نقص النوم واضطراباته يزيدان من أمراض القلب
النوم مهم لكثير من أعضاء الجسم المهمة وترتبط زيادة النوم (النوم المفرط أو نقص النوم) أو اضطرابات النوم والنوم المتقطع باختلال في بعض أعضاء الجسم. وقد ربط الكثير من الأبحاث أهمية النوم بسلامة القلب والجهاز الدوري. ويتفاعل النوم مع وظائف القلب وتروية عضلة القلب بالدم والنشاط العصبي السيمباثاتيكي (التوتري) وتأثيره على عدد دقات القلب وضغط الدم. وخلال معظم مراحل النوم الطبيعي تقل سرعة دقات القلب ويحدث هبوط بسيط في ضغط الدم مما يؤدي إلى راحة القلب. ولكن عند المصابين باضطرابات النوم قد تختل هذه العملية وتحدث اضطرابات في القلب. من اضطرابات النوم التي تؤثر مباشرة على القلب والجهاز الدوري، اضطرابات التنفس أثناء النوم التي تسبب نقص الأكسجين والاستيقاظ المتكرر.
من هذه الاضطرابات توقف التنفس اثناء النوم بسبب ضيق مجرى التنفس (الحلق) والذي يسبب الشخير والاختناق أثناء النوم. وهذه التغيرات (الاستيقاظ المتكرر ونقص الأكسجين) ينتج منها زيادة متكررة في ضغط الدم ودقات القلب التي بدورها تزيد من احتياج القلب إلى الأكسجين ومن ثم احتمالات نقص تروية القلب خاصة عند المرضى المصابين بضيق في الشرايين التاجية.
وأظهر عدد من الدراسات العلمية أن توقف التنفس أثناء النوم بسبب انسداد مجرى الهواء (الحلق) قد يؤدي إلى الإصابة بتصلب وضيق الشرايين التاجية. وفي دراسة أجريناها في مستشفى الملك خالد الجامعي، وجدنا أن أكثر من 50 في المئة من المرضى الذين أدخلوا إلى العناية القلبية المركزة بسبب حدوث جلطة حادة في القلب أو نقص حاد في تروية القلب مصابون بتوقف التنفس أثناء النوم.
اضطرابات النوم وارتفاع ضغط الدم الشرياني والرئوي:
أثبتت الدراسات العلمية الحديثة أن تكرار نقص مستوى الأكسجين في الدم أثناء النوم بسبب انسداد مجرى التنفس (الحلق) يسبب زيادة في ضغط الدم الشرياني. والعلاقة بين المرضين وثيقة. فقد أظهرت الدراسات أن نحو 50 في المئة من المرضى المصابين بانقطاع التنفس أثناء النوم مصابون بارتفاع ضغط الدم، وأن انقطاع التنفس أثناء النوم هو أحد عوامل الخطر التي تؤدي إلى زيادة ضغط الدم، وقد تأكدت هذه الحقيقة في أكثر من دراسة علمية حديثة أجريت على مجموعات كبيرة من الأشخاص المصابين بانقطاع التنفس أثناء النوم، وأثبتت هذه الدراسات العلاقة القوية بين انقطاع التنفس أثناء النوم وارتفاع ضغط الدم حتى بعد استبعاد العوامل الأخرى التي تزيد من ضغط الدم كزيادة الوزن وتقدم العمر وغيرها.
ومن ناحية أخرى فإن نقص الأكسجين في الدم يسبب انقباض شرايين الرئة الذي بدوره يسبب ارتفاع ضغط الدم في شرايين الرئة. ومع مرور الزمن يصبح ارتفاع ضغط الدم في الشرايين الرئوية مزمنًا. وقد يؤدي هذا إلى فشل وهبوط في الجزء الأيمن من القلب مما ينتج منه تورم الساقين وفي بعض الأحيان تجمع السوائل في البطن. إضافة إلى ما سبق، فإن نقص الأكسجين في الدم أثناء النوم قد ينتج منه اضطرابات في دقات القلب، وهذه الاضطرابات قد تتسبب في توقف القلب أثناء النوم، أو حدوث نقص في تروية القلب إن كان معتلا.
انقطاع التنفس أثناء النوم وفشل القلب:
أوضحت الدراسات والبحوث العلمية أن ما بين 40 و50 في المئة من مرضى فشل القلب يعانون انقطاع التنفس بسبب انسداد مجرى التنفس العلوي أو انقطاع التنفس المركزي (توقف التنفس أثناء النوم من دون انسداد مجرى الهواء العلوي). كما أن هناك أدلة متتالية تدل على أن اضطرابات التنفس أثناء النوم قد تزيد من حدة وتقدم فشل القلب على المدى الطويل. وقد أثبتت عدة دراسات أخرى أن الوفاة عند مرضى القلب المصابين بانقطاع التنفس المركزي أكثر من مرضى القلب غير المصابين بهذا المرض، وأن العلاقة بين اضطرابات التنفس أثناء النوم وفشل القلب علاقة وثيقة وكل منهما يؤدي ويزيد من حدة الآخر. لذلك يؤدي علاج اضطرابات التنفس أثناء النوم إلى تحسن كبير في أمراض فشل وضعف القلب. كما أن العلاج الطبي لفشل القلب قد يقلل من اضطرابات التنفس أثناء النوم.
علاقة قصر مدة النوم باضطرابات القلب:
في دراسة قام بها فريق بحثي بريطاني، درس الباحثون أنماط النوم لدى عشرة آلاف و308 موظفين حكوميين وقارنوها بمعدلات الوفاة.
وأظهرت الدراسة نتائج مهمة حيث وجد الباحثون تضاعفا لخطر المرض بين الذين انقصوا ساعات نومهم من سبع ساعات إلى خمس في الليلة، مقارنة بالذين التزموا بسبع ساعات كل ليلة.
ووجد الباحثون كذلك خطورة أعلى لمن زادوا ساعات نومهم إلى ثماني ساعات على الأقل.
وقد جمع الباحثون المعلومات الأولية ما بين عامي 1985 و1988 ومن ثم جمعوا معلومات التابعة ما بين عامي 1992 و1993.
وللتأكد من وجود علاقة بين مدة النوم وأمراض اقلب قام الباحثون بعمل تحليل إحصائي خاص للسيطرة على العوامل الأخرى التي قد تؤثر على أمراض القلب مثل العمر والجنس والحالة الاجتماعية والدرجة الوظيفية والتدخين وممارسة النشاط البدني. واستمرت العلاقة بين نقص ساعات النوم وأمرض القلب بعد السيطرة على كل العوامل السابقة.
واستنتج الباحثون أن انتظام ساعات النوم نحو سبع ساعات كل ليلة يحقق أفضل النتائج للصحة، أما الإقلال المستمر من ساعات النوم فقد يزيد من احتمالات اعتلال الصحة.
ولكن من المهم تنبيه القراء أن عدد ساعات النوم التي يحتاجها الإنسان تختلف من شخص لآخر ولكن الدراسة تظهر متوسط عدد الساعات التي احتاجها المشاركون في الدراسة.
لذلك أضاف الباحثون: "النوم شأنه شأن الوزن أو مقاس الحذاء الخاص بك: كل منا لديه المقاس الذي يناسبه، وإذا نمنا أكثر مما نحتاج أو أقل منه فسوف يكون لذلك نتائج على الصحة".
krw hgk,l ,hq'vhfhji d.d]hk lk Hlvhq hgrgf