منتديات مياسه - لمزيد من المواضيع الشيقه والهادفة اضغط هنا :
رياض المؤمنين ترياق الاحزان عندما تشعر بدوام الحزن والأسى كلامك قليل وصوتك منخفض شارد الذهن
تكاد تنعدم الابتسامة من على وجهك فقدت الرغبة في الحيـــاة ولا تستطيع مواجهة الواقع
تؤثر العزلة ولا تهتم بمن حولك تشعر دومًا بالإرهاق ونومك مضطرب
فكل هذه الأعراض تدل على إنك مصـــاب بالاكتئــاب
ذاك المرض العصري الذي ينتشر بسبب ضغوط الحياة اليومية التي لا تتحملها النفس البشرية،
ويؤدي إلى أمراض عضوية أخرى كارتفاع ضغط الدم والسكر وغيرها من الأمراض
فما هي الأسباب التي تدفع الشخص للوقوع ضحية لهذا المرض؟ وكيف ينجو منه
أسبـــــاب الحزن والاكتئــاب
1) الأحداث الأليمة التي تمر بالشخص في طفولته
2) الأحداث الأليمة التي تمر به في الحاضر
3) الصراع ما بين الطموح والواقع فكلما تصدم أحلام المرء بصخرة الواقع الأليم، أصابه الاكتئاب.
4) الإنفصام بين الواقع والقيم
5) شعور الإنسان بالغربة والعُزلة
6) الشعور بالملل والسأم
تلك بعض الأسباب التي قد تُصيب المرء بالحزن والاكتئاب، إذا لم يتحلى بالإيمان الكافي لمواجهتها
وهذا لا يمنع من وجود بعض الأحزان المشروعة
أحزان مشروعة
وهي الأحزان التي تعطي المؤمن طاقة إيجابية تدفعه للعمل على علاج أسبابها،
وليست كالأحزان التي تصيب المرء بالإحباط واليأس
ومن تلك الأحزان المشروعة:
1) حزن الإنسان وتألمه لإسرافه على نفسه
فحزن الإنسان وندمه على وقوعه في المعصية وتضييعه لحق الله تعالى عليه،
يدفعه للتوبة والإقلاع عن السيئات وهو من علامات الإيمان كما قال رسول الله "إذا سرتك حسنتك وساءتك سيئتك فأنت مؤمن"
[رواه أحمد وصححه الألباني، صحيح الجامع (600)]
وهذا الحزن سيدفعه للعمل على تغيير أحواله السيئة، حتى لا تضيع منه الجنة،،
2) الحزن على فوات أمر من أمور الدين
وهو حزن النفس على فوات الطاعة أو أمر من الأمور التي تقربها إلى الله تعالى،
وقد مدح الله فقراء المسلمين لحزنهم على فوات الجهاد قال {وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ
مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ}[التوبة: 92]
فحزن المرء لفوات الطاعة علامة على حيـــــاة القلب
وإذا لم تجد هذا الحزن في قلبك، فاعلم أن قلبك سقيـــم أو إنه قد مـــات،،
3) الحزن الإيجابي على المصائب والكوارث التي تقع بالمسلمين ومقدساتهم
عَن النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ "تَرَى الْمُؤْمِنِينَ فِي تَرَاحُمِهِمْ وَتَوَادِّهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ كَمَثَلِ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى عُضْوًا تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ
جَسَدِهِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى"[متفق عليه]
ومَنْ ينشغل بمشاكله الذاتية ولا يهتم بأمور المسلمين، فليس منهم
واحتراق قلبك على إخوانك المسلمين في كل مكان، يدفعك للنهوض والمرابطة على ثغور الإسلام لحمايتها،،
4) الحزن الإيجابي بسبب انصراف الناس عن الإيمان
فأقل ما يجب عليك أن تُنكِر بقلبك عند رؤيتك لعصاة المسلمين، فتشعر بالحزن لحالهم
وتدعو الله أن يهديهم. كل تلك الأحزان المشروعة توَّلِد لديك طاقة إيجابية وتكون في حد ذاتها جزء
من العلاج للمشاكل التي سببتها،،
ولقد ذُكِر الحزن عدة مرات في القرآن الكريم على لسان الأنبيــاء، كما ورد من قول نبي الله يعقوب في قوله تعالى
{قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ}[يوسف: 86]
فكيف تعامل الأنبيـــاء والصالحون مع الأحزان؟
كانوا يتعاملون معها من مقتضى طب الإيمان
لذلك نحن بحاجة لوصفة عملية نداوي بها أنفسنا من مرض الاكتئاب والحزن
تريـــــــاق الأحزان
أولاً: تريـــاق العقيدة
1) الإيمان بالقضاء والقدر
فأفضل تريــاق لأحزانك::
أن تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وأن ما أخطاك لم يكن ليصيبك
قال رسول الله "واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ولو
اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك بشيء إلا قد كتبه الله عليك جفت الأقلام ورفعت الصحف"
[رواه أحمد وصححه الألباني، صحيح الجامع (7957)]
فلا تحزن وتيقن أن قدر الله لا يأتي إلا بخيـر فاستعن بالله وحده وتوكل عليه،،
2) الإيمان باليوم الآخر
فذكرك للجنة والنار وعلمك أن الدنيا لا تعدِل عند الله تعالى جناح بعوضة، يهوِّن عليك الأحزان والصعاب
فإنما هي أيامٌ قلائل نقضيها في تلك الدنيا، ثمَّ نرحل عنها
فعلام الحزن والأسى؟!
3) الإيمان بأسماء الله تعالى وصفاته
ففي وسط الآلام والأحزان لا تنس حُسن الظن بربِّك المؤمن الرحيم الرحمن،
الذي يؤَمِّن عباده ويمنحهم الرحمة والحنان.
4) فهم المؤمن لحكمة الربِّ في المصائب والأحزان
فكُن على يقين أن الله تعالى إذا أحب قومًا ابتلاهم
والله سبحانه وتعالى يبتلي المؤمن على قدر إيمانه، كما قال رسول الله "إن أشد الناس بلاءً الأنبياء ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم"
[رواه الحاكم وصححه الألباني، صحيح الجامع (1562)]
وأنه سبحانه يُنزِل مع ما في البلاء من شدة قسطه من الصبر والرضا
ولا تنس أن في البلاء تكفيــر للذنـوب والخطايـا عَنْ النَّبِيِّ قَالَ "مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلَا وَصَبٍ وَلَا هَمٍّ وَلَا حُزْنٍ وَلَا أَذًى وَلَا غَمٍّ حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا
إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ"[متفق عليه]
ثانيًا: التقوى والعمل الصالح
قال تعالى {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً }[النحل: 97]
فالله وحده القادر على تبديــد أحزانك وإراحتك من اكتئابك، وحينها ستعيش الحياة السعيدة الطيبة الجأ إلى ربِّك وتبتل إليه، تنعم بنعمة الإيمان والطمأنينة التي لن تجدها مع أحدٍ من البشر،،
ثالثًا: التسبيـــح خاصة والذكر والدعــــاء
قال الله جلَّ وعلا لنبيه {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (*) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ}
[الحجر: 97,98]
وحثه على التسبيح خاصة؛ لأنه تنزيهٌ لله عن العيـــوب والإنسان لا يُصاب بالحزن والاكتئاب إلا بسبب ضعف إيمانه وكثرة عيوبه، فكأنه يسأل ربَّه أن يُطهِّره من عيوبه حتى يزول عنه الضيق والحزن.
وكان من دعاء النبي أن يقول "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ وَالْبُخْلِ وَالْجُبْنِ وَضَلَعِ الدَّيْنِ وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ"
[متفق عليه]
رابعًا: تقديـر اسوأ الاحتمالات والنظر إلى من هو اسوأ حالاً منك
إذا أُبتليت بالهموم والأحزان، انظر إلى من هو أشد منك بلاءً وحينها سيهون عليك بلاءك
خامسًا: الواقعية في النظر إلى الحيـــاة والبُعد عن النظرة المثالية غير الواقعية
سادسًا: تقديم حُسن الظن
سابعًا: تريــــاق الأمــــــل
قال تعالى في أرجى آيات القرآن
{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}
[الزمر: 53]
فدائمًا تذكَّر أن العسر لا يغلب يُسريين قال تعالى { فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (*) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا}[الشرح: 5,6]
وهنـاك بعض الأمور العملية التي ينصح بها علماء النفس كل من يعاني من الحزن والاكتئاب، ومنها:
1) ممارسة الرياضة وكثرة الحركـة
2) شُرب الشاي الأخضر
3) حُسن استغلال وقت الإجازات
وقد مَنَّ الله علينا بيوم الجمعة، الذي هو عيد المسلمين الأسبوعي وله شعائر خاصة من صلاة وذكر وتواصل مع الرحمن وفيه ساعة إجابة وفي كل ليلة ساعة يستجيب فيها الله تعالى لعباده
المؤمنين، فاحرص على التبتل لربِّك في تلك الساعة
وامنح نفسك إجازة من الدنيــا وهمومها
hp.hk lav,um