الملاحظات
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: الحب الحقيقي

الحــب والمحبيـــن ---------------------------------- الحب معروف مشهور بحيث لا يخفى على أحد أثره، ولا يفلت أحد من أثره أيضاً، فما هارب منه إلا قادمٌ إليه، ونسأل بدايةً: هل يمكن أن

  1. #1 Icon15 الحب الحقيقي 
    الحب, الحقيقي

    الحــب والمحبيـــن
    ----------------------------------

    الحب معروف مشهور بحيث لا يخفى على أحد أثره، ولا يفلت أحد من أثره أيضاً، فما هارب منه إلا قادمٌ إليه، ونسأل بدايةً: هل يمكن أن يكون الحب سبباً من أسباب الموت؟.
    لنترك الإجابة عن هذا التساؤل الآن، فليس حرياً بنا أن نتحدث عن الحب ثم نردفه بذكر الموت هكذا سريعاً!.
    لكن رقة قلوب العرب ورهافة عواطفهم هي التي جعلت من أسمى شعور وأنبل غاية شيئا فتاكاً، وربما مخيفاً، وحتى إن كان الأمر كذلك فالعربي لم يكن ليطوح بهذا الشعور النبيل أو يتنازل عنه بأي حال.
    فهذا شاعر يقول:

    [poem=font="Traditional Arabic,5,teal,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/19.gif" border="double,4,black" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
    إذا أنت لم تعشق وتدرِ ما الهوى = فكن حجراً من يابس الصخر جلمدا [/poem]

    وآخر يبالغ أكثر فيقول:
    [poem=font="Traditional Arabic,5,teal,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/19.gif" border="double,4,black" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
    فلا خير في الدنيا إذا لم تزُر = حبيباً ولم يطرب إليك حبيبُ [/poem]

    ومن هنا نجد في تراثنا العربي قصصَ عشاق رقاق القلوب مرهفي الحس والعاطفة، امتزج العفاف والشرف بحبهم، ولكن امتنعت عليهم آمالهم وأحلامهم فأصبحوا هائمين مدنفين معذبين في سبيل من أحبوا، حتى راح الكثير منهم شهيد الرقة والعفاف.
    وبطبيعة الحال، يتسع خيال المحب فيتصور أشياء لا يراها غيره من الناس، ويحلم أحلاما ويتمنى أمنياتٍ تنقله بعيدا عن واقعه المعاش، فهذا أحدهم شحط به خياله وامتدت أمنياته فتمنى على الله ألا يباعد بينه وحبيبته حتى بعد موته، وأنه في حال مجاورة قبرها لقبره سيكون سعيدا، يقول:

    [poem=font="Traditional Arabic,5,teal,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/19.gif" border="double,4,black" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
    أعوذ بك اللهم أن تشحط النوى = ببثينة في أدنى حياتي ولا حشري
    وجاور إذا مت بيني وبينها = فيا حبذا موتي إذا جاورت قبري [/poem]

    ولو تدبر قليلاً ماذا عساه يستفيد بجوارها بعد موته، ولكنها أمانيّ العشاق.!!
    وهذا جميل بثينة يتمنى قائلاً:

    [poem=font="Traditional Arabic,5,teal,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/19.gif" border="double,4,black" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
    ألا ليتني أعمى أصم تقودني = بثينة لا يخفى عليّ كلامها [/poem]

    وماذا عساها تفعل بثينة به وهو أعمى أصم لو فكر قليلاً!.

    وهذا أيضاً كثير عزة طوّح به غرامه بعيدا، فجعله يتمنى نفسه وبثينة أن يكونا بعيرين أجربين لرجل غني فينفيهما بعيدا ولا يسأل عنهما فتتحقق لهما الخلوة بعيدا عن الوشاة وأعين الرقباء، يقول:

    [poem=font="Traditional Arabic,5,teal,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/19.gif" border="double,4,black" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
    وددتُ، وبيت الله، أنك بكرةٌ = هجانٌ وأني مصعبٌ ثم نــهربُ
    ألا ليتنا يا عز من غير ريبة = بعيران نرعى في الخلاء ونعزب
    كلانا به عرٌ فمن يرنا يقل = على حسنها جرباء تعدي وأجربُ
    إذا ما وردنا منهلاً صاح أهله = علينا فما ننفك ننفــى ونضرب
    نكون بعيري ذي غنى فيضيعنا = فلا هو يرعــانا ولا نحن نطلب [/poem]

    فلما سمع عمر بن أبي ربيعة هذه الأبيات قال لكثير: ويلك، تمنيت لها ولنفسك الرق والجرب والرمي والطرد والمسخ، فأي مكروه لم تتمن لها ولنفسك، والله لقد أصابها منك قول الأول: معاداة عاقل خير من مودة أحمق.
    ولكن مع هذا يتوجب علينا أن نذكر شيئا ميّز كل هؤلاء العشاق في عشقهم لم يختلفوا عليه؛ فعلى الرغم من أن الغرام بلغ بهم كل مبلغ وطوح بهم بعيداً جداً يقاسون الحرمان والهجر إلاَّ أنهم ظلوا أوفياء شرفاء لا يحيدون عن مبدأ المحافظة على شرف الحبيبة وبيان عفتها حتى النهاية.

    وعندما ننظر لنختار قصة من قصص العشق والوفاء العربي لنضرب من خلالها مثلا لِمَا ذكرنا، فلا غرو أن يكون هذا المثال هو أول محبٍ هام عشقا ومات هجراً، بل إنه لشدة معاناته ومقاساته ضُرب به المثل بين العرب، إنه قتيل الغرام: عروة بن حزام.

    تربى عروة يتيماً في حجر عمه، وكان قد ولد وعاش مع عفراء ابنة عمه، حتى تألّف كل واحد منهما صاحبه إلفاً شديداًً، ومرت أيام الصِّبا والهوى وجاء عروة يخطب عفراء من عمه؛ فماطله وسوّفه بحجة أن عروة ليس بذي مال؛ فضرب عروة في الأرض يبتغي الرزق بعد أن استوثق من عمه بأن ينتظره حتى يعود بالمال والمهر!
    ولكن ما إن رحل عروة حتى طمع أهل عفراء فرحلت هي الأخرى ولكن مع زوجها الغني إلى الشام، وقدم عروة فنعاها أبوها إليه وأراه قبراً وهمياً؛ فظل عروة أياماً يغدو ويروح إلى قبر عفراء المزعوم يندبها، ولكن إلى حين، فقد عرف الحقيقة وتغير الحال فغدا محزوناً كئيباً حتى أصابه الهزال، فلم يبق منه شيء، فقال الناس: إن عروة قد جن! وحاولوا عرضه على الطبيب، فقال:

    [poem=font="Traditional Arabic,5,teal,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/19.gif" border="double,4,black" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
    ما بي من خبلٍ ولا بي جنة = ولكن عمي يا أخيَّ كذوب [/poem]

    لكن قومه وهم يرون علته تزيد ولا تنقص أصروا على علاجه من علته وحملوه إلى أحسن أطباء زمانه: عرّاف اليمامة وعرّاف نجد، فصور عروة حاله مع الطبيبين قائلاً:

    [poem=font="Traditional Arabic,5,teal,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/19.gif" border="double,4,black" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
    جعلت لعراف اليمامة حكمة = وعراف نجدٍ إن هما شفياني[/poem]

    فقالا:
    نعم نشفي من الداء كله وقامــا مع العواد يبتدران فما تركا من سقيةٍ يعلمـانها ولا سلوة إلا وقد سقــياني

    فقالا:

    [poem=font="Traditional Arabic,5,teal,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/19.gif" border="double,4,black" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
    شفاك الله، والله مالنا = بما حملت منك الضلوع يدان[/poem]

    وبقي عروة على حاله، يظهر حبه ووفاءه ويذكر عفراء و خيانة الأهل والعشيرة:

    [poem=font="Traditional Arabic,5,teal,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/19.gif" border="double,4,black" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
    عشية، لا عفراء منك بعيدة = فتسلو ولا عفراء منك قريب
    فوالله لا أنساك ما هبت الصبا = وما عقّبتها في الرياح جنوب
    وإني لتعروني لذكراك هزةٌ = لها بين جلدي والعظام دبيب[/poem]

    ومات قتيل الحب عروة بن حزام، عاش وفياً لمن أحب ومات بالهجر منها، وسمعت عفراء بمعاناته وموته، فخاطبت زوجها قائلة: لقد كان من خبر ابن عمي ما قد بلغك ووالله ما عرفت منه إلا الحسن الجميل وقد مات فيّ وبسببي، ولابد لي من أن أندبه فأقيم مأتم عليه، فأقامت تندبه حتى ماتت بعد أيام، وعندما بلغ الخبر معاوية بن أبي سفيان الخليفة الأموي قال: لو علمت بحال هذين الشريفين لجمعت بينهما.


    [align=center]===============================

    هكذا حال الحب الحقيقي الذي لن يعيش من أحب إلا مع من أحب وإلاّ لن يكون قد أحبها حقاً!!

    ---------------------------------------

    أتمنى أن تكون هذه الكلمات قد وجدت طريقها على قلوب المحبين وقد لمست فيهم أوتاراً لمطالمها هزتها دقات قلبه. حتى أنها كادت أن تنقطع مع أنها لن تنقطع لأنها سبب حياته في الواقع.

    ----------------------------------------

    والسلام عليكم[/align]

    hgpf hgprdrd







    التعديل الأخير تم بواسطة المحب دوما ; 15-Jan-2008 الساعة 09:02 PM
    رد مع اقتباس  

  2. #2 رد: الحب الحقيقي 
    امير الظلام::) شكراً أخوي على مرورك الحلو. اللي أعطى للموضوع حلاوة أكثر.


    تقبل مواضيعي البسيطة

    والسلام عليكم





    رد مع اقتباس  

المواضيع المتشابهه

  1. الحب الحقيقى
    بواسطة هووواوووي في المنتدى رياض المؤمنين
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 22-Jan-2008, 07:55 AM
  2. اين الحب الحقيقى ؟!
    بواسطة صفاءاحمد في المنتدى المنتدى العام
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 04-Oct-2007, 06:43 AM
  3. الحب الحقيقي.
    بواسطة وقت الغروب في المنتدى المنتدى العام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 19-Aug-2007, 03:17 PM
  4. الحب الحقيقي الحب طاهر
    بواسطة lmkhazez في المنتدى خواطر - نثر - عذب الكلام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 27-May-2006, 05:08 AM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

عرض سحابة الكلمة الدلالية

المفضلات
المفضلات
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •