يعد حب الشباب مشكلة شائعة جداً بين الأطفال المراهقين، إلا أنها في أغلبية الحالات لا تعتبر مشكلة طبية خطيرة، ما يؤدي إلى تجاهلها أو إهمال علاجها، فيتعرض الطفل لمشكلات نفسية ولخطر ترك ندوب في الوجه. فهل يمكن تفادي الإصابة بحب الشباب؟ وما العلاج المتبع في حال ظهور تلك البثور؟ تشير الإحصاءات إلى أن 99 في المئة من الأطفال بين سن الـ12 والـ17 سنة يعانون مشكلة حب الشباب. في الوقت الذي ينجح عدد كبير منهم في معالجة مشكلته، عن طريق استخدام الأدوية التي تباع من دون وصفة طبية، يعاني قسم آخر منهم حالات شديدة من حب الشباب تحتم عليهم اللجوء إلى طبيب اختصاصي في الأمراض الجلدية. في أغلب الحالات، يبدأ حب الشباب في الظهور بين سن 10 و13 سنة ويدوم عادة من خمس إلى 10 سنوات. تزول هذه المشكلة بمفردها مع بلوغ الطفل العشرين عاماً، إلا أنها قد تستمر أحياناً، إلى أواخر العشرينات أو الثلاثينات من العمر. اللافت أن حب الشباب يصيب المراهقين الذكور والإناث على حد سواء، مع وجود اختلاف، حيث إن أغلبية حالات حب الشباب عند الذكور تكون شديدة وغالباً ما تترك آثاراً في الوجه، لأن الشاب يهمل علاجها أو يرفض اللجوء إلى اختصاصي. في حين أن الفتيات تتأثر حالتهن عادة بالتغير الهرموني، المرتبط بالدورة الشهرية وبالمواد التجميلية التي يستخدمنها، وهن أكثر عناية ببشرتهن من الشبان. - براءة الشوكولاتة: في الإجمال تظهر بثور حب الشباب على الوجه، وتعد مناطق الجبين والأنف والذقن التي تسمى طبياً باسم “تي زون”، أكثر المناطق التي تتركز فيها البثور، نتيجة وجود عدد كبير من الغدد الدهنية فيها. لكن، من الممكن أن نرى ظهور حب الشباب في الرقبة والصدر والظهر والكتفين، وفروة الرأس وأعالي اليدين والرجلين. لكن ما أسباب ظهور حب الشباب؟ على عكس الاعتقاد الشائع أن عدم تنظيف الوجه أو أن تناول بعض الأطعمة، مثل الشوكولاتة والبطاطا المقلية يسبب ظهور حب الشباب، يوضح الأطباء أن هذه البثور تظهر نتيجة انسداد مسامات البشرة بنوع من الدهون يُعرف باسم الزهم. في العادة، تفرز الغدد الدهنية مادة الزهم بهدف ترطيب البشرة وشعيراتها. والمشكلة تبدأ مع ازدياد نشاط الهرمونات في فترة البلوغ، حيث يحصل إفراط في إفراز هذا النوع من الدهون، ما يؤدي إلى تكون بثور ذات رؤوس بيضاء أو سوداء، التي يطلق عليها اسم “حب الشباب”.
- علاج حب الشباب:
حالياً، صار في الإمكان علاج أي حالة من حالات حب الشباب مهما تكن شديدة. ويُنصح دوماً بالبدء باكراً في العلاج كي يوفر على الطفل المراهق الكثير من المعاناة النفسية، ولتفادي تفاقم البثور وتحولها إلى ندوب. العامل الأساسي الذي يساعد على التخلص من تلك البثور المزعجة وتفادي ظهور أخرى جديدة، يكمن في معرفة أن العلاج يتطلب وقتاً لكي يعطي مفعوله، وأن العلاج الذي يناسب شخصاً ما ليس بالضرورة أن يكون فاعلاً مع شخص آخر، إضافة إلى ضرورة استشارة طبيب اختصاصي في الأمراض الجلدية لاسيما إذا بدت الحالة شديدة.
إن العلاج الذي يعدُ بالحصول على نتائج سريعة للقضاء على حب الشباب، هو مجرد مادة إعلانية تجذب المراهقين. إذ سرعان ما سيتبين عدم فاعليته. في الواقع، لا يمكن القضاء على حب الشباب بين عشية وضحاها.
إذ يشير الأطباء إلى أن كل علاج يحتاج إلى حوالي 6 أو 8 أسابيع لتظهر نتائجه الفعالة. من المهم جداً الاستمرار في العلاج حتى ولو زالت البثور، وذلك لضمان عدم عودتها مرة أخرى.
هناك نوعان من الأدوية لعلاج هذه المشكلة،
أدوية تباع من دون وصفة طبية، هي تعتمد في مكوناتها على مادة “بنزويل بيروكسيد” التي تقضي على الجراثيم وتفتح المسامات وتزيل البثور، وهي تتوافر بأشكال عدة، من سائل ومرهم وجل وبماركات مختلفة. أغلبية المراهقين يعتمدون على هذه الأدوية ويحصلون على نتائج الطبيب، في حالات كثيرة من حب الشباب،
يلجأ الطبيب إلى الدمج بين علاجين أو أكثر للحصول على النتيجة المرجوة.
- نصائح مهمة:
يشير الأطباء إلى أن غسل الوجه بشكل مفرط ممكن أن يسبب تهيج البشرة وسد المسامات وزيادة سوء حالة البثور،
من هنا ضرورة تشجيع الطفل على غسل وجهه مرتين في اليوم بصابون طبي، وتفادي حفه بقوة.
وينصح الأطباء، بعدم لمس الوجه بالأصابع لأن ذلك ممكن أن يؤدي إلى انتشار البكتيريا التي تسبب التهاب المسامات وتهيجها. كما يجب عدم وضع أي أشياء على الوجه مثل سماعات الهاتف.
من المهم جداً، غسل اليدين قبل وضع أي مراهم أو أدوية على الوجه بهدف الحد من تكاثر البكتيريا.
في حال كان الطفل يرتدي نظارة شمسية أو طبية، عليه أن يحرص على تنظيفها باستمرار لمنع الدهون من سد المسامات حول العينين والأنف. يُستحسن أيضاً الابتعاد عن ارتداء المناديل والقبعات التي يمكن أن تعلق بها الأوساخ والدهون.
كذلك يشدد الأطباء على ضرورة إزالة الماكياج قبل النوم، هذا بالنسبة إلى الفتيات المراهقات. وشراء مواد تجميلية خاصة بالبشرة الحساسة ومزودة بعلامة كُتب عليها “noncomedogenic” أو “nonacnegenic”. كما يجب رفع الشعر عن الوجه وإبقاؤه نظيفاً لمنع الأوساخ أو الدهون من الدخول إلى مسامات الوجه.
ويؤكد أطباء الأمراض الجلدية ضرورة حماية البشرة من أشعة الشمس، وعدم تصديق مقولة إن الاسمرار يقضي على البثور، بل فعلياً هو يقوم بإخفائها لفترة مؤقتة، وقد يسهم في زيادة إفراز الزهم فيتفاقم الوضع بدلاً من تحسنه.
* معتقدات خاطئة عن حب الشباب
- قلة النظافة تسبب ظهور حب الشباب:
إنه اعتقاد خاطئ لأن حب الشباب لا تسببه الأوساخ الموجودة على سطح البشرة الدهنية. على العكس، التنظيف الكثيف والحف يمكن أن يهيجا البشرة ويزيدا من سوء حالة البثور. إن أفضل طريقة لتنظيف الوجه، هي غسله مرتين في اليوم وليس أكثر، بمياه فاترة وصابون خاص للبشرة المصابة بحب الشباب، مع تدليكه بحركات دائرية.
- الأطعمة الغنية بالدهون والسكر تؤدي إلى ظهور البثور:
لم تؤكد الدراسات العلمية وجود أي رابط بين ما يتناوله الإنسان وحب الشباب. بمعنى آخر، إن الطعام لا يسبب حب الشباب.
- التوتر أحد أسباب حب الشباب:
إن التوتر الناجم عن ضغوط الحياة اليومية والعادية لا يؤدي إلى ظهور حب الشباب. لكن في المقابل علاج التوتر المرضي ببعض الأدوية، التي تكون لها آثار جانبية ويتجلى ذلك في ظهور البثور.
- حب الشباب يزول بمفرده ولا حاجة إلى علاجه:
في الواقع أصبح في الإمكان اليوم علاج حب الشباب، وكلما كان التبكير في علاجه جنبنا المراهق الكثير من المعاناة.
من المهم جداً استشارة طبيب اختصاصي في الأمراض الجلدية قبل البدء في أي علاج.
ugh[ pf hgafhf 2013