أسباب سقوط الحمل عند النساء
اعتدنا تعريف اسقاط الحمل او الاجهاض التلقائي، كخسارة الحمل قبل الاسبوع الثامن والعشرين لأنه لا يمكن اعتبار أي جنين عمره أقل من هذه المدة قابلاً للحياة والنمو. وفي هذه الأيام، نستطيع تعريف الاسقاط بأنه خسارة الحمل في وقت يصل إلى نهاية الأسبوع العشرين من بداية الحمل. وبالفعل كان بإمكان الأطباء في حالات معينة أن ينقذوا أطفالاً يولدون في الأسبوع السادس والعشرين من فترة الحمل.
فالطفل الذي يعيش في الرحم مدة أطول، تكون أعضاؤه بالتالي قد نمت أكثر.
لا يعلم أحد بشكل أكيد عن معدل حدوث الاسقاط، لكن في حالات الحمل المشخص حيث تعرف المرأة أنها حامل، يكون المعدل حوالي العشرين بالمئة. وحقيقة الأمر، أنه كل يوم تحدث حالات اسقاط أكثر من معدل 20 بالمئة، لأن بعض هذه الحالات قد تبدو كدورة شهرية شديدة ليس إلاّ ويمكن القول إن حوالي خمسين بالمئة من حالات الحمل الأولى يتم اسقاطها عفوياً. وهذا يعني أن، حملاً من اثنين على الأقل يسقط بشكل طبيعي.
فيما مضى كان الإعتقاد، أن المرأة تصبح مؤهلة للفحوص أو للاستقصاء حول سبب اجهاضها بعد ان يحصل لها ثلاثة اسقاطات متتالية على الأقل. أما اليوم، فإننا نفحص النساء بعد اسقاطهن، بدلاً من تركهن يعانين ثلاثة اختبارات مجهدة. ففي حوالي الخمسين بالمئة من الحالات يمكننا أن نتعرف إلى السبب وأن نقدم العلاج. يجب أن تحظى الأسابيع الاثنا عشر الأولى (فترة تكوّن الأعضاء) باهتمام شديد لأن هذه الفترة من الحمل هي الأكثر تعرضاً للاسقاط.
بعد الاسقاط يجب استشارة طبيب الولادة في أمور المستقبل، فالطبيب يوجه للزوجة والزوج العديد من الأسئلة. وكل سؤال وجواب قد يوضحان خطاً جديداً في المعالجة. مثلاً، إذا كانت الاسقاطات كلها تحدث في الفترة بين الشهر الرابع والسادس من الحمل، فقد تكون المشكلة في عنق الرحم الضعيف جداً، أو غير الكفؤ الذي لا يحمل الجنين. وإذا كان هناك تاريخ عائلي في الاسقاط من جانب الزوجة أو من جانب شريكها فقد يدل ذلك على مشكلة وراثية.
بعد الانتهاء من توجيه الأسئلة، يقوم الطبيب بمعاينة جسدية عامة لاكتشاف أي خلل صحي وكذلك فحص حوضي للتأكد من سلامة أعضاء الحوض ومن كون شكل الرحم طبيعياً، ويأخذ الطبيب عينة من إفرازات عنق الرحم ويزرعها في المختبر بهدف اكتشاف العدوى التي قد تساهم في احداث الاسقاط، مع إن هذا قد يكون لا أعراض له. وبعد ذلك تنظم سلسلة من الفحوص لمعرفة سبب الاسقاط.
الأسباب الممكنة للاسقاط:
1- العدوى: لاكتشاف ذلك يجب أن تؤخذ الافرازات من عنق الرحم وتفحص للتأكد من وجود أمراض تنتقل عبر ممارسة الجنس، مثل: الكلاميديا تراخوماتيس، السيلان، القوباء التناسلية، خاصة إذا اصيبت المرأة بهذه الأعراض في وقت مبكر من الحمل خلال الأسابيع العشرين الأولى. وهناك عدوى أخرى تسبب الاسقاط، هي داء البلازما السمية ''Toxoplasmosis'' التي تنقلها الحيوانات الأليفة، ومن المعروف انها تقود أيضاً إلى تشوهات الولادة، المخاض المبكر والولادات الميتة. وكذلك الحصبة الألمانية قد تتسبب في تشوّه الجنين، أو الاسقاط التلقائي.
2- أسباب هرمونية: كدراسة الغدّة الدرقية والتأكد من وجود إنتاج كاف خلال النصف الثاني من الدورة الشهرية لهرمون البروجسترون، وهو الهرمون الأكثر أهمية في أول الحمل وقد يطلب الطبيب قياساً لكمية هذا الهرمون في الدم في النصف الثاني من الدورة الشهرية القادمة.
3- تشوهات الرحم: أظهرت الأبحاث الطبية أن تشوهات الرحم مسؤولة عن حوالي اثني عشر بالمئة من حالات الاسقاط المتكرر خاصة تلك التي تحدث بين الأسبوع الثاني عشر والرابع والعشرين.
4- العوامل الوراثية: بعض حالات الاسقاط تكون ناتجة عن خلل وراثي او كروموسومي، كاضطراب في جينات البويضة او كاضطراب في كروموسومات النطف أو عدم التوافق البيولوجي بين النطفة والبويضة. إذا اكتشف خلل في الكروموسومات خاصة في أول حمل، فليس من الضروري أن يحدث ثانية. وتشير الاحصاءات ان حوالي الثلاثين بالمئة من الاسقاطات المتلاحقة، بعد الاسقاط الأول، تكون ناتجة عن خلل في الكروموسومات.
5- عوامل التجلط: ثبت أن بعض الحوامل يكون لديهن ما يسمى مضادات الدهنيات الفسفورية التي تعزز تجلّط الدم. والتجلّط المفرط يمكن أن يسبب انسداداً في الأوعية أو الشرايين الصغيرة، خاصة تلك الموجودة في الرحم أثناء الحمل، وهذا الانسداد يمنع الجنين من الحصول على غذائه من الدم والأكسجين، وإذا حدث ذلك فالجنين سيموت في أي وقت قبل الأسبوع العشرين. وعند وجود المضادات تهدف المعالجة إلى الفحص بأخذ عينة من دم الحامل وارسالها الى المختبر ليتم تحديد دور أي من هذه العوامل. وهناك عدة انواع من المعالجة متوفرة، ويعتمد ذلك على الأنواع المختلفة من المضادات.
6- مشكلة المناعة: تعني مشكلة المناعة ان المرأة الحامل، تنتج مضادات ضد انسجتها الخاصة، وهذا الاضطراب في المناعة هو احد العوامل التي ارتبطت بالمعدل المتزايد للاسقاط.
7- أسباب مشيمية:
- عدم افراز المشيمة للهرمون الخاص بها الذي يدعم بدوره استقرار الجنين ونموه.
- أورام المشيمة وزيادة افرازاتها كما يحدث في الحمل العنقودي.
- تمركز المشيمة الخاطئ بالقرب من عنق الرحم، مما يؤدي إلى سهولة اقتلاعها وحدوث النزف وبالتالي الاسقاط.
ما العمل في حال عدم وجود
أي سبب للاسقاط؟
في حال عدم وجود أي سبب للاسقاط، حتى بعد الاستقصاء المكثف، يبقى انه بامكان الزوجة اخذ بعض الاجراءات الوقائية.
وتُنصح بأن تأخذ الأمور ببساطة خلال فترة الحمل القادمة مع أكثر ما يمكنها من الراحة السريرية في الأسابيع التسعة إلى العشرة الأولى، ولا يعني هذا البقاء في السرير على مدار الساعة، بل الاستلقاء هنا وهناك مع قراءة كتاب أو مجلة أو مشاهدة التلفزيون، فالمهم هو الاستلقاء فقط، فالاسترخاء لا يجعل الحامل بحالة أفضل فقط بل يساعد الحمل أيضاً.
وهناك سؤال يسأل من قبل الزوجين، هو: متى يمكن محاولة الاخصاب ثانية بعد الاسقاط؟ حقيقة تبين الآن وان ليس هناك أي سبب طبي للانتظار. وعادة تعود العادة الشهرية بعد اربعة الى ستة اسابيع من الاسقاط، ويمكن للزوجين محاولة الاخصاب خلال تلك الدورة اذا رغبا، فالانتظار ليس ضرورياً.
Hsfhf sr,' hgplg uk] hgkshx