( 1 )
مقتطفات من برنامج للشيخ ( عبدالوهاب الطريري )
مااستزارك الكريم إلا ليكرمك
وما باهى بك ملائكته إلا ليقبلك
وما و فقك لدعائه إلا ليعطيك
التلبية تعني تذلل وخضوع لله تعالى :
وتأمل ستجد أن من صيغ التلبية ( لبيك حقاً حقاً ، تعبداً ورقاً )
أي لبيك بـ تمام العبودية وتمام الرق لله رب العالمين
فكلمه ( لبيك ) لا تقولها إلا لمن ( تحبه وتعظمه ) !
استشعر عظمة هذا المكان ، عظمة من سبقك وحج فيه !
استشعر أنك تطأ مكان وطئ عليه إبراهيم ، وموسى ، وعيسى ، وهود ومحمد وغيرهم ـ عليهم السلام أجمعين ـ
عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بوادي الأزرق فقال أي واد هذا فقالوا هذا وادي الأزرق قال كأني أنظر إلى موسى عليه السلام هابطا من الثنية – المرتفع من الأرض - وله جؤار – صوت مرتفع - إلى الله بالتلبية ثم أتى على ثنية هَرْشى – جبل قريب من الجحفة - فقال أي ثنية هذه قالوا ثنية هرشى قال كأني أنظر إلى يونس بن متى عليه السلام على ناقة حمراء جعدة – كثيرة اللحم - عليه جبة من صوف خطام ناقته خُلبة – ليف - وهو يلبي . رواه مسلم.
فكونك أنت العبد الفقير تمر بمواطن نزل بها الأنبياء من قبلك وكذا الصحابة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي و الصالحون من بعدهم
هذا كرم وفضل لكـ فاقدر هذه النعمة قدرها
وعظم فضل الله عليك واصطفاء الله لك من ملايين البشر حتى تحج بيته
بل أن هناك من العلماء من لم يحج كـ ابن حزم والشوكاني
وأنت ها آنت الآن قد حججت هل تعي فضل الله عليك الآن ؟
اقسم على ربك :
لما سلك به طريقهم إلا حشركـ معهم !
اقسم على الكريم لما سلكت بك طريقهم أن يجمعك بهم !
بعض الحجاج ـ عفا الله عنه ـ يظن أنه اذا قال ( لبيك اللهم لبيك )
بأنه الله يقول له لا لبيك ولا سعديك !!!
ـ بالله عليك هل تظن بأنك تفد على أكرم الناس ثم يطردك من أمام بيته ؟
أيليق إذاً مثل هذا الظن بأكرم الأكرمين سبحانه ؟
لا والله ماأظن مثل هذا الظن بالذي يبتدئني بالنعم قبل أن أسأله فكيف إن سألته
لا والله ماأظن مثل هذا الظن بالذي استزراني لبيته فلبيت وزرته
ثم إذا دعوته أجابني
هل يليق أن أشد رحالي لبيته ثم ارفع يدي وأسأله وأدعوه ثم لا يعطيني
لا والله لا يليق ان نظن بربنا مثل هذا الظن !
لا والله ماأظن هذا به ثقة بكرمه لا ثقة بعملي !