التأسيس
تعدّ بطولة كأس الأمم الأوروبية واحدة من أعرق وأكبر الأحداث الرياضية على مستوى العالم، غير أن تأسيسها كان أصعب من المتوقّع.
كانت البطولات للاتحادات الوطنية قد انطلقت في قارات أخرى عندما طُرحت فكرة إنشاء بطولة للمنتخبات الكبرى في الخمسينيات.
عند تأسيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم عام 1954 كانت صحيفة ليكيب الفرنسية المرموقة أكثر مَن يدفع باتجاه إنشاء بطولة أوروبية واقترحت إقامة مسابقة بنظام الذهاب والإياب على أن تقام مبارياتها في منتصف الأسبوع مساء.
بالإضافة إلى الحماسة الفرنسية لإقامة بطولة أوروبية كان هناك هنري ديلوناي أوّل أمين عام للاتحاد الأوروبي لكرة القدم والأمين العام السابق للاتحاد الوطني الفرنسي. سبق لديلوناي أن تقدّم والنمساوي هوغو ميسل عام 1927 باقتراح للاتحاد الدولي لكرة القدم لإنشاء كأس أوروبية تقام بالتزامن مع كأس العالم وتشمل مسابقة للتأهّل كل سنتين.
كتب ديلوناي عقب الاجتماع الافتتاحي للاتحاد الأوروبي لكرة القدم في بازل عام 1954، أن الفكرة هي بإقامة بطولة مفتوحة لكل الاتحادات الأوروبية. وذكر أن لجنة تضمّ ثلاثة أعضاء ائتمنت على فحص هذه المشكلة الصعبة. أصرّ ديلوناي على أن البطولة يجب ألا تؤدي إلى عدد غير محدّد من المباريات ويجب ألا تؤثّر على كأس العالم ويجب عدم إجبار المشاركين على مواجهة نفس الخصوم في نفس المجموعة.
عقب وفاة ديلوناي عام 1955 انضمّ نجله بيار إلى ركب الصحفيين الفرنسيين المنادين بإقامة كأس للأمم الأوروبية. عُيّن بيار لاحقا سكرتيرا للّجنة المنظمة لكأس الأمم الأوروبية، وبات بالتالي قادرا على أن يراقب عن كثب حلم والده بإقامة بطولة للأمم الأوروبية يتحوّل إلى حقيقة. بعد التوصّل لاتفاق حول إنشاء البطولة أطلق عليها اسم "كأس هنري ديلوناي" اعترافا بجهوده الجبّارة في الكرة الأوروبية.
شاركت نصف الاتحادات الأوروبية في التصفيات تقريبا، وانطلقت البطولة الأولى عام 1960.
فرنسا - 1960
سميت بطولة كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم 1960 باسم كأس الأمم الأوروبية، وهي أوّل بطولة قاريّة تقام برعاية الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، وقد أقيمت في فرنسا، وتوّج بلقبها منتخب الاتحاد السوفييتي لكرة القدم بعد أن تغلّب على منتخب يوغسلافيا لكرة القدم 2-1 بعد التمديد في المباراة التي أقيمت في باريس.
أجريت البطولة بنظام المجموعات، وقد شارك فيها 17 فريقا فقط، وقد برز غياب منتخب ألمانيا الغربية لكرة القدم ومنتخب إيطاليا لكرة القدم، وكانت الفرق تلعب مباريات في ملعبها وخارج ملعبها، وعندما يتأهّلون إلى الدور نصف النهائي، يتجمعون في فرنسا التي اختيرت لاستضافة الحدث بعد انتهاء الدور التمهيدي.
وقد رفضت إسبانيا أن تسافر إلى الاتحاد السوفييتي لتلعب معه ولذا تم شطبها من البطولة، وبالتالي أصبح هناك ثلاث دول من الدول الأربع المتأهّلة من المعسكر الشرقي في أوروبا وهي: الاتحاد السوفييتي وتشيكوسلوفاكيا ويوغسلافيا مع الدولة المضيفة فرنسا، وفي الدور نصف النهائي، فاز منتخب الاتحاد السوفييتي لكرة القدم بسهولة على منتخب تشيكوسلوفاكيا لكرة القدم بنتيجة 3-صفر في المباراة التي أقيمت في مارسيليا، وفي المباراة الثانية، فاز منتخب يوغسلافيا لكرة القدم 5-4 على منتخب فرنسا لكرة القدم، وفي مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع، فاز منتخب تشيكوسلوفاكيا على منتخب فرنسا 2-صفر ليظفر بالمركز الرابع.
وفي المباراة النهائية، سجّل منتخب يوغسلافيا لكرة القدم أوّلا، ولكن منتخب الاتحاد السوفييتي بقيادة الحارس ليف ياشين عادل النتيجة في الدقيقة 49، وبعد التعادل في الوقت الأصلي، سجّل فيكتور بونيديلنك في الدقيقة 113 هدفا للاتحاد السوفييتي ليعلن فوزهم بالبطولة.
إسبانيا – 1964
أقيمت بطولة كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم 1964 في إسبانيا، وكانت تسمّى باسم كأس الأمم الأوروبية، وقد فاز منتخب إسبانيا بالبطولة بعد أن تغلّب على منتخب الاتحاد السوفييتي 2-1.
و قد أقيمت البطولة بنظام خروج المغلوب، وشارك في التصفيات الأوّلية 29 منتخبا (منتخب اليونان انسحب بعد أن وقع مع منتخب ألبانيا)، وقد لعبت الفرق المباريات بطريقة الذهاب والإياب.
وقد حقّق منتخب لكسمبورغ لكرة القدم العديد من المفاجآت في التصفيات، فتغلّب على منتخب هولندا لكرة القدم 2-3 بمجموع اللقاءين، وتعادل مع منتخب الدنمارك لكرة القدم 3-3 بمجموع المباراتين، قبل أن يخسر في المباراة الفاصلة 1-صفر، وقد تأهّلت الدنمارك بجانب الاتحاد السوفييتي وهنغاريا وإسبانيا الدولة المضيفة.
وفي البطولة التقى منتخب الاتحاد السوفييتي منتخب الدنمارك ، وهزمه بسهولة 3-صفر، في المباراة التي أقيمت في برشلونة، وقد فاز منتخب إسبانيا 2-1 على منتخب هنغاريا في مدريد، وفي المباراة النهائية فازت إسبانيا على الاتحاد السوفييتي 2-1.
إيطاليا – 1968
أقيمت بطولة كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم 1968 في إيطاليا، وقد كانت البطولة الثالثة، وقد لُعبت بين 5 يونيو 1968 و10 يونيو 1968.
و تم تغيير اسم البطولة من كأس الأمم الأوروبية إلى بطولة كأس أوروبا.
طرأت تعديلات على نظام التأهّل حيث استعيض عن مباريات الذهاب والإياب بمجموعات تخوض تصفيات مؤهّلة. يلعب رؤساء المجموعات في الدور رُبع النهائي والفائز من هذه المباريات يتأهّل إلى النهائيات التي بقيت كسابقاتها تقام فيها مباراتان لنصف النهائي ومباراة نهائية ومباراة لتحديد المركزين الثالث والرابع، وتجرى جميعها على أرض البلد المضيف.
لم تشارك مالطا وأيسلندا في التصفيات في حين شاركت ألمانيا الغربية بقيادة نجمها غيرد مولر للمرة الأوّلى إلا أنها أنهت التصفيات في المركز الثاني في المجموعة خلف يوغوسلافيا التي تأهّلت إلى الدور رُبع النهائي.
تأهّلت إنكلترا بطلة العالم حينها إلى رُبع النهائي بعد تعادلها مع خصم بريطاني آخر هو منتخب اسكتلندا في ملعب ويمبلي 1-1 في مباراة حضرها 130,711 متفرّجا وهو أعلى حضور جماهيري في بطولة أوروبية.
من المفاجآت كانت حلول البرتغال بقيادة الأسطورة أوزيبيو ثانية خلف بلغاريا وبلجيكا القويّة خلف فرنسا.
تخطّى الإنكليز إسبانيا حاملة اللقب في رُبع النهائي بعد الفوز ذهابا في لندن 1-صفر وإيابا في مدريد 2-1 ليبلغوا الأدوار النهائية.
أقيمت الأدوار النهائية على ثلاثة ملاعب في روما وفلورنسا ونابولي، وكان الإيطاليون مصمّمين على إعادة الاعتبار أمام جمهورهم بعد الخروج المُهين من كأس العالم قبل سنتين على يد كوريا الشمالية.
ضمّ الدور نصف النهائي أربعة منتخبات هي فضلا عن إيطاليا المضيفة إنكلترا ويوغوسلافيا والاتحاد السوفييتي حامل لقب البطولة الأولى عام 1960.
بلغ المنتخب الإيطالي المباراة النهائية بعد أن أسعفه الحظ في القرعة حيث انتهت مباراته مع الاتحاد السوفييتي بالتعادل السلبي بعد 120 دقيقة، فعمد الحكم إلى اختيار الفائز عن طريق القرعة عبر رمي قطعة نقود فكان الحظ إلى جانب إيطاليا.
تخطّت يوغوسلافيا إنكلترا في مباراة نصف النهائي الثانية بفضل هدف لدراغان دزاجيتش.
تخلّفت إيطاليا بهدف لدزاجيتش في الدقيقة 39 غير أن أنجلو دومينغيني عاد لإيطاليا قبل 10 دقائق من النهاية وقد أقرّ حارس إيطاليا الإسطوري دينو زوف بعدم أحقية إيطاليا بالتعادل بقوله: "لأكون صادقا، لم نستحق أن نتعادل".
أعيدت المباراة النهائية بعد يومين وفازت إيطاليا بهدفين دون مقابل سجلهما لويجي ريفا وبييترو أنستازي لتحقّق أوّل لقب أوروبي لها.
بلجيكا – 1972
أقيمت بطولة كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم 1972 في بلجيكا، من 14 يونيو 1972 إلى 18 يونيو 1972.
بدا منتخب ألمانيا الغربية المرشّح الأوفر حظا للظفر باللقب قبل انطلاق البطولة واعتُبر الأفضل في تاريخ المنتخبات الألمانية، حيث يقوده القيصر فرانتز بكنباور ويضمّ الهداف الأسطوري غيرد مولر وأولي هونيس وبول برايتنر وغونتر نتزر.
بلغ الدور رُبع النهائي بسهولة وقابل منتخب إنكلترا فثأر لهزيمته أمامه في نهائي كأس العالم 1966 2-4 في ويمبلي عندما فاز عليه في نفس الملعب 3-1 وتعادلا سلبا في ألمانيا وبالتالي بلغ النهائيات.
لم تبدُ المنتخبات الثلاثة الأخرى في نصف النهائي وهي: بلجيكا المضيفة والمجر ويوغوسلافيا، التي بلغت الأدوار النهائية للمرّة الرابعة على التوالي، قادرة على إيقاف الماكينات الألمانية.
فازت ألمانيا الغربية على بلجيكا 2-1 في نصف النهائي وسجل غيرد مولر الهدفين، في حين كان هدف أناتولي كونكوف في مرمى المجر كافيا لبلوغ يوغوسلافيا النهائي. اكتفت بلجيكا بمركز ثالث كتعويض عن فشلها في بلوغ النهائي بفوزها على المجر 2-1.
كانت المباراة النهائية أشبه بنزهة لألمانيا الغربية. هدفان لمولر وآخر لهربرت ويمر منحت اللقب الأوّل لمنتخب ألمانيا، وما تزال نتيجة تلك المباراة 3-صفر أكبر فارق للأهداف في مباراة نهائية لكأس أوروبا.
يوغوسلافيا – 1976
أقيمت بطولة كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم 1976 في يوغسلافيا، في الفترة ما بين 16 يونيو 1976 إلى 20 يونيو 1976.
كانت واحدة من أقوى البطولات وضمت إلى جانب يوغوسلافيا، ألمانيا حاملة لقب البطولة السابقة وبطلة العالم عام 1974، وهولندا بقيادة الطائر يوهان كرويف وتشيكوسلوفاكيا.
بدا التشيك الحلقة الأضعف في هذا الرباعي. وبدأوا حملة التصفيات بخسارة كبيرة أمام الإنكليز في ويمبلي صفر-3 غير أنهم عادوا وفازوا 2-1 في براتيسلافا ليتصدّروا المجموعة ويبلغوا رُبع النهائي حيث تخطّوا منتخب الاتحاد السوفياتي بقيادة نجمه سيرغي بلوكين.
لم يواجه الهولنديون صعوبة لتخطّي منتخب بلجيكا في رُبع النهائي (7-1 في مجموع المباراتين) ومثلهم فعل الألمان عندما تخطّوا إسبانيا ليكملوا عقد الدور نصف النهائي.
لم يعد غيرد مولر مع منتخب ألمانيا غير أن سميه ديتر (مولر) سجل ثلاثية في بلغراد ليعود بألمانيا من تخلّف بهدفين إلى فوز 4-2 على يوغوسلافيا وبالتالي الوصول إلى النهائي.
في نصف النهائي الثاني تلقّى الهولنديان يوهان نيسكنز وفيم فان هانغم بطاقتين حمراوين ما مكّن تشيكوسلافاكيا من تحقيق الفوز 3-1 لتكمل مفاجآتها وتبلغ النهائي وتحرم الهولنديين بالتالي من إمكانية الثأر لهزيمتهم أمام ألمانيا الغربية في نهائي كأس العام 1974.
كانت الترشيحات كلها تصبّ في مصلحة ألمانيا الغربية قبل المباراة النهائية، ولكن التشيك كانوا قد لعبوا 20 مباراة دون هزيمة قبل تلك المواجهة. وجد أبطال العالم أنفسهم متأخرين بهدفين غير أنّ مولر وبيرند هولزنبين عادلا النتيجة لتبقى كذلك في الوقتين الأصلي والإضافي وبالتالي وصل الفريقان لركلات الترجيح التي أدخلت لأوّل مرة في البطولة.
بعد سبع ركلات ناجحة لكل فريق أهدر أولي هونيس لألمانيا وفتح الطريق لأنطونين بانينكا ليسجل في مرمى سيب ماير ويهدي تشيكوسلوفاكيا لقبا أوروبيا غاليا ويكمل بالتالي قصة خيالية لبلاده.
إيطاليا – 1980
أقيمت بطولة كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم 1980 في إيطاليا، وسميت بيورو 80 بين تاريخ 11 يونيو 1980 و22 يونيو 1980، وكانت المرة الثانية التي تستضيفها إيطاليا بعد عام 1968.
بعد النجاح الكبير لبطولة 1976، استجاب الاتحاد الأوروبي لكرة القدم للدعوات المطالبة بزيادة عدد الفرق، وقد شاركت للمرّة الأولى ثماني دول في البطولة، وقسمت إلى مجموعتين، يتأهّل الفريقان اللذان يحتلان المركز الأول إلى النهائي، والفريقان اللذان يحتلان المركز الثاني يلعبان مباراة لتحديد صاحب المركز الثالث.
واحد من المقاعد الثمانية يمنح للبلد المضيف أي إيطاليا التي غاب عنها نجمها باولو روسي ووقعت في مجموعة صعبة مع إنكلتر وبلجيكا وإسبانيا.
لم يكن متوقّعا من إسبانيا أن تلعب دورا كبيرا ولكن الحال كان مختلفا مع إنكلترا، التي حققت نتائج مبهرة في التصفيات بقيادة مهاجمها الفذ الفائز بجائز أفضل لاعب أوروبي عام 1979 كيفن كيغان نجم هامبورغ الألماني. تعادل الإنكليز في المباراة الأولى 1-1 مع بلجيكا وتلقّوا هزيمة على يد إيطاليا التي تعادلت سلبا في مباراتيها مع بلجيكا وإسبانيا فتأهّلت الأخيرة بما يشبه المفاجأة بفضل مجموعة قويّة من اللاعبين يقودهم المدرّب الفذ غي ثيس.
في المجموعة الثانية، دخلت ألمانيا الغربية بمنتخب عناصره شابة يقودها كارل هاينز رومينيغه والشاب بيرند شوستر أحد أفضل لاعبي الوسط حينها والمهاجم هورست هروبش الذي شارك بديلا لكلاوس فيشر الذي كسر رجله قبل البطولة.
ثأرت ألمانيا لهزيمتها في نهائي النسخة الماضية من تشيكوسلوفاكيا في المباراة الأولى وفازت بهدف دون ردٍّ سجله رومينيغه. وحقّقت فوزا ثانيا على هولندا بثلاثية كلاوس ألوفس مقابل هدفين لويلي ريب وويلي فان دي كركوف لهولندا، وضمن تعادلها السلبي مع اليونان في المباراة الأخيرة وصولها للنهائي لملاقاة بلجيكا.
فازت إيطاليا بمباراة تحديد المركز الثالث على تشيكوسلوفاكيا بركلات الترجيح بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 1-1.
تقدمت ألمانيا مبكرا بهدف لهروبش بيد أن ضغط بلجيكا أثمر ركلة جزاء في الشوط الثاني حولها رينيه فان در يكين إلى هدف التعادل بيد أن هوربش سجّل في الدقائق الأخيرة من عمر اللقاء ليمنح ألمانيا الغربية لقبها الأوروبي الثاني.
فرنسا – 1984
أقيمت كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم 1984 في فرنسا في الفترة ما بين 12 يونيو 1984 إلى 27 يونيو 1984.
شاركت في البطولة ثمانية فرق، وقد تأهّلت فرنسا بطريقة مباشرة بصفتها الدولة المضيفة، وقد فازت بلقب البطولة، علما بأن تعديلا طرأ على نظام البطولة حيث بات الأوّل في إحدى المجموعتين يلاقي الثاني في المجموعة الأخرى في نصف النهائي.
ما تزال بطولة 1984 تعتبر إلى حد بعيد الأفضل ضمن البطولات الأوروبية، حيث شهدت وجود العديد من النجوم لا سيما عند أصحاب الأرض بقيادة المبدع ميشال بلاتيني الذي سجّل 9 أهداف في البطولة، وواحد من أضلُع "المربع الذهبي" في خط الوسط الذي ضمّ أيضا جان تيغانا وآلان جيريس ولويس فرنانديز.
سجّل بلاتيني هدف الفوز لفرنسا في مباراتها الأولى أمام الدنمارك وأتبعه بثلاثيتين بمرمى بلجيكا ويوغوسلافيا 5-صفر و3-2 على التوالي لتتصدّر بلاده المجموعة الأولى وتبلغ نصف النهائي في حين حلّت الدنمارك ثانية لتلاقي متصدّر المجموعة الثانية.
تصدّرت إسبانيا المجموعة الثانية بعد تعادلين مع رومانيا والبرتغال 1-1 وفوز على ألمانيا الغربية بهدف لأنطونيو ماسيدا وبالتالي خرج حاملو اللقب من البطولة خاليي الوفاض وهو ما ضمن تأهّل البرتغال إلى نصف النهائي لتلاقي أصحاب الأرض.
تأهّلت إسبانيا إلى النهائي بعد فوزها على الدنمارك بركلات الترجيح (5-4) بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 1-1، غير أن البطولة والأضواء كانت حكرا على فرنسا وبلاتيني تحديدا. منح مانويل جورداو البرتغال التقدّم 2-1 في الدقيقة 98 (الوقت الأصلي انتهى 1-1) غير أن جان فرنسوا دوميرغ أدرك التعادل لفرنسا قبل أن يسجّل بلاتيني هدف الفوز قبل دقيقة من انتهاء الوقت الإضافي مانحا فرنسا تأهّلا دراماتيكيا إلى النهائي.
سجّل بلاتيني تاسع أهدافه في الدقيقة 57 من المباراة النهائية أمام إسبانيا، وشهدت المباراة طرد زميله إيفون لو رو ومن ثمّ سجّل برونو بلوني هدفا ثانيا ضامنا تحقيق فرنسا للقب.
ألمانيا الغربية – 1988
أقيمت بطولة كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم 1988 أو يورو 88 في ألمانيا الغربية، في الفترة ما بين 10 يونيو 1988 و25 يونيو 1988.
و قد تأهّل منتخب ألمانيا الغربية لكرة القدم مباشرة إلى البطولة بصفته المستضيف، أما حامل اللقب منتخب فرنسا لكرة القدم فلم يتأهّل.
بعد الخروج من بطولة 1984 وضعت ألمانيا الغربية لقب البطولة نصب أعينها خاصة أنها تستضيف الكأس الأوروبية للمرة الأولى على أراضيها.
كانت ألمانيا قد وصلت إلى نهائي كأس العالم عامي 1982 و1986 على التوالي بيد أنها لم تفز بأيٍّ منهما، وكان منتخبها قويّا يقوده المدرّب القيصر فرانتز بكنباور وقد ضخت فيه دماء جديدة كيورغن كولر وتوماس بيرتولد ويورغن كلينسمان والثعلب رودي فولر.
كانت إيطاليا بفريقها الشاب الذي ضمّ أمثال باولو مالديني وجيانلوكا فيالي وروبرتو مانشيني يمثّل العقبة الأصعب في المجموعة، وتعادل الفريقان 1-1 بهدف لأندرياس بريمه لألمانيا ومانشيني لإيطاليا ومن ثم حقّق كلٌّ منهما الفوز على الدنمارك وإسبانيا فتساويا بالنقاط وذهبت صدارة المجموعة للمضيف بفارق الأهداف.
ضمت المجموعة الثانية إنكلترا وإيرلندا وهولندا والاتحاد السوفييتي. قدمت إنكلترا عروضا قويّة في التصفيات لكنها صدمت بهزيمة مفاجئة أمام جمهورية إيرلندا بهدف لجاك تشارلتون. لم يتأهّل أيٌّ من الفريقين لنصف النهائي وذهبت بطاقتا المجموعة للاتحاد السوفييتي وهولندا علما بأن إيرلندا كان يكفيها التعادل في مباراة هولندا لتتأهّل بدلا منها.
كان نجوم آي سي ميلان الثلاثة رود غوليت وفرانك ريكارد وماركو فان باستن مركز الثقل في فريق المدرّب رينوس ميتشلز. تلقى الهولنديون خسارة في مباراتهم الأولى على يد الاتحاد السوفييتي، بيد أن فان باستن الذي دخل بديلا في أولى المباريات، أخذ مباراة إنكلترا على عاتقه محرزا ثلاثة أهداف لتفوز بلاده 3-1، ومن ثم تتغلّب على جمهورية إيرلندا 1-صفر.
فاز الاتحاد السوفييتتي 3-1 على إنكلترا وتعادل 1-1 مع أيرلندا ليتصدّر المجموعة علما بأنه فاز على هولندا 1-صفر في أولى المباريات.
واصل السوفييت عروضهم القويّة وتغلبوا على إيطاليا بهدفين لجينادي ليتوفتشنكو وأوليغ بروتاسوف ليبلغوا المباراة النهائية.
الإثارة الحقيقية كانت في نصف النهائي الآخر حيث تمكّنت هولندا من الفوز على جارتها ألمانيا للمرّة الأولى بعد 32 عاما، وعلى الرغم من تأخرهم بهدف للوثر ماتيوس من ركلة جزاء، عادل رونالد كومن من واحدة مثلها قبل أن يسجّل فان باستن هدف الفوز ويثأر لخسارة بلاده أمام الألمان في نهائي كأس العالم 1974.
شاهد 60% تقريبا من الشعب الهولندي المباراة، وتمكّن رود غوليت من افتتاح التسجيل من كرة رأسية غير أن التاريخ سيبقى يذكر الهدف الثاني الذي حمل توقيع ماركو فان باستن بتسديدة أكروباتية ممتازة كانت كفيلة بضمان إحراز هولندا للقب.
السويد – 1992
أقيمت بطولة كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم 1992 في السويد، في الفترة ما بين 10 يونيو 1992 و26 يونيو 1992.
و قد اشتركت في البطولة 8 فرق، وكان على سبع فرق أن تتأهّل إلى البطولة، حيث تأهّل المنتخب المضيف (السويد) إلى البطولة مباشرة، وقد تأهّل منتخب الاتحاد السوفييتي لكرة القدم قبل أن يتفكّك الاتحاد السوفييتي، لذا فقد لعبت الدول المستقلّة تحت اسم اتحاد الدول المستقلة، وقد كان يضم كلا من : روسيا وأوكرانيا وبيلاروسيا وكازاخستان وأوزباكستان وتركمانستان وقرغيزستان وأرمينيا ومولدوفا وطاجيكستان، ولم تشارك خمس من الدول الـ15 في الاتحاد، والدول هي : أستونيا ولاتفيا وليتوانيا وجورجيا وأذربيجان.
و قد تأهّلت يوغسلافيا إلى البطولة، ولكن بعد ذلك قامت حرب اليوغسلاف، لذا أعتبر الفريق غير متأهّل، وتأهّلت بدلا منه الدنمارك، وللمفارقة فإن منتخب الدنمارك لكرة القدم فاز بالبطولة، بالرغم من أنه لم يتأهّل إليها بشكل مباشر.
وقد اتحدت ألمانيا الشرقية مع ألمانيا الغربية لتلعب تحت اسم منتخب ألمانيا لكرة القدم.
لم تملك الدنمارك سوى أسبوعين للتحضير للبطولة غير أن فريق المدرّب ريتشارد مولر نيلسن قدم أداء ساحرا، برغم امتناع صانع الألعاب مايكل لاودروب عن المشاركة.
تعادلت الدنمارك مع إنكلترا سلبا في افتتاح مبارياته وأتبعت ذلك بخسارة منطقية أمام السويد المضيفة بهدف لتوماس برولين، غير أن الفوز على فرنسا في المباراة الأخيرة 2-1 ضمن للدنماركيين مقعدا في نصف النهائي بحلول منتخبهم ثانيا في المجموعة الأولى خلف السويد.
ضمت المجموعة الثانية ألمانيا وهولندا واتحاد الدول المستقلة عن الاتحاد السوفييتي واسكتلندا. فاز الهولنديون على اسكتلندا بهدف لنجمها الصاعد دينيس بركامب ثم تعادلت مع اتحاد الدول المستقلة قبل أن تفوز على ألمانيا بثلاثة أهداف لهدف واحد وبالتالي تصدّرت المجموعة في حين حلّت ألمانيا ثانية بعد تعادل مع اتحاد الدول المستقلة 1-1 وفوز على اسكتلندا 2-صفر وتأهّلت كثاني المجموعة.
سجّل بركامب لهولندا في نصف النهائي أيضا، وأضاف زميله فرانك ريكارد هدفا ثانيا في حين سجّل للدنمارك هنريك لارسن مرتين، واستمر التعادل سيّد الموقف في الوقتين الأصلي والإضافي ليلعب الفريقان ركلات الترجيح وتميل الكفة للدنمارك بفضل تألّق حارسها بيتر شمايكل.
ضربت الدنمارك موعدا مع ألمانيا في النهائي بعد أن تغلبت الأخيرة على السويد 3-2. لم يكن أحد قادرا على إيقاف الدنماركيين فسجل جون يانسن وكيم فيلفورت هدفين لبلادهما وتكفّل شمايكل بإبعاد كل التسديدات والفرص للألمان لتتوّج الدنمارك بطلة لأوروبا فيما يشبه القصص الخيالية.
إنكلترا – 1996
أقيمت بطولة كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم 1996 في إنكلترا، في الفترة ما بين 8 يونيو 1996 إلى 30 يونيو 1996، وقد كان شعار البطولة "كرة القدم تعود إلى موطنها".
وقد كانت أول بطولة أوروبية يلعب فيها 16 فريقا، حيث تأهّل 15 فريقا إلى البطولة عن طريق التصفيات، بينما لعب منتخب إنكلترا لكرة القدم بصفته منتخب الدولة المضيفة.
وقسمت الفرق في البطولة إلى أربع مجموعات، يتأهّل أوّل فريقين إلى الدور رُبع النهائي.
اعتبرت تلك البطولة الأنجح والأكبر والأجمل بكل المقاييس، التنظيم والملاعب والجمهور المجنون بكرة القدم أضفى حماسة قلّ نظيرها في البلد الذي قدّم كرة القدم إلى العالم، غير أن الفرحة الكبرى في النهاية كانت لألد خصومهم الألمان.
تعادلت إنكلترا مع سويسرا 1-1 في مباراتها الأولى وسجّل آلان شيرر في تلك المباراة بعد أن كان صائما لفترة طويلة عن التهديف، ثم عاد وسجّل هدفا من هدفي الفوز على اسكتلندا في المباراة الثانية وأضاف الساحر بو غاسكوين الهدف الثاني، قبل أن يسجّل شيرر هدفين آخرين ومثلهما لزميله في الهجوم تيدي شيرينغهام في الفوز الكبير على هولندا 4-1 علما بأن الأخيرة احتاجت هدف باتريك كلويفرت في تلك المباراة لتتأهّل إلى رُبع النهائي بفارق الأهداف عن اسكتلندا.
لم تبلغ إيطاليا والدنمارك حاملة اللقب الدور رُبع النهائي، في حين عرفت البطولة إدخال قاعدة الهدف الذهبي لأوّل مرة وكان قاتلا للبرتغال عندما سجله كارل بوبورسكي لتشيكيا في مباراة الفريقين. في مباراة ثانية، كان هدف ماتياس سامر كافيا لألمانيا لتفوز على كرواتيا صاحبة العروض القوية، واحتاجت إنكلترا وفرنسا لركلات الجزاء للفوز على إسبانيا وهولندا على التوالي.
ولمفارقات الكرة، فقد خرجت فرنسا وإنكلترا بركلات الجزاء أيضا، الأولى على يد تشيكيا التي بلغت المباراة النهائية للمرة الأولى منذ 20 عاما، والثانية على يد ألمانيا بعد أن أهدر غاريث سوثغايت ركلة الجزاء الأخيرة للإنكليز.
في إعادة لنهائي 1976 يوم كانت تشيكيا ما تزال مع سلوفاكيا (تشيكوسلوفاكيا) بعث باتريك برغر الأمل في نفوس التشيك بتحقيق لقب ثان على حساب الألمان بالذات عندما افتتح التسجيل من ركلة جزاء، بيد أن المهاجم البديل أوليفر بيرهوف عادل النتيجة للمانشافت في الوقت الأصلي وأتبع ذلك بهدف ذهبي في الوقت الإضافي مهديا ألمانيا لقبها الثالث من خمس نهائيات خاضتها.
هولندا – بلجيكا 2000
أقيمت بطولة كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم 2000 في هولندا وبلجيكا، وهي المرة الأولى التي تقام فيها البطولة في دولتين، وقد أقيمت ما بين 10 يونيو 2000 و2 يوليو 2000.
كانت فرنسا محظوظة لأنها أنجبت اثنين من أهم المواهب الكروية عبر التاريخ في فترتين زمنيتين متقاربتين ألا وهما ميشال بلاتيني وزين الدين زيدان، وإذا كان الأوّل قد نجح في قيادة "الأزرق" للقب أوروبا 1984 فإن الثاني أبى إلا أن يسير على خطاه ويقود فرنسا للقب أوروبا 2000 بعد أن قادهم لإحراز كأس العالم 1998.
كان منتخب المدرّب روجيه لومير أقوى حتى من منتخب سلفه إيميه جاكيه الفائز بكأس العالم قبل سنتين خاصة مع وجود وجوه شابة جديدة كتيري هنري وديفيد تريزيغيه.
كانت بصمات زيدان واضحة في كل مباراة، وسرق أضواء البطولة من كل النجوم الآخرين. في رُبع النهائي سجّل ضربة حرة في مرمى إسبانيا قبل أن يسجّل ركلة جزاء في الدقيقة 117 حملت الفرنسيين للقاء البرتغال في نصف النهائي. ما كان بالإمكان مقارنة أحد من النجوم الباقين بزيدان حتى نجم إسبانيا راؤول غونزاليس الذي أهدر ركلة جزاء في الدقيقة الأخيرة أمام فرنسا قضت على الآمال الإسبانية بمواصلة مشوار البطولة. وكانت إسبانيا قد وصلت إلى هذا الدور بعد فوز دراماتيكي في آخر دقائق على يوغوسلافيا بعد أن كانت متأخّرة 2-3 وفازت 4-3. وفي المجموعة الأولى تصدرت البرتغال وحلّت رومانيا ثانية وخرجت إنكلترا وألمانيا القويتين.
خرجت بلجيكا من الدور الأوّل في حين أرسلت هولندا شريكتها في الاستضافة رسالة قويّة بسحقها يوغوسلافيا 6-1 في رُبع النهائي، بيد أنها اصطدمت بصلابة دفاعية إيطالية في نصف النهائي حيث لعب الطليان بعشرة لاعبين منذ الدقيقة 34 وأهدر الهولنديون ركلتي جزاء في الوقت الأصلي وثلاثا في ركلات الترجيح بعد انتهاء الـ120 دقيقة بالتعادل السلبي وبالتالي بلغت إيطاليا النهائي.
في المقابل كانت فرنسا تتخطى البرتغال بهدفين لهنري وزيدان مقابل هدف لنونو غوميز.
كانت المباراة النهائية الأولى لإيطاليا منذ عام 1968، ووضعهم هدف ماركو ديلفيكيو في المقدّمة حتى الثواني الأخيرة من المباراة عندما نجح الفرنسي سيلفان ويلتورد باستغلال هفوة دفاعية ليسجل هدف التعادل في مرمى الحارس فرانشيسكو تولدو وسط ذهول الإيطاليين الذين كانوا يتأهبون للاحتفال، ثم أتت الضربة القاضية بعد 13 دقيقة من الوقت الإضافة بهدف تريزيغيه الذهبي وتحرز فرنسا ثاني ألقابها الأوروبية.
البرتغال – 2004
أقيمت بطولة كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم 2004 في البرتغال، في الفترة ما بين 12 يونيو 2004 و4 يوليو 2004، وقد كانت المرّة الأولى التي تقام في البرتغال.
واعتبر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم هذه البطولة هي الأفضل على مر التاريخ، وذلك لكثرة المفاجآت فيها، حيث خرج كلٌّ من المنتخبات الألماني والإيطالي والإسباني من الدور الأوّل، بينما أطاح المنتخب اليوناني بالمنتخب الفرنسي حامل اللقب، وخسر المنتخب البرتغالي في المباراة النهائية أمام المنتخب اليوناني بنتيجة (1-صفر)، وقد سجّل الهدف اللاعب أنجيلوس خاريستياس، بعد أن فاز المنتخب اليوناني على المنتخب البرتغالي في افتتاحية البطولة وانتهت المباراة (2-1) لصالح اليونان، وهي أول مرة يلتقي نفس الفريقان في المباراة الافتتاحية والنهائية.
قبل انطلاق "يورو 2004" كان الحديث حول أيّ نجم سيقود منتخبه للّقب ولكن مع نهاية البطولة كانت مجموعة من اللاعبين المغمورين تعزف لحن الفوز يقودها مدرّب فذّ هو الألماني أوتو ريهاغل.
دخل المنتخب اليوناني البطولة كواحد من أضعف المنتخبات على الورق، ولم يتنبّه المراقبون إلى الخط التصاعدي لنتائج الفريق في التصفيات، فهو خسّر أوّل مباراتين له ثم عاد وفاز في ست مباريات متتالية ولم تتلق شباكه أيّ هدف.
نجح ريهاغل في تكوين فريق متماسك وصلب عجزت المنتخبات الأخرى عن التغلّب عليه واستحق اليونانيون اللقب عن جدارة بعد أن أقصوا المنتخبات الكبيرة الواحد تلو الآخر. البداية كانت بمفاجأة الفوز على أصحاب الأرض في المباراة الافتتاحية بهدفين لهدف واحد، ثم كانت مفاجأة ثانية بالفوز على فرنسا حاملة اللقب في رُبع النهائي.
كان هدف تراينوس ديلاس الفضي (طبّق في هذه البطولة) كفيلا بإقصاء تشيكيا أحد أبرز المرشحين لإحراز اللّقب من نصف النهائي وبالتالي تأهّل اليونانيون للنهائي لأوّل مرة في تاريخهم، حيث سيقابلون رجال المدرّب البرازيلي لويز فيليبي سكولاري مجددا في مباراة تحمل طابعا ثأريا للبرتغاليين.
حافظ اليونانيون على نمط لعبهم الدفاعي المحكم وكان ديلاس يقود خط الدفاع باقتدار منقطع النظير في حين تولّى أفضل لاعب في البطولة ثيودوريس زاكوراكيس قيادة الوسط وتركت مهمة التسجيل من أنصاف الفرص لأنخلوس خاريستياس، ولم يخيّب الأخير الآمال المعقودة عليه فسجّل من كرة رأسية نادرة في الدقيقة 60 ليهدي بلاده لقبا كان أبعد من أحلامها.
النمسا وسويسرا - 2008
أقيمت بطولة أمم أوروبا 2008 في الفترة ما بين 7 إلى 29 يونيو في دولتين هما النمسا وسويسرا، وهي البطولة الثانية في التنظيم المشترك بعد أمم أوروبا 2000 في هولندا وبلجيكا، الفائز بهذه الدورة سوف يكون ممثل القارة الأوروبية في بطولة كأس القارات 2009 في جنوب أفريقيا.
تم عمل نسخة جديدة من كأس هنري ديلانيه لهذه الدورة مصنوع من الفضة ويزن 8 كيلوغرامات وبطول 60 سنتيمتر.
هذه البطولة ستكون البطولة الأولى التي يشارك فيها منتخبا النمسا وبولندا.
نجح منتخب إسبانيا في إحراز اللقب للمرة الأولى بعد 44 عاما على انطلاق المسابقة بفضل مجموعة من اللاعبين الممتازين وحنكة المدرّب العجوز لويس أراغونيس.
كان هدف فرناندو توريس في المباراة النهائية ضد ألمانيا كافيا ليتوج مشوار الإسبان في البطولة عروض قوية وسرعة في التمرير وتبادل للكرات خاصة بوجود الموهوبين تشافي هرنانديز وأندريس إنييستا في خط الوسط والمهاجم فذ ديفيد بيا بجوار توريس في الهجوم.
بدأت إسبانيا مبارياتها بفوز على روسيا 4-1 كان نصيب فيا منها ثلاثة أهداف ثم حققت فوزين متتاليين على السويد واليونان حاملة اللقب بنفس النتيجة 2-1.
بدأ الإسبان يعتقدون حقا بإمكانية إحراز اللقب بعد أن تجاوزوا أبطال العالم حينها إيطاليا بضربات الترجيح ويبلغوا نصف النهائي.
من جهة ثانية، كان منتخب هولندا يقدّم أداء قويا تخلله فوز على إيطاليا 3-صفر وفرنسا 4-1 في المجموعة الثالثة, غير أنهم اصطدموا بالمنتخب الروسي في رُبع النهائي وفاز الأخير 3-1 في الوقت الإضافي بعد انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل 1-1.
وعاد منتخب روسيا والتقى منتخب إسبانيا مجدّدا في نصف النهائي وعلى غرار مباراتهم في دور المجموعات نجح الإسبان في تحقيق فوز عريض 3-صفر.
كان البلدان المضيّفان قد خرجا من البطولة في حين عبرت ألمانيا إلى رُبع النهائي بعد فوزين على بولندا 2-صفر والنمسا 1-صفر في المباراة الأخيرة من دور المجموعات في حين خسرت المباراة الثانية أمام كرواتيا.
في رُبع النهائي تخطّت ألمانيا البرتغال بصعوبة 3-2، واحتاجت إلى هدف فيليب لام في الدقيقة 90 في نصف النهائي ضد تركيا لتفوز 3-2 أيضا وتبلغ النهائي.
كانت تمريرة تشافي الساحرة في الدقيقة 33 في النهائي كافية لوضع توريس في مواجهة الحارس الألماني ينز ليمان ونجح الأخير في إحراز الهدف الوحيد الذي أهدى اللقب لإسبانيا.