نصائح من أجل طفل اجتماعي
تكثر شكاوى الأُمَّهات حول فشَل أطفالهنَّ في الجانب الاجتماعي؛ حيث لا يُجيدون تكوين الصداقات مع نُظرائهم، ويُفضِّلون اللعب بمفردهم، إضافة إلى افتقادهم إلى مراعاة مشاعر الآخرين؛ سواء كانوا أطفالاً مثلهم، أم كبارًا، فلا يختارون كلماتهم بعناية، ويتعاملون مع غيرهم بخشونة وعدوانيَّة، فكيف نُعلِّم الطفل إجادة التعامُل مع المجتمع المحيط به؟
في البداية، يُشير الخُبراء والمتخصصون التربويُّون إلى أنَّ الطفل لا يولَد وهو يُجيد المهارات الاجتماعية اللازمة للتعامل مع الآخرين، فتكوين الصداقات والعلاقات مع الناس، بحاجة إلى مهارات لا يَكتسبها معظم الأطفال بطريقة طبيعيَّة أو سريعة، وحين يتصرَّفون بطريقة فظَّة مع أطفال آخرين مثلاً، فإنهم لا يقصدون ذلك، وإنما يكون السبب هو عدم نمو الذكاء الاجتماعي لَدَيهم بالقدر الكافي.
خُطوات مهمَّــــــــــــــــــــة:
ويرى خُبراء علم نفس الأطفال والمراهقين أنَّ الطفل يحتاج - لكي يكوِّن صداقات متينة - إلى أن يتعلَّم بعض المهارات الاجتماعيَّة، ومنها: القدرة على الاستماع والتواصل مع الآخرين، وعدم الاعتزاز بالرأي دون معرفة آراء الآخرين، واستخدام التفاوض بدلاً من الصدام كمنهجيَّة حلٍّ إذا احتدَّ الخلاف على قضيَّة ما.
ويُشير الخُبَراء إلى أنَّ بعض الأطفال يولَدون ولَدَيهم موهبة تكوين الصداقات، وبعضهم قد يتعلَّمها بمفردهم، تمامًا كما يتمتَّع البعض الآخر بموهبة طبيعيَّة في الرسم أو الرياضة أو الكتابة، أمَّا الأطفال الذين يفتقدون هذه المهارات، فمن السهل على الأمِّ تعليمُها لهم وغَرْسُها في نفوسهم، وذلك عن طريق الخُطوات التالية:
عدم توقُّع الكثير: فمعظم الأطفال يُمكنهم أن يتصرَّفوا كالكبار في لحظة، ثم يعودوا إلى طفولتهم من جديد في اللحظة التالية؛ لذلك على الأم ألاَّ تَقلق من كلِّ خطأ صغير يَبدر من طفلها، وتفادي الضغط عليه؛ لكي يتبنَّى مهارات تفوق نُضجه السِّني والنفسي والعاطفي، فالضغط يحدُّ من ثقة الطفل بنفسه.
وحسب الدراسات، فإن الأطفال في عُمر 6 - 7 سنوات يكوِّنون الصداقات عن طريق الاشتراك في الألعاب المختلفة، ويتمتَّعون بقدر عالٍ من الأنانية، وفي سن 8 - 10 سنوات يكون الأطفال أقلَّ أنانية ولَدَيهم القدرة على تفهُّم مشاعر الآخرين واحتياجاتهم، ولكنهم يتميَّزون بالقسوة والغِلظة في التعامل، وابتداءً من سن 11 سنة يبدأ الطفل بالاهتمام بوجهات نظر الآخرين، وخاصة الأهل وزُملاء الدراسة، ويُمكنه أن يسامحهم على أخطائهم ويتعاطَفَ معهم.
الابتعاد عن التوتُّر: بعض الأطفال يشعرون بالتوتر والقلق عند وجودهم وسط مجموعة من الناس، ويبتعدون عن المشاركة في المناسبات العامة التي تُسَبِّب لهم الخجل والإحراج، فإذا كان الطفل من هذه النوعيَّة، فيجب احترام رغبته في البداية وعدم إجباره على الاحتكاك مع الآخرين؛ لأنه إذا لَم يَشعر بالراحة فسينزوي على نفسه، والأفضل تعويده على وجود الآخرين حوله على مراحل؛ بحيث يُجمع مع طفل واحدٍ، ثم اثنين، فثلاثة، وهكذا إلى أن يخفَّ توتُّره وخَجله، ويشعر بثقة كبيرة داخله تقرِّبه من الناس.
دوافع الآخرين: من المهم مناقشة الطفل حول توقُّعاته لدوافع الآخرين في أعمالهم ودوافعهم، فمثلاً: لماذا يكذب شخصٌ ما؟ ولماذا يبكي فلان؟ وهكذا؛ لأن هذا النوع من المناقشات يساعد الطفل على التفكير في الدوافع التي تحرِّك الآخرين، ويدرِّبه على النظر إلى الأمور من وجهة نظر الآخرين؛ لكي يستطيع فَهْم دوافعهم.
قراءة الوجوه: يجب مساعدة الطفل على قراءة الوجوه؛ لأن الذكاء الاجتماعي يعني سرعة فَهم التعبيرات والتلميحات التي تظهر على وجوه الناس، ويمكن للأم أن تتصفَّح كتابًا أو مجلة، وتطلب من طفلها أن يفسِّر لها تعبيرات الناس التي يراها في الصورة؛ حتى يتوصَّل الطفل في النهاية إلى التقاط الرسائل الشفهيَّة والتعرُّف على التعبيرات الصامتة.
الاعتراف بإنجازاته: الثناء على الطفل لا يقتصر على الدرجات المرتفعة في المدرسة، وإنما يمكن أن يقدَّم له أيضًا إذا لَعِب مع صديقه دون حدوث مشاجرات مثلاً، أو إذا اعتذَر عن خطأ ارتَكَبه، أو قدَّم هديَّة إلى طفل آخرَ، فمن المهم أن يشعر الطفل بتقدير الآخرين لأعماله الإيجابية في المدرسة والبيت والشارع، وفي كلِّ مكان يوجد فيه.
kwhzp lk H[g 'tg h[jlhud