أنا الكلب الذى كان في شرف مصاحبة الفتية الذين آمنوا بربهم فزادهم الله هدى
و لكن من هم أهل الكهف و ما هى قصتى معهم ؟
دعونى أحك لكم قصتنا من البداية إلى النهاية
فى زمان بعيد
و فى مكان يسمى مدينة أفسوس كان يعيش حاكم طاغية جبار …
و كان كافرا يجبر الناس على عبادة غير الله
و من يتجرأ على إعلان إيمانه بالله كان يعذبه عذابا شديدا
و فى هذه المدينة كان يعيش مجموعة من الفتيان آمنوا بالله و أنكروا على قومهم عبادة الأصنام و السجود لغير الله
هؤلاء الفتية المؤمنون هم الذين صحبتهم منذ رأيتهم و قضيت حياتى كلها بعد ذلك فى خدمتهم
تابعا أمينا لهم أينما ذهبوا
و قد شرفنى الله بصحبتهم حتى توفانى معهم ذات يوم
ثم بعثنا من الموت بعد 309 من السنوات
منذ تعرفت الفتيان المؤمنين و انا أراهم يجتمعون سرا فى بيت أحدهم و يعبدون الله خوفا من بطش الحاكم الجبار
و ذات يوم علم الحاكم بأمر الفتية المؤمنين فغضب غضبا شديدا
و أرسل حراسه فقبضوا عليهم
و أحضرهم إليه فأخذ يتهددهم و يتوعدهم بالعذاب و القتل إذا لم يرجعوا عن دينهم و يتجهوا إلى عبادة الأصنام
و رفض الفتية المؤمنون أن يتراجعوا عن إيمانهم بالله فأعطاهم الحاكم مهلة
و رأيت الفتية المؤمنين و هم يخرجون من قصر الحاكم الجبار و الحيرة تملأ نفوسهم
و فى الليل اجتمع الفتية المؤمنون و تناقشوا في أمرهم
ثم قرروا الرحيل من مدينة أفسوس كلها
سار الفتية المؤمنون ليلا و سرت خلفهم أحرسهم و هناك خارج المدينة وجدوا كهفا مهجورا فى باطن الجبل فدخلوه
و بعد أن استراحوا قليلا من عناء الرحلة أكلوا و أطعمونى معهم
ثم بدأ الفتية المؤمنون يعبدون الله و بقيت أنا على باب الكهف أحرسه من أى غريب قد تسول له نفسه دخوله
و بعد أن عبدوا الله طويلا قالوا : نستريح قليلا ثم ننهض لنواصل عبادتنا لله
كان الفتية متعبين جدا فناموا فى داخل الكهف
و كنت انا أيضا متعبا
فنمت على باب الكهف
لأحرسهم
و لم تمض لحظات حتى استغرقنا نحن جميعا فى نوم عميق
و مضت ليلة ثم نهار ثم ليل ثم نهار ….
ثم مضى عام و عام فعشرة أعوام فمائة عام حتى اكتمل عدد السنوات التى نمناها ثلاثمائة و تسعة أعوام
و ذات يوم بعثنا الله من مرقدنا
استيقظنا جميعا من نومنا …
سأل أحد الفتيان : كم من الوقت نمنا ؟
فرد عليه آخر : نمنا يوما أو بعض يوم
كنا جميعا جائعين فقرر الفتية إرسال أحدهم بالنقود إلى المدينة لشراء طعام
و استطلاع أمر الحاكم الطاغية
فسرت خلف الفتى الذى ذهب لشراء الطعام فى شوارع المدينة
التى كنت أظن أننا تركناها بالأمس
لكن المدينة كانت قد تغيرت تماما
عما تركناها عليه
قبضوا علينا و قادونا إلى الحاكم
و هناك بانت الحقيقة لقد نمنا فى كهفنا ثلاثمائة و تسع من السنوات
ذهب خلالها الحاكم الكافر
و جاء بعده حكام كثيرون و كان الحاكم الذى يحكم المدينة حاكم مؤمن
سرعان ما تذكر قصة الفتية المؤمنين الذين فروا بدينهم إلى كهف فى الجبل
و ناموا كل هذه المدة
و جاء الحاكم و عدد كبير من أهل المدينة معنا
ليروا زملاءنا
فسبقناهم إلى داخل الكهف
و هناك نمنا جميعا
توفانا الله تعالى بعد أن أعثر علينا أهل المدينة
لنكون عبرة و عظة للأجيال التى ستأتى بعدنا
و شاهدا على أن الله قادر على البعث و الإحياء من الموت
و قد ذكرت قصة أهل الكهف و كلبهم فى سورة باسمهم فى القرآن الكريم
هى سورة الكهف و هذه هى الآية التى ذكر فيها كلب أهل الكهف :
” وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا (18) ”
توقيع عاشقة المطر
rwi ;gf hig hg;it < rwi hsghldi < lk hgrww hg]dkdi