قصة خيوط من رمال
لطالما كانت الدموع نتيجة لامرين اما حرقة دم وشعور بالانهيار واما دموع الفرح التي قليلا ما نراها الا في بعض المناسبات التي لا تخلو ايضا من شيء محزن . فمثلا الدموع التي تنهمر عند النجاح في الثانوية العامة تكون نتيجة لنجاح في تقرير مصير وفي الوقت نفسه حزنا على فترة ليست بالهينة عاش فيها كل شخص منا مرحلتين من عمره ما بين الطفولة والشباب وانقضت . لكن ما حصل معه لم اجد له تفسيرا فكانت تضم الامرين معا ما بين انهيار وما بين ثبات .
رأيته في مرة ينتشل بعض رمال من على شاطئ بحر . حفنة وكانها ترسم املا جديدا . امل اراد به ان يكون حتى لو كان اللا شيء بعينه . دموع ارتسمت وضحكات كانت بها القهقهات ترنيمة يعيش عليها . ذهب بها الى غرفته المنطوية برائحتها والتعبيرية بهدوئها . رسم من هذه الحفنة خطا مستقيما لم اعرف ما حاجته فيه.
كان مخبأ لاسرار بعض شبان الحي الذي نقطنه . مع انني اجزم ان هذه الاسرار لا تشكل سوى نقطة في بحر اسراره العميقة . كتوما مسامحا صامتا متهجدا في تفكيره . يرى من الفراغ فرصة لا يستطيع الكثيرون رؤيتها . ومع هذه الصفات كلها لم اعتقد للحظة اني عرفته جيدا .
في ذاكرة لم ولن ينساها طرق الحب بابا كان مثل بوابة قلعة قد اقفرت من ساكنين . قلب اطبق عليه طعم مرار كنت تجد فيه سكر الراحة . ولكن وكما بقية قصص الحب باءت بفشل محزن مخيب لم اشعر في لحظة بانهزامه الا عندما رأيته عندما وصلته اخبار بان هذه الفتاة تقدم لها رجل ووافقت عليه باجبار من اهلها . وكل ذلك بالطبع بسبب ( المال ) !!! كلمة لا زالت تشكل ذكريات وهواجس للبعض . واصبحت بيد العديد لعبة يلعبون فيها على حساب شقائنا . شقاء اردا انفسنا وكانما نحن ضحية انفس ترى فينا هذه القوة الجسدية التي نملكها استثمارا في حسابات من الصعب تقدير عواقبها .
كنت اظن ان حادثة مثل التي حصلت معه سوف تشكل عائقا صعب تجاوزه . ولكن ما رأيته ان هذه الحادثة شكلت مفتاحا لحلول كثيرة . مفتاحا لاستيقاظة جاءت على الرغم من تأخرها حيث انني لا اضع اللوم عليه لتأخره في هذه الاستيقاظة لان ما جرى من احداث وما حصل من مشكلات لو انها حصلت مع شخصا اخر لكان الى الان انقاضا يستحيل اعادة بنائها . وضع حجرا تلو الاخر لبناء مستقبل كان يرى كل الامل فيه . امل ترعرع بمرور وقت عصيب . باحداث لا تجرؤ اي نفس على ذكرها او استذكارها . عدنا الى غرفته . نظر الى الارض ابتسم ابتسامة انتصار . وعرفت ان خيط الرمال ما زال موجودا .
rwm od,' lk vlhg