مشعل : بس مو زين لها تتذكر
محمد : يعني شسوي ؟ امنع عنها التفكير ؟
مشعل : انا بروح اشوفها
محمد : بس لاتضغط عليها خلها على راحتها يمكن ماتبي تتكلم
مشعل : بس هذي مو حاله اختك بتروح دام استمرت على هالحال
محمد : لاتحاول سوينا كل السبل معاها نفس النتيجه الانعزال والهدوء
مشعل انقهر الا يشوف حل
مشعل : انزين ترى بروح اشوف شفيها تجي معاي ؟
محمد : لا انا بقعد لاني ادري انها بتقول مافيني شي وخروا عني
مشعل : بس يمكن تستحي مني ولا تقولي هالكلام وتسمعني للأخر
محمد : مادري جرب وشوف
مشعل : يعني ماراح تجي معاي ؟
محمد : لا
مشعل : كيفك
راح مشعل وهو متضايق من الحال اللي توصلته ديمه . المفروض ماتسوي جذي بروحها وتسلم روحها للذكريات وتصير اسيرتها قرر يسوي اللي عليه بس يطلعها من هالحـاله ولو يخفف عنها أي شي
تقرب مشعل من النهر وصار خلفها شافت ظلاله قبالها وبلعت عبرتها ماتبي احد يخفف عنها بتنهار عمرها ماشكت ولا قالت اللي بقلبها الا له ولشبيهه الحين تأكدت ان وجود مشعل بحياتها بيسبب لها الالم فوق الالم اللي هي فيه فتح لها جروح قديمه حاولت تنساها بس الغريب من هذا كله انها ماشكت الا له !!
مشعـل : ديمه
ديمه لفت عليه : هلا
مشعل : امممم انا اسف نسيت والله (وحط ايده على راسه) نسيت ان المرحوم متوفي غرقان راح عن بالي ساعتها ماكنت ادري انج تخافين من البحر او النهر عشان هالسبب ماكان قصدي اقلب عليج المواجع
ديمه : ليش تتأسف انا كنت ناسيه اصلا لاني اشوف البحر او النهرعادي بس ما ادخله دايما كنت اقوله لا تدش البحر كان يقولي لازم نحدق انا وربعي وشالفايده ؟ راح اخاف والله اخاف من البحر غاامض والداخل فيه مفقود والخارج مولود
مشعل : مو مشكله اتخافين من البحر لانج مو محتاجته بشكل اساسي عشان تدخلينه اللي يحبونه يدخلونه بس المشكله انج تقوقعين نفسج بزمن ولا تطلعين نفسج منه خلاص انسي المرحله اللي طافت انتِ بمرحله جديده الضربه اللي ماتقتل شتسوي !!؟
ديمه بحزن : تقـوّي
مشعل : وانا ابيج قويـّه وابيج تنسين كل ذيج الذكريات اللي ما جنيتي منها الا الالم شاللي استفدتيه منها ؟ ضيعتي كورس كامل ضيعتي قعده اهلج ولمتهم وسوالفهم انعزلتي انطويتي على روحج ضيعتي صحتج ديمه اللي تسوينه لا ترضين فيه الله ولا رسوله انا ماقلت لج هالكلام االا لاني اشوفج عزيزه على الكـل ومحد يحب يشوفج بهالحـال انا مابي منج الا وعـد
ديمه : شنو ؟
مشعـل : تتغلبين على الصراع اللي داخلج وترسمين الابتسامه على وجهج على طول وتنهين صفحه الماضي ومن اليوم تفتحين صفحه جديده الجاي احلى صدقيني عطي دنياج فرصه تعطيج ماعندها مثل ماعطتج من مرّها تعطيج من حلاوتها
ديمه من سمعت كلامه لاشعوريا ابتسمت حست بشي غريب حست بهالانسان ساحر عرف يحط ايده على الجرح ويداويه وهي اللي عجزت تداويه شهور ديمه كانت محتاجه وقفت احد معاها تبي شي معنوي ماتبي الماديات مشعل بكلامه لها كان اكبر دافع لها لتغيير الحال اللي هي فيه عرف بكلامه يطلعها من حالتها المؤقته على الاقل عطاها روح المنافسه والتحدي وخلاها تتحدى ذاتها " اانا شلون ضيعت سنين عمري وانا مدفونه بذكريات راحت مالها رجعه صج ان كل انسان محتاج لذكرياته بس يتذكر الحلو منها ويترك المّر صحيح ان الفتره اللي مرت ماكانت كافيه اني انسى اللي صار لكن اانا اقوى من جذي لازم اسوي حد لكل هالصراعاااات اللي بداخلي لازم اغير نظره الكل فيني "
كلامه اثر فيها بشكل كبير حيل خصوصا وانها تعبتره عمها مبارك بكل شي فا تقبلت منه هالكلام اللي بيكون شمعه تنور عليها دربها من ظلام الذكريات
مشعل : توعديني ؟
ديمه هزت راسها بايجاب
مشعل : من اولها خنتي الوعد ؟
ديمه طالعته باستغراب
مشعل :وين الابتسامه اللي قلناعنها ؟
ديمه ابتسمت بشوق كبير انها تتغلب على اللي بداخلها وترضي ذاتها والكل
مشعل نادى محمد
محمد : يلا عاد وين اهلي؟
مشعل : مكاننا هذا واضح للكل اذا خلصوا من جولتهم بيشوفونا
قعدت ديمه ومحمد بالكراسي مشعل راح كوشك يبيع ايس كريم وخذالهم وقعدوا ينطرون ومرت نص ساعه ثانيه
محمد : بقى صورتين
ديمه : أي ديربالك لاتزيد عن خمس وراي اسبوع بصور فيهم
محمد : انزين زيدي لي وحده لاتصيرين بخيله
ديمه : يلا عاد حمود لاتصير جذي
مشعل ابتعد عن مكانهم وراح يشوف متى يوصل القارب الي فيه بومحمد واول ماردّ نادى محمد
ديمه قعدت تاكل ايس كريم ومستغربه شعندهم مشعل ومحمد يتساسرون ! بعدين راح محمد للمكان اللي كان فيه مشعل اول ورجع مشعل قعد بالكراسي
ديمه زهقت من القعده وشافت ان اهلها مطولين قامت تتمشى على النهر
مشعل : وين رايحه ؟
ديمه : بتمشى وبشوف حمود طوّل
توتر مشعل : لا تروحين الحين هو بيجي
ديمه : ليش ؟
مشعل : اهناك زحمه
ديمه : بس انا بتمشى على النهر ماراح اروح الساحه
مشعل ماقدر يضغط عليها اكثر سكت وتوتر اكثر
قربت اكثر ديمه من مكان الازدحام و انبهرت باللي شافته ارقوزات ومهرجان كبير واللي يرسمون وجوه واللي يرقصون استعراضات واستغربت " ليش مشعل مايبيني اجي هني ؟"
واستانست على الجو ودخلت معاهم و كانت هناك مجموعه من الفرق اسباني ايطالي فرنسي كانت تقام عروض بالساحات الموجوده ودخلت بالزحمه وقعدت تشوفهم وتصفق وانقهرت لان التلفون مومعاها مع محمد كانت تبي تصور ماكانت بتطوف هالفرصه وترجع راحت نص ساعه زياده وهي مو حاسه فيها من الاجواء اللي كانت فيها بجانب ثاني كانوا محمد ومشعل قاعدين
مشعل : أهي قالت بتتمشى وبتروحلك
محمد : لا ماشفتها
مشعل : لاتقول دشت الاحتفال !
محمد: ياخي خلها تستانس هي تعرف وينا
مشعل : ماكنت ابيها تروح تشوف ااستعراض الجلاب اللي مسوينهم وراحت دشت المهرجان ياسلام
محمد : هههههههههه اتصدق استانست