أعلن مسؤول حكومي تونسي أن دولاً غربية أعربت عن قلقها من التجاوزات القانونية التي ترتكبها “الرابطة الوطنية لحماية الثورة” (الميليشيا غير حكومية) المحسوبة على حركة “النهضة” الإسلامية الحاكمة، فيما يتواصل الاحتقان الاجتماعي قبل يومين من إضراب وطني دعا إليه النقابيون، ولقي ضابط أمني حتفه في اشتباك مع مجموعة مسلحة على الحدود مع الجزائر .
وقال التهامي العبدولي كاتب الدولة المكلف الشؤون الأوروبية في وزارة الخارجية التونسية، إن مسؤولين في وزارات خارجية دول غربية شاركوا في اجتماع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا الذي عقد في دبلن بأيرلندا في 6 و7 ديسمبر/كانون الأول الحالي، أعربوا له عن “القلق” من تجاوزات رابطة حماية الثورة وتساءلوا “ماذا تفعل هذه الرابطة، وأين القانون، وأين القضاء؟” .
وأضاف العبدولي وهو قيادي في حزب التكتل (يسار وسط) شريك حركة “النهضة” في الائتلاف الحاكم، في تصريح لإذاعة شمس إف أم التونسية الخاصة، إن هؤلاء المسؤولين الذين لم يسمهم لفتوا إلى أنه “لا يمكن لرابطة حماية الثورة أن تعوض تدخل الدولة لإحلال القانون وإحلال السلم” . وشدد على ضرورة “تفعيل القانون” و”حل رابطات خراب الثورة” .
وأوضح العبدولي أن عدداً من المسؤولين الكبار منهم هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأمريكية، وسيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي “عبّرا عن تخوّفهما مما تعيشه تونس من أحداث” . وأشار إلى أن كلينتون ولافروف “تجاوزا مرحلة القلق تجاه تونس إلى مرحلة أخطر، ألا وهي الشك في نجاح المسار الانتقالي وسط هذا المخاض الاجتماعي العسير الذي تعيشه تونس” .
وفي الرابع من الشهر الحالي أصيب العشرات بجراح عندما هاجم محسوبون على رابطة حماية الثورة مقر الاتحاد العام التونسي للشغل (أكبر مركزية نقابية في تونس)، مستعملين “كل أدوات الإرهاب والتخريب من حجارة وعصي وقضبان حديدية وغازات مشلة للحركة” وفق بيان اتحاد الشغل . وأكدت وزارة الداخلية أن “أغلب” مهاجمي مقر الاتحاد ينتمون إلى “الرابطة الوطنية لحماية الثورة” .
وينظم الاتحاد بعد غد الخميس 13 ديسمبر/كانون الأول الحالي إضراباً عاماً هو الأول منذ 34 عاماً احتجاجاً على مهاجمة مقره .
وقرر الاتحاد النقابي الدولي تأييد الإضراب العام في تونس . وأبدت الأمينة العامة للاتحاد النقابي الدولي شارن بورو دعمها لكبرى النقابات التونسية “في مواجهة الهجمات التي تستهدفها” . وقالت في بيان إن “الهجمات المتكررة على الاتحاد العام التونسي للشغل، الركن العمالي للثورة التي تواصل النضال من أجل ديمقراطية فعلية وعدالة اجتماعية، مرفوضة تماماً” . وأضافت “فيما يستعد التونسيون لإحياء الذكرى الثانية لثورتهم، تجدد الحركة النقابية الدولية تأكيد دعمها وتضامنها مع الاتحاد العام التونسي للشغل، الفريق الرئيس في بناء تونس عادلة وحرة” .
وتخشى الأوساط السياسية أن يُسهم هذا الإضراب العام الثاني من نوعه الذي ينفذه الاتحاد العام التونسي للشغل منذ العام ،1978 في زيادة حدة الاحتقان في البلاد بما يهدد مسار المرحلة الانتقالية الثانية التي تعيشها البلاد منذ إطاحة نظام الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي في 14 يناير/كانون الثاني 2011 .
وفي خضم هذا التوتر، لقي ضابط أمن تونسي، أمس، حتفه في مواجهات عنيفة بين قوات الأمن ومسلحين على الحدود مع الجزائر بعد يومين من مصادرة الشرطة سيارة بها متفجرات وأسلحة واعتقال سلفيين اثنين .
وقال محمد الصغير الحمزواي المسؤول بمستشفى القصرين، إن “الشرطي أنيس الجلاصي وعمره 27 عاماً مات بعد إصابته برصاصة أثناء مواجهات بين الأمن وعناصر سلفية في بوشبكة على الحدود مع الجزائر” .
وقال أحد السكان إن المواجهات دارت بين مسلحين دخلوا من الجزائر وقوات الحرس والجيش التي استعانت بطائرة هليكوبتر لمحاصرة المسلحين في منطقة بوشبكة ولم تتضح هويتهم على الفور .
j[h,.hj jedv a;,;hW td k[hp hglshv hghkjrhgd td j,ks 2013