رجل ترتديه امرأتان
تركت جسدها يتماوج مع النسمات الخفيفة التي تهب ما بين الحين و الآخر، لتلاطف وجهها و ذراعيها، و قد أرهقتها أشعة الشمس المسلطة على بشرتها، رغم برودة مياه المسبح و سخونة جسدها، فلم تتجرأ أن تبلل سوى قدميها العاريتين. أغمضت عينيها لتشعر بمداعبات المياه الخفيفة، فتجرأت أكثر و مدت ساقيها، و سرحت هناك رغم ضجة الفتيات هنا، رقصهن و صراخهن و سعادتهن بهذه الخلوة النادرة دون رجل يتلصص على مفاتنهن. هي سعيدة و لكنها متعبة كامرأة تسعينية، تركت رغباتها و نشوتها ميتة. تراقصت مع الفرح يد بيد، هبت واقفة لتمتزج و الرقص و الهواء و زرقة السماء و الإنجيل تحت قدميها يلتهب سخونة مغايرا عن برودة قلبها و استكانة رغباتها.
هي فتاة العشرين منهكة كعجوز جميلة تحافظ على نضارتها، و ما زالت تلفت الرجل إليها و لكنها لا تهتم به قيد أنملة، إنها تتحرر و ترقص كطفلة في الخامسة. يعربد في داخلها وجوه عدة ، طفلة خجولة نارية و محبة، و شابة متمردة و متخبطة، و عجوز جميلة جدا.
أتلصص عليها فوق صفحاتي، لا تدري بأنني أحلم بها و أضاجعها كل ليلة، و من ثم أكتبها كما أحب و يحلو لي، إنها تظن بأنها فعلا في حفلة نسائية، و لكنني الرجل الوحيد الذي يجيد التلصص عليهن دون أن يدركن بأنني أرمقهن بنظراتي. و أحفظ وجوههن عن غيب. و ما تحب كل واحدة منهن في جسدها و ما تكره. هذه الجميلة بلون بشرتها الداكنة جدا و شعرها الأجعد، تشبه الدمى و لا تكبر في العمر أبدا، ترتدي أقصر الثياب و أضيقها، و تضع الماكياج و لا تسبح في المياه أبدا. رشيقة الروح و الحضور، يمكن أن تصبح بطلة جيدة، و لكنني لا أريد أن أضعها في منافسة معك.
أما الأخرى تشبه " نيكول كيدمن" الممثلة الهوليودية بلون بشرتها البيضاء جدا، و شعرها الذهبي يتعارك مع أشعة الشمس في معركة حامية، و انسحاب خيوطها رافعة راية الإستسلام. فتهب خصلات شعرها على وجهها برقة و رقبتها مع ملمس النسمات الخفيفة، تجيد السباحة، و تحافظ على رشاقة جسدها، و لكنها لا تقاوم أي رجل يمر بحياتها، حتى و إن كان بواب العمارة، قد تُضيع موعدا مع صديقتها بسببه أيضا، و تعاديها فترة من الزمن، ثم تعود إليها باكية، لأنه أخبرها بأنها جميلة جدا و مملة جدا و يحبها جدا، و هاهي ترقص على حزنها برشاقتها المعتادة، و تنسى بسهولة مذهلة، و تقع في غرام آخر بالسهولة نفسها، لا تمر سوى عشرة أيام نجدها قد تعرقلت بقصة ملتهبة مجددا. ها هي ترمي بجسدها مجددا نحو المياه الباردة، لتمتزج دموعها بالمياه، فاليوم أخبرها حبيبها بأنها " تعيد نفسها" يريدها مختلفة و ألا تحبه جدا كما تفعل. يريدها باردة مرة.
تقتربين منها كعادتك، تنسى ما فعلته بك من أجل رجل لا يستحق، و تكرر هي فعلتها و تتسامحين، أما تلك الشقراء بعينيها الخضراوات، و شعرها الكستنائي القصير، و امتلاء جسدها، تجامل بعفوية، و تندمج بعفوية،و تحب بعفوية، لكنها لا ترتدي ما يدعني أرى ما أشتهي من مفاتن، كأنها تدرك بأنني هنا أتلصص عليهن، من يدري. " مرفوع عنها الحجاب".
أما أنت أيتها . سأتركك دون ملامح، دون طباع، لكي أمارس معك الحب كل ليلة كما أشتهي و كما تأتين كل مساء لي وحدي، لن أدع الرواية تشاركني بك. لن أصف ما ترتدين، أو ما تفعلين، ما تحبين. ستكونين الظلال الوحيدة بين هذا التجمع، لا أتعمد أن أجعلك أكثر إغراءا و جمالا منهن كلهن، و لكنني أحب أن أمزجك في أحضاني لا غير.
- و أخيرا انتهيت من كتابة هذا المشهد!
جلست على مقعدي في الصالة أتذكرك، و أنت ترفعين إصبعك: لا تجرب أن تضعني في روايتك !
v[g jvj]di hlvHjhk