علاج جديد لقمل الشعر - علاج القمل - قمل
حشرة صغيرة تمتلك قدرة عالية على الانتشار والعدوى
الرياض: د. حسن محمد صندقجي
منحت وكالة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) موافقتها على البدء باستخدام محلول موضعي جديد لعلاج حالات قمل الرأس. وقالت الوكالة في إعلانها يوم 20 يناير (كانون الثاني) الماضي إن محلول «ناتروبا» (Natroba) مناسب لعلاج حالات قمل الرأس لمن هم في عمر 4 سنوات وما فوق.
و«ناتروبا» محلول يحتوي على مادة «سبينوساد» (spinosad) بنسبة 0.9%، ويستخدم كعلاج موضعي على شعر الرأس فقط، دون شعر بقية مناطق الجسم، كالحواجب أو الرموش.
من جانبها، صرحت الدكتورة جولي بيتز، مديرة مكتب المرحلة الثالثة من تقييم الأدوية في مركز تقييم الأدوية التابع لوكالة الغذاء والدواء بأن «(ناتروبا) يقدم خيارا علاجيا جديدا في محاولات التخلص من قمل الرأس، الذي ينتشر على وجه الخصوص في أوساط الأطفال، وهي مشكلة شائعة بين طلاب المدارس في الولايات المتحدة».
* محلول فعال وآمن
* وقالت الوكالة في بيانها إن فاعلية وأمان «ناتروبا» قد تم التحقق منه عبر دراستين واسعتين تمتا في عدد من المراكز الصحية، وشملتا أكثر من 550 شخصا، تلقوا علاجا لمدة 10 دقائق بهذا المحلول على شعر الرأس. وإذا ما لوحظ بعد أسبوع وجود القمل في شعر الرأس، تلقى المصاب معالجة موضعية أخرى. وبلغت نسبة من تخلصوا تماما من قمل الرأس بعد نهاية الأسبوع الثاني نحو 86%. وكان الأثر الجانبي الأكثر شيوعا بين مستخدمي هذا العلاج الجديد هو احمرار وتهييج في جلد فروة الرأس وفي العينين.
وأضافت الوكالة أن هذا المحلول العلاجي يجب استخدامه وفق إرشادات الطبيب بالضبط. وذلك في إشارة منها إلى أن أمان استخدام هذا المحلول الجديد على شعر الأطفال الأقل من 4 سنوات في العمر لم يتم بالفعل. وشددت خصوصا على ضرورة عدم استخدامه على شعر من هم دون عمر السنة الواحدة، نظرا لاحتواء هذا المحلول العلاجي على مادة «بينزايل الكحول»، وهي مادة ثبت أنها ضارة وتتسبب بتفاعلات عكسية لدى الأطفال دون سن 6 أشهر إذا ما لامست جلدهم.
* قمل الرأس
* مشكلة قمل شعر الرأس هي إحدى المشكلات الشائعة جدا في العالم، وتشير الإحصائيات الطبية العالمية إلى وجود فرق بين الدول المتقدمة أو غيرها. وكانت أحدث الإحصائيات الطبية في الولايات المتحدة قد أشارت إلى أن نحو 12 مليون طالب في المدارس الأميركية يصابون بالفعل في كل عام بقمل شعر الرأس.
وفي عام 2006 أشارت دراسة بريطانية، شملت أكثر من 300 طالب في عشرات المدارس بالمملكة المتحدة، إلى أن نسبة الإصابة بقمل الرأس تتجاوز 8% بين طلاب المدارس. وهي الدراسة التي نشرتها مجلة «أرشيفات طب الأطفال» في عدد يونيو (حزيران) من ذلك العام، وعرضتها مجلة «صحتك» في حينه. وتشير إلى نتائج مقاربة، دراسات أخرى تم إجراؤها في ألمانيا وفرنسا وغيرهم من دول العالم.
ومن الضروري معرفة أن إصابة طفل ما بالقمل في شعر الرأس لا تعني إطلاقا أن ذلك دليل على تدني مستوى النظافة لديه أو قلة عناية الأم بأطفالها. وبالتالي لا داعي مطلقا لإحراج الأم أو لومها لنفسها إذا ما حصل الأمر لأحد أطفالها. فمن الممكن جدا وبسهولة أن يصاب الطفل بالقمل على الرغم من اهتمام الوالدين بالنظافة.
وتشير المصادر الطبية إلى أن حشرة القمل تمتلك قدرة عالية على الانتشار والعدوى، ولذا يسهل انتقالها من شعر طفل مصاب إلى شعر طفل سليم، وبخاصة في المدارس وأماكن ازدحام الأطفال كالأندية أو المخيمات أو ملاعب الأطفال في الأسواق التجارية. وممكن جدا وبسهولة أن يصاب الطفل بالقمل على الرغم من اهتمام الوالدين بالنظافة.
* حشرة القمل
* حشرة القمل صغيرة في الحجم، لا تتجاوز حجم حبة السمسم، وهي لا تمتلك أجنحة، وبالتالي لا تطير بل تنتقل بالملامسة. وحينما تصيب الطفل أو البالغ، فإنها تلتصق بشعر الرأس وتتغذى على الدم الذي تمتصه عبر الجلد. ولأن حشرة القمل لا تستطيع الطيران، ولا تستطيع كذلك المشي على الأرض أو أسطح الأشياء، فإن حصول العدوى بهذه الحشرة يتطلب حدوث واحد من هذه الأمور: إما الملامسة المباشرة بين شعر المصاب وشعر السليم وعندها يسهل انتقال الحشرة أو البيض إليه، أو حصول الملامسة المباشرة ما بين جسم كل منهما، أو انتقال الحشرة من ملابس شخص مصاب إلى ملابس آخر سليم، أو حصول نفس الشيء بين الأغراض الشخصية، كالمشط أو الألعاب.
وثمة 3 أنواع من حشرة القمل التي قد تصيب البشر. النوع الأول، يسمى «قمل شعر الرأس» (head lice)، وتعيش هذه الحشرة متعلقة بالشعر الذي في فروة الرأس ومن آن لآخر تذهب إلى جلد فروة الرأس للحصول على الغذاء من دم جلد الرأس. وهذا النوع بالذات لا علاقة له بمستوى الاهتمام بنظافة الجسم أو الشعر.
النوع الثاني، يسمى «قمل الجسم» (body lice)، والحشرة هنا تعيش غالبا في الملابس غير النظيفة، وتذهب إلى الجلد لتتغذى ثم تعود إلى مكمنها في الملابس. وتعتبر الإصابة بهذا النوع بالفعل دليلا على عدم الاهتمام بنظافة الجسم أو الملابس. والنوع الثالث، يسمى «قمل العانة» (pubic lice). وكانت دراسات علمية على الحمض النووي (DNA) لحشرة القمل، قد أشارت إلى أن تاريخ حشرة «قمل العانة» يمتد إلى أكثر من 3 ملايين عام مضت.
* علامات الإصابة
* وهناك عدة علامات تدل على الإصابة بقمل شعر الرأس، منها الحكة الشديدة في الرأس، والشعور بشيء من «الدغدغة» عند تحريك شعر الرأس. وبالفحص تحت الضوء الجيد، يمكن رؤية الحشرة على الشعر أو على البقايا العالقة بالمشط. والحشرة تضع البيض الذي يعلق بساق الشعرة. ويشبه شكل البيض شكل قشرة الرأس التي لدى بعض الناس، إلا أن البيضة لا تزول بسهولة عند تحريك الشعرة، كما هو الحال عادة مع القشرة. وتفقس البيضة عادة خلال أسبوع، لتبدأ حشرة جديدة في النمو والتكاثر.
ويشير الباحثون من «مايو كلينك» إلى أن تشخيص الإصابة بقمل شعر الرأس يتم من خلال رؤية الحشرة على الشعر أو جلد فروة الرأس، أو رؤية البيضة الملتصقة بساق الشعرة على مسافة نحو 6 ملليمترات من منبت الشعرة، أي في مكان قريب جدا من جلد فروة الرأس. وهذه المسافة مهمة، لأنهم يؤكدون أن رؤية البيض ملتصقا بساق الشعرة على مسافة تزيد على 6 ملليمترات دليل على أن البيض غير نشط، وبالتالي لا يتطلب الأمر معالجة.
ويضيفون أن تشخيص وجود القمل يتطلب البحث عن علامة من 4 علامات تدل على وجوده، وهي:
* بيض القمل. وتبدو كنقط صفراء أو بنية قبل أن تفقس. وبعد أن تفقس تبدو بيضاء أو شفافة. وتوجد على الشعرة قرب منبتها من الجلد، لأنها تحتاج إلى حرارة الجسم لمساعدتها على النمو والفقس، الذي يتم عادة ما بين أسبوع إلى أسبوعين من وضع الحشرة الأم للبيض.
* حشرة القمل. وحجمها لا يتجاوز حجم حبة السمسم، وتبدو بنية أو سوداء. وتحتاج الحشرة إلى أسبوع بعد الفقس كي تبلغ. وتتغذى الحشرة على الدم عبر جلد الرأس كل 6 ساعات، لكن لديها القدرة على البقاء دون طعام الدم لمدة 3 أيام.
* علامات حك جلد الرأس. ذلك أن الحشرة تعض جلد الرأس لامتصاص الغذاء، أي الدم. وحينذاك، قد تثير رغبة في حك تلك المنطقة. والأمر يعتمد على نشوء الحساسية، فالقمل قد يظل في الرأس يتغذى لأسابيع دون أن يثير رغبة في حك منطقة عضه لجلد الرأس، وحينها قد لا يشكو الطفل من الحكة، بل ربما من شيء يتحرك بين شعرات رأسه أو يشعره بالوخز.
* علامات التهابات ميكروبية موضعية. وهي جروح قد تحصل أحيانا لدى الطفل نتيجة الحك العميق وإصابة الجروح تلك بالتهابات بكتيرية. وقد تحتاج إلى مضادات حيوية موضعية من كريم أو مرهم غالبا.
علاج ووقاية وتشير نشرات الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال إلى أنه توجد عدة مستحضرات علاجية لإزالة القمل عن شعر الرأس، مثل: شامبو أو كريم أو لوشن، يمكن الحصول عليها من الصيدليات دون الحاجة إلى وصفة طبية. ولكن من الضروري استخدامها وفق إرشادات الطبيب بدقة. ويجب الحذر في حالة إصابة الأطفال أقل من سنتين بالقمل، لأنها مستحضرات يجب عدم استخدامها في علاجهم، ومعالجتهم يجب أن تتم بشيء من الصبر عبر تنظيف الشعر لديهم خصلة بعد خصلة بالمشط يدويا.
وينبغي استخدام مشط ذي أسنان قريبة بعضها إلى بعض، وتمشيط الشعر بها بانتظام بعد غسيل الشعر بالشامبو كل 3 أيام لمدة أسبوعين. وتجدر ملاحظة أن تبلل الشعر بالماء يساعد على منع الحشرة من الحركة لفترة وجيزة، وتسهل عملية التنظيف خروج الحشرة مع تمشيط الشعر. كما يجب على الأم الحرص على غسل كل أغطية الفراش والوسائد والبطانيات وملابس الطفل في ماء ساخن، تتجاوز حرارته نحو 60 درجة مئوية، ومن ثم تجفيفها في مجففة الملابس الكهربائية لمدة لا تقل عن 20 دقيقة. كما يجب العناية بألعاب الأطفال كالعرائس وألعاب الحيوانات المصنوعة من القماش وغيرها، بحيث يتم إرسالها إلى المغسلة التجارية للتنظيف الجاف، أو وضعها في أكياس بلاستكية وإحكام إغلاقها لمدة أسبوعين، للتأكد من موت الحشرات وبيضها، ثم إعطاؤها للأطفال للعب بها. ويجب أيضا غمر أدوات العناية بالشعر من أمشاط ورابطات خصلة الشعر والفرشاة في محلول تنظيف معقم لمدة ساعة، وما لا يمكن تنظيفه يتم التخلص منه مباشرة
ugh[ []d] grlg hgauv 2013 < ugh[ hgrlg 2013 htqg 'vr gugh[ hgauv lk rlg