أحوالنا و العيد
العيد مناسبةُ يختلط فيها الموروث العقائدي مع التراث الوطني والعادات والتقاليد المتناقلة عبر الاجيال . فيغدو محطة فاصلة بين أعباء الأمس ومتمنيات الغد.
هو وقتٌ مستقطعٌ من تفاصيل عُمرنا ، نٌغادر فيه الهموم والمشاكل الى لحظات قليلة من الفرح نعيد فيه وصل ما إنقطع ، نطلق فيه العنان للخير في نفوسنا ، نتبادل ولو شيئا قليلاً من المحبة قولاً وفعلاً.
نُقبل عليه بالتمني ونُودعه بالتمني الذي يختلط فيه الخاص بالعام والديني باالوطني والانساني ،فيكون من البديهي مثلاً التمني بأن نحتفل بالعيد القادم وقد عُدنا الى ما نصبو اليه من تحرر و رقي ، كانت هذه أُولى أمانينا في كل عام من الأعوام الخالية التي عشناها .
يبدأ العيد عادة يومه الأول مبكراً جداً ، تمضي بنا خُطانا الى من كُنّا فقدناهم ، نُلقي التحية وألف رحمة ، نذرف دمعة وتعود بنا خُطانا من حيث أتينا ونبدأ نهارنا .
واجبٌ هنا وموعدٌ هناك , تجمعٌ للأهل والأصدقاء بينما يُعممٌ الأطفال الفرح في المكان .
سيأتي العيد هذا العام مُثقلاً بهموم جديدة أوجدها الدمار الكبير الذي لحق بالعديد بالبلدان الاسلامية حراك اغتيال بالجملة كوارث جفاف مجاعة والنزوح الكُلي لساكنة بعض الأقطار . وسنودعه محملاًَ بأُمنياتٍ تفوق مثيلاتها لأعوامٍ خلت .
سيختلف هذا العيد بتفاصيل كثيرة عن ما سبق وسيحمل كثيراَ من أوجه الشبه .
سنحاول هذا العيد -ويجب علينا ذلك- ان نعطي لأطفالنا فرصةَ لقليلٍ من الفرح ، رغم ان المتغير في الظرف والمكان سيفرضُ نفسه ليُعيدهم ويُعيدنا الى ما كان وما كان يجب أن يكون .
سنحاول ان نرسم على وجوهنا إبتسامة ونُخفي خلفها دمعة ، وسنبحث في الأزقة عن أُناسٍ نعرفهم لكننا سنحاول عدم الإقتراب منهم ، فلا يحتمل القلب مزيداَ من الألم .
سنحاول حتماَ ترتيب ذكرياتنا وذاكرتنا فلم نعد نملك غيرهما .ولدينا متسعٌ من الوقت لفعل ذلك ، فهذا ما يفعله العاطلون عن العمل .
سنُزخرف حصارنا بمزيدٍ من الصمت وقليلٍ من العمل . سترتبك خُطانا رغم أنها تعرف جيداً الطريق ، وأجندتنا سوف تخلو من كل المواعيد .
كيفما كان سينقضي هذا العيد وسنُحَمِله مزيداً من أمانينا ومن البديهي جداً أن يكون الامن و الاستقرار أُولى أمانينا إلى جانب الحقوق المدنية وحق كرامة العيش و وضوح المستقبل .
وفي اليوم التالي سنصحو على هموم ومشاكل جاثمة في تنايانا وتداعياتها الخاصة والعامة ، المادية والمعنوية ، الإنسانية والوطنية .
قد نعلم عناوينها ولكننا حتماً لا نعلم تفاصيلها ، وسيمضي الوقت بنا إلى أن نُفاجَىءَ بعيدٍ جديد .
أين وكيف وماذا سنُحَمِلُه من أمانينا
سنترك الإجابة ليوم العيد !!!!!
Hp,hgkh , hgud]