ثورة البراق حينما يثأر أهل الحق
القصة جرت أثناء الاحتلال البريطاني للقدس والذي بدأ عام 1917م
حيث زادت مطالب اليهود في الحائط الذي كان المسلمون قد سمحوا لهم بزيارته
منذ العهد العثماني، ليتخذوه موضعا للبكاء على أطلال ملكهم الزائل،
ثم ليسعوا علانية لتحويله إلى ما يشبه كنيس يهودي،
وذلك في خطوة مثلت تمهيدا لاستيلائهم الكامل على الحائط
(والذي تم بالفعل منذ احتلالهم القدس عام 1967 وللآن) !
ففي 15 آب أغسطس من عام 1929م، ومع احتفالاتهم بما يسمى "ذكرى تدمير الهيكل"
نظم اليهود مظاهرات ضخمة في القدس، وهتفوا "الحائط حائطنا"
واتجهوا إلى حائط البراق حيث قاموا بتركيز أدوات العبادة الخاصة بهم قربه،
ورفعوا العلم الصهيوني، وأنشدوا نشيدهم الوطني،
وشتم خطباؤهم رسول الله صلى الله عليه وسلم والإسلام والمسلمين.
وفي اليوم التالي كانت بداية شرارة ثورة البراق
حيث قام المسلمون بمظاهرة مضادة من المسجد الأقصى واتجهوا إلى حائط البراق
وهناك استمعوا إلى خطبة من الشيخ حسن أبو السعود
تبين الأخطار التي تتهدد المقدسات الإسلامية
ثم حطموا منضدة لليهود أمام الحائط وأخرجوا من فجواته الأوراق التي وضعها الأخيرون فيها.
وحدث شجار بين الجانبين في اليوم التالي
ثم وقعت صدامات واسعة بعد صلاة الجمعة 23 أغسطس في القدس
بعد أن اندفعت جموع الفلسطينيين من المدن والقرى المجاو
رة إلى المدينة لأداء الصلاة في المسجد الأقصى، وحماية البراق.
ولم تكد أخبار هذه الصدامات تصل إلى الناس حتى عمت المظاهرات والصدامات جميع أنحاء فلسطين
واستمرت بشكل عنيف أسبوعا كاملا
وهاجم الشبان الفلسطينيون المستعمرات الصهيونية ومراكز الشرطة البريطانية
وتمكنوا من تدمير ست مستعمرات تدميرا كاملا.
وكان مما صعد أوار الثورة التي شملت معظم مدن فلسطين
مهاجهة اليهود لمسجد عكاشة القديم في القدس، وتدنيسه
وكذلك التدخل السافر للقوات البريطانية ضد العرب ولم تستطع السلطات البريطانية
الإمساك بزمام الأمور إلا في 28 أغسطس عندما اكتملت التعزيزات العسكرية.
قتل في أحداث هذه الثورة 133 صهيونيا
واستشهد 116 فلسطينيا معظمهم على يد الشرطة والجيش البريطاني
وكانت الإصابات بين البريطانيين نادرة لأن الثورة كانت موجهة ضد اليهود فقط.
وساقت السلطات البريطانية 1300 شخص منهم 90% من الفلسطينيين إلى المحاكمة، وبينما أفرجت عن معظم اليهود
نفذت أحكاما بالإعدام على ثلاثة من العرب هم الشهداء
محمد جمجوم، وفؤاد حجازي، وعطا الزير".
وكان استشهادهم في 17 يونيو 1930 يوما
مشهودا في تاريخ فلسطين عرف بالثلاثاء الحمراء
حيث أبدى الثلاثة ضروبا من الشجاعة والثبات عند التقدم إلى حبل المشنقة
وطلب الزير وجمجوم حناء ليخضبوا أيديهما
وهي عادة عربية في منطقتهما للدلالة على الاغتباط بالموت،
وأنشدوا وأنشد أهل فلسطين معهم:
يا ظلام السجن خيم *** إننا نهوى الظلاما
ليس بعد الليل إلا *** نور فجر يتسامى
كانت ثورة البراق أولى الثورات التي شملت كل فلسطين واتخذت بعدا إسلاميا
واضحا من خلال سعي المسلمين للدفاع عن حرمة المسجد الأقصى وحقهم في حائط البراق
وكان من نتائجها أن أكدت لجنة دولية شكلت للتحقيق بشأن الحائط أنه للمسلمين
وحدهم تعود ملكية الحائط لأنه يشكل جزءا لا يتجزأ من الحائط الغربي للمسجد الأقصى المبارك.
سقوط حائط البراق في يد الصهاينة لأول مرة في التاريخ
في يوم أظلمت فيه الدنيا ولأول مرة منذ ألفي عام يسيطر اليهود على الحائط بتاريخ
8 يونيو 1967
وبعد أن أجهز اليهود على بقيه الباقية من ارض فلسطين ألمسلمه في عام 1967
كانت جيوش الاحتلال يجوسون في شوارع والأزقة مسرعين إلي المسجد الأقصى وحائط البراق
فاقتحم الصهاينة حائط البراق بسلاح المدرعات وبالمظليين
ورفعوا العلم الإسرائيلي على حائط البراق ونفخوا في البوق ولأول مرة في تاريخ الحائط والساحة ألمقابله له يقوم حاخام الجيش الإسرائيلي
الحاخام شلومو بن جوريون بالنفخ بالبوق متصدر نشوة الفرح بالانتصار مخاطب
الجنود قائلا
"أخاطبكم من أمام حائط المبكى آخر اثر لهيكلنا الذي طالما تقنا إليه كثيرا" وفي الأيام الأربعة التالية ذهب وزير الدفاع (موشيه دايان)
معه رئيس بلدية القسم اليهودي للقدس على حي المغاربة فأمرا بإخراج كل المغاربة
وعددهم 650 مسلماً من بيوتهم بعد إنذار دام ساعتين فقط،
وهدموا جميع مباني الحي ومنها مسجدان وزاويتان، هدموها جميعاً بالديناميت،
وأزالوا كل أثر عربي ومحوا كل ما أقامه الملك الأفضل ابن صلاح الدين قبل 700 سنة،
ثم نقلوا كل ركام الهدم والنسف في سيارات الجيش خلال يومي 11 و 12 يونيو،
ولم يكن لهذا الردم أي سبب حربي فقد انتهت المقاومة يوم 7 يونيو،
إلا أن اليهود استمروا في التدمير داخل أسوار المدينة المقدسة ،
واغتصبوا أرض الوقف الإسلامي التي حاولوا شراءها مدة نصف قرن،
ثم اتبعوا الاغتصاب بهدم كل ما على الأرض من مباني المغاربة . وأصبحت هناك مساحة واسعة من الجدار الغربي للمسجد حتى باب المغاربة جنوباً
وباب السلسلة شمالاً واستعلموا هذه المساحة للصلاة وسميت بساحة المبكى بهتانا وزورا وفي 18-4-1968م، تم هدم حارتي الشرف والسلسلة المجاورتين لحارة المغاربة بشكل جزئي،
وبلغ عدد المباني المهدمة: 595 عقارا إسلاميا، وجامعين، و1048 بيتا، و437 مخزنا.
أما عدد السكان المتضررين، فبلغ 6000 نسمة. وحولت حارة الشرف إلى حارة لليهود وفي 1969 صادرت إسرائيل قطعتين من الأرض ملاصقتين للمسجد الأقصى
من جهة حائط البراق كان على إحداهما مقر مفتي الشافعية وعائلة أبي السعود وهم خدم المسجد الأقصى
على مدى قرنين من الزمان ثم هدمت بيوتهم. وكان على القطعة الأخرى
بناء المحكمة الشرعية الذي شيده العثمانيون العام 1328
ثم جعل في عهد الإنجليز منزلاً لرئيس المجلس الإسلامي الأعلى وبهذا تكون إسرائيل قد اغتصبت حائط البراق وأعلنت ملكية اليهود له وأصبح حائط المبكى بعرف القوة
حارة المغاربه والعبث اليهودي بعد احتلال اليهود لمدينه القدس بارع ايام وبالتحديد بتاريخ 11 يوليو1967
قاموا بالاستيلاء على مدينه القدس والاستيلاء على حائط البراق
وعلى الفور استلو على مفاتيح بوابه البراق المؤدي الى ساحات الاقصى
وعملت جرافات العدو الصهيوني بلا هوادة بتسويه الحي بكامله بالارض
والمكون من 34 دارا و4 مساجد والمدرسه الافضليه الموقوفه على فقهاء المذهب المالكي
وكثير من الاوقاف الاسلاميه وشردت 135 عائله مسلمه مجمل افرادها 650نفرا ويعود تاريخ هذا الحي الى اواخر القرن ا16هجري حيث
اوقف مباني هذا الحي الملك نور الدين على بن صلاح الدين رحمه الله (589_892)
على طائفه المغاربه الوافدين الى بيت المقدس ولما كثر عددهم بعد تحرير القدس
كما اوقف ابو مدين عام 1993 محله المغاربه قباله حائط البراق ظل الصهاينة ينفون وجود سكان الحي أثناء عمليات الهدم الوحشية ،
ورغم أن متولي الوقف في الحارة التي تعتبر كاملة وقفا إسلاميا ،
أوضح بأدلة واسعة أن عمليات الهدم تمت بوجود سكان داخل منازلهم ،
واصل الصهاينة الكذب والافتراء إلى أن اعترف الضباط الصهاينة الذين شاركوا في الجريمة
،بحقيقة ما وقع عام سبعة وستين ففي عام تسعة وستين ،نقلت صحيفة يروشاليم الصهيونية
عن ضابط في سلاح الهندسة التابع لقوات الاحتلال قوله:
أنه في مساء السبت العاشر من حزيران شرعت الجرافات تحت قيادة إيتان بن موشيه ،
بهدم البيوت في حارة المغاربة لتسوية الساحة الواقعة بجانب حائط البراق،
وذلك بعد أن أعطيت مهلة ربع ساعة للسكان للقيام بإخلاء منازلهم . الضابط الصهيوني يقول :أنه اكتشف جثثا بين الأنقاض ،ولدى سؤاله عما فعله آنذاك قال
:"أنه ألقى إلى الأسفل ،أو تحت التراب" ،
ضابط أخر يدعى اليكس غور قال:
"أن ابن موشيه خرج من الخطة الأصلية لهدم الحي ،وتجاوزها حيث هدم المزيد من البيوت". أما بن موشيه نفسه فيقول:
"تيدي كوليك ويقصد رئيس البلدية الصهيونية في القدس،تيدس كوليك ورفاقه
خططوا للقيام بعمل صغير هناك من دون المس بالأماكن المقدسة ،
كان في باحة البراق على مسافة عدة أمتار منها مسجد البراق،
حيث صعد رسول العرب على البراق إلى السماء ،وأنا قلت مادام البراق قد صعد إلى السماء
،فلماذا لا يصعد المسجد أيضا ،وقمت بطعنه بشكل جيد جدا،بحيث لم يبق منه أثر يذكر" . يكشف هذا الاعتراف الصهيوني حقيقة ما جرى ويقدم دليلا إضافيا على شكل الجريمة
التي ارتكبها الصهاينة بحق هذا الحي الذي ظل لقرون عديدة وقفا إسلاميا ،
يقطنه أحفاد المجاهدين الذين جاؤوا في نجدة من المغرب العربي ،لدفع عدوان الفرنجة عن القدس. والحي يضم إلى المسجدين ،زوايا للمتصوفة والمتعبدين
ودورا للسكن ،ونزلا للمجاورين ،ومخازن ومحلات تجارية . الاستهداف الصهيوني لهذا الحي قديم ،
وهو مرتبط بالأطماع اليهودية الصهيونية للسيطرة على حائط البراق
،وقد حاول الصهاينة مرارا شراءه أو السيطرة عليه مع بدايات الاستيطان الصهيوني في بيت المقدس. يذكر أن قوات الاحتلال الصهيوني ،
قامت مع احتلال القدس مباشرة بمصادرة مفاتيح باب المغاربة ولم تعدها . كما أن قوات الاحتلال أقامت في آب مركزا للشرطة في باب المغاربة ،
لا يزال قائما حتى الآن رغم الاعتراضات المتكررة من الأوقاف الإسلامية