الإٍيــــــحًاء النْفْســــــٍـــٍـــي
استنكر أحـد الأطبّاء علـى الملك إطلاق لقب (الطبيب الأول) على سقراط ، وادّعى انه أفهم منه .
قال الملك لسقراط : إنّ هذا الطبيب يدّعـي إنّه أعلم منك ، وبالتالي انه يستحقّ اللقب .
قال سقراط : إذا أثبت ذلك فإن اللقب سيكون من نصيبه .
قال الملك سقراط : كيف تتشخّص الأعلمية .
أجاب سقراط : أيّها الملك سل الطبيب عن ذلك فإنه أدرى بالدليل .
قال الطبيب : أنا أسقيه السم الرعاف وهو يسقيـني ، فأيّنا تمكّن من دفع السمّ عن نفسه فهو الأعلم
، أمّا الذي اصابه المـرض أو أدركـه الموت فهو الخاسر .
قَبِلَ سقراط هذا النوع من التحكيم ، وحدّد يوم النزال بعد أربعين يوم .
إنهمك الطبيب في تحضير الدواء السام ، فـي حين استدعى سقراط ثلاثة أشخاص وأمرهم
أن يسكبو الماء في مدقٍّ وان يدقّوه بقوّةٍ واستمرار ، وكان الطبيب يسمع صوت الدقّ بحكم جواره لبيت سقراط.
وفي يوم الأربعين حضر الإثنان بلاط الملك .
سأل سقراط من الطبيب : أيّنا يشرب السمّ أولاً ؟
قال الطبيب : أنت يا سقراط ، وأعطى الطبيب مقداراً من السمّ وبعد أن ابتلع السموم تناول ما يزيلها .
فأخذت الحمّى مأخذاً من سقراط وعرق كثيراً واصفر لونه ولكن بعد ساعة برء ممّا أصابه .
توجّه سقراط إلى الطبيب قائلاً : أمّا أنا فلا أسقيك السمّ ، لأنّ شفائي دليل على أعلميّتي .
أصرّ الطبيب على أن يشرب السمّ ، وفي وسط إلحاح الحضور بما فيهم الملك على سقراط ،
أخرج قنّينة وسكب نصف ما فيها في إناءٍ ، وأعطى سقراط القنّينة للطبيب .
تناول الطبيب ما في القنّينة ، وبعد لحظات هوى صريعاً إلى الأرض .
توجّه سقراط إلـى الحضور وقال : كنت أخاف ذلك عندما امتنعت من إعطائه .
ثم توجّه إلى الملك وقال : إنّ الذي شربه الطبيب لم يكن سماً رعافاً ، وإنّما كان ماءاً عذباً ،
والدليل على ذلك إننّي سأشرب وأنتم ستشربون .
وعندما سئل عن سبب موت الطبيب ، أجاب سقراط : إنّه هوى صريعاً لإيحائه النفسي ،
حيث كان يعتقد إنّما تناوله سمّ رعاف خصوصاً بعد أن سمع طيلة أربعين يوماً أصوات الدقّ
hgYSdJJJJJJpWhx hgkXtXsJJJJJJSJJJSJJJd