قل لي احبك كي تزيد وسامتي
هي كلمة .مجرد كلمة من أربعة حروف لن تكلف مجهودا .او تلاحقا في النفس .او تعبا .او مالا .او تفكيرا .أو .الخ لن تشكل شيئا .او تأخذ شيئا .اوتنتقص من شئ .(أحبك) هل شعرتم بمجهود او تعب عند قرائتها او نطقها .بيد ان لهذه الكلمة لمسة نفسية عميقة في قلب المرأة وعاطفتها .انها كالمطر .كالغيث كالشمس كالجود .انها صدقة وعبادة .الست الكلمة الطيبة صدقة بهندسة الفكر والحرف تغوص الكاتبة / فاطمة محمود عليوة في ثنايا هذه الكلمة لتخرج بهذه اللالئ في مقالتها (أحاديث الأزواج .حديث زوجة لزوجها(قُل لي: أحبك؛ كي تزيدسعادتي) )
زوجي الحبيب، هي كلمة غالية رغْم أنَّها لا تكلف سوى نَفس رقيق منك.
هي كبيرة الأثر رغْم قلَّة حروفها، أُريد سماعَها منك كي تزيد سعادتي؛ فهي أجْمل كلِمة تتمنَّى الزَّوجة أن يتغنَّى بها زوجُها: "أحبك".
أعلم ما ستقوله: إن لَم أكُن أحبُّك، فلماذا نَحيا سويًّا حتَّى الآن؟!
أقول لك: وهل شراكة المعيشة والسَّكن دليل كاف؟!
تسارع وتقول: ألَم أحرِصْ على تلبية طلباتِكم، ولم أُقصِّر في شيء يخصُّ البيت؟!
فأقول لك: بلى، وجزاك الله خيرًا، ولكن ما أكثرَ جِهات توْصيل الطَّلبات إلى المنازل!
ولكنَّ تلك الكلمة الغالية لن يستطيعَ غيرُك إيصالَها لقلبي.
ألم أقم بتوصيلِها من قبل؟!
ألم أُودع في قلبك رصيدَ العواطف منذ بداية زواجنا؟!
حقًّا، لقد أودعت الرَّصيد، ولكِنْ منذ متى تقوم بتفْعيل نمائِه بالاستِثْمار؟!
يا أغْلى الأحبَّة، ألَم تعلم بأنَّ النَّهر العذْب إذا سدَّت ينابيعُه جفَّ وتلاشى؟!
ألَم تعلم أنَّ الإيمان في القلْب كما يزيد بالطَّاعات فإنَّه ينقص بالغفلة؟!
فكذلك الحب بين الزوجين يزيد بالتودُّد وينقص بالفتور.
إنَّ الزَّواج عبادة، وقد جعله الله - عزَّ وجلَّ - آيةً من آياتِه؛ كما قال تعالى: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ﴾ [الروم: 21].
فزيادة المودَّة بيني وبيْنك عبادة، بل إنَّها من الأعمال التي تسرُّ المولَى - عزَّ وجلَّ - فكما أنَّ الطلاق من الأمور التي يُبْغِضها الله سبحانه، فإنَّ حسنَ العشرة، والمودَّة والتَّراحُم بين الزَّوجَين من الأمور التي يَرضى الله - سبحانَه - عنْها؛ ولذا يُجْزِل الثَّواب للزَّوجَيْن المتوادَّين والمُتراحِمين؛ كما جاء في معنى الحديث النَّبوي الشَّريف: ((إذا نظر الزَّوج لزوْجته نظرةَ رحمة، نظر الله لهما نظرة مغفرة، وإذا أمسك بيدِها، تساقطتِ الذُّنوب من بين يديْهما)).
والكلِمة الطيِّبة دليل المودة، وليس هناك أجْمل من كلمة: "أحبك".
وما أجمل أن يكون الحبُّ في قلبك كالعقْدة في الحبل! كما كان حبُّ عائشة - رضِي الله عنْها - في قلْب رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - والتي لم تكلَّ من سؤالِه - صلَّى الله عليْه وسلَّم - عن مكانتِها في قلبه، ولم يملَّ هو أيضًا - صلَّى الله عليه وسلَّم - من طمأنَتِها عن مقدار حبِّها في قلبه.
rg gd hpf; ;d j.d] ,shljd