في الزواج : العَجلة ( شينة ) !!
لا أريد بمقالي هذا ان اثير شجون بعض المتزوجين من الجنسين الذين لم يوفقوا في زواجهم بسبب سوء الاختيار والاستعجال في تنفيذ مراسم الزواج دون تريث وتدقيق وتعمق في السؤال عن حياة الزوج أو الزوجة. ولكني اريد ان اوضح حقيقة مهمة وهي: أن نجاح الزوج من عدمه يترتب على هذه الفترة الحرجة (ما بين الخطوبة وعقد الزواج) وما يحدث خلال هذه الفترة من أخطاء قاصمة للظهر فيما بعد الزواج، في العادة لا يتنبه لها الأهل إلا بعد فوات الأوان وعندما يقولون (إذا نشب المشط في الراس) (وإذا فات الفوت لا ينفع الصوت)
اكثر المشاكل التي ترد إلينا ونحن نتعامل معها من باب الاستشارة النفسية والاجتماعية وتخفيف الألم النفسي على الزوجين تأتي من هذه الفترة الخطيرة، أضرب لذلك بعض الأمثلة التي يمكن تحاشيها قبل عقد القران ويتم كل شيء، امرأة تكتشف أن زوجها لا ينجب أو مدمن مخدرات أو يمارس أمورا مشينة لا يمكن السكوت عليها أو زوج يكتشف ان زوجته مصابة بالصرع، أين هذا الشاب أو والده عن هذه الفتاة قبل الدخول بها؟ انها صدمة كبيرة لها عندما يعلن طلاقها، انها ستصاب بصدمة نفسية قد تؤدي بها إلى مرض آخر أسوأ من مرضها القديم وهو (الصرع)، ولك أخي القارئ الكريم ان تأخذ عبرة من الحادثة التي عرضت في احدى الصحف المحلية (رجل يغرق زوجته العشرينية في بانيو الحمام ويلحقها بطفلته ذات الثمان سنوات، أليس هذا مرضاً نفسيا، كيف تم تزويج هذا الرجل الذي كانت نهاية زواجه هذه المأساة أنا في نظري أنه لا يكفي الكشف العضوي على الزوجين قبل الزواج بل لابد من الكشف النفسي للتأكد من أن أحد الزوجين ليس مصابا بمرض نفسي يحول دون تحقيق نجاح زواجه.
ان العجلة في تزويج البنت أو الولد تؤدي الى كارثة، بعض الآباء في مجتمعنا يعرف مقدما ان ما يفعله سيضر بابنته بإرغامها على الزواج من شخص لا يناسبها، كأن يجبرها على الزواج من ابن اخيه بدافع القرابة أو العصبية أو اعتقاده أنه بتزويج ابن أخيه بابنته ان في ذلك احتراماً لأخيه على حساب مستقبل ابنته، والبنت تقول لأبيها ابني أرى فيه ما أرى في أخي ولكن الأب يصك أذنيه فيفاجأ بابنته بعد أيام قلائل تأتيه مكسورة الخاطر مطلقة وهذا المنظر لاشك أنه لا يسر صديقا.
فترة الخطوبة فترة حاسمة في حياة الزوجين، وهي فرصة ثمينة لا تعوض في التدقيق والبحث عن الزوج المناسب للبنت أو الزوجة المناسبة للولد، فإذا لم تستغل ترتب على ذلك شفاء الزوجين وتورطهما بأطفال لا حول لهم ولا قوة وهم في النهاية المتضررون من هذا الزواج الفاشل، إذ أن الأسرة لا يستقيم أمرها ولا نشعر بالسعادة والاطمئنان الا بوجود أبوين متفاهمين متحابين، وبانفصالهما تسود الحياة في أعين الأطفال ويتسبب هذا الانفصال في نشوء مشاكل جديدة تصل الى المحاكم والمطالبات التي قد لا تأتي بثمرة.
أيها الأب الكريم، مسؤولية نجاح زواج ابنتك تقع على عاتقك، فأنت وليها وأنت الذي سيزفها لزوجها، فإن وجدت فيه ضالتها وفتى أحلامها فإنها لن تنسى لك هذا الجميل في حياتك وفي مماتك، لأنك في الأصل سعيت وحاولت وسألت ولم تقصر في واجبك نحو ابنتك، اما اذا استعجلت في تزويج ابنتك ولم تسأل أحداً وتعاميت عن أخطاء تقع أمام عينيك تراها في هذا الزوج المتقدم لابنتك بدافع مادي أو غيره، وفشل زواج ابنتك، فإنها سوف تلعنك لأنك أنت المتسبب في شقائها وتعاستها، وتعاسة أطفالها أيضا ، فاحذر أخي الكريم ان تغرك المظاهر والمناصب وتضحي بابنتك فلذة كبدك، فالخسران في النهاية أنت أولا وابنتك ثانيا.
أنا أعجب أشد العجب بأن زواجاً محكوماً عليه منذ البداية بالفشل ويتم، المشكلة ان الزوبعة التي تتم قبل الزواج والجو المشحون لا يجعل أحداً يفكر في أمور مهمة جداً فالتفكير منصب في الشكليات والمظاهر الخادعة والبذخ في المأكل والملبس وقصور الأفراح الباهظة الثمن لليلة واحدة، ولكن السؤال ماذا سيكون مصير هذا الزواج أنا أعلم أن التوفيق من عند الله ولكن لابد من التحري والباقي على الله (اعقلها وتوكل).
td hg.,h[ : hguQ[gm ( adkm ) !!