الملاحظات
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 12

الموضوع: الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا

نعيش في هذه المقالة مع تشبيه دقيق وصف به الله ذلك الإنسان الذي انسلخ من آيات الله وأتبعه الشيطان فمثله كمثل الكلب يلهث دائماً.... كيف يمكن لإنسان ذاق حلاوة

  1. #1 51 الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا 
    المشاركات
    6,597
    آَتَيْنَاهُ, آَيَاتِنَا, مِنْهَا, فَانْسَلَخَ

    نعيش في هذه المقالة مع تشبيه دقيق وصف به الله ذلك الإنسان الذي انسلخ من آيات الله وأتبعه الشيطان فمثله كمثل الكلب يلهث دائماً



    كيف يمكن لإنسان ذاق حلاوة الإيمان أن ينقلب من الهدى إلى الضلال، ومن النور إلى الظلمات كيف يمكن إنسان أن يتخلَّى عن آيات الله بعد أن رآها وأيقن بها، وكيف يمكن لمؤمن أن يصبح ملحداً الحقيقة يا أحبتي هذه أسئلة شغلت تفكيري لسنوات، وكنتُ أقف عند قول الحق تبارك وتعالى عندما علمنا دعاء لم أكن أفهمه وقتها، وهذا الدعاء جاء على لسان أولي الألباب أي العقول من المؤمنين والراسخين في العلم، وهو: (رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ) [آل عمران: 8].
    وكنتُ أقول سبحان الله! لماذا علَّمنا الله هذا الدعاء، وهل يمكن لقلب المؤمن أن يزيغ عن الحق بعد أن رآه؟ ولكن بعد سنوات عرفت الحكمة من هذا الدعاء بعد أن قرأت عن أناس كانوا مؤمنين بل مدافعين عن الإسلام ثم انقلبوا إلى الكفر والإلحاد! وكلما قرأت لأحدهم قبل الإلحاد وبعده لاحظتُ أن هذا الملحد يتحدث بلسان شيطان، وليس بلسانه الأصلي، وكأن الشيطان قد استحوذ عليه وأصبح يتحكم بكل كلمة يقولها!
    وأدركت لماذا كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: (يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك)، صدقت يا سيدي يا رسول الله، فقد كنتَ أعلم الناس بطب القلوب وما يصلح الأنفس، كيف لا وأنت الذي علمك رب القلوب والنفوس سبحانه وتعالى!
    ومن معجزات القرآن يا أحبتي والتي ترد على كل ملحد يدعي أن القرآن من تأليف محمد صلى الله عليه وسلم، أنه وصف لنا حالة هؤلاء بدقة لا يمكن لبشر أن يحيط بها. وقبل أن نتأمل ما كشفه العلم لنتأمل هذا النص الكريم: يقول تعالى: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ * سَاءَ مَثَلًا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَأَنْفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ * مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ * وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ)[الأعراف: 175-179].
    كنت أحتار وأتساءل: كيف يمكن لإنسان أن يخلد في نار جهنم، ألا يكفيه عذاب مئة سنة مثلاً؟ لماذا (خالدين فيها)؟ ما الذي يستحقونه؟ ولكن بعدما رأيت من هجوم هؤلاء على خالقهم ورازقهم سبحانه وتعالى، واستهزائهم بنبيِّ الرحمة صلى الله عليه وسلم وحقدهم على المسلمين واستكبارهم في الأرض بغير الحق، أدركت عندها أن الله لم يظلمهم أبداً، بل إنه رحيم بهم أنه أعطاهم فرصة للحياة واختبرهم وأمهلهم طويلاً. ولو أنهم رأوا العذاب ثم أعطاهم الله فرصة ثانية وأرجعهم للدنيا فإنهم سيعودون لكفرهم وطغيانهم، يقول تعالى: (وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآَيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ)[الأنعام: 27-28].
    لقد قرأت عن الملحدين ووجدتُ أن كل واحد منهم لديه مشكلة ما، ومعظمهم لديه حب للدنيا وجميعهم منبهر بالغرب وإنجازاته. وقرأت عن أفكارهم فرأيت أنها تقوم على الظن فهم يقولون لو أن الله موجود لهدى الناس جميعاً ولم يسمح بوجود ظلم يقع على مخلوقاته، أو يقولون كيف يمكن أن يخلق الله مخلوقاً ثم يعذبه؟ ولذلك فإن الله تعالى حدثنا عن أمثال هؤلاء وهذه معجزة للقرآن، إذ أن محمداً صلى الله عليه وسلم لو كان هو مؤلف القرآن كيف علم بأنه سيأتي أناس ويقولون لو كان الله موجوداً لم يسمح لنا أن نكون ملحدين!! يقول تعالى: (سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آَبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ * قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ)[الأنعام: 148-149]، وسبحان الله كلما طلبنا حجة من هؤلاء الملحدين لم نجد عندهم إلا الاستهزاء والتكذيب والمصادفات، ولا أدري ما هو سر هذه المصادفة العجيبة التي تسير الكون!
    يقول الملحد إن الوضع الطبيعي للإنسان هو الإلحاد وأن الأديان جاءت كوسيلة للسيطرة على الناس، وأقول سبحان الله! إذا كان أول سؤال يسأله الطفل الصغير: "كيف جئت إلى الدنيا" هذا السؤال مخزن في خلايا دماغنا، ولو كانت الطبيعة وُجدت هكذا من دون خالق لما رأينا مثل هذا السؤال في داخل كل منا منذ أن يكون طفلاً.
    يقولون إنه لا توجد أدلة كافية على وجود الله، ونقول: ما هي الأدلة التي تريدونها؟ في كل ذرة هناك دليل على وجود خالق لهذا الكون، وفي كل خلية هناك ألف دليل على وجود منظم حكيم عليم، وفي كل ظاهرة كونية هناك برهان على وجود إله خبير أتقن كل شيء صنعاً وأحاط بكل شيء علماً.
    وأقول يا أحبتي لا تتعبوا أنفسكم مع ملحد، وبخاصة أولئك الذين درسوا القرآن ويحاربونه بكل وسائلهم، فهؤلاء يرون كلام الله أمامهم ويقرأونه ويحاولون بأي طريقة أن يثبتوا أنه كلام بشر، وليس لديهم أي بحث عن الحق، بل مثلهم كمثل الذي آمن ثم ارتد عن دينه! لأن الله نبَّأنا بهم مسبقاً، يقول تعالى: (وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ * وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ)[الأنعام: 110-111].
    ولكن هناك نوع من غير المسلمين لديهم حب البحث عن الحقيقة فهؤلاء من الممكن أن يهديهم الله، وينبغي علينا دعوتهم إلى الله بأسلوب الحوار العلمي كما قال تعالى: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) [النحل: 125].

    معجزة علمية
    لقد شبَّه الله تعالى حال أولئك الذين ارتدوا عن الإسلام بكلب يلهث، وقد تساءل العلماء عن سر لهاث الكلب فوجدوا أن الكلب لا يخزن الهواء في رئتيه بل يأخذ الهواء ويزفره بشكل مستمر، والعجيب أن هذا اللهاث يبدأ مع الكلب منذ أن يكون جنيناً في بطن أمه ولا يتوقف إلا مع موته، فسبحان الله!



    الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا wol_error.gifتم تصغير هذه الصورة. اضغط هنا لمشاهدة الحجم الكامل. أبعاد الصورة الاصلي هو 700*501 و بحجم 29 كيلوبايت.الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا 2154701245.JPG
    صورة لجنين كلب عمره 36 يوماً، وبعد مراقبة العلماء لجنين الكلب وجدوا أنه يلهث وهو في بطن أمه وبعد أيام قليلة فقط من تكوّنه!! وهنا نرى لطيفة من لطائف القرآن عندما قال تعالى: (كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ) ففي هذه الآية إشارة إلى أن الكلب مستمر في اللهاث قبل وبعد ولادته وطيلة حياته! مصدر الصورة: ناشيونال جيوغرافيك.
    فالكلب يلهث من قلة الأكسجين لأنه لا يخزن أي كمية من الأكسجين بعكس الإنسان الذي تخزن رئتيه كمية محددة من الأكسجين وهذا من رحمة الله تعالى بنا. فالذي ابتعد عن تعاليم الإسلام واتبع الشيطان فإن حياته ستكون عبارة عن عذاب مستمر وتعب دائم، وإن مثال الكلب هو أبلغ مثال للتعبير عن حقيقة حياة البعيدين عن الله تعالى، وبخاصة المرتدين عن دين الله.
    آية عظيمة كانت سبباً في إيمان ملحد!
    في ألمانيا كانت نسبة الإلحاد تعتبر الأعلى وبخاصة الشرقية منها، ومن بين هؤلاء أحد المعاندين المستكبرين الذين أنكروا وجود الخالق وتحدوا رب العزة سبحانه وتعالى، وكان يقول إذا كان الله موجوداً فأين هو؟ بل كان يسخر من الإسلام ومن آيات القرآن ويعتبرها أنها أساطير لا أكثر ولا أقل. وعلى الرغم من ذلك كان يبحث عن الحقيقة بصدق.
    لقد شاء الله أن يرى هذا الملحد مناماً مرعباً حيث رأى نفسه وكأنه في وسط البحر ثم تحطمت السفينة وبدأ يغرق. وفي اللحظة التي أدرك أنه سيموت مختنقاً وجد نفسه يصرخ ويقول: يا الله!! وإذا به يستيقظ وهو يلهث من شدة الخوف، وبعد أن هدأ قال في نفسه: كيف أعترف بوجود الله وقد أنكرت ذلك لسنوات طويلة. ولكن الحلم بقي في ذاكرته حتى شاء الله أن يقرأ كتاباً عن الإسلام، فيدفعه الفضول لمعرفة ما في هذا القرآن.
    وعندما فتح ترجمة القرآن وقعت عينه على آية يقول تبارك وتعالى فيها: (وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُورًا) [الإسراء: 67]، وإذا بهذه الآية تصور له المشهد الذي رآه في المنام وتصف له أدق المشاعر التي يحس بها الإنسان لحظة الغرق، حيث ينسى كل شيء ويضل عنه كل شيء ولا يبقى إلا الله ليلتجئ إليه!
    لقد أدرك أن هذا النداء: يا الله! كان موجوداً في أعماقه منذ ولادته، وأن هذا الكلام الذي سمعه في القرآن لا يمكن أن يكون من عند بشر، لأنه لا يمكن لأحد وصف مشاعر من يشرف على الغرق إلا إذا كان عليماً بخفايا الأنفس وهو أعلم ما تخفي الصدور، فأدرك أن هذا القرآن ليس من عند بشر وأعلن إسلامه لأنه أيقن أن اسم (الله) موجود في داخل كل واحد منا ولا سبيل للهروب أو الاعتراف بذلك، وكانت هذه الآية سبباً في إيمان ملحد، بسبب بحثه عن الحقيقة.

    رَبَّنَا إِنَّنَا آَمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ

    بقلم : د. عبد الدائم الكحيل

    hg~Q`Ad NQjQdXkQhiE NQdQhjAkQh tQhkXsQgQoQ lAkXiQh







    رد مع اقتباس  

  2. #2 رد: الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا 
    أوهــــــامَ غير متواجد حالياً § أنسانه متواضعه §
    المشاركات
    58,525
    سبحان الله
    يعطيك العافيه أختي على الطرح القيم

    .





    رد مع اقتباس  

  3. #3 رد: الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا 
    المشاركات
    151
    الريحانه

    موضوع قيم ويستحق الاشاده

    لكي كل الشكر والتقدير

    تقبلي تحياتي ومروري

    طيفك وهم






    رد مع اقتباس  

  4. #4 رد: الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا 






    رد مع اقتباس  

  5. #5 رد: الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا 
    المشاركات
    6,597
    اوهـــــام
    جزيتي الجنة
    شاكرة لك مرورك





    رد مع اقتباس  

  6. #6 رد: الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا 
    المشاركات
    6,597
    طيفك وهم
    حياك الرحمن أخوي
    شاكرة لك بصمتك
    دمت بحفظ الباري





    رد مع اقتباس  

  7. #7 رد: الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا 
    المشاركات
    6,597
    لمسة سحر
    ولكي بمثلها يالغلا
    لاعدمت اطلالتك
    دمتي بتواصل





    رد مع اقتباس  

  8. #8 رد: الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا 
    المشاركات
    12,057
    الريحـــانه

    الله يجزاك الــف خ ــير

    على روعه ماقدمتي وجمال ماطرحتي

    يعجز قلمي صامتا حينما يرى ابداع كلماتك

    ابداعات وجهود متواصله في قسم الاعجاز العلمي

    دمتي بكل الـــــود

    اود ان اقدم هذه الوقفات حولـــ هذا الموضوع


    وقفات للتأمل والاعتبار:
    إن دراستنا لهذه القصة الحزينة تكون عبر وقفات نتأمل خلالها كيف انحدر هذا العالم العابد من علو في الدين أكسبه إياه يقينه وصبره، إلى إخلاد إلى الأرض مثقلا بالهوى واتباع الشيطان: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ، وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ، سَاءَ مَثَلاً الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا وَأَنْفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ} [الأعراف: 175-177].


    الوقفة الأولى: من هو الذي آتاه الله آياته فانسلخ منها.
    أغلب المفسرين قالوا إن الذي آتاه الله آياته فانسلخ منها هو بلعام بن باعوراء، وكان من أهل العلم، لقوله تعالى: {آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا} وكان أيضا من أهل العبادة حتى اشتهر بكونه مجاب الدعوة وليس نبيا، لأن ما صار إليه وما ختم له به مما يعصم الله عنه الأنبياء والمرسلين عليهم السلام، غير أنه فتن بملذات الدنيا وعرضها الزائل، حتى انقلب من حال العبادة والطاعة لله، إلى حال المعصية والصد عن سبيل الله، قال القرطبي رحمه الله تعالى: "واختلف في تعيين الذي أوتي الآيات فقال ابن مسعود وابن عباس: هو بلعام بن باعوراء، ويقال: ناعم، من بني إسرائيل في زمن موسى عليه السلام، وكان بحيث إذا نظر رأى العرش وهو المعني بقوله: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا} ولم يقل آية، وكان في مجلسه اثنتا عشرة ألف محبرة للمتعلمين الذين يكتبون عنه، ثم صار بحيث أنه كان في أول من صنف كتابا في أن ليس للعالم صانع."(1).

    الوقفة الثانية: مجمل قصة الذي آتاه الله آياته فانسلخ منها.
    ونظراً لكون القصة من أخبار الأمم الماضية، فإن أوثق المصادر التي يمكن أن ننقل منها تفاصيل قصة الذي آتاه الله آياته فانسلخ منها هو القرآن الكريم، وهي مجملة فيه يما يفي بتحقيق المقاصد القرآنية في إيراد القصص حيث يركز على أهم فصول الحادثة ويقف عند أبرز مواطن العبرة، لذلك فإن القصة على خطورته وأهميته ملخصة في ثلاث آيات من القرآن الكريم وهي قوله تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ، وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ، سَاءَ مَثَلاً الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا وَأَنْفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ} [الأعراف: 175-177].

    وذكر المفسرون والمؤرخون من مظاهر انسلاخ صاحب القصة عن آيات الله مظاهرته لأهل الكفر نصرتهم على المؤمنين بكل الأساليب والطرق، ولهثه خلف الشهوات وسقوطه في وحلها، بما يطول ذكره.
    ولعلنا نكتفي بما ورد في القرآن من هذه القصة العجيبة , ولا نتورط في سوق الأخبار الإسرائيلية الواهية عن تفاصيلها المروية في بعض كتب التفسير والتاريخ(2).

    الوقفة الثالثة: دروس وعبر.
    إن تأمل هذه القصة وتدبرها يهدي المؤمن بإذن الله إلى الاعتبار والاتعاظ، إذ فيها من العبر والدروس ما يعين على الصبر والثبات على دين الله، للمسلمين عامة وللأئمة منهم خاصة، حتى يستشعر المرء دائما مكر الله فلا يأمنه أبدا {فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ} [الأعراف: من الآية99], فيوطن نفسه على موجبات السعادة و موانع الخسران وهي: الإيمان، والعمل الصالح، والتواصي بالحق و التواصي بالصبر، حتى يأتيه اليقين وهو على ذلك، قال تعالى: {وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} [العصر:3].

    ومن الدروس والعبر المستفادة من قصة هذا الرجل ما يلي:
    1- إن من أبغض الأمور إلى الله، والموجبة لسخطه وانتقامه، كفر نعمه وعدم شكره بالقلب واللسان والفعال، و إن من أعظم النعم الإلهية والمنح الربانية التي يجب شكرها على نحو ما وصف نعمة العلم والهداية، وعلى كل من أوتيهما أن يؤدي شكرهما، فيعترف أولا بأن مسديهما هو الله وحده لا شريك له، كما أقر بذلك أمام الموحدين إبراهيم عليه السلام فيما قص عنه القرآن {الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ} [الشعراء:78]، ولهج به يوسف عليه السلام {رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ} [يوسف: من الآية101]، ثم يعمل بما أوتي من العلم، ويدعو إليه، ويصبر على الأذى فيه، ولا يكن كصاحب هذه القصة الذي أبان الله سخطه عليه وعدم رضاه بفعله بذكره سبحانه وتعالى نعمته عليه وهو إتيانه الآيات مقترنا بما قابله من الكفر المتجسد في الانسلاخ منها {آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا}.

    2- إن ما يقع فيه العبد من الخطأ والزلل في القول أو العمل، ثم يتوب منه ويقلع عنه، لا يوجب دوام سخط الله عليه ولا سلب نعمه إياه، فكل ابن آدم خطاء، وخير الخطاءين التوابون، قال تعالى: {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً} [النساء: 17]، وأما الفاقرة فهي الإصرار على المعصية وقصد مخالفة أوامر الله مع كون المواعظ الشرعية والكونية لائحة وناذرة، ولا يتصور صدور هذا إلا من منسلخ تماما من آيات الله، ومتبع لخطوات الشيطان، يرتع في حوشه الدنيء، ويجول بين الشبهات والشهوات لا يتقي شيئا منها ولا يذر، وهذا هو الطغيان الذي قل من يرجع إلى الاستقامة بعد بلوغه {وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ} [الأعراف: من الآية176].

    3- إن ما فتن به الذي آتاه الله آياته فانسلخ منها جملة مركبة من مخالفات شرعية من جهة العلم وجهة العمل، فقد انسلخ أولا من آيات الله، وقصد إلى استعمال علمه في الصد عن سبيل الله في محاولته الدعاء على موسى وجيشه بالاسم الأعظم الذي علمه الله، ثم أكل الرشاوى في دين الله، وخذلان المؤمنين وأعانة أعدائهم عليهم، بما أشار على قومه من إرسال نسائهم على بني إسرائيل تستقبلهم لإغرائهم في الفاحشة، كما ورد في بعض الروايات(3)، وكل ذلك يدل على تجرده من حلة اليقين الذي كان قد كساه الله بها، وتخليه عن الصبر الذي كان يعصمه، مما حوله عن مقام الإمامة في الدين وجعله من علماء السوء.

    4- إن الذي يقدح في يقين العالم أو ينقص من صبره قد ينبع من مصادر خارجية تغزوا عقيدته و التزامه بطاعة الله، كأن يستفز لاستخدام علمه فيما لا يرضي الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، أو يطلب منه عملا ينصر به باطلا أو يخذل به حقا، وحينئذ يتميز أهل الصبر واليقين عن أهل الرقة في الدين، لما يثبت الله أولئك بإيمانهم وصبرهم فلا تنطق ألسنتهم إلا بالحق، ولا تبطش جوارحهم إلا بالحق، و يخذل أولئك بجهلهم وخفتهم فيتأولون في قول الباطل، وفعل الباطل، ونصرة الباطل، ويتدرجون في ذلك حتى إذا رسخت أقدامهم في الشر صاروا في حزب الشيطان.

    5- إن أكبر نقيض لليقين هو الكفر والتكذيب بآيات الله تعالى، كما أن أعظم مانع من الصبر هو الظلم سواء كان للنفس أو للغير أو لهما معا، و على دركاتهما ينحدر المترشح للإمامة إلى أسفل السافلين قال تعالى: {سَاءَ مَثَلاً الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا وَأَنْفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ} [الأعراف:177]، {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [المائدة: من الآية44]، وقال أيضا: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [المائدة: من الآية45]، وقال أيضا: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [المائدة: من الآية47].





    رد مع اقتباس  

  9. #9 رد: الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا 
    المشاركات
    6,597
    الله أكبر
    جزيت الفردووس أخوي طبب عى أظافتك الرائعة والقيمة
    جعلها الله في ميزان حسناتك يوم نلقاة
    دام تواصلك وعطاءك





    رد مع اقتباس  

  10. #10  
    المشاركات
    2,377
    بارك الله فيكي على الموضوع القيم والمميز

    وفي انتظار جديدك الأروع والمميز

    لكي مني أجمل التحيات

    وكل التوفيق لكي يا رب






    رد مع اقتباس  

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

عرض سحابة الكلمة الدلالية

المفضلات
المفضلات
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •