لنتعلم من فشلنا
إن الناس، بل جميع الناس، معرضون للفشل كل ساعة منساعات حياتهم سواء كان ذلك أثناء سني دراستهم، أو في مجال أعمالهم اليومية، أو ضمنإطار حياتهم العائلية
ولا يمكن أن يمر يوم دون أن يعاني أحدنا تجربة فاشلةكبرت أو صغرت
وتترواح درجة الفشل وأهميته فهناك الفشل الطفيف المؤقت، كأنتخسر لعبة من الألعاب مع زميلك، أو تيأس من إقناع صاحبك بوجهة نظرك، لكن هناك الفشلالأهم، كأن تتنحى من منصب ترغبه، أو تضيع صفقة تجارية تنتظر منها الربح وهناكالنكبات التي تفرق بين زوج وزوجه أو أب وابنه
ومهما اختلفت أسباب الفشلودرجته فمما لا شكل فيه أنه مصدر الكآبة والقنوط، والحزن والوجوم إلا أن ما يخفىعلى كثير من الناس أنه ـ في ذات الوقت الحافز الذي يدعونا للتطور نحو الأفضل،والنبع الذي نستمد منه تجاربنا وحنكتنا ما يخفى على الناس هو كيف نستطيع ان نحولالفشل ـ كل مرة ـ وبقليل من الوعي والتصميم الى وجهة للنجاح والسعادة.
وأولما ينبغي لنا عمله حين نصاب بالفشل أن نعترف لأنفسنا أننا فشلنا، ثم لنتساءل: لماذاأصابنا الفشل؟
ولنبحث في جوابنا عن مسؤوليتنا نحن في وقوع الخطأ وسوءالتدبير، ولنتحاشى ـ ما استطعنا ملامة الغير وتحميلهم المسؤولية فذاك سبيل الضعفاءوالجاهلين.
قد يكشتف أحدنا ـ وهو يتحرى جاداً عن أسباب فشله ـ ان عمله لاينتاسب مع طبيعته، وأنه كان قد اختاره لمسايرة أهله أو لظرف خاص، لا من رغبة حقيقيةمنه فيه، في تلك الحالة يكون الفشل مناسبة صالحة للتفكير بتغيير نوع العمل ما يلائمميول الفرد وشخصيته
وقد يكتشف آخر ان سبب فشله كان محاولاته الدائمة لإنجازأكثر مما تتحمله طاقته من المهمات، ومن هذا القبيل فشل بعض الرجال في إسعاد أسرهموأطفالهم نتيجة أعمالهم المتواصلة ليل نهار وهنا يغدو فشل المرء حافزاً لتنظيممرافق حياته بحيث يقتنع بأقل مما يجب من النجاح المهني في سبيل الحفاظ على واجباتهالعائلية التي لا غنى له عنها.
وقد يكون سبب الفشل إضاعته الوقت بتوافهالأمور، أو نتيجة سوء التقدير والإدارة.
إن أكثرنا مصاب بعقدة الخوف منالفشل، لأنه لم يتسن لنا ـ ونحن صغار ـ أن نتعلم «كيف الفشل»، كما لقّنا «كيف ننجح» فكم من أب أثنى على وظيفة ابنه المدرسية ـ وهو يعلم أنها سيئة ـ ليخفي عنه الشعوربالفشل، وكم من أم لامت المعلمة والمدرسة لتحمي ابنتها من مواجهة السبب الحقيقيلرسوبها في الامتحان هذا السلوك علمنا ـ منذ الطفولة ـ ان نخفي عيوبنا عن أنفسنا،ومنعنا من قدرة الاعتراف بفشلنا والتدرب على كيفية الاستفادة منه.
فالفشلمعلم كبير وأكبر وأعظم من «النجاح» فالنجاح يعلمنا أن نعيد الكرة بالطريقةنفسها لنحرز النتائج نفسها، أما الفشل فيعلمنا ما يحسن تفاديه وما يمكن اصلاحه فيسلوكنا. فالفارس الجيد ليس هو من لم يقع عن حصانه البتة، إنما الفارس لا يمكن أنيصير فارساً ممتازاً إلا بعد سقوطه عندها فقط يكون قد تغلب على الخوف من الوقوع،وامتطى جواده على درب الكمال.
gkjugl lk tagkh