أبحاث تغنيها عن نطف الرجل هل يمكن أن تنجب المرأة من نفسها هل يمكن للمرأة أن تستغني عن الرجل لتتمتع بالأمومة ؟ و هل يمكن للرجل المصاب بالعقم أن ينجب أطفالاً ؟ الإجابة المنطقية التي تدور في أذهاننا ستبادر برفض الفكرة ، ولكن يبدو أن العلم تطور ، وكل شئ معه أصبح وارد. ومنذ أيام تابع العالم بدهشة نتيجة بعض الاختبارات التي توصل إليها علماء مختصون في علم الخلايا والأجنة من جامعة "نيوكاسل" البريطانية ، من خلال بحث يتيح للأنثى الحمل والإنجاب بدون ذكر. يقود هذا البحث عالم إيراني الأصل يدعي كريم نارنيا ، ويؤكد أن التجربة المخبرية تمت على عدد من الفئران الأنثوية ، وتم خلالها تحويل نخاع عظم الأنثى إلى نطف منوية يمكن بواسطتها تلقيح البويضات لديها، ما يعني القدرة على الحصول على النطف، وعدم اللجوء إلى استخلاصها من خلايا الأجنة. بدون رجال
ويشير الأطباء القائمين على الدراسة أن هناك دعوة للمزيد من التجارب والأبحاث والأدلة المقنعة للتأكد من أن هذه النطف والخلايا هي منوية وتناسلية.
ويؤكد العلماء أن من المعروف علمياً أن اختلاف الذكور عن الإناث يأتي بوجود "كرموزوم" فريد لدي الرجل يعرف "بوايت كرموزوم " والذي كان يعتقد أنه أساسي لتوليد النطف البشرية التي تلقح البويضات لدى الانثي ، وكان الاعتقاد السائد هو أنه يستحيل الحصول على نطف منوية بدون ذكور ، غير أن التجربة التي تمت توصلت إلى تغيير هذا الاعتقاد السائد ، وأصبح من الممكن الآن ، ولو مخبرياً على الأقل الاستغناء عن الذكر من خلال الخلايا الجذعية لدى الانثي .
والتجربة أثبتت أن عملية تنمية النطف تتم بواسطة عملية تعتمد علي الانقسام الممكن في الخلايا التناسلية حيث يختزل عدد الكرموزومات إلى النصف لاستكمال الموارد الوراثية فيها قبل إجراء التلقيح.
التجارب وإن تبدو من الناحية العلمية ممكنة إلا أنها لا تزال تقتصر على الحيوانات ، والنتائج الإيجابية على ما يبدو ليست ناجحة 100% ، وفى انتظار الدراسات قبل نقلها إلى الإنسان.
هذا الاختراق العلمي الجديد يصنف ضمن الموضوعات الحساسة الأخرى مثل الاستنساخ وزرع الأجنة واختيار شكل الأطفال اللذين نريد إنجابهم ،وتثير مشاكل أخلاقية عديدة وتلقي معارضة شديدة داخل مجلس العموم البريطاني وتثير جدل قائم لتغيير القانون البريطاني المعمول به حالياً والذي ينص على ضرورة استخلاص النطف المنوية من الذكور والبويضات من الإناث قبل التلقيح.
جوزفين كوانتافال من جمعية الإخصاب الأخلاقي بلندن رفضت الأمر وعلقت قائلة : "هذا العمل يعد جنوناً، فلا نعرف ما هو الهدف من تدمير أجنة بشرية ذكرية سليمة من أجل استخلاص خلايا جذعية للحصول على خلايا منوية لإنتاج أجنة بشرية من جديد".
لم تثبت بعد
وعلق الداعية الاسلامي محمد العجوز على البحث الجديد خلال برنامج "صباح الخير يا عرب "على فضائية "الإم بي سي" قائلاً : نحمد الله سبحانه وتعالي أن أكرمنا بطلب العلم ، والإسلام حث على العلم من غير حد ، والله أمر نبيه محمداً صلي الله عليه وسلم المؤيد بعلم السماء أن يستزيد فى العلم ، وقال تعالي "وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً"، والسؤال هل الإسلام يقف إلى حد معين من العلم أم انه مفتوح.
وأجاب الشيخ محمد أن الإسلام يحث على العلم في أي درجة من الدرجات وهذا أمر واضح عند علماء الإسلام من السلف إلى الخلف ، فكانوا مثالاً واضحا في طلب العلم ، أما فيما يتعلق باستخلاص النطف لزرع جنين فى رحم المرأة بدون زواج ، فهذا أمر يعود إلى حقيقة الزوج أو الزوجة ، ففي حالة وجود مشاكل في الإنجاب ، فمن الممكن أن يحدث وبإذن أهل الطب أن يستخلصوا من خلايا الرجل الجذعية لوضعها في رحم الزوجة أما الاستخلاص من رجل آخر ووضعها فى رحم المرأة لزرع جنين فهذا الأمر لا يجوز شرعاً ، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "ملعون من سقي امرأته زرع غيره".
أما أن تسقي هي نفسها وتستغني عن الرجل تماما ، أمر يحمل خلافاً ، لأن الأصل فيه أن يكون الأمر من الزوج ، أما أن يكون الأمر من الزوجة فهو لم يثبت حتى الآن على العملية الاختبارية حتى في الفئران ، فإن ثبت ذلك فهذا يدل على انجاز علمي كبير .
Hfphe jykdih uk k't hgv[g ig dl;k Hk jk[f hglvHm lk ktsih