قصة الموت أرحم من الحياة 2013
بنت فقدت امها
عمرها لم يتجاوز 8 سنوات بجسم نحيل وشعرها منفوش من الامام وجديلتين من الخلف
ومنذ اسبوع تقريبآ والمشط لم يلامس شعرها .
وبثوب قد جار عليه الزمن والذي لايصل سوى نفس ساقها النحيل .
بجانب المقبره تناظر الى الى القبور بعيون حزينه
وكأن احزان الزمان اجتمعت بتلك العيون الصغيره البريئه .
ونادت بصوت شبه مسموع
يمه وينك يمه ؟
يمه انا بنتك . . . . يا يمه .
يا يمه ليه ما تردين عليه ؟
حرام عليكي ردي عليه !
يا امي انا احبك ليه انتي ما عاد تحبي امورتك الصغيرة ؟ يايمه ارجوك ردي عليه .
يا يمه اليوم سمعتهم يقولوا
انه العيد .
وكنت فرحانه وانتظر هذا اليوم انا وبنات الجيران
بس اليوم شفتهم لابسين فساتين جديده وحذيان وعلى شان كذا كان ينتظروا هذا اليوم .
ولكن انا انتظرت ومالقيت شي ، ،
وتصدقين يمه كل اللي مع البنات جديييييييد ،
وممشطين شعرهم .
ويوم شفتهم رحت عندهم ابغى اسألهم من فين حصلوا هذي الفساتين والحذيان .
وسألتهم وقالوا لي ان اب كل وحده جاب لبنته كل اللي معاها .
وسألوني يايمه وقالوا لي
ليه ابوك ماجاب لك شي ؟
قلت لهم لا .
قالوا لي وامك ليه ما قالت لأبوك يشتري لك ملابس واغراض العيد ؟
ما رديت عليهم يا يمه لأني حسيت بحاجه في حلقي منعتني من الكلام وجات
يايمه في عيوني دموع .
وشافوني يمه كذا ضحكوا عليه
وراحوا وتركوني لوحدي .
جيت بروح وراهم بس خجلت من ثوبي الممزق وشعري اللي ما مشطته لي عمتي .
وحتى الحذيان مامعي يايمه.
يمه وووو وحتى عمتي
شفتها لبست اليوم ملابس جديده وجيت ابسألها خفت تضربني .
يمه تصدقين اني فاقداك مره مره ، والله يايمه ما ابغى ملابس ولاشي ودي انك ترجعي لي وتضميني على صدرك وربي اني ابغى اشم ريحتك .
آآآآه يايمه البارح نمت جيعانه .
وصحيت في اللييييل من الجوع وضميانه .
وخفت ما اقوم اروح اشرب او حتى ادور على شي آكله .
وأموت ولا اصحي عمتي اللي
دايم تسبني وتضربني حتى ولو بابا موجود .
واليوم هو مسافر ومدري متى بيجي ؟
وتصدقين يمه رجعت ونمت
وانا ميته جوع وضمى .
وقبل ما انام كنت افكر فيك فلو انتي موجوده ماكان نمت اصلآ وانا جيعانه وحتى لو صحيت ابغى اكل او ماء ، بصحيك يايمه .
ولكن والله يايمه ما ادري ايش اسوي .
ولكن يا امي ليش ما تحيين وتعيشين معي او تجي وتاخذيني لعندك .
بالله عليكي امي قولي لي ايش اسوي ؟
وبدأت الدموع تجري على خديها
وجلست على الارض
ووضعت راسها على ركبتها وهي تبكي من معاناة لايستطيع الكبار تحملها وكيف بها وهي بهذا السن .
واستمرت بهذا الوضع وقت ليس بالطويل .
حتى راحت في سبات عميق وعيناها الحزينه مغمضه على ما بها من احزان والآم ومآسي .
تلك العينان البريئه التي لم يرحمها الزمن.
منذ رحيل امها عن هذه الدنيا
ولم يتبقى لتلك الطفله احد له
قلب بقلب امها .
ولا حتى يد رحيمه تمسح على رأسها .
او تحاول زرع الابتسامه على
شفتاها الذابلتان كأوراق الخريف .
وانتشالها من ظلمة احزانها على رحيل امها .
والذي برحيلها احدث فراغآ
وافتقاد الرحمة والعطف والشفقه .
وكأنهم قد رحلوا برحيل الام .
وبقيت الدنيا بأناس
تجري القسوة فيهم مجرى الدم .
، ، ، ،
فما أرحمك أيها الموت
من حياة قست على من لا ذنب لهم .
rwm hgl,j Hvpl lk hgpdhm 2013