إلا فؤادا بات متقـــــــدا
والـمـوت أرسل فـوقه ملكا
بسط الجنـاح لـيـخطف الـولدا
والأم جـاثـية ومقـلـتها
يـنهل مـنهـا دمعها بردا
لا صـوت يسمع فـي الـديـار سوى
زفراتهـا والأنس قد فقـــــدا
وإذا شقـيـقته الفتـــــاة وقد
كـانـت تعـانـي الدرس والجهدا
هـي مـثل عـمـر الـبـدر مكتـملا
نـورا تمــــــايل عطفهـا ميدا
جـاءت فشـاهدت الصغـير على
ذاك السـرير ولـيس فـيه جدا
صرخت: أخـي روحـي حـبـيبـي ما
ذا نـابك انطق وادفع النكـــــــدا
قـد كـنـت عـند الصـبح سلـوتـنا
والآن لا سلوى ولا رغــــــــدا
ورنـت إلى العـلـيـاء ضارعة
فرأت مـلاك الـمـوت قد رصدا
مـاذا تـريـد؟ أخـي وحـيـد أبي؟
دعه يعـش فـالأنس فـيه غـــدا
أما إذا مــــــا شئت تضحية
فأنـا أكـون عـن الشقـيق فدى
أحنى مـــلاك الـمـوت هامته
قـال اتبعـيـنـي واقطعي الأمدا
فـمشـت ومـر عـلى حديـقتها
حـيث الجـمـال يـموج متحدا
ورأت رفـيـقـات الـدروس كـمـا الـ
ـغزلان تقفز والسرور شـــــــدا
وبـدت ضمـامـات الزهـور على
أعـنـاقهـن صـففـنها عقــــدا
وتـمـثلـت قبرا يغـيبـها
ويضم مـنها ذلك الجســدا
فبكت وقـد رجفت جـوانحها
لا تبتغـي أن تتـرك الـبـلدا
أنـا لـي أب يحنـو عـلـي ولي
أم تذوب لفرقتـي كمــــــدا
أنـا لـي حـبـيب مد لـي يده
أأمد طـوعـا للـمنـون يـــدا
خـارت قـواي ومت مـن جزعي
فـاشفق عـلـي بحق من عبدا
قـال ارجعـي فـمضت وقد فرحت
عـاد الـمـلاك يظل مـن رقـــدا
auv Ygh tch]h 2013