اذا أردت أن تخون زوجتك اتصل الآن!
بسم الله الرحمن الرحيم
لفت نظري ما استحدثه "روني بروك" من تأسيس ناد خاص للخائنين أزواجهم والخائنات، من خلال
شعاره ((هل تريد خيانة زوجتك؟ اتصل بنا))، وخلال ثلاث شهور من تأسيس وكالة الأعذار هذه، تلقى
طلبات من ثمانية آلاف عميل، كما ويتلقى موقعه على الانترنت (250) اتصالا يوميا من الخائنين الذين
يبحثون عن عذر قوي يواجهون به الطرف الآخر، هذا ما نقلته وكالة رويتر من لندن ونشرته جريدة الوطن
الكويتية 8/ 6/1999 .
وملخص الفكرة أن يدفع الشخص (24) جنيها ثم تأتيه بطاقة مزيفة إلى بيته تدعوه لحضور مؤتمر ومعها
تذكرة سفر وإقامة بالفندق، وتوفر الوكالة فتيات في الفندق للرد على الهاتف فيما لو أراد أحد الزوجين أن
يتتبع الآخر، والغريب في الموضوع أن (40 %) من عملائه من سيدات الأعمال، والآن هو بصدد فتح أفرع لوكالته.
وأقول تعليقا على هذا الخبر: إن الجرائم الأسرية بدأت تقنن اليوم في العالم وتؤصل بطريقة شيطانية، من أجل تفكيك الأسر وبالتالي خلخلة المجتمع وتدميره، ابتداء من اعتراف منظمة الصحة العالمية بالشاذين جنسيا، إلى مؤتمر الصين وطرحه لفكرة قبول الزواج من الجنس المثيل، وأخيرا وليس آخرا فكرة وكالة الأعذار هذه، وكل هذه الأفكار قريبة منا وتهدد واقعنا ما لم تكن العلاقة الزوجية عشرة على عشرة، وتحترم قدسية الميثاق الغليظ القائم بين الطرفين، ففي المعاشرة بين الزوجين طهارة نفسية، وطهارة شعورية، وطهارة فطرية، وطهارة جسمية، وطهارة أخلاقية، وطهارة إيمانية، وطهارة صحية،وطهارة حضارية، كما قال الله تعالى ("هن أطهر لكم").
ومع ذلك يتفنن بعض الأزواج في اقتراف النجاسات، وآخر الإحصائيات تقول أنه في عام (2000) سيكون عدد المصابين بالإيدز (أربعين مليون) شخص في العالم، ولو إن هؤلاء كانوا يعرفون فقه الطهارة والعفة ونجاسة الخيانة لما أصيبوا بهذا المرض.
لماذا الخيانة ؟
لماذا يخون الزوج زوجته؟ أوالزوجة زوجها؟
لعل هناك أسبابا مشتركة بينهما، وأخرى ينفرد فيها أحدهما عن الآخر.
فمن أسباب خيانة الرجال لنسائهم حبهم للمغامرة والتجربة أو بسبب الصحبة السيئة التي تدفعهم دائما للمنكرات، أو بسبب تحقيق مظاهر الرجولة وعودة الشباب، خاصة إذا كان الرجل كبيرا في السن، أو عند الملل من حياته الزوجية، ولا يريد أن يتزوج ثانية، فتعكر عليه الأولى حياته، فيمارس الجنس سرا وخيانة.
وهناك أسباب خاصة لخيانة المرأة لزوجها، ومنها الانتقام منه ومن خيانته لها، أو بسبب حرمانها العاطفي، فتريد أن تشبع عاطفتها من آخر، أو قد تكون منهزمة نفسيا، ولديها إحباط زوجي فتلجأ للخيانة هروبا من الواقع، أو لحاجة مادية فتتقاضى مبلغا من المال لقاء الخيانة، أو أنها لا تريد الطلاق وتحرص على اسم (متزوجة)، ولكنها غير سعيدة مع زوجها، وكلا الطرفين يشتركان في سبب واحد وهو انعدام الوازع الديني وقلة الخوف من الله، وهذا ما نعاني منه كثيرا في زماننا هذا.
واقعنا يدعم الخيانة
إن الواقع الذي نعيشه اليوم يدعم الاتجاه إلى الخيانة الزوجية من خلال عدة وسائل منها المجلات والجرائد والفضائيات والملاهي، بل حتى الدخل المالي لبعض الوظائف يغري بالفساد، فعلى سبيل المثال: دخل الراقصة خمس نجوم في الدقيقة الواحدة (80) جنيها بينما أجر خبيرة في المركز القومي للبحوث (40) قرشا مصريا، وأجر الراقصة في شهر مليون جنيها، وأجر الباحثة الشهري (350) جنيها، هذا ما أكده عماد ناصف، فالواقع يدفع لتحريك الغرائز في مسار غير شرعي.
ماذا نفعل؟
لا نستطيع أن نقول: أغلقوا المجلات وأغلقوا الجرائد وأغلقوا الفضائيات وأغلقوا عيونكم وامنعوا النساء، إن هذه اللغة في الألفية الثانية تكاد تكون مستحيلة، ولكن على الزوجين أن يدعوا ربهما باستمرار أن يديم الحب بينهما، ويحفظهما من الانحراف، وأن يطبقا حديث الحبيب محمد عليه الصلاة والسلام، ((إذا رأى أحدكم امرأة فأعجبته فليفض إلى زوجته)).
وليكثر الزوجان من قراءة سورة يوسف، ففيها تسلية وعظة، وحبذا لو كانت هي برنامجهما الصيفي في التفسير والحافظ هو الله تعالى>
تحياتي لكم
h`h Hv]j Hk jo,k .,[j; hjwg hgNk!