لا ليست السعادة الزوجية حلما
كثر الحديث عن السعادة الزوجية وطرق الوصول اليها .وتعددت الوصفات فمنها ما هو داخل غرفة النوم ومنها ما هو بالقلب ومنها ماهو بالسان
وكثر اطباء العلاقة الزوجية وكثرت الصيدليات .وكثرت الاراء
ولكن الطبيب واحد . والمرجع واحد .والمرشد واحد
الا وهو ديننا و الهنا و رسولنا المختار
نعم.
قال الله -عز وجل-: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [سورة الروم آية: 21].
ليس هناك أقرب إلى الزوجة من زوجها كما أنه ليس هناك أقرب إلى الزوج من زوجته، وما أجمل قول الله: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [سورة الروم آية: 21].
السعادة الزوجية مسئولية الزوجين، فعلى الرجل أن يلتزم ببعض الأمور لكي يحافظ على السعادة في العش الزوجي وعلى المرأة كذلك.
قال تعالى: وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [سورة البقرة آية: 228].
مسئولية الزوج في تحقيق السعادة الزوجية
قال - علية الصلاة والسلام -: ) خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي (.
هناك خطوات وأمور يلتزم بها الزوج لتدوم السعادة الزوجية، وتتمحور هذه الخطوات في مرحلتين قبل الزواج وبعد الزواج.
مرحلة قبل الزواج:
· من أهم الأمور التي يجب أن يضعها الزوجان أمامهما قبل الزواج تحديد الهدف من هذا الزواج، فمنهم من يرى أن الزواج متعة، ومنهم من يرى أنه سبيل للإنجاب، ومنهم من يرى أنه فرصة للسيطرة، ومنهم من يراه كذلك فرصة لإعفاف النفس، وقليل منهم من يرى أنه رسالة ومسئولية عظمى وتعاون مستمر وتضحية دائمة في سبيل إسعاد البشرية وتوجيهها إلى الطريق السليم.
· اختيار الزوجة الصالحة ذات الدين الودود الولود العئود الطاهرة العفيفة قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ) الدنيا متاع وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة (.
· التقارب: ألا يكون أحد الزوجين نقيض الآخر.
· الاتفاق قبل الزواج مهم في هذه المرحلة حتى لا تكثر الخلافات بعد الزواج.
مرحلة بعد الزواج:
· ارض بما قسم الله لك إذا تزوجت امرأة فيجب عليك أن ترضى بها زوجة لك.
· جدد حبك لزوجتك لا يمكن أن تستمر سعادتك الزوجية إلا بتجديد حبك لزوجتك.
· على الرغم من نقاط الاتفاق التي تجمع بينك وبين زوجتك فينبغي عليك أن تقدر ما تنفرد به عنك زوجتك من نقاط اختلاف فلا يمكن لاثنين يجتمعان في خلية زوجية أن يكونا متطابقين تماما.
· قد تنشأ الخلافات والمنغصات والمشكلات في أية لحظة ولأي سبب، وذلك لاختلاف رغبات كل من الزوجين وعند ذلك عليك أن تتقبل هذه الاختلافات على أنها أمر طبيعي لا بد منه، وتحاول علاجها بالنقاش الهادئ والحوار البناء فلكل داء دواء ولكل مشكله علاج.
· حاول تحاشي إثارة الموضوعات التي تثير حساسية زوجتك.
· لا تكن معارضا لكل اقتراح أو رأي يصدر عن زوجتك فإن ذلك يؤلمها ويفقدها الإحساس بقيمتها عندك مما يؤثر على سعادتكما الزوجية.
· إن قوامة الرجل على زوجته لا تعني البطش والتعالي والتكبر، وإنما تعني الرعاية والحفظ والرأفة والرحمة ووضع كل أمر في موضعه شدة ولينا.
· اعرف طبيعة زوجتك: إن جانب العاطفة لدى المرأة أقوى منه لدى الرجل وقد يطغى عليها هذا الجانب فتقوم بتصرفات خاطئة.
· أشعر نفسك بالرضا والسعادة، لا تكن كهؤلاء الرجال الذين لا يرون ما عند زوجاتهم من الإيجابيات والفضائل ولا ينظرون إليهن إلا بعين التقصير والانتقاص.
قال الشاعر:
وعين الرضا عن كل عيب كليلة
كما أن عين السخط تبدي المساوي
· لا تتخيل أن امرأة أحسن من زوجتك.
· لا تفتش عن العيوب الخفية.
· أسعد زوجتك تسعد.
· التخلص من القلق لأن القلق عدو السعادة وقاتلها.
· اهتم بالنظافة: من أهم الأمور التي يسعد بها الرجل مع المرأة وتسعد بها المرأة مع الرجل النظافة.
· ولا تكن سريع الغضب، إن كثيرا من حالات الطلاق تقع تحت تأثير الغضب.
· ولكي تشعر بالسعادة الزوجية عليك أن تعرف ما ينتظرك من أجر وثواب على إحسانك لزوجتك ورفقك بها.
· مارس السعادة الزوجية: لا يكفي معرفة قوانين هذه السعادة في حصولها، مارس بصورة فعلية هذه السعادة، وذلك بتطبيق قواعدها وتنفيذ قواعدها بصورها الفعلية في حياتك الزوجية.
وكثير من الأزواج يردد عبارات الحب والحنان في الأيام الأولى من الزواج، ثم تبدأ هذه العبارات بالتلاشي بين رتابة الأيام وروتين الحياة، لذا تعامل مع زوجتك وكأنك تراها لأول مرة، وجدد الحب بينكما، وردد كلمة (أحبكِ) بين الفينة والأخرى فلها وقع السحر مع الابتسامة والنظرة الحنونة، لا تجعل انشغالك بعملك، والبحث عن الرزق، ومواجهة ضغوط الحياة تنسيك المعاملة الحسنة والأسلوب الجميل الذي كنت تعاملها به في بداية حياتكما الزوجية.
تذكر أيها الزوج بأن زوجتك هي من أقرب الناس إليك، ولن تكون هناك امرأة يتعلق قلبها بك مثل زوجتك، فحافظ عليها كما تحافظ على نفسك.
لا تنس وتغفل عن أنه لا يوجد زوجة خالية من العيوب، واعلم أن الرجل الذكي هو الذي يتمتع بمزايا زوجته الجميلة ويحاول تجاهل عيوبها، وإن أحسن لها سعى لإصلاح هذه العيوب بأسلوبٍ لبق جميل، وبطريقةٍ غير مباشرة؛ لكي لا يجرح مشاعرها.
لا تسفه آراء زوجتك ولا تحقرها، فهي إنسانة مثلك تحس وتشعر، امتدحها دائمًا، وكن لطيفا معها، وقم بشكرها على كل عمل تقوم به لأجلك وكل شيء تقدمه لك، ستجد أنها تغمرك بحبها وحنانها وعطفها، بل وستخدمك بكل قناعة ورضا.
عدّل سلوكك من حين لآخر، فليس المطلوب فقط أن تقوم الزوجة بتعديل سلوكها وتقويمه، وتستمر أنت متشبثا بما أنت عليه من سلوك وطبائع مشينة، وتجنب ما يثير غضبها ولو كان مزاحًا.
لا تفرض على زوجتك اهتماماتك الشخصية المتعلقة بثقافتك أو تخصصك واحترم اختصاصها واهتماماتها.
إن الزوجة تحب دائما أن تفخر بزوجها فلا تخيّب ظنها، وكن دائمًا محل إعجابها بجدك ونشاطك من أجل إسعادها وإسعاد أولادها.
حاول ألا تنسى المناسبات الجميلة والأعياد، واجلب لها الهدية المناسبة مشفوعة بالكلمات الرقيقة والدافئة.
لا تتردد ولا تخجل من مساعدة زوجتك في الأعمال المنزلية وليس ذلك انتقاصا لرجولتك، وإنما من باب الذوق والإحسان والعطف على الزوجة.
حاول أن تنسى همومك ومتاعبك عندما تدخل البيت؛ لكي لا تجعل بيتك مكانا لنثر الهموم والمتاعب.
تأنق لزوجتك وتجمّل لها واهتم بنفسك، فالأناقة ليست للمرأة فقط، فمن حق الزوجة على زوجها أن تراه نظيفًا أنيقًا.
الصدق والصراحة من الأسس المهمة لبناء السعادة الزوجية، فامنح زوجتك ثقتك وتعامل معها بصراحة تامة.
إياك أن تثير غيرة زوجتك بأن تذكرها من حين لآخر أنك مقدم على الزواج من أخرى، أو تبدي إعجابا بإحدى النساء من قريباتك أو من غيرهن، فإن ذلك يجرح قلبها ويثير الوسواس في نفسها، والخوف والظنون، وكثيرا ما تظهر تلك المشاعر بأعراض جسمية مختلفة.
لا تجعلها تغار من عملك بانشغالك به أكثر من اللازم ولا تجعله يستأثر بكل وقتك خاصة في إجازة الأسبوع، فلا تحرمها منك سواء كان ذلك في البيت أو خارجه.
اجلسا معا وتذكرا أول لقاء جمع بينكما واللحظات الحلوة الجميلة التي جمعتكما.
ابتعد عن الأنانية والجفاء والغلظة في معاملة زوجتك.
تتفاجأ كثير من الزوجات بطبائع زوجها بعد الزواج وبعض أخلاقه، فتتألم كثيرا لذلك مما يدفعها لمحاولة تغييره في أسرع وقتٍ ممكن لتتفجر بعدها أنهار الخلافات، أو تتجرع حزنها في صمت وتعيش محبطة، وقد تقارن حالها بغيرها من الزوجات القريبات أو الصديقات، فيزيدها ذلك إحباطا وألما يؤدي إلى سوء علاقتها بزوجها، وتعميق نظرتها السلبية تجاهه وتجاهل ما يملكه من صفات رائعة ومشاعر حانية، يقول المختصون: لا يمكن أن نمنع أنفسنا من الوقوع في فخ التطلع إلى شريك أفضل قليلا، وهذا لا يعني بالضرورة أننا نريد شريكا آخر، ولكننا نتمنى لو كان شريكنا مختلفا بعض الشيء عما هو عليه ، كأن يكون جزيل العطاء أكثر طموحا، شديد العطف، أكثر وسامة، أقل انفعالا، متعاونا، أو أيا من مجموع تلك الصفات.
المشكلة تكمن في أننا عندما نعاني من وجود هوة بين ما لدينا وبين ما نريد ينتابنا شعور بعدم الرضا أو بأننا فقدنا الأمل، والاستنتاج العام يصبح "لو أن شريكي كان مختلفا أو يتخذ شكلا معينا أو أحدث بعض التغييرات لكي يصل إلى مستوى توقعاتي فحينها سأكون سعيدا" وهذا خطأ كبير يقع فيه الكثير من الأزواج والزوجات.
يقول الدكتور (ريتشارد كارلسون) المتخصص في العلاقات الأسرية: إن مجرد التفكير في أن ما ليس معك أفضل مما معك يحول بينك وبين التمتع بما لديك بالفعل، يمنعك من الاستفادة القصوى من علاقتك الزوجية القائمة، فعندما يكون تركيزك في البحث عن الأفضل أو في مقارنة ما لديك بم تتخيلين أنه موجود لدى شخص آخر فهذا يدعوك كثيرا إلى عدم الرضا والإحباط
gh gdsj hgsuh]m hg.,[dm pglh