|
أهلاً بكم في منتديات مياسه
في قسم
روايات - قصص - حكايات
وضمن منتديات
•][• منتديات الملتقيات الأدبيــــــــه •][•
التابع لـ منتديات مياسه
والذى يضم
محبرة شاعر - شعر - قصائد - poems
روايات - قصص - حكايات
خواطر - نثر - عذب الكلام
قصة كانت من أوائل تجاربي القصصية القليلة
أضعها بين محاجركم لعل وعسى أجد في تجربتي نجاحا يداعب استحسانكم.
أضعها كما هي منذ ولادتها.
ربما هي تجربة قبل 3 سنوات أو أكثر
أذن الله للشمس أن تقتل بقايا الظلام ليبقى النور المنتصر دوما, في حين
لا زالت العصافير تهبط وتقلع من تلك النافذة المغلقة في وجه الشتاء
القارس.
أحست بالأشعة الذهبية وشيئا من الدفئ ينبثق من الجدار الشرقي للغرفة.
قامت وبكل نشاط لتستحم وتحمل بعض كتبها الجامعية فاليوم يوم لقاؤهما في تلك القاعة.
راحت تتنقل في المنزل تنقلها أجنحة الفرح.
وما إن انتهت حتى توجهت للجامعة بكل ثقة وابتسام .لم تشعر بشيء إلا عندما أنطق
قلبها على لسانها باسمه سمع ندائها فألتفت خلفه فرآها مقبلة نحوه
وكأنها حورية تزفها الملائكة إلى أحضانه.
بادرته بالسلام فرد عليها وأردف قائلا: ما مدى جاهزيتك للاختبار؟
فردت تحرك حاجبها الأيسر) أوه أني على أتم استعداد
(يا رائد).
قال: سنرى إذن. هيا نتوجه للداخل لنأخذ أماكننا.
.دخل الدكتور ويحمل معه الأوراق يتنقل بين صفوف الطلاب
والأوراق تتلاشى من يديه شيء فشيئا إلى أن أتم توزيعها .فراح الجميع يخضع وينحني في وجه
الأوراق, يقرأها بعناية فهذه الورقة هي آخر ورقة سيشاهدها
طلاب القاعة فالفصل القادم سيكون مخصصا للتطبيق العملي لأنهم على عتبات التخرج.
وسوق العمل بحاجه لهذه الدفعة من الطلاب.
الساعة الآن الثامنة صباحا لم يبقى إلا نصف ساعة _شذى_تستنشق الهواء بعمق
منتشية , فرفع _رائد_ رأسه فغمزت بعينها إليه تومئ إلى الانتهاء من الحل مبتسمة
فجاوبها بغمزة الجواب
أنتبه الدكتور لهما توجه مباشرة إليهما ومن دون أن يلقي أي كلمة
سحب المستقبل
من أمامهما فراحت شذى تبرر الموقف ورائد كذلك والدكتور يقول: يكفي يكفي
دعوا البقية يركزون لأن الجميع أدار وجهه إليهما لأنهما كانوا في دائرة الضوء
بدت عيون شذى تتلألأ.
فقال الدكتور: أبقيا في المكان حتى انتهاء الوقت لأتمكن من التصرف معكما.
اقتربت الساعة من آخر دقيقة وهاهو آخر طالب يهم بالخروج .ما بقي إلا تهامس
الرفاق يدخل من الباب فقط.
بادرهما الدكتور بقوله: هيا نصعد إلى مكتبي لأكمل عملي معكما.
بادرهما الدكتور بقوله: هيا نصعد إلى مكتبي لأكمل عملي معكما.
(مشى الثلاثة مع بعضهم يتقدمهم الدكتور وبقية الطلبة الذين في الخارج
لا زالوا يتهامسون وأداروا النظر إليهم)
لكن كل واحد له نظرته الخاصة تجاه رائد وشذى.
فتح الدكتور باب مكتبة وأمر شذى بالدخول وقال لرائد أبقى في الخارج
أغلق الباب خلفهما ووقف رائد بالخارج تعتريه ألف فكرة وألف حسرة
بينما استقر الدكتور خلف طاولته وراح يطيل النظر في التي أمامه لم يدع زاوية في جسمها ما وقع عليه
بصره
(تحدث في نفسه, ما هذا يا شذى الشعر أسود طويل والعين بنية وحاجبها المنحني هنيئا لفارس أحلامك)
أفاق من توهانه فنطق سائلا شذى:
ما تفسير ما حدث؟
_أرجوك يا دكتور لا تفهما خطأ
(رد غاضبا):وكيف تريدين أن أفهم. وهل لدي قصور في الفهم
(اتجهت عيناها إلى الأسفل)
_حسنا أكملي.
_صدقني أنا انتهيت من الحل فرفعت رأسي لأطرد ما هو مكتوم في داخلي من أنفاس الأسئلة, فسقطت
عيني بعين زميلي فغمزت له بأني قد انتهيت وجاوبني الغمزة.
_حسنا رائد يا رائد أدخل.
سمعه فقفز أسوار حيرته ليفتح الباب ويكسرها, دخل وكأنه يريد أن يخلصها من بين يدي موت يحيط بها.
_تكلم يا رائد صف لي ما حدث.
فنطق رائد بدون أي تردد واصفا ما حدث كما قالته شذى.
تبسم الدكتور في نفسه: الحمد لله أنكما قلتما الصدق.
لكن أريد أن أقول لكما عليكما أن تلوموا أنفسكم أولا على ما حصل فأنتما كنتما في قاعة اختبار
لا يسمح فيها بأي سلوك مشبوه كذلك أنتما على أبواب التدريس فيجب أن تكونا القدوة وإلا ضاع
أطفالنا والسبب الغش والخداع, هذا درس لعلكما تستفيدان منه في الحياة العملية.
أذهبا الآن أتمنى لكما التوفيق.
(خرج الاثنان من المكتب قاصدين فناء الجامعة)
تجمهر الزملاء حولهما.فهذا يسأل كيف انتهت الحكاية؟ وذاك يقول ما فعلتما حتى سحب الأوراق
من أمامكما؟
ظل الرفاق يلقون وابل من الأسئلة منهم بقصد الاطمئنان ومنهم بدافع الفضول.
قضى الاثنان ربع ساعة بين الرفاق.ثم انسلوا من أمامهم متجهين ناحية المقعد بجانب تلك الشجرة
التي تتوسط أشجار الجهة الجنوبية لفناء الجامعة.
_آه يا رائد لا أصدق متى أنتهي من هذا الاختبار ويحدث لنا ما حدث
_(ابتسم )غدا ستكون ذكرى جميلة نتقاسم الحديث عنها.
_الحمد لله صفاء النية موجود. لكنك أنت لماذا تغمز لي
.
_هيي لا تلقي اللوم علي أنت من بدأ.
(ضحك الاثنان بعفوية ثم عم الهدوء بينهما)
لازال الهدوء سيد الموقف في هذه الأثناء أحست شذى بشيء يزحف ناحية يدها ويقترب أكثر شعرت
بدفئه ثم اشتبكت يدها بيد رائد التي تمكنت من الزحف إلى ما أرادت.
ظل الاثنين يتبادلان الصمت ويسبحان في خيالات متقاربة
.هبت نسائم حركت الأشجار فتساقط ما كان عالقا بالشجرة التي هم تحتها فكان بمثابة المنبه الحقير ليصحيهما من الأحلام الجميلة.
_هيا نمشي يا شذى.
_حسنا أوصلني إلى البيت, أريد أن أرتاح قليلا.وأوفي بوعدي لأختي الصغيرة بأن ألعب معها قليلا.
أوصلها رائد إلى المنزل وتوجه هو إلى منزلهم.
مرت الأيام ببطء شديد كأنها أيام من كوكب آخر, كان شبح النتائج مسيطر على الوضع وهاجس مكان التطبيق يزيد الطين بله.
وهاهي صبيحة يوم الأحد تنهض أمام الأيام بنشاط لتأتي ومعها الأفراح والسرور فالأحد موعد إعلان النتائج
التي أتت بما يشتهي الاثنين فالنجاح حليفهما والتطبيق داخل المدينة التي يسكنان.
انطلق شذى إلى منزلها لتجد أمامها في الصالة.
_أمي أمي لقد اجتزت المرحلة وها أنا سأطبق في تلك المدرسة التي تقع في الشارع الثاني.
_مبروك يا ابنتي سأتصل بوالدك لأخبره, لكن حدثيني عن زميلك رائد
_(شذى تنظر إلى الأعلى) وهو كذلك يا أمي نجح وتم تعيينه في مدينتنا.
_الحمد لله الذي اسعد هذا اليتيم وأمه الحبيبة كم أحب الحديث معها.
وفي الجانب الآخر وصل رائد إلى ذلك المنزل الصغير الذي يخلو من أي صوت ما عدا تلك الأم الحنونة التي تشاهد السماء وأبنها الوحيد.
فتح الباب وهو في قمة فرحه وينادي بأعلى صوته.
أمي أين أنتي.
فردت عليه بصوت هزيل: تعال أنا هنا في المطبخ.
بشراك يا أمي نجحت وتم تعييني قريبا من هنا ومن الآن أنا سأصبح مدرسا ولم يبقى سوى التخرج.
_ الحمد لله يا أبني (ترددت في الكلام لا تستطيع أن تنطق بشيء) فبادرت أبنها لتحضه ووضعته بين
كفيها وهو عاجلها بقبله على جبينها.
وأخذت تذرف الدموع بفرح.
_آه يا أبني كم تمنيت أن يكون ذلك النائم بين الموتى معنا ليت والدك يراك وأنت بهذه الفرحة العارمة.
(رأت أم رائد في عيني أبنها الدموع من جراء كلامها عن والده المتوفى وهو في سن الثالثة عشر),أرادت أ
ن ترسم الفرح على محياة من جديد فقالت: والآن حان الوقت لأقطف لك فتاتك الجميلة اليوم سأتصل
بأم شذى واخبرها بزيارتنا لها يوم الخميس القادم.
_أأ حقا يا أمي فقبل رأسها بفرح وانطلق إلى غرفته يعيش شيئا من أحلام اليقظة.
تم الاتفاق على يوم خطبة شذى لرائد وهو يوم الخميس.
باتت العائلتين تجهز لهذا اليوم فوالد شذى راح يزين البيت ليظهر مراسم فرحهم بهذا الفتى الجميل.
وشذى اشترت فستانا باهظ الثمن لخطبتها
وأمها والصغيرة(نرجس) يرتبون الصالة.
بينما رائد اشترى الهدايا وكل ما يحتاجه لذلك اليوم وذهب لمحل الذهب ليقتني خاتم الخطبة ويغلفه.
وفي زحمة الأمور طارت الأيام كالطيور المفزوعة من بندقية الصياد.
استيقظ رائد باكرا وتوجه ليحضر ملابسه من المغسلة وذهب إلى بائع الحلويات ليحجز ما يريد من حلى
وكعك. حتى انتهى وتوجه إلى البيت لتنازل وجبة الغداء. ثم ذهب إلى غرفة يطمئن على الهدايا ويتخيل نفسه
وهو يقدمها إلى شذى.
هذه الساعة الثالثة عصر.
_رائد يا بُني هيا قم أوصلني إلى بيت أبو شذى وأنا سأدخل ببعض الهدايا
ثم أنت تحلقني بعد نصف ساعة لأكون أنا قد أنهيت الحديث مع والديها
لكن هل تريد أن تحمل أنت الدبلة(خاتم الخطبة).
فرد عليها: أمي هل تريدين سرقة جزء من فرحي.
_خلاص أفعل ما تشاء يا ابني .
رائد ارتدى ملابسه النظيفة والعطر يحيط به أينما وقف.
أوصل أمه إلى بيت شذى وذهب يحضر الحلويات وكعكة الخطبة
وباقة الورد التي تزينت باللون الأحمر في الوسط ويحيط بها الأبيض بشكل دائري.
أخذ كل هذا من النص ساعة المحددة عشر دقائق في هذه الأثناء أتجه إلى بيت حبيبته ووقف بجانب
البيت حتى تنتهي النصف ساعة.
بينما في داخل البيت تتعالى القهقهات فالكل سعيد فقد تمت الموافقة على هذه الشركة المباركة وهاهي
شذى أضفت على فستانها جمالا أكثر مما هو عليه وشعرها الأسود مسترسل خلفها واللون الوردي يحيط
بشفتيها,لكن ما قيمته هذا كله من دون أن يراه رائد ويكمل فرحتها بدخوله.
شعر رائد بشيء من التعب فأسند رأسه على المقود وغفت عينه سريعا.
لازال الحديث والانتظار سيدا الموقف داخل البيت فقد انتهت النص ساعة
وتبعها نصف آخر, قامت شذى إلى غرفتها لتلقي نظرة على الخارج,
فأتت إلى أمها باسمة الثغر وتهمس في أذنها أنه عند الباب يا أمي,
قامت أمها تلقي نظرة فشاهدته وقالت لزوجها قم أصطحبه إلى الداخل
ربما هو خجول هذا اليوم.
نزل محمد والد شذى إلى الأسفل خرج من الباب واتجه إلى سيارة رائد
فرآه مسند رأسه على المقود فدق زجاج النافذة بيده لكن رائد كان في غفوة عميقة ربما.
فتح الباب ففاجئه جسد رائد يسقط من السيارة فراح يضرب على خدي رائد هيا رائد مابك استيقظ.
كانت أم شذى تنظر من النافذة فرأت الموقف فصاحت مفزوعة لا لا
فتجمهر البقية على النافذة فلما رأوا رائد ملقى على الأرض هرعوا إلى الأسفل والدموع تسبقهم سرعة. ماعدا أم شذى التي تناولت الهاتف لتطلب الإسعاف الذي لم يأخذ إلا ثمان دقائق وهاهي يرفع رائد وينطلق به إلى المستشفى.
أدخلوا رائد غرفة الإنعاش وتجمع حوله أربعة أطباء فقام أحدهم بجلب جهاز الصدمة الكهربائية لكي تنعش
دقات قلب رائد لكن كان التوقف التام أسرع من الصدمة ومعها حلقت روح رائد إلى أعالي السماء
فرجع الطبيب والكل ينتظر جوابه فقال: البقاء لله.
لم تتمالك أم رائد نفسها فسقطت على الأرض من الصدمة
وشذى واضعة يدها على عينيها والدمع أغرقهما, وشاع الخبر بوفاة رائد
وأنه سيدفن هذا اليوم بعد المغرب.
_اجتمع المحبين والأصدقاء داخل المقبرة يمشون خلف ذلك الجسد المحمول فوق الأكتاف يسيرون
به إلى مرقده الأخير.
وضعت جثته أما القبر.
فهاهي أمه تصرخ وتولول على شباب أبنها على الفرحة التي لم تتم أبدا.
وفي الجهة الأخرى شذى هاهي تتقدم نحو الجسد الملقى بجانب القبر.
مدت يدها لتكشف عن وجهه بان الوجه الأصفر لها وبانت عينه اليسرى المغمضة واليمنى المفتوحة قليلا.
فراحت تتحدث إليه:
رائد أنت لا تسمعني الآن رائد
حبيبي حتى في موتك عظيم ها أنت تغمض عينك عن الدنيا وتفتح الأخرى لتراني أنا فقط.
هيا قرب يدك ليدي وأمسكها الآن بحرية يا خطيبي , قبلني بتلك القبلة التي تحدثني عنها دوما, ها أنا أسمح لك الآن
رائد أنا لا أتحسر عن ما جرى لي إنما عليك أنت فقدت والدك في الصغر
وكنت تقول لي سأعوض معك أيامي الحزينة, لكن تموت ومع الأحزان الكبيرة والأفراح الصغيرة.
تقدم والدها ليبعدها عنه بعد أن سقت كفنه بالدموع وأبكت الحاضرين معها, قمت لا ترى ما حولها فسقطت في قبر محفور بجانب قبره فهرع والدها لانتشالها, فأخرجها وهي تبكي وتتألم وتقول: حتى القبر الذي بجانب رفض أن أموت بجوارك.
.النهاية .rwm a`n ,d,l hgqdhu
« قصه الفتاة | قصه شيء سيء » |