اسرار حرب ليبيا في كتاب ليفي انتهت الحرب رسمياً في ليبيا بسقوط نظام العقيد معمر القذافي، والتمثيل بجثتي زعيمه ونجله المعتصم ودفنهما الى جانب وزير الدفاع يونس جابر في مكان مجهول في الصحراء انتقاماً من الجرائم التي ارتكبوها على مدى اكثر من اربعين عاماً في السلطة، ولكن اسراراً كثيرة مازالت طي الكتمان بسبب عمليات التعتيم الاعلامي العربي والغربي على مجريات هذه الحرب مع وجود استثناءات قليلة لا يمكن تجاهلها او القفز فوقها.
برنارد هنري ليفي الفيلسوف الفرنسي المعروف بدعمه لاسرائيل وحكومة بنيامين نتنياهو رافق الثورة على نظام العقيد القذافي منذ بداية انطلاقتها في مدينة بنغازي، وادعى في اكثر من برنامج تلفزيوني انه كان صاحب الفضل الاول في اقناع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بارسال طائرات عسكرية لمنع طائرات ودبابات النظام السابق من ارتكاب مجزرة ضد المدنيين الابرياء في المدينة. الفيلسوف ليفي اصدر كتاباً باللغة الفرنسية كشف فيه بعض اسرار هذه الحرب وتطوراتها ربما كانت خافية عن الكثيرين.
يروي ليفي في كتابه الذي نشرت مجلة فرنسية مقتطفات منه، ان فرنسا قدمت كميات كبيرة من الاسلحة الى كتائب ثوار الزنتان في جبل نفوسة، ويؤكد انه التقى السيد مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الانتقالي الليبي بعد ساعات من تشكيل المجلس، ورتب له زيارة الى باريس للقاء الرئيس ساركوزي على رأس وفد يضم السيد محمود جبريل وآخرين، كما رتب زيارة اخرى الى باريس للواء عبد الفتاح يونس قائد قوات المجلس ومجموعة من الضباط للتعرف على احتياجاتهم العسكرية التي جرت تلبيتها لاحقاً.
المعلومات الاولية التي ذكرتها المقتطفات المنشورة هذه سلطت الاضواء على بعض المعلومات، لكن من المؤكد ان خفايا كثيرة لم تنشر بعد، خاصة تلك المتعلقة منها بدور الدول العربية المشاركة في الحرب، والتي ارسلت قوات عسكرية للمشاركة بل ولتسهيل اقتحام مدينة طرابلس ومن ثم مدن اخرى مثل سرت وبني الوليد وسبها التي لجأت اليها قوات تابعة للنظام المخلوع.
الاعلام بشقيه العربي والغربي قدم جانبا واحدا من الصورة، اي جانب المنتصر، وتجنب كلياً الجانب الآخر، جانب المهزوم الامر الذي يؤكد سقوط هذا الاعلام في مصيدة الدعاية، والابتعاد كلياً، في معظم الاحيان عن المهنية. مما جعل الحقيقة هي أبرز ضحايا هذه الحرب مثل كل الحروب السابقة.
ومن المفارقة انه في الوقت الذي تدخل فيه حلف الناتو عسكرياً في ليبيا تحت عناوين اطلاق حريات التعبير، والتغيير الديمقراطي، واحترام حقوق الانسان، لم تتردد طائرات الحلف لحظة واحدة في تدمير المحطات التلفزيونية والاذاعية التابعة لنظام القذافي من خلال قصف مكثف اوقع بعض الخسائر البشرية في صفوف العاملين.
لا شك ان نظام العقيد القذافي كان دموياً فاسداً ومتخلفاً على الصعد كافة، ولكن كان يجب اعطاء مساحة للرأي الآخر، مهما كان بائساً، لتقديم نموذج مختلف بل متناقض عن نظامه الديكتاتوري الدموي وتعاطيه مع افراد شعبه.
الامر المؤكد ان كتباً كثيرة ستظهر في الاسابيع او الأشهر والسنوات المقبلة عن هذه الحرب وخفاياها، تفضح أسراراً، ومخططات جرى وضعها في غرف سوداء مغلقة في عواصم اوروبية، تماماً مثلما رأينا بعد حربي العراق وأفغانستان، ولكن هذه الكتب لن تغير من واقع الحال شيئا، فقد تحققت اهداف هذه الحرب، ليس فقط في تغيير نظام ديكتاتوري متخلف وانما قتل رئيسه بطريقة وحشية همجية، بشعة اظهرت رغبة دفينة في الانتقام والثأر.
ننتظر صدور كتاب ليفي بفارغ الصبر للتعرف على الكثير من الاسرار، حتى وان جرى رصدها او بعضها من قبل المنتصرين كنوع من الفضول والتعرف على بعض الحقائق عن حروب جرت على ارضنا وكان افراد من شعبنا ضحايا لها، قد يجد فيها المؤرخون والاجيال المقبلة بعض العظات والدروس المستفادة.
hsvhv pvf gdfdh td ;jhf gdtd