لعبة, الليث, البحث, ربابة

بسم الله الرحمن الرحيم

قال والعهدة على الراوي :
كنت أقرأ في جريدة الخليج الشارقية في أحد " الرمضانات " – في الثمانينات على ما أظن - مداعبات لأحد الشعراء التونسيين ،نسيت اسمه – وهذا لا يضيره ، ولعل الأخت الأديبة لمياء البجاوي حفظها الله وحفظكم – وهي رئيسة تحرير مجلة " أوتار الالكترونية " الصادرة في تونس ، وستصلها هذه النسخة إن شاء الله تعالى - تتعرف على هذا الشاعر المفلق أو تسأل عنه ، وتخبرنا عن أحواله . هذه المداعبات سماها – على ما أظن ( لعبة الأدب ) . وأذكر أنه قال في بدايتها – إن كانت الذاكرة تسعفني لفظاً أو معنىً :
" لعبة الأدب تجعل صاحبها أكثر قرباً من الأدب . وترفع الكلفة بينه وبين التراث . فتغدو اللغة وسيلة بسيطة من الوسائل المتداولة في حياتنا اليومية ، نمسي أشد التصاقاً بها ، وتتوثق بيننا الأواصر والعلاقات ."

وبدأ شاعرنا لعبته الأدبية بما يلي :
بشار كان شاعراً طريفاً أراد أن يخاطب خادمته فقال:
ربابة ربة البيت . تصب الخل في الزيت
لها عشر دجاجات وديك حسن الصوت

بيتان لا تكلف فيهما ، فلنرفع الكلفة نحن ولنغير القافية كما يحلو لنا :
ربابة ربة العنز تصب الزيت في الخبز
لها عشر دجاجات وديك حسن القفز

وقد يريد أحدنا قافية يائية ، فعليه أن يقول :
ربابة ربة الحَليِ تصب الزيت للقليِ
لها عشر دجاجات . وديك حسن الجريِ

المجال مفتوح في هذه اللعبة . فبإمكانك أن تغير كلمة أو أكثر ، قل مثلاً مع قافية لاميّة :
ربابة ربة الكل تصب الزيت في الخل
لها سبع دجاجات وديك حسن الدلِّ

وقد نأتي بقافية فيها لزوم ما لا يلزم كالتزام الدال والراء :
ربابة ربة الخدر . تصب الزيت في القدر
لها عشر دجاجات وديك حسن الصدر

وربما تضيف لهجة عامية مصرية للتفكه فتقول في الشطر الأخير من البيت الثاني " وديك صاح من بدري "

أو نقول ملتزمين الخاء والتاء:
ربابة ربة التخت . تصب الزيت للأخت
لها عشر دجاجات . وديك صاح : يا بختي

أو يقول بعضهم ملتزماً النون والتاء:
ربابة خالة البنت تصب الزيت بالسنتي
لهاعشر دجاجات . وديك صاج من أنت؟

ومن لزوم ما لا يلزم قولنا مثلاً ملتزمين الراء والشين :
ربابة ضخمة الكَرش . تصب الزيت في الطرشي
لها عشر دجاجات . وديك دائم الهرش

بعضهم لا يريد الالتزام بما لا يلزم فيقول :
ربابة ربة الطبخ تصب الزيت للفرخ
لها عشر دجاجات . وديك حسن النفخ

وبعضهم لا يريد الخروج على قافية بشار فنقول : لا بأس :
ربابة ربة " الطشت " تصب الزيت في اللفت
لها عشر دجاجات وديك صاح في الوقت

هذا ما أذكره قبل عشرين سنة أو أكثر – والله أعلم مما كتبه ذلك الشاعر التونسي البارع ومما شاركه في اللعبة بعد ذلك شعراء فضلاء تعرفت عليهم وأفدت منهم
وقد كانت اللعبة مسلية تنشط الذاكرة وتشحذها ، وتعلم المبتدئ طريقة من طرائق صياغة الشعر .
إنها تسلية مفيدة ليس فيها تكلف ولا إضاعة وقت – على ما أظن -
فما رأيكم في هذه التسلية ؟ إن أعجبتكم فبها ونعمت ، وإلا فأنا تسليت بها .

gufm hgH]f :vfhfm vf hgfdj