أيها الزوج المبارك
لا بد أن تعلم أن الزوجة شقيقة الرجل ، هي نور المنزل وجماله ، والقائمة عليه والمدبرة لشؤونه ، الزوجة صانعة الأجيال ومربية الأطفال وحاملة الأولاد وحاضنة الأبطال ، كم تعبت في حملها ، وقاست الآلام في جسدها وتعرضت للهلاك في وضعها ، مشقة في إرضاعها ، سهر وتضحية براحتها لأولادها ، كم تعبت أيها الزوج واسترحت ، وسهِرتْ ونمت ، حملت أولادك خِفّا ووضعتهم شهوة ، وحملتهم كرها ووضعتهم كرها ، تحملتْ ضجيج الأطفال وتبرمتَ ، اقتربتْ هي منهم وابتعدت ، هل فكرت في حالك أيها الزوج لو مرِضَتْ زوجتك في يوم من الأيام وبقيَتْ على سريرها الأبيض في المستشفى لا قدر الله وبقيتَ أنت أسير المنزل مع أطفالك ، هل تستطيع الصبر على ضجيجهم ؟ هل تتحمل مشاجراتهم ؟ ما هو حالك وإياهم مع الغداء والعشاء ؟ ما حالك معهم في نظافة المنزل وملابس الأطفال ؟ بل نظافة أبدانهم ؟ وإماطة الأذى عن الرُضَع منهم ؟ كيف أنت في الصباح الباكر وأنت تجهزهم بثيابهم إلى مدارسهم ؟ أضنك حينئذ أنك غيرَ محسود على ما أنت فيه من العنت والشقاء
نعم الزوجة قلب رقيق ، وعاطفة جياشة ، وفؤاد حنون ، الزوجة هي المودة والرحمة ، والسكن والنعمة والجمال والبسمة ، تُظلم الأيام في وجه الرجل فتشرق حياته على ابتسامة الزوجة ، وتعبس الأحداث في دنيا الزوج ، فيعزف ألحان الرضى على نغمات الزوجة ، وتقسوا الليالي الظلماء فتذوب قسوتها بزلال من حنان الزوجة ، نعم الزوجة بطبيعتها تأسرها الكلمة الجميلة ، وتهزها العبارة الرقيقة ، وتسحرها الابتسامة الصافية ، وتذيبها المشاعر الصادقة ، وتسلب فؤادها المعاملة الحسنة المهذبة .
إن أكبر خطئ يرتكبه بعض الأزواج اليوم أنهم يعاملون نسائهم كما كان أباؤهم يعاملون نساءهم في الزمن الماضي ، نعم إن الزوجة اليوم تختلف عن الزوجة الأمس ، فزوجة اليوم تواجه موجات من الثقافات والآراء ، إنها اليوم تشاهد وتقرأ وتسمع ، إنها ترى ما لم يُرى من قبل ، وهي في أمسّ الحاجة اليوم إلى الإقناع والحجة كما هي في نفس الوقت بحاجة إلى الحب والعطف والتقدير ، إنه وللأسف ومع بالغ الأسى والحسرة لا يعرف كثير من الأزواج كيف يتعامل مع زوجته ، لا يعرف كيف تفكر أنثاه ، وبماذا تشعر وتحس ، كم من زوج أبكى زوجته وما أفرحها ؟
كم من زوجة فقدت الكلمة الطيبة الرقيقة الحانية من زوجها ؟
من منا يُبدي إعجابه بما عملته زوجته أثناء غيابه من تنظيم أو ترتيب أو أكل أو شرب ؟
فها هو رسول الهدى ونبي التقى صلى الله عليه وسلم يضع لنا أسسا لبناء الحياة الزوجية ، من تقدير واحترام ، وتودد ومحبة ومكارم أخلاق ليعلن للعالم صلى الله عليه وسلم أن في ديننا حبا ومودة ومشاعر وأحاسيس ، ليعلن للعالم أجمع أن هذه الشريعة مليئة بالحب الصافي والنبع الحاني ، ولكن العيب فينا نحن أيها الأزواج ، نعم العيبُ فينا ، لا في غيرنا ، فما أكثر تلك المواقف التي توضح المحبة والمودة في حياته صلى الله عليه وسلم لأزواجه في التعامل معهن ، وسأعرض الكثير من هذه الصور خلال اللقاء القادم بإذن الله تعالى .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته أيها الأزواج رفقا بالقوارير
hg.,[m hgl,]m ,hgvplm ,hg[lhg ,hgfslm 2013