    رد مع اقتباس  

  5. #85  
    كيف تزيد قدرتك الذهنية على التعلم





    لماذا لا نتعلم بصورة أفضل في حين يحتوي المخ على 200 بليون خلية ربما يعادل عدد النجوم في بعض المجرات الكونية، لماذا لا نتذكر بصورة أفضل في حين تستطيع عقولنا أن تحتفظ بحوالي 100 بليون معلومة، والتي تعادل ما تتضمنه دائرة المعارف، لماذا لا نفكر بصورة أسرع في حين أن أفكارنا تسافر بسرعة تتجاوز 300 ميل في الساعة، وهي سرعة أكبر قطار في العالم وهي سرعة أكبر من أسرع قطار في العلم قطار الرصاصة، لماذا لا نفهم بصورة أفضل في حين أن عقولنا تحتوي على أكثر من تريليون وصلة محتملة، وهو ما يتواري منه اعظم الحاسبات الإلكترونية خجلاً، الإجابة على هذه التساؤلات سهلة للغاية إن معظمنا لا يستخدم بحكم العادة سوى جزء بالغ الضآلة من قوانا العقلية وهو ما يقدر العلماء بمعهد أبحاث 'سانفورد' بنسبة 10% فقط.
    لقد أعطانا الله سبحانه وتعالى عقولا مذهلة وقدرات ذهنية غير عادية وصدق الله إذ يقول 'لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم' فلماذا لا نشكر نعمة الله علينا ونستغل هذه القدرات بصورة أكبر ومن ناحية أخرى فإن التقدم المذهل الذي نراه اليوم وبخاصة في دنيا المعلومات يجعل الحاجة جبرية لقدرات عقلية متناسبة وقد يراودك الظن أن انتهاء تعليمك الجامعي يعني نهاية الدراسة والتعلم والحقيقة غير ذلك تماما حيث يتعين عليك بعد نيل شهادة التخرج والتعلم بما يوازي عشرة أضعاف ما درسته في الجامعة لمجرد الحفاظ على وظيفتك والقيام بأعبائها. والذي نحب أن نطمئن به الاخوة القراء أنه يمكن لأي شخص بسهولة مضاعفة قدراته العقلية وعندما تتعلم الطرق العلمية البسيطة الموجزة لاستغلال قواك العقلية فإن استخدامك لعقلك بقدر الضعف لا يستنفذ مجهودا مضاعفا فأنت ببساطة بالغة تتعلم استخدام عقلك بشكل أكثر كفاءة محققا ضعف النتائج دون أي زيادة في الطاقة العقلية مقارنة بما قبل ذلك.
    ووفقا للتجارب التي أجراها العالم آلان جيفنر مدير مختبر أجهزة رسم النشاط الكهربي للمخ [EEG] فإن الطاقة المبذولة في وضع خطوط عشوائية دون اكتراث تماثل تلك المستنفذة في رسم لوحة فنية رائعة.
    وبكل أسف فإن أغلب الناس يفتقدون ضعف قدرتهم على التعلم ويجدون في التعلم صعوبة شديدة ويرجع الأمر في ذلك إلى ثلاثة أسباب:
    السبب الأول: الخبرات التعليمية السلبية بسبب التجارب المريرة في المدارس والجامعات التي تتناول التعليم بطريقة بدائية عتيقة لا تساهم في التعلم بطريقة صحيحة.
    السبب الثاني: الافتقار إلى تدريب يساعد على تطبيق المواهب التي تعلمتها.
    السبب الثالث: أن أغلب الناس يركز على الأوقات التي كانت تفشل أثنائها في التعلم ، إننا نادرا ما نركز على الجوانب الإيجابية في التعلم وفي الأشياء التي نجحنا في تعلمها بالفعل.
    لقد تعلمت المشي وهو عمل فذ مستخدما الكثير من الحركات والأوضاع البارعة للعضلات والوزن والتوازن وقوة الدفع لقد تعلمت الكلام مستخدما الآلاف من الكلمات وعشرات من القواعد المعقدة لقد تعلمت القراءة والكتابة والعمليات الحسابية وكثيرا من العلوم وكثيرا من الخبرات مما يجعلك حقا متعلما بارعا.
    وهكذا نكون قد تغلبنا على أول سلبية كانت تقف عائقا أمامك في طريق مضاعفة القدرة على التعلم وحلها ببساطة أن توقن من أنك حقا متعلم بارع.
    وحتى نضمن أنك تغلبت على هذه السلبية فهناك أربع جمل أساسية سلبية نريدك أن تحولها إلى جمل إيجابية :
    جملة سلبية
    التعلم مثير للضجر.
    لست متعلما جيدا.
    لا أستطيع أن أتعلم أو أفهم هذا الموضوع.
    لن أتذكر ما أتعلمه.
    جملة إيجابية
    التعلم مفيد جدا وفيه إثارة كبيرة.
    لقد نجحت في تعلم أشياء كثيرة وأنا بالفعل متعلم بارع.
    تعلمي لشيء يدل على إمكان تعلم شيء آخر وطالما غيري قد تعلمه فأنا أستطيع أن أتعلمه.
    لقد تعلمت بالفعل كيف أتذكر الكثير من الأمور الهامة.
    حالة التعليم المثلى:
    هل جربت مرة وشعرت وأنت تتعلم أنك في كامل تركيزك وأنك تستطيع الحصول على المعلومات فورا ودون أي جهد بل وبدرجة من الابتهاج تجعلك ترغب في مواصلة التحصيل حتى تنهار من شدة التعب؟ هل جربت وشعرت أنك في كامل قدراتك العقلية وما أن تنظر للكلمة حتى تحفظها؟ هذه الحالة تسمى حالة التعلم المثلى في حين يسميها بعض العلماء 'قمة الأداء' ويسميها البعض الآخر 'حالة التدفق'.
    قد يساورك الشك في أنك لم تخض مثل هذه التجربة من قبل ولكن إذا استعرضت شريط حياتك فستتذكر لا ريب مرة واحدة على الأقل كنت في مثل هذه الحالة ولكن المشكلة أنها نادرا ما تأتي ولذا فالذي تود أن نشترك به أيها الأخ الكريم أنه بإمكانك بتطبيق ثلاث خطوات بسيطة الوصول إلى حالة التعلم المثلى.
    ثلاث خطوات للوصول إلى حالة التعلم المثلى:
    الخطوة الأولى التنفس العميق:
    هناك كم هائل من التجارب والبراهين العلمية تؤكد أن بوسع التنفس العميق إيجاد الظروف التي تستند إليها في الأساس جميع تجارب التعلم الأمثل. فالتنفس العميق يزيد من كمية الأكسجين المتاحة للمخ كما يعمل على استرخاء الجسد وتخليص العقل من التوتر.
    الخطوة الثانية: الاسترخاء:
    يساعدك على تنقية مخك من الأفكار التي تشتت تركيزك.
    الخطوة الثالثة: التوكيدات الإيجابية:
    فالتوكيدات لها من القوة ما يضمن جعل عقلك يتحول إلى حالة التعلم المثلى تماما كالقوة الكامنة في الأمر الصادر إلى الحاسب الآلي للانتقال من برنامج إلى آخر.مثال للتوكيدات 'إنني متعلم لا يشق له غبارولله الحمد' – 'إنني أجتاز حالة التعلم المثلىبفضل الله'
    تدريب الوصول إلى حالة التعلم المثلى:
    أولا التنفس العميق:
    1- ضع يدك اليمنى على اليسرى أسفل القفص الصدري مباشرة وأرخ عضلاتك بطنك.
    2- تنفس بشكل طبيعي وسهل [من الطبيعي أن تتحرك يديك ولكن الحركة يجب أن تنشأ فقط عن طريق تنفسك وليس عن طريق عضلات البطن].
    3- بعد أن تتنفس بشكل طبيعي وسهل استنشق الهواء ببطء عبر أنفك حتى اكتمال العدد لرقم أربعة [تخيل أن الأكسجين يتم سحبه مباشرة من رئتيك إلى مخك].
    4- امسك عن التنفس حتى اكتمال العدد لرقم أربعة [تخيل أن أي توترات تزول مع تنفسك].
    5- كرر الخطوات من 3-5 خمس مرات.
    ثانيا: الاسترخاء:
    1- ابدأ في التنفس بشكل طبيعي مرة أخرى عن طريق الأنف.
    2- عندما يعود تنفسك إلى حالته الطبيعية دع نفسك تركز على النفس المنساب شهيقا وزفيرا عن طريق أنفك، لا تعمد إلى استرخاء عن وعي تام حاول الملاحظة في هدوء.
    ثالثا: التوكيدات الإيجابية:
    1- كرر لنفسك العبارات التالية كل عبارة على حدة في تركيز وهدوء.
    2- فكر في معنى كل عبارة لمدة دقيقة أو نحوها قبل الانتقال للعبارة الأخرى.
    3- بعد التفكير في كل هذه العبارات كررها مرة واحدة في صوت مسموع وهادئ وواضح
    4- فيما يلي هذه العبارات:
    • 'إنني متعلم لا يشق له غبار ولله الحمد'.
    • إنني اجتاز حالة التعلم المثلى بفضل الله'.
    • 'سوف أتعلم في سهولة وتعمق إن شاء الله'.
    إجادة مراحل التعلم الثلاثة:
    تتم عملية التعلم من خلال ثلاث مراحل:
    مرحلة ما قبل التعلم – مرحلة أثناء التعلم – مرحلة بعد التعلم.
    وحتى تضاعف قدرتك على التعلم عليك أن تحسن إتمام كل مرحلة من مراحل التعلم.
    أولا: مرحلة قبل التعلم:
    يعتبر الإعداد هو الشيء الرئيسي عليك فعله قبل التعلم فالإعداد يمثل 90% من كل شيء وعندما تقرر شركتك الاندماج في شركة واحدة قد يستغرق توقيع خطاب الاتفاق دقائق معدودة ولكن يسبق ذلك شهورا وربما سنوات من الإعداد وعندما قرر الأخوان رايت الطيران كان ذلك نتيجة إعداد طويل وشاق وهناك ثلاث خطوات لإتمام مرحلة الإعداد لتعلم مجال معين:
    1- مراجعة ما تعرفه سابقا عن المجال الذي تريد أن تتعلمه:فمثلا إذا كنت تريد أن تحضر ماجستير في الإدارة راجع بداية ما تعرفه عن الإدارة من طرق ووسائل وأقسام وأنواع . وهكذا.
    2- تحديد الموضوعات التي تعتقد أنها أكثر أهمية للتعلم:وقد تضع هذه الموضوعات على هيئة أسئلة فمثلا تضع سؤالا مثل 'كيفية بناء روح فريق قوي في العمل' 'كيفية تحضير العاملين وهكذا'.
    3- اسأل نفسك هل من شيء أستطيع عمله مسبقا لكي يساعدني في الاستفادة بدرجة كبيرة في التعلم:
    فمثلا من الممكن أن تحدد كتبا معينة نقرأها قبل بداية الماجستير أو نحضر دورات معينة . وهكذا.
    ثانيا: مرحلة أثناء التعلم:
    إذ أن مفتاح الاكتساب الفوري للمعرفة يتمثل في الاندماج الفعلي والعاطفي الصادق أثناء الوقت الذي تقضيه في التعلم. ومن أنجح الوسائل التي تجعل التعلم مشوقا وغير ممل هي طريقة 'طرح قضايا افتراضية أثناء التعلم' ومعناها أنك أثناء تعلمك تضع تخمينات ذكية وافتراضات لما سيأتي من مواضيع في القراءة ولما سيؤول إليه الأمر الذي تقرأ عنه، فهذه الافتراضات تحافظ على التركيز بانتباه ودون سرحان فنحن نشعر بالاستثارة عندما تتحقق تصوراتنا لما قرأناه ولذا عند قراءتك لأي موضوع حاول أن تخمن النتائج التي سيصل إليها.
    ثالثا: مرحلة بعد التعلم:
    أظهرت الأبحاث أن فترة قبل التجربة وفترة بعد التجربة يمكن أن تكون حاسمة في تحديد ما نحصل عليه من التجربة أكثر من أي شيء نفعله خلالها. وحتى نستفيد بأكبر قدر ممكن مما تعلمته عليك باتباع أسلوب استثمار المعرفة' وهو أسلوب يستند على أننا نقضي معظم أوقاتنا في التفكير حول الأشياء التي تثير في أنفسنا أعمق المشاعر فهذا الأسلوب يعتمد على أنه أكثر شيء تتعلمه وتتذكره هو الذي تفاعلت معه بعقلك ووجدانك أثناء التعلم ولذا فعندما تقرأ موضوعا معينا:
    1- ابحث عن الحقائق والأرقام التي من الممكن أن تحقق بها نفعا عظيما لنفسك.
    2- ابحث عن الأشياء التي وجدتها ممتعة وتبعث على التسلية.
    3- اسأل نفسك إذا كان هناك شيء قد أدهشك لأنه قد اتسم بالغباء والسخف
    4- اسأل نفسك هل هناك شيء قد أثار غضبك أو جنونك.
    5- اسأل نفسك إذ كان قد قيل شيء أشعرك بأنك واقع تحت التهديد.
    وبعد أيها القارئ الكريم، ما عليك الآن سوي أن تبدأ في ممارسة تلك الاستراتيجيات المبسطة التي لا تكلفك الكثير من الجهد، ولكن مع وضعها في الفعل، فلن يمر عليك أسبوع واحد إن شاء الله حتى تلمس بنفسك ذلك التقدم الهائل الذي سيحدث في قدرتك علي التعلم، وفقك الله، وحتى نلقاك عن قريب إن شاء الله علي طريق إدارة العقل، ومضاعفة قدراتك الذهنية.
    محمد مرزوق
















    رد مع اقتباس  

  6. #86  
    طاقتك مفتاح من مفاتيح النجاح





    يقول صلى الله عليه و سلم "نعمتان مغبون فيهما كثيرٌ من الناس: الصحة و الفراغ"

    إن نظام الأكل و الشرب و التنفس و الرياضة التي يمارسها الإنسان تؤثر جميعها على طاقته و بالتالي على مقدرته في تحقيق النجاح فيجب على الإنسان الذي يسعى للنجاح أن يتبّع عادات صحية سليمة وأن يرعى حق بدنه عليه ، و أن يؤدي أمانة الجسد إلى الله كما أخذها سليمة معافاة
    والرسول صلى الله عليه و سلم يقول " و إن لجسدك عليك حقاً"




    ثلاثة لصوص لطاقتك

    العملية الهضمية (1)

    اللص المحترف لطاقتك هي العملية الهضمية حيث أنها تستهلك كميات
    كبيرة جداً من طاقة الإنسان و بلا فائدة حيث إن نسبة كبيرة من الدم
    تتجه إلى المعدة لتساعدها على عملية الهضم فيما يُحرم سائر الجسد
    من كل هذه الطاقة اللازمة للعمل و الإنجاز و تحقيق النجاح!!

    نعم هذا صحيح بناءاً على أحدث الدراسات العلمية و هو صحيح لكونه
    من هدي النبي صلى الله عليه و سلم الذي نبّهنا لهذا اللص
    فقال "ما ملأ ابن آدم وعاءاً شراً من بطنه"
    أو كما قال صلى الله عليه وسلم"حسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه"
    و لعلنا نتذكر أبا هريرة رضي الله عنه حين أقسَمَ و قال ما شبع رسول الله
    صلى الله عليه و سلم و أهله ثلاثة أيامٍ تباعا من خبز
    حنطة حتى فارق الحياة



    القلق (2)

    لأن جزء كبير من الطاقة يتجه إلى المخ لمساعدته على تفكير و أي تفكير؟
    إنه تفكير عقيم فيما لا يفيد و لا ينفع ، و بالتالي تضعف طاقة الجسد و يقل
    الإنجاز فتبتعد عن النجاح مرة أخرى ، و قد طمأن الرسول صلى الله عليه
    وسلم أصحابه و أزاح عنهم القلق في أحلك الظروف

    و لعلّنا نذكر هنا موقفه مع الصديق أبي بكر رضي الله عنه و أرضاه حين
    قال له في الغار "لا تحزن إن الله معنا" كما ورد في القرآن الكريم، أو كما
    ورد في السنة "ما بالك باثنين الله ثالثهما"



    (2) الإجهاد

    لأنه يسبب الشعور بالتعب و نقص الطاقة و الفاعلية ، فلا تجهد نفسك و ترهقها
    و تكلّفها ما لا تطيق فالله تعالى يقول " لا يكلف الله نفساً إلا وسعها "
    و الرسول صلى الله عليه و سلم يقول " فأتوا منه ما استطعتم"


    كيف تزيد طاقتك؟

    اولا : طاقتك الجسمانية

    أ‌- التنفس: و يمكن رفع طاقة الجسم بطريقتين من التنفُّس :-

    التنفس التفريغي : لتنقية الخلايا من الشوائب التي تسبب انسدادها بالطريقة
    التالية (شهيق من الأنف لمدة 4 ثوانٍ ، ثم احتفاظ بالهواء في الرئتين لمدة 10أو12أو16 ثانية أخرى ، ثم زفير بطيء من الفم يستغرق 5أو6أو8
    (وكما تلاحظ مدة الزفير نصف مدة الشهيق)
    يكرر هذا التمرين 10 مرات صباحا ومثلها في وسط النهار و أخرى ليلاً و ستشعر بالفرق بإذن الله

    التنفس مولّد الطاقة : (شهيق من الأنف لمدة 4 ثوان ثم زفير 4 ثوان أخرى)
    وهذا التمرين أيضاً 10 مرات صباحا وفي وسط النهار و ليلا


    ب‌- نظام التغذية : عليك أن تداوم على تناول السوائل خصوصا الماء الذي يكون معظم بنية جسمك فلا تنتظر أن تشعر بالعطش لأن مجرد شعورك بالعطش معناه أن هناك نقصا في السوائل في جسدك و هناك حالة جفاف لذلك فلا تنتظر العطش أبداً ، كذلك أكثر من تناول الفواكه و الخضروات الطازجة و السلطات بدلاً من اللحوم و الحلويات و الدهون
    و لا تنس أن يكون شربك متأنيّا (والسنة أن تكون ثلاثاً)
    عن ابن عبّاس رضي الله عنهما أن الرسول صلى الله عليه و سلم قال :"لا تشربوا واحداً كشربِ البعير ، و لكن اشربوا مثنى و ثلاث وسمّوا إذا شربتم ، و احمدوا إذا رفعتم" ، كما لا تنسى ثلث النفس فلا تملأ معدتك أبداً


    ت‌- التمارين الرياضية: فلا يقل متوسط يومك عن 5 دقائق مشي سريع
    و دقيقتين ركض -في المكان- ، و تمارين بسيطة لفرد العضلات ( كما أن ذهابك و إيابك من المسجد لصلاة الجماعة يجمع بين الرياضة و الثواب و وقت صلاة الفجر الأكثر فائدة صحياً!!)
    فيومك لابد أن يتخلله 20 دقيقة رياضة على الأقل
    و قد أوصى عمر الفاروق رضي الله عنه فقال "علّموا أولادكم السباحة و الرماية و ركوب الخيل"


    ثانيا : طاقتك العقلية

    عليك أن تغذي عقلك الباطن كل يوم بأهدافك في الحياة و رسالتك التي تريد تأديتهاو تأكيداتك الإيجابية ، كأن تكتب أهدافك و رسالتك العامة و المتخصصة
    على لوحة صغيرة تلصقها فوق سريرك فتقرأها كل يوم ، لذلك انتشرت بين الصحابة و التابعين مقوله
    "هيا بنا نؤمن ساعة"
    " تعاهد قلبك"
    "جدد إيمانك"

    ثالثا : طاقتك العاطفية
    (( هانت ))

    الجلوس في مكان هادئ لفترة ، و التنفس بهدوء ، تخيل نفسك تطير و تهبط
    مع حركة صدرك أثناء التنفس ، و فكّر بمن تحبه أثناء ذلك ، ستشعر بهدوء
    و طاقة عاطفية هائلة. و لعل السنة ترشدنا إلى أنجح تمارين زيادة الطاقة العاطفية و هي ( الجلوس بعد صلاة الفجر للذكر و التفكّر حتى وقت الضحى وقد رغّب الرسول صلى الله عليه و سلم بهذا التمرين بذكرأن أجر من فعله هو كأجر عمرة و حجة تامةتامةتامة)



    إذن خلاصة القول انه لتمتلك الطاقة الهائلة كمفتاح للنجاح عليك بالتالي :-


    حافظ على تمارين الصباح
    حافظ على تمارين التنفس يوميا.
    أعطي لنفسك فترات تأمُّل و هدوء و تخيُّل

    كرر على عقلك كل يوم أهدافك و رسائلك الإيجابية
    حافظ على نظام غذائي متوازن و خفيف ، و تجنّب الجفاف و احرص
    على حمل كوب ماء معك أينما تكون
    انتقي أصدقائك من الإيجابيين الذين يدفعوك للأمام لقوله صلى الله عليه و سلم "المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل"

    و لا أدل على هذا الحديث من قصة (بيل جيتس و صديقه) حيث يحتل بيل
    جيتس مركز أول أغنى رجل في العالم و صديقه رابع أغنى رجل في العالم
    رغم أنهما كوّنا صداقتهما أيام الجامعة و كانت جيوبهما أثناء
    ذلك الوقت فارغة


    و السلااااام ختام

    منقول












    رد مع اقتباس  

  7. #87  
    عشر عادات تدمر الدماغ




    1) عدم تناول وجبة الإفطار
    الناس الذين لا يتناولون وجبة الإفطار سوف ينخفض معدل سكر الدم لديهم. هذا يقود إلى عدم وصول غذاء كاف لخلايا المخ مما يؤدي إلى انحلالها.

    2) الإفراط في تناول الأكل.
    الأكل الزائد يسبب تصلب شرايين الدماغ , مما يؤدي إلى نقص في القوة الذهنية

    3) التدخين
    يسبب التدخين انكماش خلايا المخ وربما يؤدي إلى مرض الزهايمر.

    4) كثرة تناول السكريات
    كثرة تناول السكريات يعوق امتصاص الدماغ للبروتينات والغذاء، مما يسبب سوء تغذية الدماغ وربما يتعارض مع نمو المخ.

    5) تلوث الهواء
    الدماغ هو اكبر مستهلك للأكسجين في أجسامنا. استنشاق هواء ملوث يقلل دعم الدماغ بالأكسجين مما يقلل كفاءة الدماغ.

    6) الأرق ( قلة النوم)
    النوم يساعد الدماغ على الراحة . كثرة الأرق تزيد سرعة موت خلايا الدماغ.

    7) تغطية الرأس أثناء النوم
    النوم مع تغطية الرأس يزيد تركيز ثاني أكسيد الكربون ويقلل تركيز الأكسجين مما يؤدي إلى تأثيرات سلبية على الدماغ.

    8) القيام بأعمال أثناء المرض
    العمل الشاق أو الدراسة أثناء المرض تقلل من فعالية الدماغ كما أنها تؤدي إلى تأثيرات سلبية عليه.

    9) قلة تحفيز الدماغ على التفكير
    التفكير هو أفضل طريقة لتمرين الدماغ . قلة تحفيز الدماغ على التفكير تؤدي إلى تقلص أو تلف خلا يا الدماغ.

    10) ندرة الحديث مع الآخرين
    الحوار الفكري مع الآخرين يساعد على ترقية فعالية الدماغ










    رد مع اقتباس  

  8. #88  
    سر النجاح





    يقول دنيس ويتلي مؤلف كتاب سيكلوجية الدوافع " تتحكم قوة رغباتنا في دوافعنا و بالتالي في تصرفاتنا".
    و سأقص عليكم قصة شاب ذهب إلى أحد حكماء الصين ليتعلم منه سر النجاح،
    و سأله: "هل تستطيع أن تذكر لي ما هو سر النجاح؟"
    فرد عليه الحكيم الصيني بهدوء و قال له: "سر النجاح هو الدوافع"
    فسأله الشاب: " و من أين تأتي هذه الدوافع؟"
    فرد عليه الحكيم الصيني: " من رغباتك المشتعلة"
    و باستغراب سأله الشاب: و كيف يكون عندنا رغبات مشتعلة؟"
    و هنا استأذن الحكيم الصيني لعدة دقائق و عاد و معه وعاء كبير مليء بالماء
    و سأل الشاب: "هل أنت متأكد أنك تريد معرفة مصدر الرغبات المشتعلة؟"
    فأجابه بلهفة: "طبعا"
    فطلب منه الحكيم أن يقترب من وعاء الماء و ينظر فيه، و نظر الشاب إلى الماء عن قرب و فجأة ضغط الحكيم بكلتا يديه على رأس الشاب ووضعها داخل وعاء المياه!!
    و مرت عدة ثوان و لم يتحرك الشاب، ثم بدأ ببطء يخرج رأسه من الماء، و لما بدأ يشعر بالاختناق بدأ يقاوم بشدة حتى نجح في تخليص نفسه و أخرج رأسه من الماء ثم نظر إلى الحكيم الصيني
    و سأله بغضب: "ما هذا الذي فعلته؟"
    فرد و هو ما زال محتفظا بهدوئه و ابتسامته سائلا: "ما الذي تعلمته
    من هذه التجربة؟"
    قال الشاب: "لم أتعلم شيئا"
    فنظر اليه الحكيم قائلا: "لا يا بني لقد تعلمت الكثير، ففي خلال
    الثواني الأولى أردت أن تخلص نفسك من الماء و لكن دوافعك لم تكن كافية لعمل ذلك، و بعد ذلك كنت دائما راغبا في تخليص نفسك فبدأت في التحرك و المقاومة و لكن ببطء حيث أن دوافعك لم تكن قد وصلت بعد لأعلى درجاتها،
    و أخيرا أصبح عندك الرغبة المشتعلة لتخليص نفسك، و عندئذ فقط أنت نجحت لأنه لم تكن هناك أي قوة في استطاعتها أن توقفك"
    ثم أضاف الحكيم الذي لم تفارقه ابتسامته الهادئة:
    " عندما يكون لديك الرغبة المشتعلة للنجاح فلن يستطيع أحد إيقافك".

    أرجو أن تكون قد أعجبتكم القصة

    منقول

    ايمان جمال


    --------------------------------------------------------------------------------

    تعليق الأستاذ عبد الرحمن جادو

    مجموعة المحروسة البريدية

    قصة جميلة

    اود ان اعلق عليها ببعض الملاحظات والاراء الشخصية

    اولا مشكلة جيلنا كله هى التعجل وحب التحصيل بلا جهد ولا تعب ولا مثابرة ولا مشاكل , جيل عايز يبقى بيل جيتس بين يوم وليلة ازاى مش مهم هو كده وخلاص , جيل يفكر كثيرا فى الثراء والنجاح ولا يفكر فى الطرق اليهما وهى ليست بالطرق السهلة الممهدة ولكن بها كثير من العراقيل والازمات التى تتطلب الصبر وحسن التصرف والمراجعة الدائمة

    ثانيا : حصر النجاح فى امر واحد من امور الحياة , فى العمل مثلا وهذا ايضا خطأ فالنجاح هدف عام نحتاجه لنشعر بنشوته ونسعى الى مرتبة تعلو ما قبلها وخطوة تثبت ما حصلناه

    ثالثا : قيمة النجاح ليست في ذاته ولكن فى فهم تداعياته وتطوير الياته وتلاشى سلبيات ما مضى والاجتهاد فى تنمية هذا النجاح وتفعيله لا الركون اليه والنوم على وسادته والاستمتاع بما يجلبه من مدح واطراء يذهب قيمته ويثبط الهمة فى السعى الى ما بعده

    رابعا : الاستفادة من الخبرات , وليس صحيحا ان اكتساب الخبرة يأتى دائما بخوض التجارب ولكنه فى رايى خليط بين تعلمها من الاجيال السابقة واستخلاص الخطوط العريضة كاساسيات النجاح او مسببات الفشل وبين خوض التجارب بلا مجازفة كاملة ولا تخوف كامل

    خامسا : مرحلية النجاح , كل فترة لها هدف معين واليات معينة تساعد وتعين على تحصيل هذه الهدف , اما الاحلام الكبيرة اللا متناهية وربطها بالنجاح وتعجل ادراك بعضها هو باب من ابواب الفشل مفتوح على مصرعيه لمن يظن ان الاحلام بكثرتها وان تحقيقها سهل هين لا يحتاج الا لعقل ذكى وتفكير ناضج وهذا خطأ فادح فى رايى

    سادسا : ان السعى وبذل الجهد لا يستوجب ادراك النجاح دائما , فالانسان معرض بعد سعيه وجهده وحسن تخطيطه وتدبيره الى الفشل لسبب غاب عنه او لابتلاء اصابه , وفى هذا يجب تقدير الخطأ وتحجيمه بما يناسبه فلا يطغى على غيره من الاساليب الصحيحة فيهدها هدا ويذهب قيمتها ويضعف اثرها

    سابعا : التحدى , فى رايى الشخصى ان التحدى وشحذ الهمة الداخلية وتنمية المهارات الادارية - بطرق علميه و بتعلمها من ذوى الخبرة خاصة اولائك الذين خلصوا الى نتائج هامة بعد قضاء عمر طويل فى التعلم والتمرس- هى من اهم عوامل النجاح بل وكما عنونت القصة بانها سر النجاح وان كنت اراها سر من اسراره

    ثامنا : عدم السعى للنجاح لمجرد النجاح حتى لا تذهب قيمته وايضا عدم ربط السعادة بنجاح معين فليست السعادة كلها فى النجاح فى العمل وان بدا كذلك وليست فى الزواج وان بدا كذلك وليست فى الجاه وان بدا كذلك












    رد مع اقتباس  

  9. #89  
    الانسان الناجح






    الإنسان الناجح هو الذى يغلق فمه قبل أن يغلق الناس آذانهم ويفتح أذنيه قبل أن يفتح الناس أفواههم.

    لا تدع لسانك يشارك عينيك عند انتقاد عيوب الآخرين فلا تنس انهم مثلك لهم عيون والسن.

    تستغرق مناقشة المسائل التافهة وقتاً طويلاً لأن بعضنا يعرف عنها اكثرمما يعرف عن المسائل الهامة.

    إذا كان لديك رغيفان فـكُل أحدهما وتصدق بالأخر.

    عندما يمدح الناس شخصاً ، قليلون يصدقون ذلك وعندما يذمونه فالجميع يصدقون.

    لا يوجد رجل فاشل ولكن يوجد رجل بدأ من القاع وبقى فيه.

    اختر كلامك قبل أن تتحدث وأعط للاختيار وقتاً كافياً لنضج الكلام فالكلمات كالثمار تحتاج لوقت كاف حتى ننضج.

    كن على حذر من الكريم إذا أهنته ومن اللئيم إذا أكرمته ومن العاقل إذا أحرجته ومن الأحمق إذا رحمته.

    إذا بلغت القمة فوجه نظرك إلى السفح لترى من عاونك فى الصعود إليها وانظر إلى السماء ليثبت الله أقدامك عليها.

    من عاش بوجهين مات لا وجه له.

    إذا استشارك عدوك فقدم له النصيحة ، لأنه بالاستشارة قد خرج من معاداتك إلى موالاتك.

    تكلم وأنت غاضب فستقول اعظم حديث تندم عليه طوال حياتك.

    لا تجادل بليغاً ولا سفيهاً فالبليغ يغلبك والسفيه يؤذيك.

    حسن الخلق يستر كثيراً من السيئات كما أن سوء الخلق يغطى كثيراً من الحسنات.

    إذا تشاجر كلبان على غنيمة تكون من نصيب الذئب الذى يأتى على صياحهما.

    من وثق بالله أغناه ومن توكل عليه كفاه ومن خافه قلت مخافته ومن عرفه تمت معرفته











    رد مع اقتباس  

  10. #90  
    الانسان الناجح






    الإنسان الناجح هو الذى يغلق فمه قبل أن يغلق الناس آذانهم ويفتح أذنيه قبل أن يفتح الناس أفواههم.

    لا تدع لسانك يشارك عينيك عند انتقاد عيوب الآخرين فلا تنس انهم مثلك لهم عيون والسن.

    تستغرق مناقشة المسائل التافهة وقتاً طويلاً لأن بعضنا يعرف عنها اكثرمما يعرف عن المسائل الهامة.

    إذا كان لديك رغيفان فـكُل أحدهما وتصدق بالأخر.

    عندما يمدح الناس شخصاً ، قليلون يصدقون ذلك وعندما يذمونه فالجميع يصدقون.

    لا يوجد رجل فاشل ولكن يوجد رجل بدأ من القاع وبقى فيه.

    اختر كلامك قبل أن تتحدث وأعط للاختيار وقتاً كافياً لنضج الكلام فالكلمات كالثمار تحتاج لوقت كاف حتى ننضج.

    كن على حذر من الكريم إذا أهنته ومن اللئيم إذا أكرمته ومن العاقل إذا أحرجته ومن الأحمق إذا رحمته.

    إذا بلغت القمة فوجه نظرك إلى السفح لترى من عاونك فى الصعود إليها وانظر إلى السماء ليثبت الله أقدامك عليها.

    من عاش بوجهين مات لا وجه له.

    إذا استشارك عدوك فقدم له النصيحة ، لأنه بالاستشارة قد خرج من معاداتك إلى موالاتك.

    تكلم وأنت غاضب فستقول اعظم حديث تندم عليه طوال حياتك.

    لا تجادل بليغاً ولا سفيهاً فالبليغ يغلبك والسفيه يؤذيك.

    حسن الخلق يستر كثيراً من السيئات كما أن سوء الخلق يغطى كثيراً من الحسنات.

    إذا تشاجر كلبان على غنيمة تكون من نصيب الذئب الذى يأتى على صياحهما.

    من وثق بالله أغناه ومن توكل عليه كفاه ومن خافه قلت مخافته ومن عرفه تمت معرفته










    رد مع اقتباس  

صفحة 9 من 12 الأولىالأولى ... 7891011 ... الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. لفائف السمك مع صلصة الكاري الخضراء -طبق تايلندي
    بواسطة بوغالب في المنتدى قسم الأطباق الخفيفه والمقبلات
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 05-Jun-2010, 08:37 PM
  2. شرائح الدجاج المشوية مع صلصة الفليفلة والكزبرة
    بواسطة أوهــــــامَ في المنتدى مطبخ عالم حواء- طبخ - Cooking Food
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 30-Apr-2010, 03:37 PM
  3. شرائح السمك مع صلصة الحبق
    بواسطة أوهــــــامَ في المنتدى الأطباق الرئيسية
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 12-Nov-2009, 11:00 AM
  4. (()) خلطة فساتين مذهلة ومميزة (())
    بواسطة بحريني رومانسي في المنتدى فساتين سهرة
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 22-Mar-2009, 09:36 PM
  5. فاتحه الكتاب ومعانيها<ام الكتاب اعظم صور القران>
    بواسطة ميرو2010 في المنتدى رياض المؤمنين
    مشاركات: 21
    آخر مشاركة: 23-Jul-2007, 12:48 AM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

عرض سحابة الكلمة الدلالية

المفضلات
المفضلات
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •