هل يعيش الإنسان بوجوه مختلفة
يتبادر لذهني سؤال طالما تحاشيت وكرهت طرحه لكن قناعتي الشخصية جعلتني أتجرأ وأطرحه السؤال ببساطه هو: هل صحيح الإنسان يعيش بوجوه مختلفة ؟ الزوج يعيش بوجه عابس مع زوجته ، الأب يعيش بوجه عابس مع فلذات كبده ،الموظف يعيش بوجه مُبتسم مع مديره ، صاحب الحاجة يعيش بوجه مبتسم ضاحك مع مقدم الحاجة ، المعلمة ترسم وجه مشرق مع مديرة المدرسة وعلى هذا النهج هذه الوجوه لشخوص تعيش بيننا ونتعامل معها وربما نكون من ضمنها.
غالبية الناس تستطيع التّلون والتغير والتمثيل على الآخرين بطريقه حرباويه وذلك لتحقيق مطلب أو الوصول لغاية هل الوجوه المختلفة ضرورة من ضروريات الحياة؟ ماذا يقول الإنسان ذو الوجوه المختلفة لنفسه حين يحقق مطلبه ؟ هل صحيح هذا الأمر مطلب اجتماعي اعتادوا عليه الناس أو تقمصوه ولا يعتبر أمر مشين أو غير مرغوب به .
هل يحق لي أن أقول الوجوه المزيفة تشبه الأقنعة التي يلبسها الإنسان حين يتعامل مع الآخرين ؟أو يشبه مكياج المرأة الذي تضعه على وجهها حسب المناسبة ولتغطي بشاعتها أو تشوه جمالها .
المهم تلك الوجوه المختلفة تخفي ورائها استجداء للآخرين والكسب أو استغلال العواطف الإنسانية. عكس الوجوه الطبيعية التي لا تتغير فالابتسامه جزء تكوينها وواقعها ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسوة الحسنة حيث كان دائم التبسم ويؤكد هذا قول عبد الله بن الحارث رضي الله عنه: "ما رأيت أحداً أكثر تبسماً من رسول الله صلى الله عليه وسلم"، وقول جرير البجلي رضي الله عنه: "ما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت إلا تبسم في وجهي"، وقال عليه الصلاة والسلام: "وتبسمك في وجه أخيك صدقة .
حين تبتسم تستطيع أن تصل لعقل وقلب المبتسمْ له دون خِداع أو استهزاء بالمشاعر .
أشعر بخيبة وضجر حين أرى إنسان بوجوه مختلفة وحين تصارحه وتنصحه يكون رده وبكل بساطه : لا أستطيع أنجز عملي دونما الوجوه المختلفة .
وختاماً جميل أن نبتعد عن تلك الوجوه المختلفة المزيفة ونعز أنفسنا وذاتنا ونبتعد بها عن مواطن النفاق الاجتماعي والوصول لغايتنا بجدارة وسمو النفس.
ig duda hgYkshk f,[,i lojgtm