منتديات مياسه - لمزيد من المواضيع الشيقه والهادفة اضغط هنا : 
رياض المؤمنين 
مسجد الإمام الشافعى - القاهرة  
قبة  الإمام الشافعى وجامعه 608 هجرية الموافق 1211م. الإمام الشافعى هو   الإمام أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعى يجتمع نسبه لأبيه مع النبى -   صلى الله عليه وسلم - فى جده عبد مناف.
ولد بغزة سنة 150  هجرية الموافق 767م ودرس العمل فى صغره على الإمام  مالك  بالمدينة ثم استقل  عنه وواصل البحث والتدقيق وتفقه فى العلوم فكان  عالما  جليلا، وقد أسس مذهبه  المعروف باسمه فأقبل عليه الكثير من المسلمين  وقدم  لمصر فى أواخر أيامه  وتوفى بها سنة 204 هجرية الموافق 819م.
وعلى الرغم من قلة عدد  الأبنية الدينية التى خلفها سلاطين بنى أيوب فإن  ضريح الإمام الشافعى يعتبر  أقدمها أنشأه السلطان الملك الكامل الأيوبى سنة  608 هجرية الموافق 1211م  وأقام عليه قبة عظيمة.
ويضم هذا الضريح إلى جوار رفات الإمام الشافعى   رفات الأميرة شمسة زوجة  صلاح الدين الأيوبى ورفات العزيز عثمان بن صلاح   الدين كما يضم أيضا رفات  والدة الملك الكامل المتوفاة سنة 608هجرية الموافق   1211م.
وتبلغ مساحة الضريح من الداخل 15 فى 15 مترا تقريبا وبجداره  الشرقى ثلاثة   محاريب غلفت تجاويفها بأشرطة من الرخام الملون كما غلقت  طواقيها بالخشب   المنقوش ثم محراب رابع صغير أحدث لتصويب اتجاه القبلة وتكسو  الحوائط   الداخلية وزرة من الرخام الملون يتخللها ثلاث لوحات رخامية تشير  اثنتان   منها إلى تجديد قايتباى للقبة سنة 885 هجرية = 1480م وتشير الثالثة  إلى   تجديد الغورى وتنتهى بإفريز من الخشب المحفور بزخارف بارزة وتعلوه  منطقة   منقوشة ومذهبة من عمل على بك الكبير سنة 1186 هجرية = 1772م ثم طراز  خشبى   عليه كتابة كوفية يتخللها زخارف نباتية ويبرز منه ثمانية كوابيل خشبية    محفور عليها كتابة كوفية أيضا.
وتحمل هذه الكوابيل ثمان كمرات  مزخرفة تكون إطارا مثمنا أعد لتعليق قناديل   الإضاءة ويعلو ذلك أركان القبة  المشتمل كل منها على ثلاث حطات من  المقرنص  المنقوش يحصر بينها شبابيك من  الجص المفرغ المحلى بالزجاج  الملون.
وبوسط الضريح تابوت وضع على قبر  الإمام الشافعى  صنع من الخشب المحفور  بزخارف بارزة دقيقة وبكتابات كوفية  ونسخية جميلة  متضمنة آيات قرآنية  وتاريخ عمله سنة 574 هجرية الموافق 1178م  واسم الصانع  الذى صنعه.
ويجاور هذا التابوت تابوت آخر لا يقل أهمية  عنه حلى بزخارف جميلة وكتابات   نسخية تضمنت اسم والدة الكامل وتاريخ وفاتها  سنة 608 هجرية. ويعتبر هذان   التبوتان مع تابوت المشهد الحسينى السابق  الإشارة إليه من أدق وأجمل   النجارة العربية طرا.
ويتوصل إلى داخل  الضريح من باب مفتوح بالجدار البحرى حلى مصراعاه بزخارف   دقيقة محفورة فى  الخشب وكتب عليه أبيات من الشعر وتاريخ الإنشاء سنة 608   هجرية كما كتب هذا  التاريخ أيضا على عتب خشبى أعلى الشباك الغربى الذى   يتكون سقفه من قصع نصف  كروية داخل أشكال هندسية ويعتبر أول نموذج لهذا   النوع من الأسقف.
وتتألف  حوائط الضريح من الخارج من طبقتين: الطبقة السفلية بارتفاع 11 مترا   تقريبا  تحيط بها عصابة نصف دائرية يعلوها شباك معقود يتوسط كل وجهة من   وجهات هذه  الطبقة على يمينه ويساره صفتان معقودتان وتنتهى هذه الطبقة   بشرفة على هيئة  أشكال هندسية مضفرة.
أما الطبقة العلوية فقد ارتدت عن السفلية بمقدار  70 سنتيمترا تقريبا مكونة   ممرا خلف الشرفة آنفة الذكر. ويحلى وجهات هذه  الطبقة صفف مخوصة بينها   دوائر ومعينات مزخرفة يعلوها إفريز على هيئة أشكال  هندسية ثم شرفات مسننة   أوجهها مزخرفة.
أما القبة فمصنوعة من الخشب المصفح بألواح من الرصاص ركب بأعلاها قارب من النحاس يبرز منه الهلال.
وعندما  تخربت المدرسة الصلاحية التى أنشأها صلاح الدين الأيوبى بجوار ضريح الإمام الشافعى أنشأ الأمير عبد الرحمن كتخدا مكانها مسجد   سنة 1176 هجرية الموافق  1762/ 63م بقى إلى أن تصدعت أركانها فأمر  المغفور  له الخديو توفيق بتجديده  وتوسيعه فتم ذلك سنة 1309 هجرية الموافق  1891/  92م على طراز الجوامع  الحديثة التى أنشئت فى هذه الحقبة من الزمن  وهو  الجامع الذى نشاهده الآن  مجاورا للقبة.