حتى الكلاب بينها المتفائل والمتشائم من أشهر الألقاب التي نطلقها على البريطانيين أنهم «أمة من محبي الكلاب»، ومن المعروف أن معدل ما ينفقه البريطانيون على كلابهم يوازي ميزانية دولة صغيرة. ولكن يبدو أن الاهتمام الشديد بأمور الكلاب وأحوالها تجاوز مؤخرا الأمور العامة إلى مراكز الأبحاث.
فقد أجرى فريق من الباحثين في جامعة بريستول، بجنوب غربي إنجلترا، دراسة خرجت باكتشاف لا يخلو من طرافة، هو أن الكلاب مثل البشر تعرف التفاؤل والتشاؤم. وتشير الدراسة التي نشرت حصيلتها أمس (الاثنين) في مجلة «كارانت بايولوجي» البريطانية المتخصصة في علم الأحياء، إلى أن الكلاب المتشائمة تشعر باليأس والإحباط عندما تترك بمفردها في المنزل وتبدو عليها علامات الخوف التي تنعكس في سلوكها، وقد يترجم هذا السلوك نفسه في تخريبها المنزل. أما الكلاب التي وصفت بالمتفائلة، فبالعكس من ذلك، لا تنزعج إطلاقا إذا ترك الواحد منها بمفرده في المنزل.
فريق الباحثين الذي أجرى الدراسة تحت إشراف البروفسور مايكل ميندل، أستاذ علم سلوكيات الحيوانات بجامعة بريستول، درس وحلل سلوك 25 كلبا من الكلاب التي جيء بها قبل فترة وجيزة إلى إحدى دور رعاية الكلاب الشاردة. ولقد وضعت الكلاب خلال اليوم الأول لها في الدار مجتمعة في غرفة خالية مع مرافق لمدة 20 دقيقة، ثم حبس كل منها انفراديا لمدة 5 دقائق في اليوم التالي في الغرفة ذاتها. وراقب الباحثون، عبر كاميرات الفيديو، كيف تجمعت الكلاب عند باب الغرفة وقفزت فوق أثاثها ونبحت أو ظلت هادئة.
وفي جزء آخر من الدراسة، وضع فريق الباحثين آنية ممتلئة بطعام الكلاب في الغرفة، ودربوا الكلاب على معرفة الأماكن التي وضعت فيها الآنية الممتلئة والأخرى الفارغة، ثم وضعوا في وقت لاحق آنية فارغة بين هذه الآنية الممتلئة. واعتبر الباحثون أن الكلاب التي أسرعت مسرورة إلى هذه الآنية متفائلة في حين صنفت الكلاب التي ترددت في الذهاب إليها على أنها متشائمة. ثم قارن الباحثون نتائج التجربتين في مرحلة تالية.
ومن ثم خلص الباحثون إلى نتيجة مفادها أن الكلاب التي أظهرت سلوكا ينم عن خوفها كالنباح و«خربشة» الأثاث أثناء حبسها في الغرفة متشائمة، في حين أن الكلاب التي كانت أكثر هدوءا أثناء حبسها كلاب متفائلة.
pjn hg;ghf fdkih hgljthzg ,hgljahzl