" أن قسم الزواج الأسباني رباط أبدي يا أيفين , على الأرض وفي السماء , وسواء كانا معا أو كانا مبتعدين , لهذا السبب يجب على الرجل أن يكون على ثقة , ويجب على الزوجة ألا تتعامى عن الأشياء الأخرى الخارجة عن نطاق الحب , وعليها أن تشعر نحو الرجل بأكثر من الأعجاب أو العاطفة وبأكثر من الأمتنان لأنه ربما كان طيبا نحوها , في البداية يكون التألم في الحب أكثر من السرور به".
لم تستطع أيفين أن تقرأ التعبير المرتسم على وجهه , ففي تلك اللحظة أنطفأت أحدى الشموع , ولكن حديثه عن التألم في الحب معناه أنه يشعر به , وأنه واقع في الحب , وأنه سيتزوج ليس فقط من أجل أنجاب وريث يحمل أسمه , سيتزوج من أجل الزواج نفسه لأنه يريد المرأة أكثر من أي شيء آخر على الأرض.
وأخيرا بدت الغرفة باردة , وشعرت أيفين برعشة , وأخذ ضوء الشموع يذبل , فنهضت من مقعدها المريح وقالت :
" الوقت قد تأخر جدا , ربما يغشاني النوم أثناء دروس الغد".
" أجل , على كل منا أن يأوي الى فراشه".
ومد يده ليلتقط عصاه , ولكنها زلقت من يده ووقعت على الأرض ,وفي لمح البصر أسرعت أيفين الى الأمام لكي تلتقطها , وقدمتها اليه بأبتسامة تلاشت في الحال بعد نظرته القاسية اليها وهو يأخذها , نظرة قاسية كأنما ضربها بالعصا.
تراجعت حائرة خائفة وهو يقول :
" أذهبي الى غرفتك !".
فقالت والكلمات ترتعش على شفتيها:
" ألا تقول طاب مساؤك؟".
" طابت ليلتك , في المستقبل أحتفظي بشفقتك ولا تستعيدي الأشياء التي تسقط مني كأنما أنا عاجز ضعيف !".
أجابته :
" آسفة".
ولكن كلماته جرحتها وخنقتها دموعها وهي تجري خارجة من الغرفة , وصعدت الدرج المؤدي الى غرفتها , لم يكنطيبا أطلاقا , بل كان متكبرا وقاسيا وأرادت أن تغادر بيته ! أرادت أن تبتعد أميالا , وغدا سوف تطلب من السيد فونسكا أن يرتب لها الذهاب الى مدريد بأسرع ما يمكن , هناك تحصل على عمل وتعيل نفسها , محاولة أن تنسى المركيز وقسوته بالأبتعاد عنه.
♪♪♪