الزوج الجاسوس الشكاك معاق عقليا ومريض نفسي < د عائض القرني
ؤ د. عائض القرني
الغيرة مطلوبة في حدود الشرع،
فإذا تجاوزت صارت مرضاً ووهماً ووسوسة
وبعض الأزواج تحول مع زوجته إلى
جاسوس ورجل استخبارات من الدرجة الأولى،
فلمرضه النفسي صار يشك في كل حركة
ولفظة وتصرف من زوجته،
فهو يفتش في غيابها أدراج غرفتها
وملابسها لعله يعثر عليها متلبسة بورقة
أو رسالة أو هدية ليحاسبها حساباً شديداً،
وإذا وصلت إلى جوالها رسالة (مسج) قام وطالبها بقراءة الرسالة.
وإذا اتصل بها ووجد جوالها مشغولاً شك فيها وحلفها الأيمان المغلظة.
وإذا خرجت من البيت أخذ يتجسس عليها في طريقها وذهابها وإيابها،
<<< فحوَّل حياة هذه الزوجه المظلومه إلى نكد وعناء وعذاب شديد
وأسقاها السم الزعاف وأذاقها المر وجرّعها غصص الحياة >>>
وأعرف شباباً تزوجوا ثم لعب عليهم الشيطان
فتحولوا إلى جواسيس على زوجاتهم
وصارت وظيفتهم استخباراتية لوجستيّة بامتياز.
فأحدهم يفكر في طلاق زوجته
لأنه وجد في جوالها اوعلى النت رسالة مشبوهة من مجهول.
وآخر يخطط لفراقها لأنه رأى في المنام أن رجلاً جالساً مع زوجته.
وثالث يتوعدها بالويل والثبور وقاصمة الظهور،
إذا أشغلت جوالها. فإذا تحوّل هذا الزوج
إلى جاسوس عميل فهذا مريض مرضاً نفسياً مزمناً
يجب معالجته والذهاب به إلى المصحات النفسية.
ومثل هذا لا يطاق العيش معه ولا يصبر على أذاه ونكده،
وهو في زعمه غيور وأسد هصور،
وهو في الحقيقة بطة عرجاء،
ونعامة فتخاء،
إنما شجاعته على امرأته المسكينة الضعيفة الغافلة البريئة.
"""""""
ولم يسأل هذا الجاسوس نفسه عن
أخباره
هو وأسراره
ومغامراته
وغرامياته
وسوابقه
وعلاقاته،
وسفـــــراااتــــه
فهو يجوز له أن يفعل ما يشاء وأن يتصل ويراسل من شاء،
ومن حقه التكتم على أسراره وإخفاء أموره وسجله ووجهه الآخر،