10حان الوقت لتعيد الأم سيطرتها على الموقف 2013
ويتصرّف بغضب شديد وأحيانًا عنيف عند أقلّ اعتراض
«يقول لا لكل شيء وفي المقابل تردّ الأم بنعم على كل شيء. يسير يومها على إيقاع احتياجاته ومشاكساته، يريد أن يأمر كل من حوله، ويضع قانونه الخاص، ويتصرّف بغضب شديد وأحيانًا عنيف عند أقلّ اعتراض، يستغلّ عاطفة والدته ويجعلها أداة طيّعة حاضرة لتلبية رغباته، ولا يقبل أي تأخير. حان الوقت لتعيد الأم سيطرتها على الموقف».
فهل هذا الطفل طاغية؟ ولماذا؟ ماذا يخفي وراء تعنّته وعناده ومعارضته المستمرة؟
يرى اختصاصيو علم نفس الطفل والمراهق، أن توتر الطفل واعتراضه على كل ما تطلبه والدته أمران عاديان بين السنتين والثلاث سنوات، ولكنهما يصبحان مقلقين عندما يستمران بطريقة يتعذر السيطرة على الموقف عندما يكون الطفل في الخامسة.
فقبل سن الثالثة يظهر الطفل استياءه من خلال أفعال غاضبة، واهتياج، وصراخ عندما لا يحصل على ما يريد.
ولكن عند سن الرابعة تخف ردود فعله العنيفة ليحلّ مكانها التعبير عن الغضب بالكلام. ورغم ذلك يرى الاختصاصيون أن التوتر ضروري لنمو الطفل، لأنه يعتبر أمرًا بنّاءً لا يمكن استبعاده.
فالطفل في حاجة إلى قواعد ومرجع حازم يحدد المسموح والممنوع، وهو بدوره يختبر دوريًا قدرة والديه على إلزامه بها.
- من هو الطفل الطاغية؟
يقال إن الطفل الطاغية أو المتسلّط هو الذي يدير أهله والأشخاص المحيطين به، أي أنه يخضع كل من حوله لمزاجه وطلباته.
وبالتالي فالأدوار العائلية معكوسة والطفل هو المسيطر وسيد المنزل الذي يرفض سلطة الأهل ويمارس ابتزازًا عاطفيًا. وهذا التسلّط ينقسم فئتين.
الأولى مجموعة التصرفات الطفولية التي توتر التوازن العائلي من دون أن يكون هناك مشكلة نفسية، فيما الفئة الثانية يكون تصرفها المتعنت مؤشرًا لصعوبة نفسية كبيرة.
- لماذا التوتر ضروري؟
على عكس المتوقع فغياب التوتر والـ «لا» يضعان الطفل في مواجهة أمور لا يكون مستعدًا لها من دون حماية والديه.
مما يؤدي إلى تعزيز الشعور المشوّش لديه الذي يقنّع قلقه ويحثّه ويحرّضه على الرفض وبالتالي يواجه والدته بطلباته التي لا تنتهي، وبتصرفاته التي تكون عدوانية فضلاً عن مواجهته مشكلات نوم.
وبهذا السلوك يجذب انتباه والدته ويبحث عن حمايتها. لذا على الأم أن تجد التوازن بين القسوة المفرطة والتجاهل، وعليها أن تؤكد له أن هناك أشياء تقبلها وأخرى ترفضها، فـ«لا» الأم تسمح له بالنمو، ووضع الحدود يشعره بالأمان ويعزز ثقته بالراشدين.
فالطفل الذي يعترض من دون أن يجد مقاومة ومواجهة لن يعرف تحديد هويته، لأنه يعيش من دون حدود وممنوعات.
وعندما يكبر لن يفهم أصول التعامل مع الآخرين لاسيما في المدرسة. فخوض الصراع والشعور بالتوتر يوفران له تعليمًا جيدًا عن الحياة الواقعية.
وعند إخفاق الأم في التفاوض مع طفلها تضطر لمعاقبته، ولكن عليها تنفيذ العقاب كي لا تخسر مصداقيتها، فهي عندما تتساهل ولا تنفذ قرارها سوف يعيد الكرة مرة أخرى.
حالة استثنائية
يظهر تصرّف الطفل المتسلّط بشكل متكرر وحاد لفترة طويلة، فمثلا ينبطح على الأرض، ويرمي الأغراض من حوله أو يتذمر بمجرد أن تطلب منه والدته أمرًا، وغالبًا ما يكون هذا التصرف نتيجة حصول حدث جديد كولادة أخ، أو حصول أمر طارئ في البيت يشعره بأنه مهمل، وربما يتألم من نقص عاطفة والدته، ويعاني صعابًا يريدها أن تشاركه فيها.
- متى على الأهل أن يقلقوا؟
بين السنة والسنتين يكتسب الطفل وعيًا أخلاقيًا يضع في وعيه الخاص مواجهة وعي الآخرين. وحتى سن الثالثة يظهر اعتراضه بأشكال متعددة منها رفض سلطة الوالدين، وهذا السلوك لا يجوز أن يستمر طويلاً، بل يجب أن يتقلص إلى أن يزول، ودور الأهل رئيسي في هذه السن، لذا عليهم تحديد القواعد وتعريفها في الإطار العائلي الذي يعيش فيه الطفل.
وتصبح هذه المعارضة مرضية عندما تدوم بالزخم نفسه وتتنامى بعد السن الثالثة. ويعتبر رفض السلطة بشكل منهجي مؤشرًا لأن الطفل طاغية، وترافق هذا الرفض أعراض أخرى مثل تدني درجاته المدرسية، أو فشل مدرسي قوي وانخفاض مستوى تقويم نفسه الذي يمكن أن يكون مؤشرًا لصعوبة نفسية، فضلاً عن أزمات الغضب التي تكون من دون تمييز أو سبب، فكل من حوله من المحتمل أن يكون السبب أو الضحية.
10phk hg,rj gjud] hgHl sd'vjih ugn hgl,rt 2013