علم.الغيب.قدرة.الخلق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
روى الصحابي الجليل عمار بن ياسر _رضي الله عنه_ أن النبي
_صلى الله عليه وسلم _كان يدعو بهذه الكلمات فيقول :
اللهم بعلمك الغيب ، وقدرتك
على الخلق ، أحيني ما علمت الحياة خيرا لي ، وتوفني إذا علمت
الوفاة خيرا لي ،وأسألك خشيتك في الغيب والشهادة ، وأسألك
كلمة الحق في الرضا والغضب ،وأسألك القصد في الفقر والغنى ،
وأسألك نعيما لا ينفد ، وأسألك قرة عين لا تنقطع ، وأسألك
الرضاء بعد القضاء ، وأسألك برد العيش بعد الموت ،
وأسألك لذة النظر إلى وجهك ، والشوق إلى لقائك ،
في غير ضراء مضرة ، ولا فتنة مضلة ، اللهم زينا بزينة الإيمان ،
واجعلنا هداة مهتدين
الحديث أخرجه الإمام أحمد والنسائي وابن خزيمة وابن حبان واللالكائي وغيرهم
أن دعاء المؤمنين ربهم أن يقبض أرواحهم إن كان في
علم الله أن في حياتهم شرا أو خافوا على أنفسهم الفتنة
وضياع الدين مشروع لا محذور فيه
فقد أخرج البخاري ومسلم واللفظ له من حديث أبي هريرة
رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : والذي نفسي بيده !
لا تذهب الدنيا حتى يمر الرجل على القبر فيتمرغ عليه ، ويقول :
يا ليتني كنت مكان صاحب هذا القبر . وليس به الدين إلا البلاء
وروى الإمام أحمد من حديث محمود بن لبيد أن النبي صلى الله
عليه وسلم قال : اثنتان يكرهما ابن آدم : يكره الموت -
والموت خير للمؤمن من الفتنة - ، ويكره قلة المال -
وقلة المال أقل للحساب
وقال سبحانه وتعالى حاكيا عن مريم عليها السلام أنها قالت عندما جاءها
المخاض في مولد المسيح عليه السلام
قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى : فِيهِ دَلِيل عَلَى جَوَاز تَمَنِّي الْمَوْت
عِنْد الْفِتْنَة فَإِنَّهَا عَرَفَتْ أَنَّهَا سَتُبْتَلَى وَتُمْتَحَن بِهَذَا الْمَوْلُود الَّذِي
لَا يَحْمِل النَّاس أَمْرهَا فِيهِ عَلَى السَّدَاد وَلَا يُصَدِّقُونَهَا فِي خَبَرهَا
وَبَعْدَمَا كَانَتْ عِنْدهمْ عَابِدَة نَاسِكَة تُصْبِح عِنْدهمْ فِيمَا
يَظُنُّونَ عَاهِرَة زَانِيَة
وقال عند تفسير قوله تعالى : رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ
وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي
فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ
فَعِنْد حُلُول الْفِتَن فِي الدِّين يَجُوز سُؤَال الْمَوْت
وَلِهَذَا قَالَ عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب رَضِيَ اللَّه عَنْهُ فِي آخِر خِلَافَته لَمَّا
رَأَى أَنَّ الْأُمُور لَا تَجْتَمِع لَهُ وَلَا يَزْدَاد الْأَمْر إِلَّا شِدَّة فَقَالَ :
اللَّهُمَّ خُذْنِي إِلَيْك فَقَدْ سَئِمْتهمْ وَسَئِمُونِي
وَقَالَ الْبُخَارِيّ رَحِمَهُ اللَّه لَمَّا وَقَعَتْ لَهُ تِلْكَ الْفِتْنَة
وَجَرَى لَهُ مَعَ أَمِير خُرَاسَان مَا جَرَى قَالَ :
اللَّهُمَّ تَوَفَّنِي إِلَيْك
وروى ابن جرير بإسناده عن ابن عباس قال قَالَ ابْن عَبَّاس
:
اشْتَاقَ إِلَى لِقَاء رَبّه , وَأَحَبَّ أَنْ يَلْحَق بِهِ وَبِآبَائِهِ , فَدَعَا اللَّه
أَنْ يَتَوَفَّاهُ وَيُلْحِقَهُ بِهِمْ , وَلَمْ يَسْأَلْ نَبِيّ قَطُّ الْمَوْت غَيْر يُوسُف ,
فَقَالَ : " رَبّ قَدْ آتَيْتنِي مِنَ الْمُلْك وَعَلَّمْتنِي مِنْ تَأْوِيل الْأَحَادِيث " الْآيَة
قلت : وكل ما سبق إن كان يعترض عليه بأنه حكاية حال لا يستفاد
منها حكما إلا أن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم يطلب الوفاة بقيدها
المذكور يرقى بهذه الحكايات إلى درجة المشروعية في ملتنا فلا
يدعى أن هذا من شريعة غيرنا
NggiJl fugl; NgJ y Jdf < ,r]vj; ugn hgogr)