الاعتدال طريق النجاة
عن السميع العليم في كتابه الكريم:
(لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم، والله لا يحب كل مختال فخور.)
هذه القاعدة باستطاعتها أن تنقذ الفرد من حالة الضمور العقلي والأدبي والفسيولوجي التي جلبتها أحوال الحياة العصرية، وأن تنمي جميع وجوه نشاطه المحتملة، وتهبه الصحة، وتعيد استقراره في وحدته، وفي انسجام شخصيته، وتحطم القوالب التي نجح التعليم والمجتمع في حشره بداخلها.
وبما أن كل فرد يملك القوة على تعديل طريقته في الحياة، كما يستطيع أن يخلق حوله بيئة تختلف قليلاً عن بيئة الجمهور الذي لا يفكر، فهذه الوسطية والاعتدال في أي أمر يفسح المجال أمام كل فرد لمعاودة التفكير في تأن وسلامة، خصوصاً أنه قادر على اكتساب السيطرة على بدنه وعقله. ولكنه لوحده لا يستطيع المقاومة إلى ما لا نهاية، فلا بد من الاتحاد مع آخرين يسعون إلى الهدف نفسه والاستعانة بالشريعة الصحيحة المستمدة من خالق الكون العليم بحوائج المخلوقات.
وفي هذا الصدد تقول جوليان هولت لانستار الأستاذ المساعد لعلم النفس بجامعة بريجام إن التعامل مع الذين نكن لهم مشاعر متضاربة أو مختلطة يمكن أن يرفع ضغط الدم. وأتضح من الدراسة أن ضغط الدم يرتفع بمعدلات أكبر تجاه الذين نكنّ لهم مشاعر متضاربة أكثر من الذين نكنّ لهم مشاعر سلبية.
وتوضح أنه عندما نتعامل مع الذين نكن لهم مشاعر سلبية أو نوعاً من الكراهية يكون الأمر متوقعاً، فإما أن تحاول تجنبهم أو إسقاطهم من حساباتك لأنك تتوقع ما تحصل عليه من التعامل معهم، أما بالنسبة لشخص نكنّ له مشاعر متضاربة إي إيجابية وسلبية في وقت واحد، قد تتوقع أو تأمل في شيء إيجابي، ثم إذا لم تحصل على الدعم والتأييد الذي توقعته، يسبب ذلك إحباطاً.
وأكد الباحثون اكتشافهم أن الناس يميلون إلى التفاعلات الإيجابية مع أفراد العائلة والأزواج بل حتى عندما يكون هناك تفاعلات سلبية مع الأقارب، لا يرتفع ضغط الدم بنفس القدر الذي يرتفع به عندما تكون هناك تفاعلات سلبية مع آخرين، وقد يكون ذلك سبباً لطول العمر المتوقع للذين لديهم علاقات أسرية قوية ولأنهم يعيشون حياة صحية أفضل.
وثبت أن للعلاقات الاجتماعية تأثيراً إيجابياً على أهم الأسباب التي تؤدي إلى الوفاة في الدول الصناعية المتقدمة وهي أمراض شرايين القلب التاجية.
ومن طرق تأثير العلاقات في أمراض القلب، تأثيرها في ضغط الدم.
ولكن الذي لم تتوفر له هذه العلاقات الاجتماعية السليمة ماذا يفعل؟
هنا يأتي دور الشرع لكي يعطي الدواء الشافي ويعلمنا كيف نتعايش مع الوضع الذي نحن فيه بالصبر والتأني دون التسرع في أتخاذ القرار، ويقال في الأثر :
( أحبب حبيبك هوناً ما عسى أن يكون بغيضك يوماً ما، وأبغض بغيضك هوناً ما عسى أن يكون حبيبك يوماً ما).
فالإسلام يدعوا أيضاً إلى تغيير طريقة التفكير بالأمور من السلبية إلى الإيجابية ومع ذلك يدعونا للحذر حتى لا ننخدع ونحزم أمورنا بجدية وتصميم.
وفي النهاية الصبر خير قرين للإنسان وخير معين على المشاكل والضغوط إليك حكمة الإمام علي (عليه السلام) ولنعم ما قال: (لا يعدم الصبور الظفر وإن طال به الزمان).
hghuj]hg 'vdr hgk[hm