أهلاً بكم في منتديات مياسه
في قسم
روايات - قصص - حكايات
وضمن منتديات
•][• منتديات الملتقيات الأدبيــــــــه •][•
التابع لـ منتديات مياسه والذى يضم محبرة شاعر - شعر - قصائد - poems روايات - قصص - حكايات خواطر - نثر - عذب الكلام
هرولت مسرعا في بهو الفندق الشهير تلفت يمينا ويسارا حتي عثرت علي القاعة التي أقصدها (قاعة الأمراء) قلت في نفسي ساخرا (الأمراء ! هكذا يظن من يتزوج أنه أمير الحب تزوج أميرة الغرام ! سنرى). حاولت أن أغلق زرار البدلة الأوسط لكنني وجدت صعوبة في ذلك فتركته مفتوحا مرة أخري.
تحسرت علي وزني الذي زاد ورشاقتي التي صارت في خطر طبعا بسبب الأكلات الدسمة والفطائر التي تهواها زوجتي وتتفنن في صنعها ، والآن ما هو الحل : هل أخفف وزني باتباع نظام غذائي ورياضة أم أن الأسهل أن أغير تلك البدلة العريقة التي أحافظ عليها دائما للمناسبات وأضعها نظيفة مكوية في كيسها في الدولاب ، نفضت ترابا وهميا من عليها فتألق لونها الأسود اللامع.
كيف تؤثر فينا الأماكن ؟ الفندق رائع !!! كم أشعر بالخفة في النفس والجسد وها أنا أجري خفيفا ولا أجر جسدا مثقلا وكأنه كيس من الرمل كعادتي منذ سنوات ، فتحت باب القاعة لتسحبني بهجة الفرح للداخل ، ياه مساء الخير أيها الفرح.
منعت امتحانات الأولاد زوجتي من الحضور معي خاصة أن الفرح في الأسكندرية ، رنات مميزة أعرفها جيدا عزفت في جيبي تقول الرنات (وراك وراك لا تظن أنك تحررت).
تنهيدة كبيرة قبل الرد علي تليفونها واستعداد خاص لصراع ممتد يستنزفني ، ذهبت إلي آخر القاعة بعيدا عن ضجة الفرح لأسمعها.
أحفظها تماما الشئ الذي تود معرفته حقا لا تسأل عنه أبدا وتظل تلف وتدور بأسئلة ظاهرها الاهتمام والحب (كيف حالك يا حبيبي ؟)
ألتقط مضطرا طرف الحبل الذي سيلتف حولي ويعتصرني لآخر قطرة ، أرد (بخير الحمد لله)
ثم تتوالي الأسئلة (عمتك وداد حضرت الفرح طبعا كيف حال ابنتها الصغيرة المريضة ؟) يترجم عقلي السؤال بسرعة (هل حضرت الفرح ابنتها الأخرى الجميلة ؟ وهل حاولت التقرب منها أم اكتفيت بملاحقتها بعينيك ؟)
أرد (تعرفين الفرح منفصلا لم أر أحدا بعد)
تترجم إجابتي في عقلها (لا تظن أنك نجحت في الهرب مني) ثم تلقي بفخ آخر (من أيضا حضر الفرح ؟)
أقرر الإفلات بأي طريقة (لا أسمعك جيدا سوف أكلمك فيما بعد) ثم أغلق التليفون.
أصطدم بأحد المعارف، لم نتقابل منذ زمن وأجلس معه علي مائدة متطرفة نستعيد ذكريات الصبا والشباب.
نمزح ونضحك من القلب ثم نتبادل بعض الأخبار والنصائح من القلب أيضا.
أشعر بروحي المنكمشة في نومة غير مريحة وكأنها تستيقظ وتتمدد وتفرد أجنحتها مرة أخري تغزوني روح الشباب وعافيته ، ما زلت قادرا علي استعادة نفسي وإزالة الصدأ الذي غطاني.
أتذكرها في بداية تعارفنا جميلة رقيقة عذبة ، كانت تبتسم فقط ردا علي كلامي وكانت ابتسامتها المحبة تطير عقلي شغفا بها ، ابتسامتها اليوم باهتة صفراء ونظراتها تؤكد أنها تعلم كل شئ وأول ما تعرفه أن كل رجل مشروع خائن.
قلت لصديقي وقد وصلنا معا لمنطقة البوح : أين يذهب الحب بعد الزواج ؟
رد علي ردا مباغتا : ولماذا لم تسأل نفسك أولا هل ما زلت تحبها ؟
كان ردي : أبحث في قلبي عن بقايا حب ضاعت تحت ركام المشاكل.
قال : لا تصدق أن الحب مشاعر مجردة أو منحة تنزل علي رؤوسنا فتجعلنا سعداء ، الحب عمل ، مثل الدراسة والوظيفة والرياضة يحتاج منا أن نجتهد لتنميته والعناية به ، ألم تأخذ دورات متعددة لتحسين وضعك الوظيفي ؟
بالله عليك ماذا فعلت لإنجاح زواجك غير انتقاد زوجتك ورصد عيوبها ونقل إحباطك لها ؟ وهل تتصور أنك بذلك تحبها أو تدفعها لحبك ؟ اشتغل علي حبك.
عدت متأخرا لأجدها نائمة والطفلين في أحضانها وقد تناثرت كتبهم علي المائدة القريبة لقد ناموا جميعا أثناء المذاكرة استعدادا لامتحان الغد ، تأملتهم كم أحبهم وكم أشعر بانتمائهم الكامل لي ، بمجرد شعورها بوجودي تحركت وهي تحاول أن تجمع شعرها بيدها وتغزو ابتسامة محبة وجهها المفعم بآثار النوم ، قلت لها هامسا أكملي نومك يا حبيبتي أمامك غدا يوم طويل مع الأولاد ، نامت وهي تنظر لي بشئ من الامتنان ، نمت في سريري بهدوء وأنا أفكر في مشروعي الجديد: استعادة الحب الحقيقي في هذا البيت.