ليبيا سيف الإسلام القذافي ينفي رسميا تفكيره في تسليم نفسه للمحكمة الجنائية الدولية نفى سيف الإسلام، النجل الثاني للزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، اعتزامه تسليم نفسه إلى المحكمة الجنائية الدولية، وأكد، في المقابل، أنه لن يستسلم أو يخون ما وصفه بإرث أبيه بينما أطلق لويس مورينو أوكامبو، المدعي العام للمحكمة، على ما يبدو، رصاصة الرحمة على أي مفاوضات بينهما، بعدما أعلن للمرة الأولى، أمس، أن لديه «أدلة دامغة» على أن نجل القذافي شارك في هجمات منظمة على المدنيين والاستعانة بالمرتزقة.
وكذَّب نجل القذافي، في ثاني رسالة له نقلتها وكالة «سيفن دايز نيوز» (الموالية له)، ما تردد عن احتمال إقدامه على الاستسلام، وقال: «البعض يرى أننا وقعنا في الأسر، وهو ما يعني أنه سيتم تسليمنا إلى الجنائية مع ادعاء أننا سلمنا أنفسنا وهذا تحليل خاطئ من ناحية أن الأخ عبد الله السنوسي موجود خارج ليبيا، ومع افتراض وقوعي في الأسر، فكيف يمكن أن يتم تسليمنا - نحن الاثنين - كما ذكرت تلك الأخبار؟».
وأضاف نجل القذافي، الذي لم يظهر علانية منذ دخول الثوار لمعقل والده الحصين في ثكنة باب العزيزية نهاية شهر أغسطس (آب) الماضي، أنه لا يمكن أن يخون والده الذي لم يستسلم أو يخون عمر المختار الذي كان يردد: «نحن لا نستسلم ننتصر أو نموت».
وبعدما لفت إلى الحرب الإعلامية الشديدة لتحطيم معنويات الليبيين الشرفاء وزرع الشك بينهم، اعتبر نجل القذافي، الذي كان يقدم نفسه سابقا كوجه إصلاحي قبل تحوله واصطفافه إلى جانب نظام أبيه السياسي، أن الأمر يحتاج إلى صبر شهرين اثنين، بعدهما تخف الحملة.
وأضاف: «حجم ما حصل في ليبيا من الخيانات والطعنات والصدمات جعل الناس يصدقون أي خبر، لكنني أقول لكل الذين أحبوا معمر القذافي وما زالوا أوفياء له، وهم بالملايين بين مطارد ومقموع باسم الديمقراطية، أقول لهم: يجب أن تثقوا في قياداتكم. وما كانوا يفعلونه مع الشهيد معمر القذافي وباقي القيادات الشريفة والنظيفة هم اليوم يفعلونه معنا، فمرة قالوا القذافي هرب ومرة القذافي يتفاوض للاستسلام، واليوم اللعبة نفسها وهي مكشوفة ولا تحتاج في كل مرة إلى تكذيب». وقال: «لقد رفضوا ليبيا الغد المبنية على الوحدة والمحبة، وخانونا وأرادوا ليبيا الغد التي تجيء بالتضحيات وبمطاردة العملاء، وسيكون ذلك ونحن مستعدون».
وخاطب مؤيديه قائلا: «حينما قال لكم معمر القذافي استمروا في المقاومة حتى إذا لم تسمعوا صوتي فإنه كان قد اتخذ القرار على أن يصمد في سرت ببطولة ووفاء، ولن يستطيع الاتصال، لكن أنا أقول لكم سنستمر معا وستسمعونني كثيرا إن شاء الله، وسنكمل ما بدأه عمر المختار ومعمر القذافي؛ لأن الحق لا يجب أن يتوقف عن مواجهة الباطل». وتابع: «قيادتكم بخير وليبيا الغد لنا، والله أكبر».
وبينما تجاهل سيف الإسلام الرد على الاتهامات الموجهة ضده بالمشاركة في إصدار أوامر وتعليمات للقوات العسكرية والكتائب الأمنية الليبية بمهاجمة المدنيين العزل الذين تظاهروا في السابع عشر من شهر فبراير (شباط) الماضي للمطالبة بإسقاط نظم أبيه القذافي، صعَّد لويس مورينو أوكامبو، المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، أمس، من نبرة حديثه ضد نجل القذافي، وقال إن لديه «أدلة دامغة» على أنه شارك في هجمات منظمة على المدنيين والاستعانة بالمرتزقة.
وقال مورينو أوكامبو أيضا إنه التقى سيف الإسلام قبل عدة سنوات، وإنه (سيف) كان يؤيد جهود المحكمة الجنائية الدولية في إلقاء القبض على الرئيس السوداني عمر حسن البشير بسبب مذابح جماعية مزعومة وجرائم أخرى في دارفور.
ونقلت وكالة «رويترز» عن أوكامبو، الموجود حاليا في العاصمة الصينية بكين؛ حيث كان يحضر مؤتمرا أكاديميا: «لدينا شاهد شرح كيف أن سيف كان يشترك في التخطيط للهجمات على المدنيين، بما في ذلك استئجار مرتزقة من دول مختلفة ونقلهم، وأيضا الجوانب المالية التي كان يغطيها».
وبعدما أوضح أنه كان يعني أن لديه عددا من الشهود وليس واحدا فقط، أضاف: «لذلك فإن لدينا أدلة دامغة تعضد القضية، لكن بالطبع سيف ما زال بريئا (افتراضيا) وسيتعين علينا التوجه إلى المحكمة وسيتخذ القاضي قراره».
وقال مورينو أوكامبو إنه يعتزم التوجه إلى نيويورك لإطلاع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم الأربعاء المقبل على عمل المحكمة في الشأن الليبي.
كانت المحكمة الجنائية الدولية قد أعلنت أن سيف الإسلام على اتصال بها عبر وسطاء بشأن احتمال استسلامه، لكن لديها معلومات أيضا عن أن مرتزقة يحاولون نقله إلى بلد أفريقي صديق حيث يمكن تجنب الاعتقال.
وحذرت المحكمة سيف الإسلام، البالغ من العمر 39 عاما، والذي من الواضح أنه يرغب بشدة في تجنب اعتقال القوات التابعة للمجلس الوطني الانتقالي له، من أنها من الممكن أن تأمر باعتراض أي طائرة تقله في الجو إذا حاول الفرار جوا من مخبئه في الصحراء للوصول إلى ملاذ آمن. كانت القوات التابعة للمجلس الوطني قد اعتقلت والده قبل قتله منذ أكثر من أسبوع.
وعلى الرغم من نفي سيف الإسلام ومصادر مقربة منه اعتزامه الاستسلام للمحكمة، قال أوكامبو أمس: «تلقينا، عبر وسيط غير رسمي، بعض الأسئلة من سيف بشأن النظام القانوني فيما يبدو ما الذي سيحدث له إذا مثل أمام القضاة؟ هل تمكن إعادته إلى ليبيا؟ ما الذي يحدث في حالة إدانته؟ ما الذي يحدث في حالة تبرئته؟». وتابع: «لسنا في أي مفاوضات مع سيف سيف القذافي هو الذي يقرر إذا كان سيسلم نفسه أم سيظل مختبئا أم سيحاول الفرار إلى بلد آخر».
لكن أوكامبو عاد ليقول: إن المحكمة لن تجبر سيف الإسلام على العودة إلى ليبيا، بشرط أن تكون هناك دول أخرى راغبة في استقباله، إما بعد تبرئته من الاتهامات كلها وإما بعد قضائه العقوبة.
وتحدث أيضا عن لقائه سيف الإسلام قبل عدة سنوات وأنه بدا مؤيدا لعمل المحكمة، بما في ذلك جهود اعتقال البشير ومحاكمته لدوره المزعوم في فظائع ارتكبت في منطقة دارفور.
وقبل الانتفاضة الشعبية في ليبيا كان يصور سيف الإسلام نفسه باعتباره مؤيدا مستنيرا للإصلاح في الداخل وفي أنحاء العالم العربي.
وقال أوكامبو: «التقيت سيف مرة في برلين في عشاء للقضاة، وذكر لي أنه سيؤيد أي جهود لتحقيق العدالة في دارفور وفي واقع الأمر أدلى بخطب عامة أكثر من مرة يقترح فيها اعتقال الرئيس البشير، وكان يتصل بي ليقول لي إنه قال كذلك».
واعتبر أن تحول سيف الإسلام بهذه الطريقة لم يصدمه، مضيفا: «ما من شيء يفاجئني بعد هذه السنوات كلها ليس هناك شيء يفاجئني».
gdfdh sdt hgYsghl hgr`htd dktd vsldh jt;dvi td jsgdl ktsi gglp;lm hg[khzdm hg],gdm