في هدوء الليل والسكون
بعد أن تغفو تحت قناديل السهر
جميع العيون
أهرب من ظلمتي إليك
من وحدتي المقيتة من الدجى
ألملم ذكرياتي على رصيف الأيام
تأخذني التناقضات والوقت يركض
وكأنه يتسابق مع جمال اللحظات
هاقد أقبل حبيبي موعد اللقاء
تجري الدقائق بتسارعٍ عجيب
تتدافع مثل أمواج البحر
كي تقبلَ جمرات الصخر
ترسلُ الشمس أشعتها إلى الأرض
لتزيدَ من لهيب الشوق
أحسست حينها بأنني للتو ولدت
احتل حبك قلبي وكل كياني
تغلغل رقراقاً عذباً في نفسي
تسرب في شفتي في جسدي
فشعرت بأن روحي ملكٌ لك
كبر هواك وتضخم في قلبي
حتى احتل مساحات الشوق
رغم أنك كنت الحلم الهش
وأمنية تتأوه على صدر الغياب
وانكسار لأشياء بت أفتقدها
واليوم أدركت حقيقتها
فتهاويت وتعثرت قدمي
تقترب مني تحضنني بصمت
تتشابك أيدينا تتعانق أصابعنا للحظات
يتقد فينا لهيب الحب
تتباعد عن بعضهما اليدين
وكل إصبعٍ كانت تبكي بشوق
للعودة مرة ثانية لتحضن يديك
كما يبكي الطفل الوليد
رميت الكون خلف عينيك
حتى عقلي لم يستطع التفكير
لأبعد من جمال تلك اللحظات
قد عجزت كلماتي بكل ما تحمل من روعة
عن تصوير ذلك اليوم
عندها أصبح كل شيء جميلاً محبباً لدي
فالطريق الذي كنت أمشي فيه وحيدة
غدا مفروشاً بالياسمين والنارنج
أصبحتُ أعشق أشعة الشمس
حين استقرت فوق حقول عينيك
وما زالت أحبكِ التي غرستها في أذني
تبكي الذكرى وتحرك الصمت بداخلي
يرقص قلبي من الفرح يرتعش جسدي
تحملني إلى حقول الغرام
هناك حيث أينع الهيام
ونضجت ثمار الهوى
فنقطف مالذ وطاب من الجوى
أسند رأسي إلى صدرك
يحتويني عطر أنفاسك
أغفو في تلك الجنان
تحيطني بيدي الشوق
فيتقد لهيب الحب
يغمرني عطرك الشذي
فتنمو حولي حدائق من الزنبق
تحلق في سمائنا فراشات ملونة
وعصافير تشدو ألحان المحبة
أستظل بفيء صدرك
أمضي أسعد اللحظات معك
وأدفن مابقي من عمري لديك