الموضوع: الشباب بين الانفتاح و الانعزال

الشباب بين الانفتاح و الانعزال


يتساءل الكثير حول وضع الشباب و هل يسيرون بطريق صحيح لا تشوبه شائبة

و ما هي المعايير الحقيقية لتكون التربية و الثقافة التي يمكن أن نزودها للمراهقين في موقعها و ماذا عن التطورات المتسارعة و المتلاحقة التي يشهدها العالم بأسره و الذي أثر و يؤثر على طباع شبابنا !! بل غيرت حتى في العادات و التقاليد التي كان الآباء و الأجداد يحافظون عليها هذه التساؤلات الكثيرة التي أخذت حيزاً كبيراً من التفكير في العقول و الصدور مخيفة للغاية و تدفعنا للتعقل و للبحث الجاد و المنصف في قضايا الشباب المختلفة .



فالبعض يرى في هذا التأثير على فكر الشباب حروباً تشن لمحي و سحق ثقافتنا و هويتنا التي نعتز بها و تدمير شخصية الشباب أو تكوين شباب أشبه بالخيال دون أي عقل همه الأول و الأخير مجارات الموضة و آخرون ينظرون على أن

هذا الانفتاح الكبير الذي يشهده الشباب هو لصالحهم , فليس من المعقول أن نظل جامدين في أماكننا و نحن نتفرج على العالم دون أية مبادرات أو دون أن نتأثر بالتطورات التي تحصل هنا و هناك و هي بالتالي تقدم ثقافة الغير و الشباب

يتقبلها و ما على ثقافتنا إلا إثبات نفسها في هذه المعركة و بين هذا و ذاك من الآراء المتعددة و المختلفة و بين الانفتاح الجائر و الانعزال المخيف نطلق العديد من الأسئلة : ماذا تعني كلمة الانفتاح و ماذا تعني كلمة الانعزال و كيف يمكن أن نجسد كل منهما على أرض الواقع و ما مدى تقبل الشباب لهما و ماذا سوف يختار .



بالطبع للانفتاح و الانعزال خصوصية كبيرة لأن لكل منهما وظيفة تؤدى و غاية يمكن تحقيقها فالانعزال يحقق عدم التواصل و الانفتاح يحقق التواصل

و عندما نعود للمخاوف التي يطلقها الأهالي حول تأثير الانفتاح على أبناءهم و على شبابهم يمكن أن نقول أن لهذاالتأثير جوانب سلبية بالطبع و هذا أمر لا ننكره رغم ما للانفتاح من فائدة كبيرة جداً علينا لأنه هيأ قاعدة لتبادل المعلومات و الأفكار و الثقافات لكن هذا الجانب السلبي و الهجوم الوحشي الكاسح الذي تغلغل بين الشباب العربي فاق التصور و الجميع يلاحظ مدى تأثيره و بالطبع كل هذا الضخ من الأفكار الغربية مدعومة بأجهزة إعلامية متنوعة و مختلفة أصبحت واضحة للعيان فالإنترنت أصبح أسرع وسيلة و اشدها تأثراً بجانب القنوات الفضائية التي غزت الكون و لكم أعزاءنا أن نقرأ هذه الدراسة حول وجود شركة إعلامية تضم 25 قناة غربية مترجمة للعربية تعرض برامج و مسلسلات و باقة من المنوعات يتخللها مشاهد جنسية حية و انحرافات أخلاقية و لا يمكن تقدير الأثر الذي تتركه هذه الفضائيات و شركات الإنتاج عربية كانت أو أجنبية على نفوس الشباب و الأبناء و لعل دراسة لواقع تأثير هذه المشاهد الجنسية على الشباب في إحدى البلدنا العربية كانت 85,6 % من المحكوم عليهم في جرائم جنسية متنوعة كانوا يميلون في أوقات فراغهم إلى مشاهدة الأفلام الجنسية و أنّ ما نسبته 53,7 % من المجرمين الجنسيين كان

لهم تعلق و اهتمامات بالصور الجنسية المثيرة التي لها دور واضح في ارتكاب جرائم الاغتصاب .



و بالمقابل توجد دول كالصين و اليابان و دول أوربية أصبحت تخاف على ثقافتها و مواطنيها من اثر الانفتاح الإعلامي الغير منضبط و من ذلك ما قام به و زير الثقافة البريطاني كريس سميث من فرض الحظر على القنوات

الفضائية التي تعرض الجنس حماية للمجتمع و ما صرح به رئيس وزراء كندا من خطورة تأثير الثقافة الأميركية على الشباب الكندي و لعل هذا الانفتاح لن يصيب الشباب بل أيضاً استهدف بشكل غير مباشر الأطفال ففي دراسة عربية أخرى أكدت أن 46 % من أطفال الابتدائي شاهدوا لقطات جنسية حية من بعض الفضائيات .

و عبر هذه الدراسات التي ركزت على تأثير الفضائيات على الشباب من جانب واحد لكن الكثير من الوسائل المختلف و المتعددة كالمجلات الخلاعية و المواقع الإباحية و وسائل أخرى تجد طرق كثيرة لرواجها كلها مكرسة لنقل ثقافات

نحن لا نتقبلها و نرفضها نهائياً لأننا نعيش في مجتمع أخلاقي نظيف غير معكّر مقارنة بالمجتمعات الغربية و لا تفوح منه رائحة العولمة المقزز التي تجعلك على حد وصف أحد المفكرين : " كالدجاج الأبيض " و يبقى لنا أن نقول

" نحن لا نطالب بالانعزال بل على العكس تماماً يجب أن نكون اكثر انفتاحاً و هنا أقصد بالانفتاح المضبوط و الموجه بقصد المعرفة و التقاط كل ما هو مفيد و عبر هذا المنبر الإعلامي أخاطب كل القراء الشباب أنه بالإمكان أن نكون

منفتحين و لكن يجب أن نفرق بين الانفتاح و الانفلات فلنأخذ كل ما هو مفيد لنا و لثقافتنا و نترك كل ما هو سيء بل الانفتاح يعني أيضاً أن ينقل كل فرد منا أيضاً ثقافتنا العربية و هويتها التي ستبقى منارة لكل الأمم .

---

hgafhf fdk hghktjhp , hghku.hg