|
أحد التجار الأغنياء رزق بولد بعد طول انتظار وشكراً وتقرباً لله على نعمته التي مَن بها عليه عقد العزم على تربيته احسن تربية،وان يكون له الاب والمعلم مهما قست عليه الدروس وأن يضع كل تجاربة في الحياة أمام ولده ليستفيد منها
حتى يستطيع ان يحمل إرث عائلته ويكون خير ولد يحافظ على أهله ويحمي بلاده ويكون عز وفخر يجمع الناس حوله بالقول والفعل الحسن
كبر الولد يا ساده يا كرام وعندما إطمئن الوالد على أن إبنه اكتملت رجولته وظهرت قوته وصلابته واكتمل رشده جلس اليه يعلمه اصول التجارة والحياة وبناء الثروة والإستغناء عن حاجة الأخرين ،حتى برع التلميذ النجيب بعلم استاذه الذي سكب له خبراته وقدمها اقداحا من المعرفة والحكمة
تغذي فكر الشاب وتزيد من وعية وقدرته على اتخاذ قراراته وتحمل مسؤولياته تجاه نفسه والاخرين من خلال منهج حياة واضح وسليم
في احدى الليالي الصيفية الهادئة قرر الاب ان يدفع ابنه الى الدرس الاهم في حياته وبدون اي مبررات او مقدمات دخل التاجر الى بيته مستدعيا ولده للحديث معه اقترب الاب من ولده واضعا يده على كتفه قائلا يا ولدي وقد اشتد ساعدك واصبحت من العقل ما يكفل لك الرشدا خذ هذا الكيس من المال واختر لك راحلة وجهز نفسك وخادمك المخلص للرحيل مع اول طلوع الفجر لقد حان آوان خروجك من هذا البيت لتبحث عن رزقك ونصيبك في هذا الكون الواسع هذا قرار لا رجعة فيه
ارتبك الشاب قليلا وقد تذكر والدته وصحبته ورغد العيش الذي يغرق بهوما اعتاد عليه من اجواء القبول والاهتمام المحاط بها وانه على وشك ان يفقد كل هذا من اجل البحث عن رزقه ونصيبه في هذه الدنيا ورغم انجذابه لسكون ودعة عيشه الكريم وحنان امه الذي سيفارقه مشعلاً في قلبها هواجس البعد والفراق ورغم ذلك
خضع لقرار والدة وقبل طلوع فجر النهار التالي كان يسير مبتعداً فوق راحلته التي يقودها خادمة المخلص الوفي متجهان الى ارض الله الواسعة وبعد مسير يوم كامل اوشك الليل ان يسدل ستاره على الشاب وقد انهكة المسير والتعب فلجأ وخادمة الى احد الاودية بعيدا عن مجاري السيول ليقضي ليلته ويتناول بعض طعامة استعداداً لمسير اليوم التالي
طالباً من خادمة البحث في الارجاء عن بعض اعواد الحطب لإشعالها للدفء والطعام وحماية انفسهما من الوحوش الضارية في عتمة الليل الموحش اثناء غياب الخادم جلس الشاب على صخرة مجاورة لمكان يفكر بقرار والده واسباب هذا الشقاء في البعد والترحال عن الاهل والاحبة والغاية منه والى اين سيؤدي به في نهاية المطاف وإذ بكلب هرم أجرب يجر جسده المريض الضعيف قابع بجوار احد الصخور القريبة يقطع حبل افكاره وهواجسه ،مفكراًما الذي يبقي هذا الكلب الاجرب على قيد الحياة وكيف يأتيه رزقه ونصيبة وهو قابع في مكانه لا يتحرك
وفي الاثناء سمع صوتاً خلف الشجيرات والاعشاب المنتشرة حول المكان فنهض ليختبيء خلف الصخرة ليراقب سبب هذا الصوت وهذه الحركة وإذا بأسد ضخم يجر غزالاً وقد غرس انيابه الحادة في عنقه وما ان استقر في مكانه حتى افلت صيدة جثة هامدة اخذ يمزقها بانيابه ويتلذذ بأكلها متلمضاً تارةً ومستكشفاً حوله تارة أخرى وقد تجمعت حوله الطيور الجارحة والثعالب الماكرة وضعاف الحيوانات التي تعتاش على الجيف
عندما انتهى الاسد الضخم من وليمته تثاءب وتمطى وهمهم عالياً تاركاً خلفة جيفته لمن يتأهب على الاستفادة منها وملء بطنه وكباقي حيوانات الغابة كان للكلب الاجرب الهرم نصيب من الجيفة حيث زحف ببطيء حتى استطاع الوصول الى احد اطرافها التي غطتها الجوارح واصحاب الناب وما انتشر من مخلوقات صغيرة وزاحفة حول المكان
اندهش الشاب للمشهد الذي أمامة وقد تضاربت الافكار في عقله حتى وصل الى قرار العودة الى والده وحياته وان يكون في بيته مع اول شعاع للشمس جامعاً حمله ومجهزاً راحلته في طريق عودته ظاناً في نفسه انه فهم لغز الدرس وغاية
وصل الشاب الى بيته قبل خروج والدة الى سوقه وتجارته سعيداً بوصوله الى النتيجة وقد جلس يتحدث الى والده عن مسار رحلته وما شاهده وما خلص اليه والاب صامتاً ساكناً يستمع للشاب دون ان يقاطعة او يبدي له علامات قبول او رفض الى ان وصل الشاب الى نهاية حديثه قائلاً لقد تعلمت الدرس يا والدي واستوعبته تماماً الرزق والنصيب ياتي للانسان مقدراً جاهزاً في مكانه مهما كان حالة وكم عمره
هز التاجر الحكيم رأسه قائلاً نعم يا ولدي ما خلصت اليه هو عين الصواب لكنك لم تلتقط الحكمة من ذلك وعدت سعيدا بدونها ودون ان تقرر لحياتك ايهما ستكون أسداً مغواراً مترفعاً عزيزاً يجلب رزقه بيدة وتعبة أم كلباً أجرباً ضعيفاً خانعاً يزحف الى جيفة تلقى إليهhgjh[v hgp;dl 2013 < p;li jh[v 2013 < rwi u/dli 2013
« فتاه تاخرت بالزواج 2013 , قصه فتاه 2013 , قصه الفتاه التي تاخر زواجها 2013 | قصه مؤثره 2013 , قصه الرجل الظالم 2013 , قصه روعه 2013 » |