الطبيبة اليتيمة
بسم الله الرحمن الرحيم
كانت هي الوحيدة لابويها نعم عاشت وحيدة،كانت وحيدة لعدم الوئام بين الاب والام كانا من جنسية مختلفة عن بعضهم والضحية كانت هي الطفلة اليتيمة حرمت من حنان الام وعطف الاب كم كنت تتمنى قبلة على جبينها من والدها الحبيب الذي لم تكن تراه الى مرة كل شهور وكم كانت تشتاق لحضن امها الدافئ الذي لم تنله في يوم من الايام،،
لقد عانت من اكدار واحزان الدنيا وهي في بداية حياتها، كانت في احلامها الوردية تحلم بحياة كحياة كل اسرة يسودها الدفئ والحنان.
نعم لقد عاشت يتيمة في حياة ابويها، ولم يكن لها في هذه الحياة القاسية سوى جدة تحن عليها
وتعوضها ما فاتها من حنان الاب والام,
اه اه كم كانت تحب جدتها كيف لا وهي كل شيئ في حياتها الاب والام والاخ كانت هي دنياها.
لكن رغم ظلمة الحياة وقساوتها استطعت هذه اليتيمة ان تجعل من هذه الظلمة طريق نور تنور به حياته وحياة من حولها درست بجد واجتهاد ووصلت ليلها بنهارها وجعلت درستها هي كل حياتها واستطعت التفوق في كل مراحلها لكن الحزن ما فارق
ولم يثنها عن الاستمرار في طريقها الذي رسمه لحياتها كانت تحلم
ان تكون طبيبة لتعالج الآلم الناس لعل هذا يخفف من الآمها فهل تستطيع ان تنجح وتحقق حلمها
درست بجد وحصلت على النقط واحتفلت بنجاحها لوحدها في غياب الاب والام ,,,,,
دخلت كلية الطب وكان ذلك في لبنان في بلد والدها وكم كانت تشتاق وهي في لبنان الى والدتها التي في المغرب,,
لم تكن تطمع في قبلة او حضن فهذا من الاحلام بل كانت تطمع في نظرة فقط،،
ومن والدها للصوته ولو كان خِصما وغضبا،،،،
تخرجت بتفوق وعادة للمغرب
وهي تحمل شهادة الدكتوراه لكن ما وجدت من يشاركها فرحتها الا جدتها الحنون،،
لقد انتهت من الدراسة التي كانت كل حياتها ودَعت تلك الايام الرائعة التي قضت معها اجمل سنوات عمرها وكم حزنت وقتها لوداع تلك الايام،،،،،
لكنها ما استسلمت لحزنها على عادتها، اشتغلت بجد في عملها الجديد، كنت تصل اليوم بالنهار لتعالج اوجاع الناس الظاهرة وترسم على شفتيها ابتسامة جملية تعالج جروج الناس وفي قلبها احزان ما وجدت من يعالجها عملت بجد فاشترت عيادة وبيت وكانت العيادة كامها
التي حرمت منها وكلما دخلت اليها تحس بحنان جدارنها التي عوضت حضن امها
كانت تقضي كل وقتها فيها تعالج هذا وتطمئن ذاك حتى الخادمة التي كانت تنظف في عيادتها كانت تعلم بحزنها ويتمها دون ان تكلمها او تحكي لها,,,,,
وكان والدها ذاك البيت الذي تعيش فيه والذي تعتبره كحضنه الدافئ الذي تركن اليه كل ليلة ,,,,,
لقد فتح الله عليها باموال كثيرة من عملها حتى اصبحت غنية لكن الدنيا ما كانت تهمها وللمال ليسعدها,,,,,
كانت كلما زارت جدتها تبادلا العناق والحنان وتقاسما الكلام والاحزان،،،،،
جلست يوما تفكر في اطوار عمرها الذي كله انجازات ولم يتجاوز الخامس والعشرين
ربيعا حققت فيه ما لم يستطع تحقيقه اشد الرجال لكن ما تَتحقق لها السعادة يوما؟
ذات يوما من ايامها الحزينة،،،،
استيقظت على حدث غير كل حياتها ،،،،،
لقد مات نعم ان جدتها الحنون النبع الوحيد للحنان في هذه الدنيا لم تتمالك نفسها
وبالكاد استطعت ذلك ،،،
ماتت جدتها يوم الخميس ويا له من يوم تأثرت كثيرا وبكت كثيرا مر عليها الليل وهي تتذكر الايام الحلوة التي قضتها مع جدتها لقد كانت هي المؤنس وهي الحبيب وكانت تلك الايام هي من تجلي الاحزان المتراكم،،،،
ضلت طوال الليل تفكر وما اطواله من الليل مر كانه سنين مديدة، والدمعة لا تفارق خدها
اخيرا اسفر صبح وجاء الزوال توضئت وجلست تنتظر الاذان للصلاة داخل غرفة جدتها
لقد جلست على فراش جدتها الحنون حاملة في يدها المصحف،، جلس على فراشها تلتمس
باقي الحنان التي حرمت منه طول حياتها وجدتها في هذا الفراش ,,,,
كانت معها صديقتها جالست خارج الغرفة فلما تاخرت عليها ،،،
طرقت الباب بلطف ,, ,, نهال ،، نهال ،،، نهال ،،؟ لم تجب
فتحت الباب ,,,
وجدتها قد فاضت الروح الى ربها والمصحف بين يديها لم يفارق حضنها,,,,,
نعم لقد توفيت الطبيبة اليتيمة المتدينة المتخلقة المتواضعة الجملية الغنية
نعم توفيت وهي في عز شبابها،،،،،،
لقد اختارها الله في هذا السن لحكمة اردها سبحانه
لكن هل انتهت احزان الطبية اليتيمة؟
بموتها لا لم تنته
كيف ولماذا اليس الموت نهاية معاناة المؤمن؟ نعم
لكن اليتم يابى ان يفارقها حتى بعد موتها,,,,,
كيف ؟
امها التي طالما احبتها وتمنت احضانها رغم انها لم تقم بدورها كام لم تتأثرت بنبأ وفاتها ولم تحزن ,,,,,,
لكن هل انتهى الامر على هذا ؟
لا لا لا
باعت العيادة والبيت بعد يومين من وفاتها لقد باعت العيادة التي كانت تعتبرها كأمها
والبيت التي كان ترى فيه والدها لقد زدتها يتما على يتما حتى بعد موتها،،
لكن هل انتهت قصتة معانانتها بهذا
لا
كيف
والدها الذي طالما احبته وكنت تتمنى سماع صوته فقط لم يحضر لجنازتها
بل اكتفى بزيارة قبرها بعد سبعة ايام من موتها وقف على قبرها وقفة ثم ذهب
وكانه لخص في هذه الوقفة كل دوره في حياتها،،،
لقد عاشت في المغرب ودرست في لبنان واشتغلت في المغرب ومات في المغرب ودفنت في لبنان،،،
ولم نَعلم هل صلي عليها ام لا،،،
لقد كتب هذه السطور شاب طلبها للزواج بعد ان تعلق بخلقها ودينها وتواضعها فضلا عن جمالها طلبها قبل شهر من وفاتها،،،،،،،،،،،،
وانتظر الرد وبنى امالا واحلاما لكن لما تأخر الرد سال؟
فعلم القصة ويا لها من قصة، جلس في حزن واسى فعلم ان لقائه بها في هذه المدة من حياتها كان لحكمة وعظة له اولا فاحب ان يجعلها
لغيره على سبيل الذكر
لقد مر على وفاتها بضعت اسابيع واخترت ان اذكر قصتها عسى ان تجد صالحا من الصالحين يدعو لها بالرحمة او امام من الائمة ليصلي عليها صلاة الغائب
او خطيب من الخطباء يجعل قصتها في خطبة ويجعلها منها عظة وعبر
او واعظا من الواعظين يقص حكايتها على البشر
او علما من العلماء ليستنبط منها حكما ودورسا
او مترحما يترحم عليها
او نقال لقصتها الى المنتديات
او راسل لقصتها عبر البريد
عسى الله ان يترحم عليها
وان يقتضي بها الشباب قبل الفتيات ان يتخذوها قدوة في الجد والعمل والتقوىوالعفة والتواضع وحسن الخلق
كما يتمنى من الصالحين دعوة في ظهر الغيب ان يرزقها وهو الفردوس الاعلى وان تكون
زوجته في الجنة فقد طلبها في الدنيا وكان ينتظر ردها وهو يسالكم الدعاء ان يتزوجها في الجنة وقفد كتب هذا وفاء لها
وصلى الله وسلم على سيد الاولين والاخرين.
hg'fdfm hgdjdlm