مع تساقط حبات المطر على غزة شاهدنا على شاشات التلفاز احتفالات ضخمه اقامتها حركة حماس بمناسبة مرور 25 سنه على انطلاقها على يد مؤسسها الشهيد احمد ياسين رحمه الله.وكان الاحتفال ضخما بمعناه ايضا فهو بمناسبة اليوبيل الفضي لحركة المقاومة الاسلاميه( حماس) اضافة الي الاحتفال بالنصر الذي تم على العدوان الاسرائيلي الاخير والذي ضربت اثناءه صواريخ المقاومه تل ابيب والقدس وبئر السبع ومعظم المدن الاسرائيليه يضاف الي هذا وصول قادة المقاومة الموجودين في الشتات وعلى رأسهم السيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة (حماس) الذي وصل غزة بعد غياب طويل اكثر من 45 سنة قضاها في المنافي واستمع الحضور الذين ضاق بهم المكان على سعته وبين تكبير كتائب القسام استمعنا الى الاخ اسماعيل هنية في خطاب حماسي عن اسباب النصر الذي تحقق ضد اسرائيل وعن الجهد الشاق الذي بذلوه بعد انتهاء عدوان اسرائيل سنة 2008 استعدادا لهذه المعركة من تسليح وتدريب شاق الخ بان هذا بداية الانكسار الاسرائيلي وبداية الانتصارات العربيه باذن الله.وبعد هذا قدم لنا السيد مشعل قائلا الاخ الحبيب المحبوب والقائد ( ابو الوليد) ويبدو ان هذا الترحيب الحار جاء تاكيدا على مصالحة جناحي حماس في داخل غزة وفي الخارج فمعلوم ان خالد مشعل صرح أنه لن يرشح نفسه لرئاسة المكتب السياسي لحركة حماس ولكن يبدو ان الخلاف بين الجناحين قد انتهى وهما جنا حماس في غزة والجناح الاخر لحماس في الخارج وهو الاكثر اعتدالا فقد وصل الاخ ابو الوليد الي المنصة بين تصفيق غير مسبوق وهتافات التكبير من كتائب القسام ثم بدأ مشعل خطابه التاريخي وقبل الدخول في الخطاب فان وصول خالد مشعل الي غزة يجب الوقوف عنده قليلا فلماذا جاء الي غزة؟وما هي مخططاته في المستقبل المنظور ؟وهل انتهى الخلاف بين جناحي حماس؟ وماذا عن المصالحه الفلسطينية؟وهل هناك مفاوضات مع اسرائيل؟ اسئلة سوف نجيب عن بعضها بقدر المستطاع – ركز السيد مشعل على الثوابت التي تلتزم بها حركة حماس واهمها تحرير كل فلسطين وعدم التفريط بذرة تراب من ارض فلسطين وبعدم الاعتراف باسرائيل وبعدم التدخل في شؤون اي دولة عربيه ثم دعا الي الوحدة الوطنية وانهاء الانقسام بين غزة ورام الله مؤكدا ان المرجعيه هي منظمة التحرير الفلسطيينية . والاهم من ذلك خطابه الموجه الى الاردن.
فقد بدأ واضحا ان مشعل لم ينس فضل الاردن عليه عندما امر نتنياهو الموساد الاسرائيلي باغتيال خالد مشعل في عمان سنت 1997 بعد عملية فدائية لحماس اسفرت عن مقتل 16 اسرائيليا وجرح اخرين ونفذ ضابطان من الموساد الاسرائيلي اوامر نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل في ذلك الوقت فحاولا اغتياله في احد شوارع عمان وذلك بحقنه بمادة سامة ولقد اعتقلت الشرطة الاردنية رَجلي الموساد واتصل المغفور له جلالة الملك الحسين بالرئيس الامريكي وهدد بالغاء عملية السلام كلها الا اذا ارسلت اسرائيل الترياق لانقاذ حياة مشعل وفعلا هذا ما حدث فقد اجبرت اسرائيل على ارسال الترياق وهكذا انقذ مشعل من موت محقق !!.ولا يخفى ان مجرد محاولة اغتيال اي قائد في المقاومه الفلسطينية يكون وساما على صدره فهو اقرب الي الشهادة التي يتمناها الجميع وكانت هذه الواقعة نقطة تحول في تاريخ مشعل فقد تحول من مدرس سابق الي احد ابطال المقاومة الفلسطينية.خالد مشعل تذكر هذا وهو يقف بين جموع اهل غزة (فقال وهو يوجه كلامه الى جلالة الملك عبدالله:- الاردن هو الاردن وفلسطين هي فلسطين ولا يوجد وطن بديل في الاردن على الاطلاق بل ارض فلسطين هي وطن الفلسطينيين والاردن اخ شقيق فليطمئنوا ) وكانت هذه لفتة من رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يشكر عليها فان نتنياهو ووزير خارجيته ليبرمان ومن قبله شارون كانوا ينادون بالوطن البديل في الاردن ومع اننا كررنا رفضنا لهذه المقولة مرارا وتكرارا الا انها اليوم تاتي على لسان خالد مشعل في حفل ضخم في غزة مما يجعل موقف حماس حازما وواضحا في رفض الوطن البديل .ولكن تساءل البعض لماذا سمحت اسرائيل للسيد مشعل بالدخول الي غزة بينما منعت السيد ( رمضان عبد الله شلح) الامين العام لحركة الجهاد الاسلامي من الدخول الي غزة؟ قال البعض ان الدخول الي غزة له ثمن (وابو الوليد) دفع الثمن مقدما عندما غادر دمشق وهي التي تدعي المقاومة وترتبط بايران وذهب ليقيم في قطر.وهذا في اعتقادنا راي فاسد فان قائد حماس لا يستطيع ان يتفق مع بشار الاسد وهو يدمر سوريا ويقتل ويجرح ويهجرالالاف من الشعب السوري الشقيق وربما يستعمل الاسلحة الكيماوية وتعتبر من اسلحة الدمار الشامل في قاموس الاسلحة. وها هي مخيمات اللاجئين السوريين في الاردن وفيها عشرات الالوف والعدد مرشح لان يصل الي مليون لاجئ سوري بحسب تصريح رئيس المفوضية الاوروبية في عمانمنذ بداية الثورة السورية المباركة.الحقيقة ان اسرائيل لها هدف من زيارة مشعل الي غزة فقال (يوائيل جوزينسكي) مدير معهد دراسات الامن القومي ( ان حماس بقيادة مشعل تحاول ترك المحور الايراني لكن هذا ليس سهلا لان حماس لا زالت تعتمد على ايران في التمويل والتسليح )واضاف مشعل ان مصر سوف ترعى المصالحة الفلسطينية بين حماس وفتح وامتدح قبول دولة فلسطين في الامم المتحده بصفة مراقب مؤكدا اصرار حماس على تحرير فلسطسن كلها .في الحقيقة الخطابة سهلة والشعارات اسهل ولكن المهم ما يصطدم به عند التطبيق وعلى اي حال نحن نقول يا رب النصر من عندك واتذكر كلمات الامام الشافعي رحمه الله فهو من غزة فقد قال:-
والله اني لارض غزة لمشتاق وان خانني من شدة الشوق كتماني
سقى الله ارضا لو ظفرت بتربها كحلت به من شدة الشوق اجفاني
ohg] laug gl dksQ hkrh` hgHv]k gpdhji 2013