·قالت ابنة صاحب مدين لأبيها لتحثه على استئجار موسى عليه السلام:
﴿ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِين ﴾ ( القصص: 26 )
·وقال يوسف عليه السلام للملك في حيثيات اختياره وزيرا:
﴿ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيم ٌ﴾ ( يوسف: 55)
·وصف الله جبريل, مبلغ الوحيوالرسالات إلى الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام :
﴿ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ * ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِيالْعَرْشِ مَكِينٍ * مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِين﴾ ( التكوير: 19-21)
·و عندما كلف سليمان عليه السلام احد جنوده إحضار عرش بلقيس ملكة سبأ:
﴿ قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَاآتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِلَقَوِيٌّ أَمِينٌ﴾ ( النمل: 39)
·قال النبي صلى الله عليه وسلم: {القضاة ثلاثة: قاضيان في النار، وقاض في الجنة.
فرجل علم الحق وقضى بخلافه، فهو في النار.
ورجل قضى بين الناس على جهل، فهو في النار.
ورجل علم الحق وقضى به، فهو في الجنة} رواه أهل السنن
وقد أخذ العلماء هذه الآيات مأخذ القاعدة فيمن يلي أمراً من الأمور، وأن الأحقبه هو من توفرت فيه هاتان الصفتان، وكلما كانت المهمة والمسؤولية أعظم، كانالتشدد في تحقق هاتين الصفتين أكثر وأكبر.
القوة:
هي كلأنواع النبوغ, والكفاءات بمختلف أنواعها, القوة في المعرفة, وفي التخصص, وفي أداء العمل علي أكمل وجه، سواء كان ذلك العمل جسديا أو ذهنيا أو مكتبيا أو تجاريا.
و قد تختلف الكفاءات المطلوبة بحسب العمل المكلف به في كل ولاية, فمثلا:
القوة في إمارة الحرب ترجع إلى شجاعة القلب وإلى الخبرة بالحروبوالمخادعة فيها, وإلى القدرة على أنواع القتال.
الأمانة:
هي خشية الله, والأمانة هي التي تحصن القوة بالخير، وتوجهها إلي صالح العمل.
والآن, السؤال, ماذا لو لم تجتمع للمرشح لولاية ما كلتا الصفتين؟ من اختار
اجتماع القوة والأمانةفي الناس قليل، ولهذا كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: اللهم أشكواإليك جلد الفاجر وعجز الثقة.
فالواجب في كل ولاية الأصلح بحسبها، فإذا تعينرجلان أحدهما أعظم أمانة، والآخر أعظم قوةً، قدم أنفعهما لتلك الولاية،وأقلهما ضرراً فيها، فتقدم في إمارة الحروب الرجل القوي الشجاع وإن كان فيهفجور، على الرجل الضعيف العاجز وإن كان أميناً, و تأمل معي الأمثلة التالية:
·كان النبي صلى الله عليه وسلم، يستعمل خالد بن الوليد على الحرب، وقال: (إن خالدا لسيف سله الله على المشركين) مع أنه أحيانا كان قد يعمل ما ينكره النبي صلى الله عليه وسلم، حتى إنه - مرة - رفع يديه إلى السماء وقال: (اللهم إني أبرأ إليك مما فعل خالد). لما أرسله إلى خزيمة فقتلهم، وأخذ أموالهم.
·وكان أبو ذر رضي الله عنه، أصلح منه في الأمانة والصدق، ومع هذا فقال له النبي صلى الله عليه وسلم {يا أبا ذر إني أراك ضعيفا }. رواه مسلم. نهى أبا ذر عن الإمارة والولاية؛ لأنه رآه ضعيفا. مع أنه قد روي: {ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء، أصدق لهجة من أبي ذر}.
·وأمر النبي صلى الله عليه وسلم مرة عمرو بن العاص في غزوة ذات السلاسل على من هم أفضل منه.
·سئل الإمام أحمد عنالرجلين يكونان أميرين في الغزو، وأحدهما قوي فاجر، والآخر صالح ضعيف معأيهما يُغزى؟ فقال: أما الفاجر القوي فقوته للمسلمين، وفجوره على نفسه،وأما الصالح الضعيف فصلاحه لنفسه وضعفه على المسلمين، فيغزى مع القويالفاجر.
المصدر: كتاب السياسية الشرعية في إصلاح الراعي والرعية - شيخ الإسلام ابن تيمية
hgr,d hghldk