عجبت لمن تجلب التعاسة لنفسها؛
عجبت لمن تجلب التعاسة لنفسها؛
عجبت لمن تجلب التعاسة لنفسها؛
عجبت لمن تجلب التعاسة لنفسها؛ فهذه فتاة تخاطر بحرمان نفسها من شيء تتمناه وتتجاهله بقوة!!.
قال لها بعضهم: أنتِ تُعرِّضين نفسك للحرمان من شيءٍ تتمنِّينه، وترغبين فيه، ومع ذلك تضحكين رغم فقدانك له؟!
فردت قائلةً: أعلم ذلك، لكنني أَتَنَاسى موضوع الطرد، كي لا يُكدِّرَ عليَّ صفوَ حياتي!
ولما جاءتها أخت لها تحدثها حول موضوع الطرد قائلة: يا أختي ، أعلم أني إذا حدَّثتُك عن موضوع الطرد فسيضايقك ذلك كثيرًا، بل قد تسبينني أو تضربينني حتى أسكت، ولكن طردك هذا يُحزنني كثيرًا.
فصرختْ في وجهها قبل أن تُكمل حديثها قائلة: اسكتي، ليس لك شأن بي! الكثيرين من قريباتي وصديقاتي ومن أعرفهن لم يحدِّثونني عن هذا الطرد، فهم عقلاء ليسوا مثلك!
فقالت لها أختها: بل إنَّ هؤلاء هم السبب الحقيقي -والله- في تعرضك للطرد.
نظرت إليها نظرة استخفافٍ تام وولَّت مدبرةً.
الغريب في الأمر أنها لم تكن في حاجة لتعرض نفسها لمثل هذا الطرد، ولكن لشيء ما عرَّضتْ نفسها لذلك.
هذه الفتاة والتي تقول بلا حياء: إنني أتناسى موضوع الطرد لكي لا يكدِّرَ عليَّ صفوَ حياتي، إنها للأسف "صاحبة النَّمْص" التي تنتف حواجبها أو تقصَّها أو تحفَّها، قد أغواها الشيطان بأمره؛ فغيَّرتْ خلقَ الله في نفسها، قال تعالى حاكيًا قول الشيطان: ﴿وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ﴾ سورة النساء 119.
فهي التي عرَّضَتْ نفسها للطرد من رحمة الله، وذلك مع حبها لرحمته -سبحانه وتعالى- ولكن غفلتها وغرورها جعلاها تفضل رضا المخلوقين على رحمة رب الخلق أجمعين!.
أختي أعرف أن سبب إقدامك على ذلك هو إتباع الموضة التي لا تعترف بالقيود الشرعية، ولا بالأصول العرفية وأغلبها من دول الغرب الكافرة، وقد حذرنا رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه، من إتباع سنن اليهود والنصارى، وإن من سننهم: النمص والوشم والوشر كما هو حال نسائهن وعارضات الأزياء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لتتبعن سَنَنَ من كان قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه ). قالوا: ( اليهود والنصارى ). قال: ( فمن ). وفي رواية : فارس والروم ؟ قال : ومن الناس إلا أولئك ؟»
وقد لعن الله المتنمصات، فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال : لعن الله الواشمات والمستوشمات ، والمتنمصات والمتفلجات للحسن ، المغيرات خلق الله ، ما لي لا ألعن من لعنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو في كتاب الله ؟ واللعن: هو الطرد والإبعاد عن رحمته -عياذًا بالله من ذلك.
وبعض النساء يقلن أزواجنا من يأمروننا بذلك، ولكن لا يجوز طاعة الزوج في معصية الله، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق)
وبعض النساء قد تجهل الأمر ولا تعرف حكم الشرع فيجب إعلامهن به، فإذا هنَّ علمنَ الحكم الشرعي لهذا الفعل ثم أصررن على فعلهن فإنهن يكن داخلات تحت هذا الوعيد. وكم أحزنني قول إحدى قريباتي: هل تصدِّق أن الطالبات اللاتي في فصلي كلهن نامصات إلا أنا؟! فصرختُ بأعلى صوتي: إذا طُرِدَتْ المرأة من رحمة الله فتكون تحت رحمة مَن يا ترى؟! ما أقسى هذه القلوب البعيدة عن رحمة الله عز وجل! كم هي بحقٍّ غافلة، وإني لأخشى ألا تفيق إلا عند الموت، فإن من تفعل ذلك لا يعنيها ولا يهمها رضا الله عز وجل، وإنما الذي يشغلها رضا شبيهاتها عنها.
إن هذا لأمر مؤلم، فأي جنايةٍ جنتها على نفسها مَن أقدمت على هذه المخالفة! فإنها قد آثرت نزعَ شعيرات من هنا أو من هناك في وجهها على رحمة الله سبحانه، ومَن حُرِمَ الرحمةَ أدركه الشقاء.
وتحريم النَّمص هو الذي عليه العلماءُ، فها هو العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله- يقول: (لا يجوز أخذُ شعر الحاجبين، ولا التخفيف منهما؛ لما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «لَعَنَ اللهُ النَّامِصَةَ وَالمُتَنَمِّصَةَ» وقد بيَّن أهلُ العلم أن أخذ شعر الحاجبين من النَّمص). انتهى كلامه رحمه الله.
يقول الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله: (إزالة الشعر من الحاجبين إن كان بالنتف فإنه هو النَّمص، وقد لعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- النامصة والمتنمصة
وهو من كبائر الذنوب، وخص المرأةَ لأنها هي التي تفعله غالبًا للتَّجمُّل، وإلا فلو صنعه الرجلُ لكان ملعونًا كما تُلعن المرأة والعياذ بالله، وإن كان بغير نتفٍ كالقص أو بالحلق فإن بعضَ أهل العلم يرون أنه كالنتف؛ لأنه تغيير لخلق الله، فلا فرق بين أن يكون نتفًا أو يكون قصًّا أو حلقًا، وهذا أحوط بلا ريب. فعلى المرء أن يتجنب ذلك سواء كان رجلاً أو امرأة). انتهى كلامه رحمه الله.
ويقول الشيخ عبد الله بن جبرين -حفظه الله-: (لا يجوز نتف شعر الحواجب ولا ترقيقها، وذلك هو النَّمص الذي نُهِيَ عنه، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- لعن النامصات والمتنمصات المغيرات لخلق الله). انتهى كلامه رحمه الله.
ويقول فضيلة الشيخ ناصر الدين الألباني -رحمه الله- في كتابه "آداب الزفاف": (ما تفعله بعضُ النسوة من نتفهن حواجبهن حتى تكون كالقوس أو الهلال، يفعلن ذلك تجمُّلاً بزعمهن، وهذا مما حرَّمه رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- ولعن فاعله بقوله -صلى الله عليه وسلم: «لَعَنَ اللهُ الْوَاشِمَاتِ وَالمُسْتَوْشِمَاتِ وَالنَّامِصَاتِ وَالمُتَنَمِّصَاتِ وَالمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ المُغَيِّرَاتِ لِخَلْقِ الله». انتهى كلامه رحمه الله.
ولكِ أن تعلمي أختي أن الله جلَّت قدرته لم يُحرِّم شيئًا إلا لحكمةٍ، فمن حِكَمِ تحريم النمص:
أن فيه ضررًا على منطقة ما حول العين: وهذا تحذير يطلقه الأطباء:
أفيقي أيتها النامصة قبل فوات الأوان، فقد عزا مختصو عيون حالتين تعانيان من التهاب النسيج الخلوي حول العين لنتف الحواجب.
وقد اشتكت فتاةٌ في الثانية والعشرين من عمرها من احمرار وتورُّم حول العين، وذلك بعد يومين من نتف حواجبها. واشتكت أخرى من احمرار وألم حول العين، بعد يوم من نتف حواجبها وصبغها من قبل أخصائي تجميل، وبعد أربعة أيام التهبت منطقة ما حول العين، ودخلت المريضة المستشفى، وأعطيت المضادات الحيوية وريديًّا، ورغم هذا تشكَّلت فقاعات، وقد ظهر تشوهًا شديدًا في الوجه بعد الشفاء بحجم 6 سم.
يقول الدكتور وهبة أحمد حسن (الأستاذ بكلية الطب جامعة الإسكندرية) إن إزالة شعر الحاجب بالوسائل المختلفة، ثم استخدام أقلام الحواجب، وغيرها من مكياجات الجلد –له تأثيره الضَّارُّ، لأنه هذه المواد مصنوعة من مركبات معادن ثقيلة، مثل: الرصاص والزئبق، تذاب في مركبات دهنية مثل: زيت الكاكاو.
ولا تحتجي -أختي الغالية- بأن كثيرًا من النساء يفعلن ذلك، بل تذكري دائمًا قول الله تعالى: ﴿وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ﴾ ،وقوله: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ ، واقرئي قول الفضيل بن عياض: (الزم طرق الهدى ولا يغرَّنَّك قلَّةُ السالكين، وابعد عن طريق الغِوَاية ولا يغرَّنَّك كثرةُ الهالكين).
ولا تحتجي بأن زوجك يأمرك بهذا، وأن طاعة الزوج واجبة، لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
ويا أختي الغالية لك ما أحلَّه الله من الزينة ففيه الكفاية والغنى، وتذكري أن الوجه سيبلى، والخدود سيأكلها الدود، والجسد كله سيفنى، ولا يبقى لك في القبر إلا ما قدمتِ من عملٍ صالحٍ، تذكري الآن أن فعل النَّمص يطردك من رحمة الله، فكيف تقابلينه -عز وجل- وأنتِ مطرودة؟
نسأل الله لنا ولكم الهدى والتوفيق والسداد
u[fj glk j[gf hgjuhsm gktsihP