الملاحظات
النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: إذا مس بالسراء عم سرورها!!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نِعَم الله تترى على العباد في كل لحظة ، بل مع كل نَفَس ... (وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَاسَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَتُحْصُوهَا

  1. #1 Icon23 إذا مس بالسراء عم سرورها!! 
    المشاركات
    6,597
    بالسراء, سرورها, سرورها..!!

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    نِعَم الله تترى على العباد في كل لحظة ، بل مع كل نَفَس .



    (وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَاسَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَتُحْصُوهَا
    إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ )





    وواجب العبد نحو نِعمِ ربِّه أن يَشْكرَهـا ولا يكفرها.
    لأن النِّعم إنما تدوم وتُستدرّ بالشُّكر .



    فما هو الشُّـكُـر ؟
    وكيف يكون ؟


    الشُّكر هو : الثناء على المحسن بذِكرِ إحسانه بما أولاكه من المعروف .
    وقيل : هو تصورُ النعمةِ وإظهارُها .


    قال سهل بن عبد الله : الشكر : الاجتهاد في ذل الطاعة ، مع اجتناب المعصية في السر والعلانية .


    وقال الجُنيد : الشكر ألاّ يُعصى اللهَ بِنِعَمِه .


    وقال الشِّبلي : الشكر : التواضع ، والمحافظة على الحسنات ، ومخالفة الشهوات ، وبذل الطاعات ، ومراقبة جبار الأرض والسماوات .
    ( ذكر ذلك ابن القيم رحمه الله ) .


    وهل هناك أكثرُ إحساناً عليك وإنْعاماً ممن رزقك وأنت في بطن أمك ؟ وسوّغ لك الطعامَ والشراب ؟ وألبسك لباسَ الصحة والعافية ؟ وأعطاك المال والأهل والولد ؟

    وذكّرك مولاك بنعمته فقال : ( أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ *
    وَلِسَانًاوَشَفَتَيْنِ *وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ)


    قال مجاهدٌ وغيره : هذه نِعمٌ من اللهِ متظاهرة يُقرِّرُكَ بـها كيما تشكر .
    وقال ابن مسعود في قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ ) : قال :


    حقّ تقاته : أن يُطاع فلا يُعصى ، وأن يُذكر فلا يُنسى ، وأن يُشكر فلا يُكفر .


    فالشُّكر إذاً من لوازم التقوى . ودخول الجنة مرتبط بتقوى الله ، وكذلك قبول العمل والدخول في رحمة أرحم الراحمين .
    والشكر وصف ممدوح ووصف جليل ووصف محبوب
    وقد وصف الله نبيّه نوحا بأنه ( كَانَ عَبْدًا شَكُورًا)



    وامتدح الله عبده لقمان بأنْ آتاه الله الحكمة ورزقه الشكر ، فقال :

    (وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ
    لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ) .



    والشُّكر مما أهمّ الأنبياء كيفية أدائه


    يُروى أن موسى عليه الصلاة والسلام قال يوم الطور : يا رب إن أنا صليت فَمِنْ قِبلك ، وإن أنا تصدقت فَمنْ قِبلك ، وإن أنا بلغت رسالتك فَمِنْ قِبلك ، فكيف أشكرك ؟ قال : الآن شكرتني .



    والشُّكرُ يكون في ثلاثة مواضع :


    بالقلب وباللسان وبالجوارح .


    فبالقلب اعتقاداً أن الله وحدَه هو المنعمُ المتفضّلُ بـهذه النِّعم لقوله تبارك وتعالى : ( وَمَابِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ)


    وأن من سوى الله من الخلق إنما هم سببٌ لجريان شيء مِن النِّعم على أيديهم .

    وفي الحديث : لا يَشكرِ اللهَ من لا يشكرِ الناس . رواه الإمام أحمد وأبو داود .

    وفي الحديث الآخر : إن أشكر الناس لله عز وجل أشكرهم للناس . رواه الإمام أحمد .

    وقال عليه الصلاة والسلام : من صنع إليكم معروفاً فكافئوه .




    فهذا كلّه يدلُّ على شكرِ الناس لا على نسبةِ النعمة إليهم
    وشكر الناس أمرٌ مطلوب ، كما قال الله تعالى :
    ( أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ )



    قال الحسن : قال موسى عليه السلام : يا رب كيف يستطيعُ ابن آدم أن يؤدي شكر ما صنعت إليه ؛ خلقته بيدك ، ونفخت فيه من روحك ، وأسكنته جنتك ، وأمرت الملائكة فسجدوا له ؟ فقال : يا موسى عَلِمَ أن ذلك مني ، فَحَمِدَنِي عليه ، فكان ذلك شكرا لما صنعته . رواه هناد في الزهد .


    وقال صلى الله عليه وسلم : ما أنعم الله على عبد ، فحمد الله عليها إلا كان ذلك الحمد أفضل من تلك النعمة . رواه الطبراني وغيره ، وصححه الألباني .


    قال سليمان التيمي : إن الله أنعمَ على العباد على قدْرِه ، وكّلّفَهُم الشكرَ على قدْرِهم ، حتى رضيَ منهم من الشكر بالاعترافِ بقلوبهم بِنِعَمِهِ ، وبالحمد بألسنتِهم عليها .


    ويكون الشكر باللسان لقوله تعالى :( وَأَمَّابِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ )


    فيتحدّث العبدُ بنعمة ربِّه عليه اعترافاً بـها ، وقبولاً لها ، وشكراً لمن أسداها ، وأنعمَ عليه بـها.


    لو كلَّ جارحة منِّي لهـا لغـةٌ *** تثني عليك بما أوليتَ من حسنِ
    لكان ما زان شكري إذا أشرتُ به *** إليك أجمل في الإحسان والمنن


    فيتحدث العبد بنعمة الله عليه بلسان مقاله ، وبلسان حاله .


    وفي صحيح البخاري من حديث شداد بن أوس رضي الله عنه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال : سيدُ الاستغفار أن تقول :

    اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدُك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت ،أعوذ بك من شر ما صنعت ، أبوء لك بنعمتك عليّ ، وأبوء لك بذنبي فاغفر لي ، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت .
    فتضمّنَ الحديثُ الاعترافَ بنعمةِ اللهِ عليه .


    وكان النبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من الطعام قال :


    الحمد لله الذي أطعم وسقى ، وسوّغه وجعل له مَخْرَجا
    . رواه أبو داودَ والترمذي .


    وفي صحيح مسلم من حديث أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأَكْلَةَ فيحمدَه عليها ، أو يشربَ الشّرْبَةَ فيحمدَه عليها .


    قال بكر بن عبد الله : ما قال عبدٌ قط : الحمدُ لله مرةً ، إلا وجبت عليه نعمةٌ بقوله : الحمدُ لله ، فما جزاء تلك النعمة ؟ جزاؤها أن يقولَ : الحمد لله ، فجاءت نعمـةٌ أخرى فلا تنفد نعماءُ الله . رواه ابن أبي الدنيا في الشكر .
    فكلُّ نعمةٍ فمن الله وحدَه حتى الشكر فإنه نعمةٌ وهي مِنْـهُ سبحانَه ، فلا يطيقُ أحدٌ أن يشكرَه إلا بنعمته ، وشكرُه نعمةٌ مِنْهُ عليه ،


    كما قال داود عليه الصلاة والسلام : يا رب كيف أشكرُك وشكري لك نعمةٌ من نعمك عليّ تستوجبُ شكراً آخر ؟ فقال : الآن شكرتني يا داود . ذكره الإمام أحمد في الزهد .


    وذَكَرَ عن الحسن أنه قال : قال داود : إلهي لو أن لكل شعرة من شعري لسانين يذكرانك بالليل والنهار والدهرَ كلَّه لما أدّوا مالَكَ عليّ من حقِّ نعمةٍ واحدة .


    إذا كان شكري نِعْمَةَ الله نعمةً *** عليَّ له في مثلها يجبُ الشكرُ
    فكيف وقوعُ الشكر إلا بفضله ***وإن طالت الأيامُ واتصل العمر
    إذا مس بالسراءِ عمَّ سرورُها ***وإن مسَّ بالضراءِ أعقبها الأجر
    وما منهما إلاّ لـه فيه مِنّـةٌ *** تضيقُ بها الأوهامُ والبـرُّ والبحر


    وكتب ابن السماك إلى محمد بن الحسن – حين وَلِيَ القضاء



    : أما بعد فلتكن التقوى من بالك على كلِّ حال ، وخفِ الله من كل نعمةٍ أنعم بـها عليك من قِلّةِ الشكر عليها مع المعصية بـها ، فإن في النعم حُجـةٌ ، وفيها تَبِعَةٌ ؛ فأما الحجةُ بـها فالمعصيةُ بـها ، وأما التبعةُ فيها فقلّة الشكر عليها ، فعفى الله عنك كلما ضيعت مِـنْ شكر ، أو ركبت من ذنب ، أو قصرت من حق .
    هذا تحـدّثٌ بالنعمة بلسان المقال


    وأما بلسان الحال ففي لباس الإنسان ولباس أولاده وحالهم لقوله صلى الله عليه وسلم : إن الله تعالى يُحب أن يُرى أثـرُ نعمتِه على عبده . رواه الإمام أحمد وغيره ، وهو حديث صحيح .


    وفرق بين أن يَرى الخلق أثـر النعمة وبين الإسراف .


    لقوله عليه الصلاة والسلام : كلوا واشربوا والبسوا وتصدقوا من غير إسراف ولا مخيلة . رواه البخاري تعليقا ، رواه الإمام أحمد والنسائي .


    وقال ابن عباس : كل ما شئت والبس واشرب ما شئت ، ما أخطأتك اثنتان سرف أو مخيلة . علّقه البخاري ، ورواه ابن أبي شيبة وعبد الرزاق موصولا .
    وفي المسند وغيرِه عن أبي الأحوص الجُشَميّ عن أبيه قال : رآني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وعليّ أطمارٌ ، فقال : هل لك مال ؟
    قلت : نعم .
    قال : من أي المال ؟
    قلت : من كل المال قد آتاني اللهُ عز وجل ؛ من الإبل والرقيق والخيل والغنم .
    قال : فلتُرَ نِعَمُ اللهِ وكرامتُه عليك .
    أي ليرى الناس أثر نعمة الله عليك ، فهذا من شُكرها بلسان الحال .


    ويكونُ الشكرُ عَمَلاً بالجوارح بأن لا تعملِ الجوارحُ إلا بما يُرضي مولاها سبحانه .


    فيعمل العبدُ بطاعة ربِّه ، خِدمةً لسيِّدِه ، لا يرى أنه صاحب معروفٍ بعمله ، بل ينظر إلى أعماله كلِّها على أنـها قطرةٌ في بحر جودِ مولاه جل جلاله ، وأنه مهما عمِلَ من عملٍ فإنه لا يؤدّي شُكرَ أقلَّ نعمةٍ يتقلّبُ بـها

    ( اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ)



    وقد أنعم الله عز وجل على العبد بالجوارح والأعضاء التي لا تُقدّر بثمن ، ولو كانت تُباع أو تُتشرى لكان الأثرياء وأصحاب رؤوس الأموال أكثر الناس تمتعاً بالصّحة !




    لفضيلة الشيخ : عبد الرحمن السحيم حفظه الله




    بالسراء سرورها!! 01267000374.gif

    Y`h ls fhgsvhx ul sv,vih!!







    رد مع اقتباس  

  2. #2 رد: إذا مس بالسراء عم سرورها!! 
    يعطيك العافية يالغلا
    لا عدمناك
    ,’






    رد مع اقتباس  

  3. #3 رد: إذا مس بالسراء عم سرورها!! 
    أوهــــــامَ غير متواجد حالياً § أنسانه متواضعه §
    المشاركات
    58,525
    بارك الله فيكي

    .





    رد مع اقتباس  

  4. #4 رد: إذا مس بالسراء عم سرورها!! 
    المشاركات
    12,791
    جزاك الله خير

    .






    رد مع اقتباس  

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

عرض سحابة الكلمة الدلالية

المفضلات
المفضلات
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •